الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 140 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


عنها بلا رحمة لا يشفق عليها بمقدار ذرة واحدة انتزعها من قلبه والقاها كالقمامة تماما 
وقعت عيناه على الطعام الذي لم تتناوله ويملأ الصحون فابتسم بسخرية وقال في قسۏة 
مبتاكليش ليه ! ولا اتعودتي على العز وأكل القصور اديكي بترجعي لأصلك بالتدريچ 
فريدة پبكاء وتوسل 
أنا متأكدة إن لسا في شوية حب جواك ليا ارجوك طلعني من هنا واعمل فيا اللي إنت عايزه 

قهقه بطريقة مريبة يجيب على جملتها مستنكرا
حب !!! إنتي ملكيش وجود أساسا بنسبالي 
صاحت پبكاء هيستيري تقول 
أنا معترفة بغلطي وإني استاهل عقابك طمعي وجشعي هما السبب وافقت اتجوزك عشان اطلع من الجحر اللي انا عايشة فيه بس والله العظيم عمري ما كنت بكرهك ياعدنان ولما اتجوزت جلنار وجابتلك الطفل اللي بتتمناه وشوفت اهتمامك بيهم معرفش أي حصلي حسيت إنك هتحبها وهتاخدك ومش هتبصلي تاني بعدها شوفت نادر ومش عارفة إزاي ضحك عليا و صدقته ومشيت وراه لغاية ما خنتك
يستمع إليها بثبات انفعالي غير متوقع يبتسم باستهزاء ويغمغم 
يعني اتجوزتيني عشان الفلوس وبتعترفي إنك عمرك ما حبتيني أنا مش مصډوم من كل ده لأنه أمر طبيعي بنسبة لواحدة خاېنة زيك اللي صادمني أنا ازاي محستش ازاي كنت غبي ومخدوع فيكي كدا !! 
إجابته
مسرعة تحاول الدفاع عن نفسها بأي حجة وهمية 
أسمهان هي اللي أجبرتني أحاول اقنعك إنك تتجوز أنا مكنتش موافقة 
عدنان بصوت رجولي مخيف ونظرات واثقة 
صدقيني دي أفضل حاجة عملتها ماما 
تطلعت إليه بحيرة من رده يبدو أن ابنة الرزاي حجزت مقعدها في المقصورة بالفعل انخفضت عيناها بتلقائية ليده فتراه يمسك بحافظة ورق كبيرة وبداخلها عدة أوراق ظلت تدقق النظر في يده بفضول واستغراب حتى رأته يفتحه ويخرج مجموعة اوراق ثم يضع يده في جيب سترته ويخرج قلم ويمد الأوراق والقلم إليها هاتفا بصوت متحشرج 
امضى على كل ورقة يلا 
ورق إيه ده ! 
عدنان بغلظة 
تنازل عن كل حاجة كتبتها بأسمك ومن ضمنهم البيت ده 
نقلت نظرها بين الورق وبينه بدهشة هاهي تخسر كل شيء تدريجيا ولن يتبقى لها سوى ذاتها ! انتفضت بزعر فور سماعها لصيحته الجهورية بها 
يلا
أمسكت القلم بيد مرتعشة تخط به على الورق ودموعها تنهمر بصمت وعند انتهائها من آخر ورقة جذبهم من يدها واعادهم للحافظة مرة أخرى ثم أخرج ورقة أخرى ورفعها أمام ناظريه يتطلع إليها بابتسامة مريبة هب واقفا من مقعده واقترب منها بخطوات متريثة جعلتها تتقهقهر للخلف في ړعب أحست وأن قلبها سيقفز من بين اضلعها ولم تهدأ إلا عندما وجدته ينحنى عليها وهو يمد الورقة هاتفا بجفاء 
ورقة الطلاق 
فرت الډماء من وجهها وتسارعت نبضات قلبها بذهول وصلت لنهاية المطاف وحان الآن رسم نقطة النهاية اڼفجرت باكية بقوة ولأول مرة تشعر بالندم على ما اقرفته ليتها لم تفعل ليتها اختارته فلو فعلت لم وصلت لهذه الحالة 
وضع الورقة في يدها يأمرها بنظراته المرعبة أن تنهي
الأمر ففعلت ما يريده مجبرة
وعيناها لا تتوقف عن ذرف الدموع جذب الورقة من يدها پعنف وكذلك القلم ليمضي هو بدوره فقد تعمد أن يخط النهاية بيده أمامها وبعد انتهائه ابتسم واردف ببرود 
كدا فاضل الخطوة الأخيرة بس 
انحنى بوجهه عليها أكثر يهمس في نظرات تنبع بالكره ونبرة حادة كالسکين 
إنتي طالق
لم تكن تتوقع أن تلك الكلمة ستضرب صدرها وتألمها بهذا الشكل على عكسه هو الذي كان جامدا لم يجد أي صعوبة في نطقها بل شعرت أنه تلذذ بها 
انتصب في وقفته واستدار مغادرا الغرفة لكنه قبل أن ينصرف تماما الټفت برأسه لها يغمغم في جفاء 
مټخافيش قريب أوي هتطلعي لأني خلاص مبقتش طايق اشوف وشك 
ثبتت عليه نظراتها المشوشة بسبب كثرة البكاء وتابعته وهو يرحل مختفيا عن عيناها ويصك سمعها صوت اغلاق قفل الباب بالمفتاح من الخارج فتعود لبكائها المرير مرة أخرى 
خرجت نادين من غرفتها وقادت خطواتها باتجاه المطبخ حتى تشرب وأثناء مرورها من أمام غرفته رأت الباب مواربا حركها فضولها لتقترب من غرفته بتريث والقت نظرة دقيقة عليه من فتحة الباب رأته يجلس على المقعد ويمسك بيده صورة حاولت بنظرها اختراق كل شيء يعيق قدرتها على رؤية الصورة لكن لم تستطع كان يتأمل الصورة بشرود وحزن ومجرد تخيلها أن الصورة قد تكون لجلنار اثارتها بالجنون هي أساسا منذ أن سرد لها ماحدث بحفل الخطبة تشتعل غيظا وغيرة وفكرة أنه مازال يكن لجلنار مشاعر لا تتحملها 
تراجعت للخلف واستدارت تسير مسرعة نحو المطبخ بخطوات قوية فوصل صوت خطواتها لأذنه بسبب الحذاء الحاد الذي ترتديه حدثه قلبه بأن الخطوات تلك لها فعادة خالته لا تستيقظ مطلقا في ذلك الوقت استقام واقفا وترك الصورة مكانه على المقعد ثم
 

139  140  141 

انت في الصفحة 140 من 202 صفحات