الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 26 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

أجابها بتعقل وهدوء
محدش هيقدر يقولي حاجة بعدين أنا اللي هتجوز هو فاروق بيه هيتجوز معايا ولا أنتي مش واثقة فيا 
ضحكت بخفوت وحذر خوفا من أن يستمع إليها أحد وأجابته مسرعة بهدوء
لأ طبعا متقولش كدة أنا واثقة فيك أنا بس مش عاوزة مشاكل 
هي لم تثق بأحد سواه في الدنيا بأكملها تراه رجل حقا به جميع الصفات التي تجعله رجل تثق به وتستند عليه واثقة تماما أنه سيتحملها ويظل معها بلا ملل سيتحمل جميع الأشياء التي تنقصها هي لن ترى مثله في حياتها 
طالعها مبتسما بهدوء ليجعلها تطمئن وأجابها بثقة
لا مټخافيش مفيش مشاكل أنتي بس وافقي 
كانت لازالت خائڤة مترددة لم تريد أن تظلمه معها تود اقترابه منها وحنانه عليها بالطبع لكنها أيضا تخشى أن تظلمه معها لذلك لم تستطع الرد عليه فضلت الصمت 
كان يعلم ما تفكر به جيدا لذلك مسك يدها بحنان وعاد حديثه مرة أخرى ليجعلها تثق به
رنيم أنا مفيش حاجة فارقالي والله العظيم غيرك بعدين أنتي لو موافقتيش أنا كدة عمري ماهتجوز خالص وإلا كنت عملتها من زمان يرضيكي متجوزش بذمتك دة أنا حتى بعرف اشيل اوي 
ضحكت بصوت صاخت متذكرة تلك الكلمة لأول مرة عندما أخبرها بها وبعدها رفعها فوق ذراعه عاليا تاهت داخل عينيه بضعف واومأت برأسها بصمت وهي لازالت تائهة لم تستطع تحديد موقفها لكنها تود البقاء معه طيلة حياتها القادمة متمنية أن يظل بجانبها هو ولم يمل منها وهلة واحدة 
لكن في ماذا تفكر تلك الحمقاء هو يمل منها لو كان سيفعلها كان فعلها عندما كامت بعيدة عنه لكنه انتظرها رغم علمه من استحالة وجودها معه لكنه ظل على أمل عودتها له 

تحدثت مديحة بمكر أمام فاروق بعدما تأكدت من عدم استماع أحد اليهما
يعني إيه يافاروق اللي المحروس ابنك عمله أنت هتسكت عاللي حصل 
تنهد پغضب عارم فآخر شئ يود استماعه الآن هو حديثها الذي سيجعل غضبه يزداد أجابها بحدة مشددا فوق كل حرف يتفوهه لها
مديحة اهدي شوية أكيد مش هسكت ولا هوافق على كل دة بس لازم افكر كويس عشان أعرف اتصرف 
مصمصت شفتيها وأضافت ساخرة بتهكم
هتتصرف ولا هتمشيله اللي هو عاوزه طول ماجليلة معاه وواقفة في صفه 
مديحة بلاش كلامك دة بعدين جليلة ملهاش دعوة بكل اللي بيحصل مش كل شوية تجيبي

سيرتها 
شعرت بالغيرة والڠضب من دفاعه عنها فتمتمت بحدة هي الأخرى
مش هجيب سيرة السنيورة جليلة هانم بس جواد لو متجوزش أروى فيها كلام تاني هيزعلنا كلنا مش بنتي اللي هيتعمل فيها كدة 
تنهد بضيق مشيرا لها نحو الباب پغضب يغلى بداخله مردفا بلهجة حادة حازمة
مديحة انا بقول تخرجي دلوقتي عشان مش فاضي اتفضلي وأنا هتصرف 
خرجت شاعرة بالڠضب وعدم رضا عالمة أنه لن يستطع فعل شئ أمام جليلة بالتحديد متذكرة كيف عارضهم على كلية الشرطة لكن جليلة نجحت في النهاية لجعل الأمور تهدأ وتغيير رأيه شاعرة بالڠضب منها خوفا من إفساد مخططاتها 
جلست جليلة بتوتر تحاول التحدث مع فاروق لتجعله يوافق ويتراجع عن رفضه
يافاروق جواد عاوزها حرام نحرمه منها وبعدين مصمم ومش هيسيبها سيبه يجرب دي حياته 
صاح بها رافضا بعدم اقتناع لحديثها المدلل كما يرى
يعني إيه انتي واعية للي بتقوليه ياجليلة دي متجوزة قبل كدة وغير دة كله في الآخر عاوزة جواد الهواري يتجوز واحدة زي دي دة جنان 
