الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 139 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


أو تسمع رده حتى استكملت عاقدة ذراعيها أمام صدرها 
وحاجة تاني كمان 
لم تسمع منه أي رد فقط رأت قسمات وجهه متطلعا لها ببعض الدهشة رافعا حاجبيه كأنه ينتظر منها أن تبدأ في طلبها الثاني أو أمرها بمعنى أدق فأخذت هي نفسا عميقا وتطلعت في عيناه بقوة تجيبه بثقة 
تعتذر من حاتم 
هنا وفيها إيه لما تعتذر منه أنت غلطت في حقه والمفروض تعتذر 

خرجت منه صړخة هادرة پغضب حقيقي هذه المرة 
جلنار متختبريش صبري ومليون مرة اقولك متجبيش سيرته قدامي خليني هادي معاكي كدا افضل
حاول 
وأنا كمان مليون مرة اقولك متلمسنيش شيل إيدك
أحكم قبضته عليها أكثر بعند وقربها منه أكثر
مبتسما بشيطانية فقالت هي محذرة أياه 
عدنان ابعد عني 
هز رأسه بالرفض في استمتاع فاستشاطت غيظا ورفعت قدمها تضغط على قدمه بقوة بحركة تلقائية منه لانت قوة قبضته عليها فدفعت يده وهمت بأن تغادر مسرعة لكنه لحق بها وجذبها إليه وكان على وشك أن يبحر بها للحظات على طريقته الخاصة لكن طرق ابنتهم على الباب وسط صوتها الرقيق قطع اللحظة 
بابي مامي 
دفعته جلنار بكامل قوتها ترمقه شزرا ثم استدارت وفتحت الباب
لابنتها فتقابلها بابتسامة متصنعة ثم تمر وتعبر من جوارها مغادرة اقتربت هنا من أبيها الذي حملها فوق ذراعيه وهمس بضيق من توقيتها الخطأ دوما في القدوم 
دي تاني مرة ياهنايا كدا هبدأ أشك إنك متفقة مع أمك 
ردت عليه بعدم فهم وبراءة جميلة 
مش فاهمة يا بابي 
عدنان
متنهدا بعدم حيلة 
اجمل بابي من اجمل هنا في الدنيا
ارتفعت ابتسامتها لشفتيها الصغيرة ولفت ذراعيها حول عنق أبيها تعانقه بقوة فيبادلها هو العناق لاثما شعرها ووجنتيها بحب 
في تمام الساعة الثامنة مساءا 
كانت أسمهان تجلس بغرفة الصالون على مقعدها الوثير تمسك بيدها كتاب تقرأ به في تركيز وبيدها الأخرى كوب عصير فراولة طازجة رفعت نظرها عن الكتاب عندما سمعت صوت الباب ينفتح وفور رؤيتها لعدنان الذي دخل واغلق الباب خلفه تركت الكتاب وقالت بحنو وسعادة 
اهلا ياحبيبي تعالى 
تحرك باتجاه الأريكة الواسعة المقابلة لمقعدها وجلس فوقها متطلعا لأسمهان پغضب دفين فضيقت عيناها بحيرة وسألته 
مالك ياعدنان ! 
لوى فمه بحركة تلقائية منه حين يكون مستاء وهتف بحزم 
ممكن تفهميني إيه اللي عملتيه امبارح ده ياماما !!! 
توترت في باديء الأمر وسرعان ما تخطت الأمر تجيبه بتصنع البراءة 
عملت إيه امبارح ! 
عدنان بعصبية بسيطة 
ماما إنتي فاهمة قصدي كويس هل التصرفات دي تليق بيكي يا أسمهان هانم أنا عارف إنك مبتحبيش جلنار بس متوصلش بيكي للدرجة دي اللي عملتيه امبارح ده ملوش غير تفسير واحد هو إنك معملتيش حساب ليا نهائي ده إهانة ليا أنا قبل ما يكون كره منك لجلنار 
تأثرت قليلا بتوبيخ ابنها لكنها لم ترضخ حيث صاحت بسخط تخفي ورائه اضطرابها من كشف مخططها 
هي قالتلك إيه بنت الرازي وكمان إنت صدقتها وجاي تحاسبني !!
عدنان بانفعال بسيط 
أنا مش بحاسبك أنا بقولك إنك غلطتي وغلطتي في حقي أنا عايزة تخليني أشك فيها وأنها هي
كمان پتخوني ! إنتي آخر شخص اتوقع منه تصرف زي ده يا أمي
لان قلبها وحزنت على ابنها فنهضت من مقعدها وتوجهت نحوه تجلس بجواره وتملس على كتفه بحنو هامسة في اهتمام 
ياحبيبي إنت وأخوك اغلى حاجة عندي صدقني بنت نشأت دي ملهاش آمان أنا عايزالك الخير واشوفك مبسوط ومرتاح مع زوجة تليق بيك وبينا لكن جلنار دي آخر واحدة تنفع تكون زوجة ليك
هز رأسه بخنق ونفاذ صبر ثم أمسك بيدها التي فوق كتفه ينزلها برفق ويهتف بلهجة صارمة وصلبة 
بنت نشأت دي مراتي وأم بنتي وكمان أم حفيدتك والمفروض تعتذري منها على اللي حصل امبارح لما تعتذري منها ده هعتبره تقدير ليا كأنك بتعتذري مني أنا ده طبعا لو أنا فارق معاكي !
ثم استقام واقفا واكتفى بتوديعه لها من خلال نظراته قبل أن يستدير وينصرف تاركا إياها تشتعل كجمرة الڼار من الغيظ 
الفصل الثامن والعشرون 
وضع المفتاح في قفل الباب واداره مرتين لليسار ثم دفع الباب بهدوء ودخل بمجرد ما أن تخطو قدمه لذلك المنزل يشعر بدمائه ترتفع وتبدأ في الغليان من الڠضب قاد خطواته تجاه غرفتها وفتح الباب بالمفتاح ثم دخل 
بمجرد ما إن فتح الباب ورأته وثبت واقفة من الفراش وهرولت نحوه تتشبث بملابسه وتهتف متوسلة 
عدنان أخيرا جيت ابوس إيدك طلعني من هنا أنا ھموت مش قادرة استحمل 
دفعها بعيدا عنه بنفور من لمستها فسقطت فوق الفراش القى عليها نظرة مشمئزة قبل أن يستدير ويغلق الباب من الداخل عليهم انهمرت دموعها وهي تتابعه يسير نحو المقعد المقابل لفراشها بمعالم وجهه أقل ما يقال
 

138  139  140 

انت في الصفحة 139 من 202 صفحات