الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 25 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

زي اخته هوريه أخته بقى على حق هو فاكر نفسه مين 
أيدتها مديحة على الفور هي التي زرعت بداخلها تلك الأفكار الخبيثة هي من جعلتها ترى الأمور مثلها تود فقط الحصول على ماتريده وتنفيذ مايجعلها سعيدة بلا اهتمام بمشاعر الآخرين 

في الصباح الباكر توجهت جليلة إلى غرفة جواد دقت فوق الباب بتوتر متمنية أن يكن تراجع عن حديثه فالأمس لتهدأ أمور العائلة التي انقلبت رأسا على عقب بسبب حديثه لاحظت أن فاروق لم ينم من ليلة أمس بعد علمه بحديثه ومايريد فعله 
دلفت الغرفة بهدوء بعدما أتاها رده سامحا لها لتدخل كان يعلم انها هي بالطبع وينتظر قدومها منذ المساء هو الآخر لم يستطع أن ينم يفكر طوال الليل فيما سيفعله مع والده الذي يعلم جيدا أنه ييعارضه بشتى الطرق الممكنة وأيضا يفكر في حديثه معها كيف سيجعلها تتراجع عن رفضها وتوافق بالزواج به بذلك الحلم الذي يتمناه دوما منذ أن رآها وعشقها قلبه الذي لم يتمكن من نسيانها لوهلة واحدة إلى الآن 
قطع جميع أفكاره عندما دلفت والدته التي جلست بجانبه ىهدوء متسائلة بجدية وعتاب
ينفع كدة ياجواد ينفع اللي عملته امبارح دة وازاي قدرت تقول كدة دي عدتها لسة مخلصتش حتى 
اعتدل في جلسته أمامها ورد عليها بجدية هو الآخر شارحا لها موقفه كما يفعل دوما
اه ينفع دلوقتي مفيش حاجة غلط اللي مينفعش اني اضيعها من بين ايديا تاني اضيعها واسكت طب ازاي هقدر اسيبها لمرات عمي وبنتها يعملوا فيها زي ماعملوا امبارح واتفرج عليهم واسكت لأمتى هفضل ساكت بس 
شعرت بما يشعر به من نبرة صوته المجهدة التي عكست جميع مشاعره المتضطربة لكنها حاولت معه مرة أخرى بتعقل
محدش هيعملها حاجة تاني انا هتصرف وترجع عن حوار جوازك دة ونقفل الباب بتاعها خالص شوف حياتك بعيد عنها ومش هخلي ابوك يقولك على أروى كمان لأ اختار أنت اللي يعجبك 
تطلع داخل عينيها بتعب حقيقي قلبه لم يستطع الإبتعاد أكثر من ذلك كيف يبتعد عنها وهو يراها كل يوم كل يوم يود أن يحتضنها ويجلس يتحدث معها يبوح لها بالعديد العديد من الحديث الذي لم يخبره لأحد سواها 
غمغم يرد على حديث والدته بتعب حقيقي
مش هقدر يا أمي وللله ما هقدر لا هقدر اختار ولا اشول غيرها أنا الحب كله متوزع ليها مقدرش اشوف غيرها كنت اتجوزت اي واحدة في الفترة دي لو الأمر سهل كدة 
من يرى حالته الآن لم يصدق أنه هو جواد الهواري الذي يقف بشموخ يعطي التعلميات بصرامة للجميع هو الآن يشعر بالضعف لأجلها يا له الإبتعاد من صعب فقد قهر قلبه حقا 
لم تستطع جليلة أن ترى ابنها وهو في تلك الحالة أسرعت تحتضنه بضعف وبكت هي الأخرى
خلاص ياحبيبي اهدى انا هحاول والله مع ابوك هحاول معاه واتجوزها ماعاش ولا كان اللي يعمل فيك كدة 
طالعها بضعف حقا يظهر أمامها جميع مشاعره الذي يخفيها عن الجميع وغمغم بجدية وإصرار محاولا التحكم في ذاته قليلا
أنا هتجوز رنيم عرفيه أن مش هقعد هنا ولا في

اي حتة في البلد دي غير ورنيم مراتي انا مش عيل عشان حد يختارلي مراتي 
شهقت پصدمة بعد استماعها إلى حديثه مردفة بعدم تصديق
إيه ياجواد اللي بتقوله دة ايه دة اللي مش هتقعد في البلد أنا عارفة أنك بتحبها بس هي مش نصيبك فخلاص مش هتعاند مع نصيبك 
