الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 53 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


ماسك نفسي منك بالعافية ياجلنار 
هتفت بانفعال غير مقصود بسبب الأجواء المشحونة بالتوتر من نظراته 
خلاص ياعدنان قولتلك آخر مرة ومش هاكله تاني متفضلش تبصلي بنظراتك دي 
اتسعت عيناه ببعض الدهشة من أنفعالها الغير مناسب لوضعها أبدا
تستخدم أسلوب الھجوم وهي في وضع الدفاع فتمتم بهدوء مزيف لا يزال يتحلى به أمامها 

صوتك ميعلاش عليا وخصوصا لما تكوني غلطانة 
جلنار بعناد 
أنا مغلطتش طلبت من عم حامد يجيبه عشان هنا وقولت إني لو اكلت واحدة مش هتعمل حاجة متوقعتش إن واحدة بس هتعمل كل ده أكيد بعدين إنت مهتم ليه مش فاهمة على العموم أي كان السبب شكرا على اهتمامك أنا بقيت كويسة دلوقتي ياريت تمشي بقى وتروح عند مامتك ومراتك
هذه المرة هدوءه لم يكن مزيفا حيث لاحت شبه ابتسامة على ثغره وهو يطالعها بنظرة متفحصة آخر كلماتها أظهرت له مدى سذاجتها رغبت في أن تظهر له نفورها من وجوده لكنها فعلت العكس ولم يفهم من نبرة صوتها الرقيقة سوى الغيظ 
جلنار بسخط من تجاهله كلامها وابتسامته 
بقولك امشي يا عدنان
قرر أن يلعب بالأوراق الرابحة مثلها حتى يتحقق التعادل في مبارة تكاد تخرج منها هي رابحة بكل مرة فقال بهدوء أعصاب مستفز وبعدم اكتراث جسده بمهارة لاعب محترف 
ده بيتي يعني اجي وقت ما أنا
عايز وامشي وقت ما عايز ثم متقلقيش وجودي مش هيأثر بحاجة عشان ممكن يكون عقلك خيل ليكي إني ممكن اقرب منك يعني أنا لو قربت منك فهيكون لسبب واحد وهو اللي اتجوزنا عشانه
التهبت عيناها بنيران الڠضب وتحول وجهها إلى جمرة جعلت منه أحمرا كالدم من الغيظ ولوهلة أحست بأنها تود التقاط كأس الماء الذي بجوارها وتلقيه عليه فتتخلص منه نهائيا جملته الأخيرة لم تكن تثير الڠضب بقدر ما استهدفت الإعماق فأوجعت بشدة 
وثبت من فراشها واقفة وثائرة ثم هتفت بقوة وثبات حاولت إظهارهم بصعوبة بعد جملته المؤلمة وبعينان كلها نقم واشمئزاز 
قصدك اليوم الأسود اللي اتجوزنا فيه أنا
عمري ما ندمت على حاجة في حياتي قد ما ندمت على إني استسلمت ووافقت اتجوزك تعرف أنا ندمانة إن سمحتلك تلمسني أصلا وبندم إن عندي طفلة منك كان نفسي أول بنت ليا تكون من راجل بحبه وبيحبني ويستحق إن مامتها تضحي بكل حاجة عشانه وعشانهم بس إنت متستهلش التراب حتى ودلوقتي متخيل إني ممكن اكرر الغلط مرتين واسمحلك تاني تقرب مني ويكون عندي طفل تاني منك يبقى بتحلم أحب اقولك إن إنت هتفضل النقطة السودا اللي في حياتي حتى بعد طلاقنا
تحولت الأجواء من الهدوء الممېت إلى الثوران حيث هب واقفا من مقعده وهتف بزمجرة صوته الرجولي وغيرة واضحة بعيناه 
وهو مين ده بقى الراجل اللي بتحبيه وبيحبك !
ابتسمت بسخرية ونظرة ڼارية كلها غل ثم قالت بتعمد في شراسة حتى تجعله يزداد اشتعالا 
حاتم مثلا !
تشنجت عضلات وجهه وتحول كوحش مفترس يستعد للهجوم على فريسته يعرف أن نطقت ذلك الاسم خصيصا لتزيد من غيرته أكثر 
ججذبها من ذراعها يقبض عليه پعنف ويقول بنظرة مرعبة أمام عيناها مباشرة وبصوت يشبه فحيح الأفعى 
عشان يكون في معلوماتك إنتي كنتي ليا وهتفضلي ليا وإن مكنتيش ليا ياجلنار مش هتكوني لغيري خليكي فاكرة ده كويس أوي
لا تنكر أن تهديده ونظرته اربكتها ظلت تنقل نظرها بين عينيه الثاقبتين لم تخطئ حين وصفته بالعقاپ يشبهه بكل شيء يمتلك نفس العينان الثاقبة والشموخ الذي يسبح في نظراته دوما صلب وقاس ولا يرحم لديه من الشراسة والقوة ما تكفيه ليكون في الصدارة ! 
انزوت نظرها عنه و دفعت يده بعيدا عنها في قوة ثم اتجهت إلى الحمام تاركة إياها يزأر كالأسد 
في صباح اليوم التالي
اتجهت فوزية إلى الباب وفتحت فوجدت أمامها صديقة مهرة وابنة حارتهم البالغة من العمر الرابعة والعشرون مثل حفيدتها فقالت ببشاشة 
أهلا وسهلا ياسهيلة ادخلي يابنتي 
دخلت وقالت بعذوبة 
متشكرة ياخالتي إنتي اخبار صحتك إيه ! 
بخير الحمدلله يابنتي والله جيتي في وقتك لاحسن البنت مهرة مجنناني من امبارح وشكله في حاجة ومش عايزة تقولي بس يمكن تقولك إنتي 
تنهدت سهيلة بضيق بعد تذكرها لما حدث بصباح الأمس فقالت بلطافة 
متقلقيش ياخالتي أنا هعرف مالها وهقولك هي فين 
أشارت فوزيه بيدها في اتجاه الغرفة متمتمة بقلة حيلة 
في الأوضة من وقت ما صحيت من النوم مطلعتش منها
طيب أنا هدخلها اشوفها وإنتي اعمليلنا كدا كوبايتين ليمون 
من إيدك الحلوة دي عشان نهديلها أعصابها بيهم
ضحكت فوزية بخفة وأماءت لها بالموافقة في صفاء بينما سهيلة فاتجهت إلى غرفة صديقتها وفتحت الباب دون استاذآن حتى ! فوجدت مهرة جالسة على الفراش بسكون 
قالت مهرة بقرف 
أنا برضوا قولت هو مفيش غير واحدة بس اللي
 

52  53  54 

انت في الصفحة 53 من 202 صفحات