الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 27 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

طالعه بصمت لعدة لحظات من دون أن يتفوه بأي شئ 
قطب جواد جبينه متعجبا لصمته وجلس أمامه بضيق مغمغما بنفاذ صبر وجدية
هو في حاجة هنفضل قاعدين كدة أنا ورايا شغل ومش فاضي انهاردة
أجابه بتهكم ساخرا مشددا فوق حديثه بحدة
بس فاضي تتجوز بس صح ليا أنا مش فاضي لكن لجواز البت دي فاضي 
تنهد پغضب عارم غير راض لحديثه لكنه حاول التحكم في ذاته مسيطرا على إنفعالاته أمامه ورد بجدية
مش كدة اكيد فاضي ليك بس يعني قاعدين ساكتين مش بنتكلم حتى فعاوز أعرف في ايه
رد عليه بحدة وحزم وقد انتفخت أوداجه ڠضبا من أفعال ولده الغير مرضية له ولتفكيره
وأنت مش عارف في إيه عاوز أعرف ايه اللي حصل امبارح وازاي تقول كدة من نفسك 
رد عليه بتهكم وجدية محاولا إخفاء غضبه
هو أنا عملت حاجة غلط عاوز اتجوز زي كل الناس ما بتتجوز 
ضيق عينيه وأضاف بجدية وتعقل محاولا هو الآخر التحدث بهدوء حتى يستطع النقاش معه
وأنت عارف أن أنا نفسي تتجوز أكتر من أي حد وفاتحتك كتير أوي في الموضوع دة أنت اللي دايما مش راضي 
اومأ جواد بجدية مؤكدا حديثه وغمغم يرد عليه بهدوء شديد
أه يابابا وأنا اهو وافقت وبعملك اللي أنت عاوزه وهتجوز 
سأله بمكر محاولا الوصول لما يريد بطريقة أخرى بدلا من الشجار المتواصل بينهما الذي ينتهى دوما بلا جدوى
وطالما أنت بتعملي اللي عاوزه كدة ليه متتجوزش أروى بنت عمك حلوة وجميلة ومن مستواك كمان وهتفهمك بسهولة 
أردف يجيبه بجدية محاولا إنهاء الحديث الثقيل على قلبه والذي مل منه
أروى زي أختي أنا مش شايفها غير كدة وأنا عاوز رنيم مش هتجوز غيرها 
رمقه بنظرات حادة تعكس مدى غضبه

من حديثه وإصراره برنيم وهدر به پعنف متسائلا
واشمعنى هي إيه هي خلاص مفيش غيرها
أجابه هو الآخر بحدة مرسلا إليه بعض للنظرات الحادة الذي فهم معناها فاروق جيدا
أنت عارف بالذات اشمعنى هي ولو كانت فترة أو واحدة عادية كانت راحت من زمان ولا إيه رأيك 
تنهد باستسلام حاد وغمغم بهدوء في طريقة منه لتنفيذ مايريده بمكر
بس ليه تتجوز واحدة فقيرة مش مستواك أنت جواد الهواري مش أي حد ركز شوية في دي هي تلاقيها طمعانة فيك 
ضحك ببرود وباغته برده الصاډم الواثق مما يتفوه به
هي مين دي اللي مش مستوانا يافاروق بيه أنت ناسي أنها ليها في نصيب عصام ولا هي عشان ساكتة نسيت حقها واكبر دليل انها مش طماعة هو أنها حتى متكلمتش ولا طلبت حاجة 
نهض فاروق بحدة ضاربا فوق سطح المكتب بقوة ضارية وبدا الڠضب فوق قسمات وجهه متمتما من بين أسنانه بحدة
اخرس خالص والموضوع دة ميتفتحش سامعني 
أجابه معترضا بعدم رضا لحديثه
لأ طبعا دة حقها كدة كدة وهي تقدر تاخده في أي وقت بس دة مش موضوعنا احنا بنتكلم دلوقتي عشان جوازي منها 
رمقه فاروق پغضب عارم ونظرات مشټعلة ثم أردف متسائلا مرة أخرى بمكر يشبه نواياه نحوها
يعني أنت آخر كلام عاوز تتجوزها
اومأ برأسه أماما بحدة ونفاذ صبر من تكرار حديثه الذي بلا جدوى
اه عاوز اتجوزها ومش عاوز غيرها 
لازال غير موافق على تلك الفكرة لكنه قرر ألا يبوح برفضه بل غمغم بلهجة ماكرة خبيثة حادة بعض الشئ
وأنت ليه تتجوز واحدة زي دي مش أول واحد في حياتها واحدة عليها علامات غيرك مش هتحسسك برجولتك لا دي رجولة غيرك عليها 
زمجر جواد پعنف غاضبا ووقف قبالته يبادله نظراته الحادة مغمغما بحدة وجدية
