حكاية بقلم ندى محمود
الحمدلله اليوم ده كنت جاية من فرح وكنت مشترية أكل كتير وحلويات فضلت اتسلى عليهم وانا محپوسة لولا كدا كانوا دخلوا لقوني انتقلت لرحمة الله من الخۏف بس تع
كتم على فمها بيده وهتف بحدة وانفعال بسيط
هشششش ايه راديو !! أنا مالي إنتي هتحكيلي قصة حياتك
تطلعت إليه بعينان مضطربة قليلا وانزلت يده تبتسم ببلاهة مغمغمة
مش عايز اعرف يامهرة
زمت شفتيها بقرف وردت عليه متذمرة
دي مش اخلاق مديرين على فكرة
لم يعطيها اهتمام وتجاهلها بينما هي فانتبهت للجاكت الذي يرتديه وسرعان ما هدرت بعفوية
بس حلو الجاكت الجلد ده تعرف أنا كان معايا واحد زيه بس اااا
مهرة
ابتلعت بقية الكلمات في جوفها ومطت شفتيها بيأس ومضض ثم اشاحت بوجهها للجانب الآخر وهي تتمتم بصوت غير مسموع
عدو البهجة بس يلا هستحمله عشان وسامته
بينما آدم فتأفف بعدم حيلة مغمغما بينه وبين نفسه
أنا اللي جبته لنفسي والله
انفتح باب المصعد وخرج هو أولا يسير بخطوات سريعة تجاه مكتبه هرولت هي خلفه تنده عليها بتلقائية
توقف
على أثر صوتها يسمعها تهتف باسمه لأول مرة الټفت لها برأسه فضحكت هي ببلاهة بعدما أدركت ما تفوهت به للتو وغمغمت بخفوت يحمل القليل من الإحراج
بيه !!
تحدثت بجدية وامتنان حقيقي مع ابتسامة صافية فوق ثغرها
شكرا يعني إنك وافقت توظفني
رأت ابتسامته اللطيفة تظهر على وجهه أخيرا وهو يوميء برأسه لها كرد على شكرها دون أن يتحدث بادلته هي الإبتسامة حتى استدار وأكمل طريقه فاستدارت هي الأخرى
تتجول أمامه منذ الصباح بطبيعية وبرود يثير الأعصاب تتجاهله وتتصرف بأسلوب جديد مستفز وهو لا يتمكن من احتجازها حتى يضع حد لما تفعله يكتم غيظه منها بصعوبة ولا يستطيع حتى الاقتراب منها بسبب وجود هنا
عيناه لا تنزل عنها في كل خطوة تخطوها تلازمها نظراته المشټعلة والمتوعدة انتبه لاختفاء صغيرته فهب واقفا واتجه لغرفتها رآها تجلس فوق فراشها ومن حولها العابها تلعب بهم باندماج ابتعد من أمام غرفتها واندفع لجلنار يقبض على ذراعها ويجذبها معه للغرفة دفعها برفق للداخل ودخل خلفها ثم اغلق الباب ليسمعها تهتف باستياء وعدم فهم
تقدم نحوها بأعين ملتهبة فتقهقرت للخلف بتلقائية حتى اصطدمت بالحائط خلفها لا تنكر أن حالته الغريبة اخافتها قليلا لم تكن تتوقع إنه سيغضب هكذا وجدته يستند بكفه على الحائط بجانب رأسها وينحنى عليها يهتف أمام وجهها وحرارة غضبه تشعر بها في وجهها
أنا اللي المفروض اسألك إيه اللي بتعمليه ده !!!
إنتي في أوضة وأنا في أوضة ! ده مين اللي طلع القرار ده !
جلنار بثبات وحزم
أنا
عدنان بصوت غليظ
بس أنا مش موافق
هدرت ساخرة بعصبية
وأنا مخدتش رأيك مش عايزة اقعد معاك في أوضة واحدة وأكيد مش هنتظر موافقتك
صاح بها مستاءا
يعني غلطانة وقوية
كمان !
صړخت منفعلة
أنا مش غلطانة وإنت عارف مامتك هي اللي خططت ومكنتش أعرف إن حاتم موجود في الأوضة أساسا
مسح على وجهه متأففا پغضب هادر واجابها بنفاذ صبر
وأخرة تصرفاتك دي إيه يعني !!
سنحت لها الفرصة لتتلذذ به على طريقتها حيث عقدت ذراعيها أمام صدرها وهدرت بشموخ
تعتذر مني
ليه !
كان سؤال شبه استنكاري منه فردت عليه بقوة
عشان اللي عملته امبارح مثلا !
عملت إيه !!
بروده استفزها فصاحت به مغتاظة
تشدني في ايدك زي الحيوانات وتزعق فيا وتبهدلني وأنا مليش ذنب إيه ده كله ومعملتش حاجة تستحق إنك تعتذر عليها !
سكت لثواني وهو يحدق بها بنظراته الثاقبة وبالأخيرة هتف باقتضاب من أسلوبها الفظ يحقق لها ما تريده
حقك عليا أنا اتعصبت عليكي فعلا امبارح
هزت رأسها بالرفض تخفي ابتسامتها المنتصرة وتجيب عليه بجفاء
تؤتؤ أنا آسف مش حقك عليا
عض شفاه السفلى بغيظ مكتوم وكور قبضة يده ثم ضربها على الحائط بجانب رأسها في خفة رغم أنه يرى نظرات التحدي والسعادة في عيناها إلا أنه غمغم كالمجبور
أنا آسف حلو كدا !!!
هزت رأسها بالنفي متمتمة في ثبات
لا اعتذارك وحدك مش كفاية
عدنان قاطبا حاجبيه باستغراب
امال عايزة إيه
هدرت بابتسامة صفراء تضمر خلفها المكر
مامتك أسمهان هانم تعتذر مني
وقبل أن ترى ردة فعله على ملامحه