الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 54 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


تفتح الباب من غير أذن كدا إنتي يابت ابوكي وأمك معلموكيش إني في بيبان بتتخبط
الأول قبل ما تدخلي 
قالت سهيلة مازحة بضحكة جريئة 
لا اصل احنا عيلة متفتحة 
قصدك عيلة منحرفة 
ضحكت الأخرى ثم بلحظة وفي وثبة واحدة وجدتها تجلس أمامها على الفراش وتقول 
طيب بصي بقى أنا جيت عشان اقولك كلمتين وسد غطاهم بكرا في مشوار وهتروحي معايا عشان مش حلوة اروح وحدي أما مشوار إيه فهو مفاجأة 

ثانيا وده الأهم مش مهرة بنت رمضان الأحمدي اللي تفضل قاعدة في اوضتها ومتروحش شغلها عشان ست زي اللي اسمها بدرية دي قالت كلمتين ملهمش اي تلاتين لزمة
مهرة باستياء 
أولا أنا مروحتش الشغل عشان حد ثانيا أنا عرفتها مقامها كويس أوي واخدت حقي
سهيلة بانفعال على صديقتها 
اخدتي حقك آه بس كذابة إنتي منزلتيش الشغل عشان خاېفة من نظرات أهل المنطقة دي مش مهرة اللي أنا اعرفها عشان صحبتي واختي اللي متربية معاها طول ما هي معملتش حاجة غلط متخفش من اتخن تخين فيكي يا بلد ولو حد قال كلمة تحط صباعها في عينه
اشاحت مهرة بنظرها عنها للجهة الأخرى وهي تهز قدميها بغيظ وحړقة ثم قالت بصوت خاڤت 
إنتي عايزة إيه يعني دلوقتي ياسهيلة 
سهيلة بابتسامة عريضة وبشراسة 
عايزاكي تقومي تلبسي وتروحي شغلك وتمشي وإنتي رافعة
راسك ومتقلقيش وراكي رجالة هنا يعني أي حد لسانه هتيعوج بالكلام عليكي في ضهرك هنقطعهوله
وتجهزي نفسك كمان مقدما لطلعة بكرا عشان دي مش أي طلعة
طلعة إيه ! 
خليها مفاجأة احسن أو هي مش مفاجأة انا مش عايزة اقولك عشان عارفاكي فقرية ولو قولتلك هتقولي مش هروح 
يعني إنتي عارفة إني لو عرفت مش هروح ورغم كدا عايزة تاخديني 
سهيلة بمزاح وطريقة كوميدية 
آه أصل أنا بعيد عنك بنت لزقة بلزق زي
الغرى كدا في البني آدم هتقولي مش هروح هفضل اون فوق دماغك لغاية ما تخبطيني بحاجة فوق راسي وبرضوا مش هيأثر فيا 
قصدك جبلة يعني ! 
بظبط كدا عليكي نور قولتي إيه بقى هتروحي أكيد صح ! 
اطالت مهرة النظر فيها بنظرات مشټعلة من الغيظ فتوترت الأخرى وقالت صائحة پخوف 
الليمون ياخالة فوزية بسرعة
طرقت عدة طرقات خفيفة على الباب حتى سمعت صوته وهو يسمح للطارق بالدخول فتحت الباب ودخلت فوجدته جاهزا للخروج ويجلس على الأريكة الصغيرة بغرفتة الواسعة ويمسك بهاتفه يتطلع إليه كأنه ينتظر اتصال من أحدهم 
فسألته بحنو 
إنت مخرجتش ليه ياحبيبي 
آدم بخفوت 
مستني مكالمة ياماما وبعدين همشي
تحركت نحوه ثم جلست بجواره وغمغمت بنبرة تحمل في طياتها اللؤم 
طيب أنا عايزة اتكلم معاك في موضوع مش هياخد دقيقتين
ظن أن الأمر هاما وجادا حيث ثبت كل تركيزه عليها وقال باهتمام 
خير ياماما اتفضلي 
أسمهان بابتسامة خبيثة 
أنا لقيت ليك العروسة اكتر واحدة مناسبة ومفيش بنت هتكون احلى منها أو هتحبك زيها 
تلاشت ابتسامته تدريجيا من بداية كلامها وعندما وصلت لآخر كلمة فهم من هي الفتاة التي تقصدها فهتف منفعلا برفض تام 
الفكرة دي مرفوضة تماما بنسبالي واللي بتفكري فيه ده لا يمكن يحصل 
أدركت أنه فهم هوية الفتاة فقالت بعصبية مماثلة له 
ومرفوضة ليه يا آدم إنت هتلاقي فين بنت تحبك زيها وبنت خالتك يعني اكتر بنت مناسبة ليك
استقام واقفا وصاح 
ماهي المشكلة إنها بتحبني وللأسف أنا عارف وحاولت اكتر من مرة ابادلها نفس المشاعر بس مش قادر ولو سمحتي ياماما متحاوليش تقربيها مني بأي شكل من الأشكال أنا مش عايزها تتعلق بوهم وبحاجة مش هتحصل وياريت كمان لو تطلعي موضوع جوازي ده من دماغك أنا قولتلك وقت ما الاقي البنت المناسبة ليا هاجي بنفسك واقولك إني هتجوز
هبت أسمهان واقفة وهتفت بسخط 
وياترى البنت اللي هتختارها دي هتكون زي اختيارات اخوك كدا ولا إيه يا أستاذ 
ضحك من وسط نيرانه الملتهبة ثم هتف بخفوت مريب وبنظرات ڼارية مثبتها على عينان والدته 
خلينا متفقين يا أسمهان هانم إن فريدة هي الاختيار الغلط لكن جلنار هي أكتر واحدة مناسبة لابنك وأنا وإنتي عارفين كويس أوي سبب كرهك ليها وده بيأكد ليا حاجة واحدة إنك لسا 
لم تدعه يستكمل بقية عبارته حيث هوت بكفها على وجنته وصاحت پغضب 
اخرس إنت بتقول وبتفكر كدا أخص يا آدم أخص
ثم ألقت عليه نظرة أخيرة وهي تراه لا يزال يزيح بوجهه للجهة الأخرى بسبب صڤعتها له و يتطلع أرضا استدارت واتجهت لخارج الغرفة بأكملها وبينما كانت في طريقها إلى الأسفل ارتفع رنين هاتفها فنظرت إلى الشاشة تقرأ هوية المتصل وأجابت بدون تردد 
أيوة ياعدنان 
عدنان بحزم 
فريدة موجودة في البيت ياماما 
أسمهان بقرف وخنق 
أيوة مرزوعة
 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 202 صفحات