الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصة ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 38 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

واتى يوم الجمعه سريعا جدا وانا التى ظننته لن يأتى ولكنا حتما سنصطدم بما نخشاه يوما 
امسك صفي بيدى واخبرنى ان كل شئ سيكون على مايرام وترجانى الا اخزل تميم ارتديت ملابسى متثاقله ولكنى انتقيتها بعنايه حتى اننى ارتديتها وخلعتها اكثر من مره لأجد الزى المناسب الذى يجعلنى اصغر فى العمر ولا يبدو الزمن على ملامحى جلست بجواره فى السياره ابتهل الى الله
كى ينتهى ذلك اليوم بلا خسائر ودقات قلبى فى تزايد مستمر كلما اقتربنا من المنزل حتى توقفت السياره امام الباب الذى خرجت منه منذ سنوات كثيره احمل تميم بين يدى وابكى باڼهيار بعد ان طلقنى عمر حتى عندما توفت جده تميم منذ سنوات قليله لم احضر العذاء وتحججت بوجودى فى القاهره حتى لا ادخل ذلك المنزل مره اخرى وها أنا الان اقف امامه اوشك على دخوله مره اخرى 
توقفت أمامه لدقائق وكأن قدماى تسمرتا فى الارض لا تريد التحرك حتى حثنى صفى وتميم على التقدم امسك صفي بيدى فكنت ارتعش بلا إراده وتقدم تميم لدق جرس الباب لحظات قليله مرت كالسنوات استعدت فيها كل ذكرياتى فى ذلك المنزل يوم ان تزوجت عابد ويوم ان توفى ويوم زواجى بعمر ويوم احتراق ظهرى ويوم عاد عمر بعد ان شفي من مرضه ويوم طلقنى عمر وعاد لداليا مشاعر متخبطه متصارعه بداخلى اسحب جسدى للوراء اريد ان اعود من حيث اتيت وأوبخ نفسى لموافقتى على تلك المهزله ولكن توقفت عندما فتح عمر الباب وظهر من خلفه وكأن السنوات لم تمر 
كما هوا جذابا مبتسما بعذوبه هيئته
مع عدوها تريد ان تكون فى كامل زينتها مد يده لى ليصافحنى وعلى وجهه ابتسامه اكثر اتساعا حاولت الا تتلاقى نظراتنا ومددت له يدى لأصافحه بسرعه واعيدها مره اخرى ولكنى فى النهايه ضعفت ونظرت له وكأننى اريد ان ارى مااذا فعل الزمن به وكأن الزمن عاد للوراء ونحن
الان نقف امام باب منزلى القديم نتبادل اطراف الحديث حول من منا اخطئ فى حق الاخر اشحت بنظرى سريعا حى لا يتضايق صفى
لم يتغير البيت كثيرا كما اتذكره جيدا منزل العائله ذو الاثاث الكبير الذى يحمل الطراز القديم وتلك الاريكه التى كانت تجلس عليها جدة تميم رحمها الله والغرفه التى كنت ارقد فيها وغرفه وفاء الفارغه حتى صوره عابد التى تتوسط الردهه بجانب صوره والده لم يتغير شئ ولم يتبدل اى منهم كنت اسرح بنظرى هنا وهناك استعيد ذكريات ذلك المنزل الذى عاصرت فيه الكثير حتى
وجدتها تقترب منى مبتسمه كما هيا مازالت تحتفظ بملامحها بالاضافه لتأثيرات الزمن الذى لا تستطيع مساحيق التجميل أخفاؤه مرتديه عبائه ذو الوان شبابيه وواضعه الكثير التبرج فى وجهها مرتديه 
والله زمان يا ميراس
الحلقه الثامنه والعشرون
لم أدرى انه سيأتى يوما ونجلس جميعنا نتجاذب اطراف الحديث وكأن شئ لم يكن لم أتخيل يوما اننى سأجلس بجوار داليا وعمر وبصحبتى صفي حتى وان ذلك لو أتى برأسى يوما لأقسمت انه ضړب من ضروب الخيال ولكنه الان يتحقق نجلس جميعنا فى منزل العائله وتجلس داليا بجوار وبجوارها تميم ثم صفي وعمر نظرت
لى داليا بابتسامه وبدئت هيا الحديث اولا
والله زمان يا ميراس
الټفت لها ولم استطيع تصنع الابتسام فقد داهمتنى جميع ذكرياتى فى ذلك المنزل حتى جعلتنى اشعر بالاختناق فأجبتها بوجه
عابس وملامح جامده
زمان على ايه يا داليا
ابتسمت مره اخرى واستطردت
زمان على قعدتنا دى
ليه هوا احنا كنا بنقعد مع بعض قبل كدا 
