الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 52 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


أمانة معاك في غيابي وإنت تتصرف بالإهمال ده
حامد بحرج وضيق شديد من نفسه معتذرا بصدق حقيقي 
حقك عليا ياعدنان بيه حضرتك عارف معزة الست هانم عندي إزاي ولا يمكن ارضى لها بالاذى أبدا والله أنا بس محبتش اكسر بطلبها بس اوعدك إن اللي حصل ده لا يمكن يتكرر تاني
رد عليه عدنان بزمجرة 
وأنا مستنيك توعدني اعتبر

دي أول غلطة ليك والغلطة التانية هتكون بحساب عسير
هو حامد رأسه بالموافقة بينما عدنان فاستدار وعاد للداخل حيث زوجته وابنته متوعدا لجلنار بعد أن تتحسن حالتها بسبب إهمالها في صحتها 
تمسك بهاتفها وتعبث به فقط دون أن تفعل أي شيء مفيد ملازمة غرفتها وفراشها منذ أيام ولا تخرج منها إلا قليلا وبدأت والدتها تستاء من وضعها وحاولت أكثر من مرة فهم حالتها المزاجية والتحدث معها لكن الرد لا يتغير بكل مرة أريد فقط البقاء بمفردي لبعض الوقت ماسبب عزلتها المفاجئة أو حتى مزاجيتها الغريبة لا تعرف لكنها تشعر أن ابنتها ليست بخير 
أما هي ففضلت الابتعاد لأيام عن الجميع وبالأخص عنه تريد جمع شتات نفسها المبعثرة واستعادة روحها المهدرة بڼار الهوى لسنوات هوى لم يجلب لصاحبه سوى الألم والشجن 
ستعاني وربما ستتعذب في محاولاتها التي ستجدها بائسة في بداية رحلتها
لكن يكفي إهدارها لمشاعرها وروحها ولن يكون هناك أيضا إهدار لكرامتها 
بينما هي تعبث في الهاتف على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي ظهرت صورته أمامها صورة التقطها بالمعرض بعدما انتهت جميع التجهيزات والافتتاح سيكون بعد غد كما تعرف 
توقفت للحظة تحدق بصورته تتفرس ملامحه الوسيمة ابتسامته الجذابة التي تزين ثغره لم تشعر بنفسها سوى وهي تتأمل في صورته هكذا حتى وجدت أصبعها يضغط على ملفه الشخصي وتقلب في ملفه تشاهد صوره الأخيرة 
طرقة واحدة على الباب ثم انفتح ودخلت والدتها
فأدركت ما تفعله بهذه اللحظة وأسرعت في إغلاق صوره وملفه الشخصي وتصنعت تصفحها لآخر الأخبار التي تظهر تلقائيا في صفحة الفيس بوك 
اقتربت ميرفت منها وجلست بجوارها على الفراش وهتفت بنفاذ صبر 
وبعدين يازينة هتفضلي حابسة نفسك في الأوضة كدا كتير 
زينة ببساطة 
لا ياماما ثم أولا أنا مش حابسة نفسي أنا بس حابة
اخد فترة استجمام مع نفسي بعيد عن الناس 
ميرفت بعصبية 
وأنا من الناس دي بقى ولا إيه !! 
ضحكت زينة بخفة وانحنت على أمها تحتضن وجهها بين كفيها وتلثم وجنتها بحب متمتمة 
لا طبعا وهو أنا اقدر أصلا ما أنا قاعدة معاكي أهو ياماما 
قاعدة معايا فين ده أنا مش بشوفك في البيت غير كام مرة في اليوم طول الوقت حابسة نفسك في الأوضة 
خلاص أنا آسفة وعد إني مش هقعد وحدي في الأوضة تاني حلو كدا 
تنهدت ميرفت بارتياح بسيط ثم قالت برضا 
أهاا حلو هتحضري افتتاح معرض آدم بكرا ولا كمان حابة تستجمي ! 
عاد العبوس يظهر على محياها وقالت بصرامة 
لا مش هحضر مش قادرة ومليش نفس الصراحة ابقى اعتذريله نيابة عني هو وخالتو 
رفعت والدتها حاجبها بحيرة وقالت بنظرة دقيقة 
اعتذرله نيابة عنك ! ياسلام وده من إمتى بقى ده إنتي كنتي معاه في كل التجهيزات وكنتي متحمسة أوي ليوم الافتتاح 
مش عارفة ياماما مليش مزاج احضر اعملي زي ما بقولك بس عشان خاطري 
اطالت ميرفت النظر في ابنتها للحظات بشك وبلؤم ثم اعتدلت في جلستها وقالت بحدة مصطنعة 
اممممم طيب قوليلي بقى إيه اللي حصل 
قهقهت وقالت ضاحكة 
ياماما يا لئيمة مفيش حاجة صدقيني أنا زي ما قولتلك عندي حالة مزاجية اليومين دول ومش عايزة اروح أي مكان
أصدرت ميرفت زفيرا حارا بعدم حيلة وقالت في نظرات حانية ومهتمة 
طيب ياحبيبتي خلاص مش هضغط عليكي بس متأكدة إن مفيش حاجة 
هزت راسها بالنفي وهي تبتسم بصفاء ثم انحنت معانقة والدتها في ثبات مزيف تتصنعه بصعوبة أمامها ابتعدت بعد لحظات عنها فتوقفت ميرفت وقالت بضيق على حالة ابنتها فكل ما قالته لم تصدقه واحساسها يخبرها بأن هناك شيء آخر تخفيه عنها 
طيب يلا تعالي ورايا عشان نتعشى مع بعض 
حاضر 
استدارت ميرفت وسارت باتجاه باب الغرفة وانصرفت فتنهدت زينة الصعداء بأسى ومسحت على وجهها بحنق ثم نزلت من الفراش واتجهت خلف أمها 
يجلس على مقعد أمام فراشها ويحدقها بعيناه الثاقبة بينما هي فتجلس على الفراش وتستند على ظهره وتتعمد مفادة نظراته المشټعلة 
رحل الطبيب منذ دقائق قليلة وقد املى عليها تعليمات صارمة وجادة حول عدم أكلها لفاكهة الموز مرة أخرى وأوضح لها أن كل مرة ستكون الأعراض اقوى وأشد امتثلت لتعليماته وسط محاولاتها لتفادي نظرات زوجها القاټلة 
أخيرا خرج صوته قاټلا الصمت المهيمن على الوضع بينهم بعدما تركتهم هنا وذهبت لفراشها حتى تنام 
أنا
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 202 صفحات