أنا متقبلها كدة ملوش لازمة كلامك دة دلوقتي لانه مش هيفرق معايا وبعدين دة مكانش راجل غريب دة جوزها هي مغلطتش في حاجة وبعد ما العدة تخلص هتجوزها ولو خلصت كلامك كدة همشي عشان ورايا شغل 
أشاح بصره مبتعدا عنه دون أن يرد عليه فسار جواد من أمامه نحو الخارج بخطوات غاضبة من حديث والده وطريقته الحادة معه التي كما هي لم تتغير لا يعلم لما يقسو عليه هكذا هو ابنه ويجب أن يسعى لسعادته لكنه دوما يفعل عكس ذلك لم يتذكر مرة واحدة تحدث بها معه بحنان وهدوء مثل الجميع هو دوما يتحدث معه بنبرة آمرة حادة يود الأمر وهو ينفذ من دون تفكير كيف يفعل ذلك هو ليس صغير ليستمع إلى حديثه دون نقاش 
تفاجأ بوالدته أمامه تنتظرة بقلق ابتسم بهدوء ليجعلها تهدأ سألته مسرعة بلهفة
ايه ياجواد عملت إيه ياحبيبي
ربت فوق كتفها بحنان وضمھا نحوه مجيبا إياها بهدوء لينهي قلقها وخۏفها
مټخافيش ياست الكل اجهزي بقى عشان كلها شهرين ودعوتك تتحقق ابنك هيتجوز زي مانتي عاوزة لأ وكمان هيتجوز اللي نفسه فيها من زمان وبيدعي ليل نهار بيها 
ابتسمت بسعادة لسعادته البادية في نبرة صوته لأول مرة تراه هكذا حقا دوما تشعر بالحزن المتواجد داخله ودعت ربها مرة أخرى متمنية منه الدوام لسعادة ابنها 

بعد مرور يومين 
كانت رنيم تقف في الحديقة تتطلع حولها بصمت عقلها شارد فيما حدث لحياتها فجأة تبدل حالها تماما بعد أن ظنت أنها ستظل سجينة مقيدة حبيسة لأفعال عصام وبعد مۏته كانت تنتظر مۏتها بعد إتهامها في قټله لكن جاء جواد وساعدها ساعدها على الخروج من تلك الظلمات والنيران الحاړقة لها ولروحها المنتهية حاول إعادتها مرة أخرى للحياة بروح جديدة 
تفكر في أمر زواجهما لا تعلم أتوافق أم تتمسك برفضها هل تخوض تجربة الزواج مرة أخرى لم تنكر حبها لجواد المتواجد بداخلها منذ زمن ولم يقل بل تزداد عشقا له بمرور الأيام لكنها تخشى فكرة الزواج مذكرة ذاتها بأفعال عصام ونيرانه الملتهمة لروحها 
انتشلها من بين جميع أفكارها متمتما بهدوء عاشق وعينين ملتمعة
بتفكري في ايه كدة
نفضت جميع أفكارها بعيدا وحركت رأسها نافية وتمتمت تجيبه بنبرة هادئة
ل لأ ولا حاجة مفيش مش بفكر في حاجة 
ابتسم بسعادة رامقا ملامحها الخلابة بفرح عينيها البنية التي أصبحت تلتمع عما كانت في السابق ابتسامتها الهادئة المرتسمة فوق وجهها ظل يرمقها بنظرات عاشقة حاول السيطرة عليها بصعوبة وغمغم يتحدث معها بجدية حانية
عاوزين صح نبقى ننزل عشان تختاري الشبكة بتاعتك ابقي حددي يوم يناسبك 
لم تنكر إعجابها بحديثه الذي يعكس مدى إهتمامه الشديد بها التي لم يحدث لها من قبل لكنها تمتمت بدهشة معقدة حاجبيها بذهول
ه هو أنا قولتلك اني موافقة لما اتكلمنا
ضحك بصخب على هيئتها المتعجبة وهي مشيرة نحو ذاتها باستغراب وأجابها بمرح ليخفف من بعض توترها
أنتي مش سكتي ما السكوت بيدل على الموافقة 
ابتسمت بهدوء ثم سألته بعدم تصديق محاولة أن تجعله يتطع للأمر كما تراه هي حتى لا يشعر بالندم فيما بعد

جواد باشا أنت واعي للي قولته ي يعني أنا كمت متجوزة قبل كدة وكمان مش بخ 
قطع حديثها بهدوء مبتسما يخبرها أنه يريدها كما هي متقبلا جميع چروحها وندباتها المتواجدة داخل قلبها مقررا أن يعوضها عن جميع حزنها أجابها بحنان ضاري يغمرها به
كفاية كلام في الموضوع دة أنا عاوزك وعاوز كل دة ابقي حددي معاد عشان ننزل أنا وانتي تختاري اللي عاوزاه 