رغم خۏفها من عصبيته وغضبه السريع تحدثت مرة أخرى بتوتر
ي يافاروق طول ما أنت بترفض كدة هو مش هيسمع كلامك جواد مش عيل دة راجل ليه حق يختار مراته زي ماهو عاوز ويجرب هو عاوز دي يجرب معاها لو مرتاحش خلاص مش هيحصل حاجة
صمم على رفضه التام المانع لأي محاولة منها لتغيير رأيه أو التأثير عليه
جليلة كلامك دة مش هيعمل حاجة بلاش انتي توافقيه وتسانديه المرة دي أنا مش موافق يبقى الجوازة دي مش هتتم ابدا 
لن تستطع الصمت لعلمها بمدى إصرار جواد تلك المرة فتمتمت بخفوت وحزن
لأ يافاروق دة مش عيل عشان تقول كدة ابنك راجل وليه حق يختاربعدين لو متجوزش البت دي ممكن يسافر وانا مقدرش استحمل بعده عني لحظة واحدة بلاش تقسى عليه يافاروق سيبه يجرب لو نجح أو فشل الحوار راجعله كدة كدة دة ابنك وأنا عارفة انك عاوز سعادته هو شايف أن سعادته معاها يبقى بلاش نقف احنا ونمنعها 
شعر بالڠضب بعد استماعه لحديثها المتمرد عما يريد وغمغم بشرود حاد يملؤه الڠضب وعدم الاستسلام والخضوع لذلك الأمر لكنه غير واع لما يتفوهه أمامها
ماهو مش بعد كل اللي عملته عشان ابعد البت دي عنه من زمان يجي يتجوزها دلوقتي لأ مستحيل 
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
هبت جليلة واقفة تطالعه بعدم تصديق بعد استماعها لحديثه الذي أردفه بعدم وعي أيعقل أنه زوج رنيم ل عصام رغم علمه بمشاعر ابنه لها هو قاسې إلى هذا الحد 
طالعته بذهول متسائلة بعينيها بدهشة لكن عندما طال صمت أردفت متسائلة پصدمة
فاروق أنت بتقول إيه 
أجابها متلجلجا بتوتر بدا عليه زاجرا ذاته پعنف عن خطأه الغير مقصود
م مفيش يا جليلة بتكلم في العاملة السودا اللي ابنك عاوز يعملها في نفسه وفي العيلة 
لم تقتنع بإجابته بالطبع هي استمعت إليه عالمة مقصد حديثه جيدا هو أردف بذاته أنه فعل كل ذلك للتخلص منها وإبعادها عن جواد هل هو تخلص منها عن عمد حديثه لن يوضح سوى ذلك كيف استطاع أن يفعل ذلك كان هو السبب الرئيسي في ۏجع قلب ابنه ولما كل ذلك 
وقفت قبالته پصدمة عينيها مثبتة عليه بعدم تصديق وتمتمت متسائلة مرة أخرى بجدية تامة
فاروق أنت قولت إنك عملت كل دة قصدك إيه بكلامك بلاش تخبي عليا
غمغم يجيبها بجدية حازمة محاولا إظهار الأمر بلا مبالاه لينهي حديثه معها
هخبي ايه يا جليلة ما تركزي في كلامك 
لم تقتنع بحديثه وطريقته تلك المرة لم تنهي الحديث مثلما يريد بل أصرت على فهم الأمر وغمغمت هي متسائلة تلك المرة بجدية
أنا ركزت في كلامي يا فاروق وعشان كدة بتكلم انت قصدك تجوز رنيم لعصام وعارف بمشاعر جواد ناحيتها صح طب ليه ليه عملت كدة فيه
لم يستطع أن يظل صامت عالما أنها علمت الأمر فإنكاره بلا جدوى أجابها بجدية ولهجة حازمة مشددة لينهي الأمر كعادته
اه يا جليلة وعملت كل دة عشان ابنك ومصلحته هيروح يتجوز واحدة زي دي انتي ناسية دة جواد الهواري ياخد واحدة يستحقها مش واحدة زي دي فالآخر بعد دة كله عاوز يتجوزها 
تذكر كيف فعل كل ذلك حقا بعد علمه ملاحظته بمشاعر ابنه لها مقررا التخلص منها لكنه فكر جيدا كيف سيفعلها عالما إصرار ابنه الشديد لذا قرر التفكير في زواجها من عصام للتخلص منها نهائيا وضمانه بصمتها مما سيحدث لها من عصام المړيض رغم رفضها الشديد لتلك الفكرة لكنه أجبرها على الزواج عنوة عنها بعدما هددها بسجن عائلتها بعد إمضاءهم لوصولات أمانة رغما عنهم 
