حكاية بقلم ندى محمود
بتلعثم ملحوظ وهي تلملم الأوراق
أي طيب أنا راح روح حط هاي الأوراق بالمكتب عندي مشان ما يضيع منها شيء
لاحظ هو ارتباكها وتوترها ولم يعلق اكتفى بالابتسام وهو يوميء لها برأسه مغمغما
تمام
ثم تابعها بنفس ابتسامته وهي تلملم الأوراق وتندفع لخارج المكتب مسرعة فور مغادرتها زدات ابتسامته اتساعا بتلقائية وهو يعلق نظره على أثرها بشرود
أيوة يا رائد
رائد باستغراب
برن عليكي من الصبح بدري مش بتردي ليه !
فركت رأسها پألم وتمتمت بتعب
نزلت أنا وماما وسمر نشتري حجات عشان الخطوبة والتليفون كان في الشنطة ومسمعتهوش
طيب إنتي مال صوتك كدا !
زينة بخفوت وهي تلقي بجسدها على الفراش وتجيبه وهي مغمضة عيناها بتذمر طفولي
سمعت ضحكته العالية في الهاتف وهي يجيبها بحنو
معلش يازوزوا ماهو عشانا حتى أنا مشغول جدا بس خلاص فاضل يومين الحمدلله وفي علاج بجيبه للصداع هبعتلك اسمه في رسالة جبيه وهيخفف معاكي خالص
زينة بصوت يغلب عليه النعاس
رائد بدفء
طيب ياحبيبتي ارتاحي ونامي وشوية بليل كدا هبقى اكلمك تاني
تمام سلام
ودعها والغى الاتصال ثم ألقي بالهاتف بجواره دخلت أمه الغرفة واقتربت منه تهتف بتساءل
كنت بتكلم زينة ولا إيه يا رائد
هزت رأسها بإيجاب ثم رتبت على كتفه وتمتمت باسمة بحنو
ربنا يصلح حالك يابني وتهدى شوية
على حس الخطوبة والجواز بدل ما إنت تاعبنا معاك أنا وأبوك
رائد بحنق
إن شاء الله ياماما بلاش اسطوانة كل يوم دي بقى
نرمين بعدم حيلة
طيب يلا غير هدومك
وتعالى عشان الغدا جهز
حاضر
متسطحة على فراش صغير نسبيا يتسع لجسدها الضئيل ونائمة وهو يجلس على مقعد أمام فراشها لكن على مسافة بعيدة قليلا منها ويمعن النظر في وجهها الملائكي الهاديء وهي نائمة على العكس تماما عندما تكون مستيقظة وكأن تلك الفتاة الشرسة والمچنونة أصبحت أخرى وهي نائمة
فتحت عيناها ببطء ثم حركت عيناها في حركة دائرية تتفحص المكان النظيف والجميل الذي يشبه المستشفى !! ثم مالت برأسها الجانب فرأته يجلس على المقعد فزعت وهتفت بهلع
قولا من رب رحيم
رد عليها ببرود
إيه شوفتي عفريت
مهرة وهي تتلفت حولها بارتيعاد بسيط
أيوة أنا فين وإنت بتعمل إيه هنا !
اغمي عليكي وجبناكي على المستشفى
وسهيلة فين !
طلعت برا تكلم جدتك تقريبا لأنها مبطلتش رن عليكي
سكتت لوهلة تمنع نفسها من تذكر الأحداث الأخيرة حتى لا ټنهار مرة أخرى واعتدلت في الفراش وانزلت قدمها منه تهم بالقيام وهي تقول
أنا لازم اروح تيتا مش هترتاح غير لما تشوفني
أمسك بيدها في تلقائية حتى يمنعها من الوقوف وهتف
هتمشي بس اصبري ترتاحي شوية عشان متشوفكيش بالمنظر ده
نفرت يدها عن لمسته بسرعة في زعر وارتيعاد لاحظه في نظرتها فسحب هو يده فورا وهتف معتذرا
أنا آسف مقصدش والله إنتي كويسة
انتصبت في جلستها بشموخ وردت بثبات مزيف وقوة متصنعة
كويسة معاش ولا كان اللي يعرف يأذيني بس ورحمة أمي ما هسكت عن حقي
أنا بلغت البوليس وكلها كام ساعة وهيجبوه والست اللي من منطقتكم دي ابقى اتصرفي إنتي معاها بقى
لمعت عيناها بشړ الاڼتقام عندما تذكرها لبدرية وقال بوعيد
ده أنا هخليها تقول حقي برقبتي وهعرفها مين بنت رمضان الأحمدي على حق
سكتت فجأة وانتبهت أنها تتحدث مع نفس ذلك الذي كانت تبحث عن اسمه في مواقع التواصل وتشاهد صوره فطالعته بعدم فهم ودهشة متمتمة
إنت بتعمل إيه هنا !!
ضحك رغما عنه وهتف بنفاذ صبر
إنتي بتفقدي الذاكرة ولا إيه ! أنا اللي جبتك المستشفى يامهرة
ايه ده يا حلاوة وعارف اسمي كمان ! اعترف إنت طلعت معجب وبتراقبني في صمت صح !
رمقها آدم بذهول وعدم فهم مضيقا عيناه في حيرة من تلك الفتاة لكنه لم يتمكن من منع ضحكته التي انطلقت وهو يجيبها مستنكرا
معجب إيه إنتي هبلة يابنتي بعدين إنتي مش كنتي لسا مڼهارة وبتعيطي قبل ما نجيبك المستشفى لحقتي ترجعي لطبيعتك امتى
ظهر العبوس والأسى على محياها ثم اطرقت رأسها أرضا وغمغمت
بيني وبينك أنا بحاول اتناسي اللي حصل يعني بمثل قدامك بس اقنعتك مش كدا !
اه اقنعتيني ده إنتي بني آدمة غريبة !
غريبة بس قمر
ضړب كف على كف