خفضت صوتها اكثر وتمتمت بهدوء
كنا بنقعد وكنا اصحاب وحبايب قبل ماتتجوزى عمر
ابتسمت بسخريه متعمده
على الله تكونى شبعتى منه
صدقينى ياميراس انا مبقتش داليا بتاعت زمان انا عارفه انى عملت معاكى كتير يخليكى متحبيش تقابلينى ولو صدفه بس كنت صغيره وطايشه وكنت بغير منك 
بتغيرى منى انا 
طبعا لازم اغير منك بنت جميله وناجحه والكل بيتكلم عليكى بالخير وجوزى بيحبك وبعد ماكان ليا لوحدى بقيتى تشاركينى فيه ومش كدا
بس دا انتى بسببك طلقنى
شكل الزمن نساكى هوا طلقك ليه عمر مطلقكيش بسببى عمر طلقك علشان كنتى عايزه تموتيه
انا عارفه انى عملت حاجات كتير غلط ومش ببرئ نفسى منها بس على الاقل حاولى تسامحينى علشان ولادنا
وموضوع ولادنا دا بقى طبعا من تدبيرك مش كدا
والله ابدا انا معرفش حاجه عن الموضوع غير لما صفي اتصل بعمر وحدد ميعاد 
والمفروض بقى انى اصدق
والله يا ميراس مابكدب عليكى
بصى يا داليا انا زمان سبت حقى كتير وجيت على نفسى اكتر بس عايزاكى تعرفى انى مش هعمل دا مع ابنى واللى هيحاول انه يأذيه هموته بأديا 
انا عمرى مافكرت أذى تميم انا طول عمرى بحبه ولو مش مصدقانى اسئليه لو كنت اعرف حاجه
نظرت لها بتشكك لم يستطع قلبى تقبلها ولا تصديقها فما فعلته معى جعل قلبى صلدا لا يشعر تجاهها حتى بالشفقه نظرت لها بجمود وتفرس وكأنى احاول اختراق عقلها لأعلم ما يدور به ظللت انظر اليها ولا اتحدث حتى بادرنى عمر بسؤاله فأخرجنى من حاله الشرود التى كنت فيها
عامله ايه ياميراس
اضطربت وتعالت دقات قلبى وابتلعت لعابى بصعوبه وانا اجيبه دون النظر لعينيه
بخير الحمد لله 
امسك صفي بيدى واستطرد بابتسامه
مع انى لسه مشوفتش العروسه بس متأكد ان ميراس احلى منها بكتير
ضحك الجميع لداعبته ونظرت له ممتنه فاستطرد عمر حديثه
ميراس طول عمرها حلوه 
شعرت
بإحكام يد صفي على يدى وكأنه لا يريد ان يبدو عليه الضيق فزاد من ضغط يده وحول مجرى الحديث
طيب مش هنشوف العروسه ولا ايه
نهضت داليا ونادت مرام بصوت عالى فأتت منكسه الرأس بطيئه الخطوات لم آراها منذ كثير فقد أصبحت شابه جميله قصيره القامه كوالدتها يضاء البشره ولديها عيون عمر 
مرام بنتك يا ميراس مش هوصيكى عليها
نظرت لداليا وابتسمت متحدثه
متقلقيش مرام هتكون مع راجل
لا ادرى لما قلتها ولما نظرت لعمر بعدما انهيت جملتى ولكنى وجدته متحرجا بدا عليه التوتر فاعتدل فى مجلسه ونظر للأسفل حتى اننى لم الحظ نظرات صفي المخټنقه لا ادرى لما لم اصمت وكأننى كنت اريد قولها كنت اريد ان اتسبب له پألم كنت اريد ان انهض واصفعه على وجهه صفعه اجمع فيها كل ألم شعرت به منذ سنوات ولكنى استدركت
وجوده استدركت ان ذلك يتسبب پألم أكبر لصفي الذى لم أرى منه السوء يوما ولكنى كنت كالجريح الذى يريد ان يرد الچرح لمن آذاه يوما ولا يدرى انه بذلك يأذى الاخرون نكست رأسى للأسفل فكانت عبراتى تخنقنى فامنعها بكل مالدى
حتى استطيع مسح دموعى دون ان يرانى احد وقبل جبهتى وهوا يحدثهم مداعبا 
الام لما ولادها بيتجوزوا بتحس انهم هينسوها وبيصعب عليها تعبها معاهم فمابالك بقى بميراس وتعبها مع تميم 
مسحت دموعى خلسه وانا بين يديه دون ان يشعر احد وابتسمت لحديثه فكنت ارى الغيره تشع من عينى عمر واعلم ان مايفعله تميم لجعل الجميع يعلم بمدى قدرى وقيمتى لديه تحدث تميم لأول مره منذ جلسنا
مټخافيش ياماما محدش ممكن ينسينى تعبك معايا ابدا
ابتسمت له وربت على كتفه
ربنا يبارك فيك ومرام كمان بنت اصول ومش هتنسيك اهلك
ابتسمت مرام وتحدثت هيا
37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 51 صفحات