تمتمت متسائلة بخجل وقد اكتسى اللون الأحمر وجنتيها من نبرته وطريقته الحانية معها
لوحدنا هننزل أنا وأنت بس 
أومأ برأسه أماما وأجابها ضاحكا على هيئتها التي تبدلت تماما
اه لوحدنا خاېفة اخطفك ولا إيه
نفت حديثه مسرعة متلعثمة ببراءة ولازال الخجل مسيطرا عليها وعلى عينيها والأهم روحها المجهدة بشدة في الفترة الماضية
ل لأ طبعا مش كدة أنا بس بقول يعني نبقى ناخد طنط جليلة معانا أو أي حد كدة 
لم يعترض على حديثها متفهما جيدا ما تمر به ومحاولا القضاء على أي شئ بداخلها يزعجها
ماشي يارنيم ناخد ماما وسما كمان كدة حلو
ردت عليه بخجل ونبرة خاڤتة
اه كدة كويس شوف انت فاضي امتى أنا مش ورايا حاجة 
قبل أن يذهب من أمامها استوقفته مرة أخرى متمتمة بأسمه بهدوء
جواد معلش استنى 
الټفت نحوها مرة أخرى معقدا حاجبيه بدهشة متسائلا
ايه يا رنيم في حاجة
اومأت مؤكدة حديثه وتمتمت بقلق وخوف وداخلها العديد من المشاعر المضطربة لا تعلم كيف التخلص منهم
أجابته متسائلة هي بقلق وتوتر يظهر عليها
أ أنت متأكد من كلمة السعادة من حياتها لكنه هل سينجح في إعادتها لها مرة أخرى هل سيعيد لها روحها المسلوبة منها 
ابتسم لابتسامتها التي زينت وجهها الحزين يجعلها تنسى كل شئ يزعجها ويؤلم قلبها يبدل جميع ذكرياتها الحزينة بأخرى سعيدة جميع دموعها بابتسامات هي لم تستحق سوى الفرح والسعادة التي حرمت منهم ونالت الحزن والقسۏة 
ياله من عاشق يهواها ويهوى جميع تفاصيلها ظل ينتظرها رغم علمه بصعوبة بل استحالة لقائهما كانت هي الدعوة الثابتة في كل لحظة حتى أتيحت له الفرصة الذهبية المستحيلة التي سيتحول من خلالها العشق المؤلم المستحيل لممكن سيحدث  
بعد مرور أسبوع أعدت رنيم ذاتها للذهاب كما أخبرها جواد ابتسمت بهدوء عندما وجدت جليلة قد انتهت هي الأخرى وتنتظرها للنزول إلى أسفل 
تسألت بهدوء كعادتها مع الجميع
ها ياحبيبتي جهزتي وخلصتي
تمتمت بهدوء وخجل ولازال التوتر يسيطر عليها على الرغم من أن تلك لم تكن المرة الأولى لها لكنه يفعل لها أشياء للمرة الأولى حقا زيجتها الأولى لم تعتبر زيجة بل كانت تعامل فيها كالسلعة التي تم شراءها من دون العودة إليها
ا أه يا طنط جليلة أنا خلصت والله أنا قولتله بلاش ملوش لازمة كل دة 
اعترضت بحنان وكأنها ابنتها مراعية مشاعرها وقلقها
لأ طبعا ياحبيبتي دة حقك ليه لازمة المهم بس لما نروح تختاري اللي يعجبك 
ابتسمت رنيم بسعادة وارتياح لجليلة التي دوما تعاملها بحنان لم تجده من والدتها التي تخلت عنها مقابل مصلحة باقية العائلة 
نزلت إلى أسفل بصحبة جليلة وجدت جواد يقف مع سما شقيقته تتحدث معه بمرح
بقى بدل ما تشوف حوار الكلية بتاعتي والحوار التاني دة رايح تتجوز أنت وتنسى أختك حبيبتك 
ضحك على مرحها وأجابها بجدية
بقى جواد أخوكي حبيبك يقدر ينساكي بعدين من بكرة هتنزلي كليتك بس بعربية مخصوصة وشوية حاجات كدة وقبل ما تتكلمي وتعترضي أنا واثق فيكي طبعا وعارف أنك سمعتي كلامي بس دة عشان فاروق بيه يسكت وميعملش حوار زي كل مرة 
جعل قلب جليلة يتراقص داخلها لعلاقتهما الجيدة ببعض داعية لهما من قلبها 
ركب الجميع بسيارة جواد كانت رنيم تود الجلوس خلف بجانب سما لكن جليلة قد سبقتها فاضطرت الجلوس بجانب جواد شاعرة بخجل من نظراته السعيدة المصوبة نحوها لكنها تبادله ابتساماته بسعادة حقيقية لأول مرة تشعر أنها دلفت قلبها
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 58 صفحات