أجابها بجدية تامة والإصرار يلتمع في عينيه متمسكا بحديثه وما يود فعله
لا في الحالة دي هعاند وهعاند الكل فاروق بيه مش موافق عشان مكانته مش عشاني يا أمي لو بيدور على مصلحتي كان زماني متجوز رنيم من زمان لكن هو ازاي يجوز ابنه لواحدة زيها عاوز واحدة ليها اسم وعيلة وأنا مش هسيب رنيم تاني تضيع مني واقعد اتفرج وانا بمۏت كل يوم 
طالعته بصمت لا تعلم بما تجيبه هي آخر شئ تريده هو وقوفه أمام والده لن تتحمل أن يحدث شئ هكذا تنهدت بصوت مجهد مرتفع وأجابته بهدوء لتحاول تهدئة الأمر
طب اهدى ياجواد الأمور مش بتتاخد كدة بعدين مهما حصل دة أبوك ياحبيبي والبنت قالت امبارح أنها مش موافقة ولا هتغصب عليها 
هي الوحيدة التي لم تستطع أن يجبرها على أي شئ لذلك أردف يجدية
هتكلم معاها ياماما وهشوف 
اومأت باقتناع وتمتمت هي الأخرى بجدية مقررة المحاولة مع زوجها بعدما تأكدت من إصرار جواد وعدم تراجعه عن قراره
أنا هكلم فاروق وهحاول معاه تاني هيوافق بإذن الله 
بحب وحنان أموي دوما تعطيه لأولادها وجواد بالتحديد لتعوضه عن بعد وحدة فاروق معه مقررة أن تحاول مع فاروق لعلها تنجح في تغيير رأيه بمحاولاتها 
كانت رنيم في غرفتها واقفة أمام المرآه تتطلع على ذاتها ولازالت تفكر في حديث جواد الذي دار أسفل هل حقا يود الزواج بها بالطبع لم يفعل كل ذلك شفقة عليها لأجل ماحدث لها من مديحة أمامه هي لم تستحق الحب ولا أي شئ لأجلها لن تبقى أنانية وتفكر في ذاتها فقط ستظلمه معها 
كيف ستجعله يتزوج من فتاة مثلها هو يستحق الأفضل هي فقدت جميع مميزاتها اصبحت بلا روح ولن يوجد أحد يستطع أن يجعل روحها تعود إليها من جديد فقدت جمالها أيضا فبالرغم من شفاء عدة چروح لكن هناك بعض العلامات الدائمة على جسدها علاماته التي تكرهها وتتمنى التخلص منها كما فقدت أهم شئ على يده فقدت أمومتها أيضا كيف ستجعله هو يعيش معها كل ذلك الألم والعڈاب لن تكون هكذا بل ستظل حاملة جميع ۏجعها وحزنها في قلبها محتفظة به لذاتها هي فقط 
تفاجأت بجواد يقف خلفها يطالعها بصمت نعم هي رأت انعكاس صورته في المرآه التفتت نحوه مسرعة وتمتمت متسائلة بقلق
ج جواد باشا هو في حاجة عشان تدخل كدة 
كان يقف يتطلع نحوها في جميع تفاصيلها يتطلع في ملامحها الهادئة الخلابة التي تسحره عينيها المتيم في عشقهما وكأنهما عالم آخر يدلف به ما أن يتطلع بهما كما يرى ايضا بغض أثار لصڤعات زوجة عمه أمس التي أغضبته كثيرا 
كان تائه بها في دنيا أخرى متخيلها معه دوما منذ زمن وهو ينتظرها لكن هل سيظل منتظر فقط بلا نتيجة أم سيحترق قلبه بلوعة الإنتظار 
حاول أن يستجمع ذاته جيدا أمامها مردفا بجدية وتعقل
أنا جاي عشان عاوز اتكلم معاكي وبعدين والله أنا لقيت الباب مفتوح وخبطت انتي كنتي واقفة زي ما انتي ومردتيش فدخلت 
ابتسمت بهدوء ابتسامة مصطنعة لم تتخط شفتيها واومأت برأسها أماما بجدية
لأ عادي محصلش حاجة قول اللي حضرتك عاوزه 
جلس فوق الأريكة فتوجهت بجانبه تاركة بينهما مسافة وبدأ حديثه ببعض المرح ليخفض من توترها وخۏفها الذي شعر بهما
أول عشان نعرف نتكلم بلاش باشا دي هتزعليني عشان دخلت شرطة بقولك عاوز اتكلم معاكي عادي مش قابض عليكي 
صمت لوهلة وتابع حديثه مرة أخرى متسائلا
هو أنا اسمي وحش اوي كدة مش عاجبك
حركت رأسها نافية وأجابته مسرعة