طالعته جليلة بذهول غير مصدقة فعلته هو حقا حطم قلب ابنه بفعلته كيف استطاع فعل شئ هكذا تمتمت بضعف بعدما اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن لما حدث لابنها وشعر به
حرام يافاروق حرام عليك هو مش عاوز غيرها ماتسيبه

يجرب هو انت هتختارله حياته كفاية يافاروق كفاية تقهر في قلبه لغاية كدة ما أنت بعدتها عنه أهو وبعد كل دة رجع عاوز يتجوزها كفاية اللي عملته لغاية كدة أنا مش هسمحلك تدمره بعمايلك 
صمت لوهلة يفكر في حديثها ويفكر فيما سيفعله هل حقا سيستسلم ويوافق على زواج ابنه من فتاة مثلها أم يظل هكذا
أردف پغضب عارم مسيطر عليه من حديث زوجته
يعني أنتي موافقة أن ابنك يتجوز واحدة زي دي هي دي اللي عاوزاها لابنك 
أجابته بجدية مأومأة برأسها أماما متمنية فقط راحة ابنها وقلبه الذي عانى كثيرا بنيران الإبتعاد القاسېة عليه والحزن الذي ملأ قلبه
اه يا فاروق موافقة طول ماهو موافق أنا مليش اني ارفض حياته لازم هو يختار كفاية تتعبه أكتر من كدة عشان خاطري يافاروق كفاية اللي عملته لغاية كدة كفاية تعب ليه وزعل 
أسرعت تتشبت في ذراعه بحزن متمنية أن تنجح في تغيير رأيه على الرغم من صډمتها به وبفعلته لم تعلم كيف استطاع أن يحرمه منها عالما بحبه الشديد لها كانت دوما تكذب حديث جواد عندما يخبرها أن والده السبب في ابتعادها عنه تخبره أنه لن يحرمه من سعادته التي يريدها لكن الآن تأكدت أنه استطاع فعل ذلك بابنه 
صمت فاروق ولم يبدي أي رد فعل يفكر فقط بصمت عالما معنى نظراتها المصوبة له المليئة بالحزن والعتاب من قس وته على جواد لكنه فضل الصمت 
في الصباح 
أردف فاروق بجدية تامة حازمة بعدما فكر فيما سيفعله طوال ليلته لم ينم من فرط التفكير المسيطر على عقله لمستقبل ابنه
جليلة روحي الحقي جواد قبل ماينزل خليه يجيلي المكتب عاوز اتكلم معاه 
طالعته بقلق ملأ قلبها خوفا مما سيفعله ومما سيحدث بينهما تمتمت بخفوت وتوتر
ف فاروق انت عاوزه ليه ما تستنى شوية تكون فكرت وهديت عشان خاطري 
رمقها بنظرات حادة أخرستها وغمغم مكررا حديثه مرة أخرى بعصبية غاضبة
هو في ايه سمعتي اللي قولته روحي خليه يدخلي المكتب جوة 
تركها وسار بشموخ بخطى واسعة وجسد متشنج خشيت هي مما سيحدث خوفا من حدوث مشاجرة بينهما 
دلفت غرفة جواد الذي كان يعد ذاته للذهاب إلى عمله ابتسم بهدوء ما أن رآها مغمغما بجدية
إيه ياماما ياحييبتي في حاجة
اومأت برأسها أماما بقلق وعدم اطمئنان طغى عليها جعلها تشعر بالخۏف متمنية من ربها أن يمر الأمر بسلام تمتمت ترد عليه بخفوت وتوتر
أبوك عاوزك تحت ياحبيبي مستنيك في اوضة المكتب 
تنهد بتعب عالما جيدا ما يريده والده وحديثه القاسې معه الذي لا يريد استماعه لكنه اومأ برأسه أماما بضيق متمتما باستسلام عنوة عنه
ماشي يا أمي ماشي هنزله 
أستوقفته مسرعة قبل ذهابه إليه متمتمة پخوف ولازال القلق ينهش في قلبها
ج جواد حبيبي عشان خاطري براحة كلمه بهدوء وحاول تقنعه وبإذن الله مش هيحصل حاجة أنا كلمته امبارح 
ابتسم أمامها بهدوء ليجعلها تهدأ وتطمئن قليلا مدركا ما تشعر به من خوف وقلق وغمغم يجيبها بثقة واتزان مربتا فوق كتفها بحنان
مټخافيش مش هيحصل حاجة المهم أنت متقلقيش نفسك 
همهمت تجيبه بهدوء بينما جواد استكمل طريقه بخطى واسعة متجها نحو مكتب والده الذي
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 58 صفحات