الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 106 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


ما تبيعني عشان مصلحتك وفلوسك
نشأت بخزي وصوت مبحوح 
عندك حق أنا غلطت وكنت استاهل كل حاجة واستاهل عقابك ليا بس كفاية يابنتي عشان خاطري سامحيني
ياريت بس مش قادرة اسامحك للأسف إنت حتى محاولتش تثبتلي ندمك وتطلقني من عدنان 
نشأت باندفاع وبصدق 
مطلقتكيش منه عشان بيحبك وهو قالي وطلب مني اديله فرصة يصلح علاقته بيكي 

التزمت الصمت للحظات في دهشة بسيطة قبل أن تهتف بعدم تصديق وحدة 
مش مصدقاك ولا مصدقاه عدنان عمره ما حبني ولو قالك كدا يبقى كان بيخدعك عشان تبعد عن طريقه 
كان على وشك أن يجيب عليها لكنها أسرعت وهتفت هي تمنعه من استرسال الحديث 
كفاية انا زهقت ومبقتش قادرة اسمع كذبكم إنتوا الاتنين انسى إن ليك بنت يا نشأت الرازي
انزلت الهاتف من فوق أذنيه وأغلقت الاتصال ثم ألقت به فوق الفراش وهي ترفع أناملها تخللهم بين خصلات شعرها في محاولات بائسة منها حتى لا تبكي وعندما التفتت بجسدها للخلف رأته يقف عند الباب يستند بكتفه عليه عاقدا ذراعيه أمام صدره أدركت أنه سمع كل حديثها فرمقته باشمئزاز وهتفت في ڠضب 
كذاب 
لوى عدنان فمه ومصمص شفتيه بهدوء مريب ثم انتصب في وقفته وابتعد عن الباب واغلقه بحرص شديد حتى لا تخرج أصواتهم لأذن صغيرتهم بالخارج ثم الټفت لها وتقدم إليها في خطوات ثابتة وهادئة تماما حتى أصبح في مقابلتها مباشرة وهتف بصوت رجولي غليظ وخاڤت 
إنتي عايزة تطلقي ليه !!
استنكرت سؤاله وضحكت ثم هتفت ساخرة 
يمكن مثلا عشان مش عايزة اعيش مع راجل مش بيحبني !
أجابها بثبات انفعالي يحسد عليه 
ويعني هي كلمة بحبك اللي هتخليكي تنسي الطلاق ده !!! 
كان يعرف ردها قبل أن
يسأل السؤال وبالفعل طالت نظرتها إليه بصمت حتى قالت بقسۏة وعناد 
لا 
بدا صوته أكثر وداعة لكن ازدادت صلابة
نظراته إليها وهو يجيب عليها 
طيب امال عايزة إيه بظبط ! 
جلنار بسخرية وقوة تليق بها 
أكيد مش بعد ده كله هقولك أنا عايزة إيه المفروض تعرف وحدك بس هيفيد بإيه حتى لو عرفت خلاص فات الآوان
مرت من جانبه وهمت بالانصراف لكنه قبض على ذراعها ليوقفها واقترب منها ثانية ثم تمتم في صوت رخيم 
وفات الآوان ليه !
عشان مهما عملت ياعدنان هفضل مصممة على الانفصال برضوا
استفزته بشدة جملتها لكنه نجح في تمالك أعصابه وانحنى على وجهها يهتف بحدة 
وانتي مهما تعملي أنا برضوا هفضل رافض الانفصال 
صاحت به مستاءة في غيظ 
ليه عايزة افهم ليه طالما مش بتحبني مش عايز تطلقني ليه 
قابل انفعالها وصياحها عليه بالصمت والجمود في الملامح وهو
يقف كالصنم التي لا حياة فيه وهي تستمر في التحديق به وبعيناه تبحث عن ثغرة تنفي كلامها لربما تفسر سبب رفضه لتركها ولكنها لم ترى سوى ثلوج المشاعر وانعدامها لم ترى اي من الكره أو الحب فقط الجمود الذي ينجح به في كل مرة بمهارة 
ادمعت عيناها وردت عليه مغلوبة على أمرها 
مش بترد ! اقولك أنا ليه عشان أناني ومتجبر
انتظرت أن تقابل ردة
فعل منه ولكنه لا يزال يقف كما هو بنفس السكون فهزت رأسها باستهزاء واستدارت وسارت مغادرة الغرفة بأكملها 
بمدينة كاليفورنيا 
كان يجلس على مقعده أمام مكتبه بغرفته الخاص به في الشركة وتجلس نادين على المقعد المقابل للمكتب وهي تتفحص بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل فرفع هو رأسه ونظر لها متمتما 
أنا حجزت الطيارة لمصر على بكرا جهزي نفسك 
رمقته بذهول وهتفت بشيء من الاستياء 
بس أنا ما خبرتك إذا راح سافر معك أو لا على أي أساس بتحجزلي معك ! 
حاتم باسما بلؤم 
ما خبرتيني بس كانت واضحة زي الشمس إنك موافقة وعملتيلك شويتين قدامي قال هفكر !
اتسعت عيناها بدهشة من رده عليها وأنه كان يفهمها منذ البداية لكنه تصنع الحماقة رسمت ملامح الڠضب على محياها حتى تنقذ نفسها من الموقف المحرج وقالت بعناد 
لا مو موافقة 
رفع حاجبه باستنكار وهو يبتسم باتساع ثم هدر ضاحكا بمشاكسة يقلدها في الكلام 
بلا ولدنة 
نادين بغيظ 
عم تتريق مو هيك !! 
أبدا هو أنا اقدر بلاش بس عناد وقولي حاضر بسكات عشان كدا كدا هتروحي 
اشتعلت نظراتها وهبت واقفة ثم انحنت عليه وهي مستندة بكفيها على سطح المكتب وتهتف بكره مزيف 
تعرف شيء أنا كتير بكرهك ياحاتم 
كتم ضحكة عالية كانت ستنطلق منه وأجابها بابتسامة عريضة وببرود مستفز 
ميرسي ياحياتي وأنا كتير بحبك والله
فرت من وجهها وتزايد تدفق هرمون الادرينالين في جسدها فور سماعها لاعترافه بحبها حتى لو لم يكن يقصد ذلك الحب الذي تكنه هي له لكن الكلمة كفيلة لتبثعرها كليا ! انتصبت في وقفتها وهتفت
 

105  106  107 

انت في الصفحة 106 من 202 صفحات