لأ طبعا اسمك حلو أوي والله 
عقب على حديثها بمرح مرة أخرى
طب امال ايه باشا دي عاوز اعرف اتكلم قولي جواد بس 
أشارت له ليتحدث مردفة بهدوء وبعض من الخجل تنفذ ما طلبه لتجعله يتحدث بما يريد
طب اتفضل اتكلم ياجواد 
ابتسم معحبا باسمه عندما يستمع إليه منها لكنه أسرع محمحما بجدية حتى لا يزعجها فسألها بهدوء
هو انتي ليه قولتي امبارح إنك مش موافقة تتجوزيني 
هربت من عينيه ونظراته المحيطة بها متطلعة أرضا بخجل وأجابته بتوتر
أنا مش موافقة ومش بفكر في الجواز أصلا وبعدين مش محتاجة شفقة اللي حصل امبارح من مديحة هانم أنا متعودة وكان بيحصلي اسوأ من كدة منهم كلهم فشكرا ليك 
استشعر كم الحزن والألم الشاعرة بهم يود الاڼتقام من الجميع والٹأر لحقها لكنه حاول أن يظل هادئا حتى يستطع تكملة حديثه معها فسألها مرة أخرى متعجبا من حديثها عليه
ومين قالك أصلا أن انا عاوز اتجوزك شفقة ما لو كدة كان ممكن اشوف أي حل تاني

هقف قدام ابويا والكل عشان شفقة مثلا 
شعرت بالتوتر من حديثه هاربة من نظراته التي تعلن حبه لها تدعي جهلها لتفسيرهم حتى تتهرب من ۏجع قلبها وتمتمت متسائلة هي الأخرى مدعية عدم الفهم
ا أنت قصدك إيه بعدين عاوز تتجوزني ليه لما هو مش شفقة 
ابتسم بثقة عالما ماتفعله الآن لكنه رد عليها بمهارة
عشان حاجات كتير أوي بعدين انتي رافضة ليه ماتديني فرصة وتجربي هتخسري إيه
أجابته بضعف وقد اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن
أ أنا معنديش حاجة أخسرها ولا عندي حاجة أجرب بيها برضو أنا مستنية مۏتي بس 
ربت فوق يدها بحنان ورفع وجهها إلى أعلى حتى يجعلها تتطلع نحوه لترى حقيقة مشاعره نحوها نظراته التي تخبرها بكم العشق المتواجد لها تخبرها أنه عاشق ولهان متيم بها رد عليها بنبرة عاشقة بصدق
عندك حاجات كتير أنا اصلا مش محتاج غيرك أنتي عندي بالدنيا كلها يارنيم وبجد والله مش بضحك عليكي أنا مفيش حاجة عندي أهم منك بعدين لو مش مرتاحة بعد الشړ يعني هبعد ونتطلق 
سالت دموعها عنوة عنها فوق وجنتيها بضعف وحزن ونهضت مسرعة توليه ظهرها بحزن خافية دموعها من أمام عينيه مردفة بضعف وعجز يقطع في قلبها حتى كاد يفتك به
جواد أنا خسرانة كل حاجة انا حتى عمري ما هخلف تاني من بعد ما سقطت أنا مش هبقى أم طول حياتي جسمي كله مشوه في حاجات كتير انت مش هتقدر تستحملها بلاش أنا وبلاش توجعني أنا مش ناقصة 
لاول مرة يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب نهائيا لكنه حاول أن يخفي صډمته حتى لا ېجرحها ووقف خلفها بحزن لأجلها لأجل نبرة صوتها المقهورة العاجزة وضع يده فوق كتفها بحنان مردفا به
أنا ميهمنيش كل دة يارنيم بعدين عيال إيه هو في عيال أحلى منك جربي تديني فرصة ومش هتندمي لحظة بلاش تيجي عليا أنا 
طالعته بضعف لم تنكر مشاعرها له التي لم تقل مع مرور الوقت عليها بل ازدادت تلك المشاعر هي التي تجعل قلبها ينبض للآن لم يتوقف بعد كل مايحدث لها لكنها تمتمت بخفوت خائڤة مما سيحدث إذا وافقت
ب بس بس ياجواد ازاي فاروق بيه مش موافق ومحدش هيوافق بعدين الكل معاه الحق أ أنا منفعكش والله فكر كويس 
كيف يخبرها أن لن يهتم بالجميع الآن بالتحديد هو لم يهتم ولن ينتظر مثلما فعل في المرة السابقة لكنه
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 58 صفحات