الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

قصة ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 37 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

تقع عليه عيناى ولكنى خشيت ان يسمعوا صوتى بالخارج دفنت رأسي بين يداى ودموعى تتساقط ألما وكأن كل ذكرياتى المنصرمه هاجمتنى دفعه واحده كنت اسمع صفي ينادى ولكنى لم أجيب حتى دخل الغرفه فوجدنى هكذا اغلق الباب خلفه بسرعه وركض تجاهى
فيه ايه يا ميراس مالك 
تميم ياصفي 
ماله تميم بعد الشړ فيه ايه 
رفعت رأسي ونظرت له بعينات يحرقهما البكاء
تميم عايز يتجوز مرام بنت داليا 
زفر انفاسه المحتبسه وجلس بجوارى يربت على يدى ويبتسم
ياشيخه وقعتى قلبى افتكرت الولد واقع فى مشكله 
نظرت له بعينان تكاد التهامه من شده ڠضبها
واللى بقولهولك
دا مش مشكله دا مصېبه 
ومصېبه ليه بس ياحبيبتى ماهو مسيره انه يتجوز
يتجوز اى حد فى الدنيا الا مرام بنت داليا 
ومالها مرام يا ميراس البنت كويسه ومحترمه والواحد مشافش منها الا كل خير
كفايه انها بنت عمر وداليا
ملناش دعوه بابوها وامها المهم البنت
وهيا العقارب بتخلف ايه غير عقارب زيها
ياميراس متخليش غضبك يسيطر على تفكيرك عمرك ماكنتى قاسيه بالشكل دا وعمر وداليا قصه انتهت من زمان وانتى نفسه عارفه انهم محاولوش يضايقونا ولا اتعرضوا لنا طول السنين
اللى فاتت
يمكن كانوا بيخططوا للجوازه دى لا دا مش يمكن انا متأكده ان دا تخطيط داليا صدقنى دى انسانه مش سهله انت متعرفهاش زيي
مش يمكن الزمن غيرها
مستحيل
على فكره انا كنت عارف ان اليوم دا هييجى
ليه 
ببساطه تميم قضى اغلب وقته فى بيت جدته انتى ناسيه انه كان بيروح كل اجازه بننزل فيها البلد وكان بيبات عندهم وطبعا البيت مفيهوش غير مرام حتى اولاد وفاء مش بيكونوا موجودين كتير واغلب وقت تميم كان بيقضيه مع مرام فلازم هيحبها وهتحبه
عمرى ما فكرت فى كدا
دلوقتى مبقاش تفكير بقى امر واقع ولازم يكون فيه تفكير سليم
تفكير فى ايه يا صفي انت عاوز تجننى
ليه بس ياحبيبتى انا عايزك تهدى
اوعى تفتكر انت ولا هوا انى ممكن اوافق على المهزله دى
طيب ارتاحى دلوقتى وبكره نكمل كلامنا
مفيش كلام هيتفتح تانى فى الموضوع دا
اللى تشوفيه يا حبيبتى انا هخرج واسيبك تنامى
كان الڠضب يسيطر على جسدى كله فكانت انفاسي متسارعه وضربات قلبى تتزايد وارتفع ضغط دمى حتى كدت اختنق خرجت للشرفه استنشق بعض الهواء فسمعت صوت صفي يحادث تميم اعلم انه لن يتركه حزينا ولن يهنئ حتى يهدئ من روعه ويطمئنه اقترب اكثر دون ان يرونى واستمعت لحديثهم 
متزعلش نفسك ياتميم اللى انت عاوزه هوا اللى هيكون
يابابا انا مش عارف ليه ماما اتضايقت لما فاتحتها فى الموضوع انا كنت فاكر انها هتفرح انى هتجوز بنت عمى
مامتك مش زعلانه انك هتتجوز بالعكس دا اسعد يوم فى حياتها
ولا معترضه على مرام بس زى ماتقول كدا كان فيه شويه مشاكل بينها وبين مرات عمك عمر
مشاكل مشاكل ايه يابابا
ياابنى متحشرش نفسك فى مشاكلنا ولا تحمل نفسك فوق طاقتها وصدقنى احنا مش عايزين غير مصلحتك ومامتك هيا اللى طلبت منى اتكلم معاك
يعنى هنروح نطلب مرام من عمى عمر 
لو بتحبها اتمسك بيها وسيب مامتك عليا
ربنا يخليك ليا يا بابا 
بالرغم من غضبى الشديد مما سمعته من صفي ووعده لتميم بخطبه مرام الى ان قلبى كان يتراقص فرحا كلما أثبتت لى المواقف اننى اخترت الرجل الصحيح الذى استند اليه وقت غضبى وحاجتى للأمان فلا فرق لديه بين ملاذ وتميم بل يحب تميم أكثر من اى شئ اخر ودائما ما يخبر الجميع انه ابنه البكرى لذلك يحتل الكثير من قلبه والان يتحدث اليه كما لو كان يحبه اكثر منى ويخشى حزنه وألمه حاولت التفكير مرارا فى ذلك الامر ولا اجد مبررا يمكن ان يصدقه تميم ويثنيه عن رغبته تلك هل اخبره اننى ارفض مرام لان امها فعلت معى الكثير يوم ان تزوجت زوجها وقتها سيخبرنى انه لو
اقتحم حياتى انثى اخرى تزوجها صفي فبالتأكد كنت سأفعل معها الافاعيل هل حقا كنت سأفعل ذلك او سأتركها تأخذ قلب زوجى منى هل كنت سأتحول لوحش كاسر يبيح فعل كل شئ فى سبيل استعاده حياته السابقه ام أننى كنت سأطبق المثاليه التى أدعيها هل اخبره اننى احببت عمه حبا فاق كل تفكير حتى اننى من شده حبى له كرهته كما لم اكره أحد من قبل وهل حقا ارفض مرام من اجل داليا ام اننى ارفضها كى لا ألتقى بعمر مره اخرى قلبى يتخبط وعقلى يشتعل لا اعلم ما ألم بى ولكننى احترق كعود ثقاب اشعله احدهم وتركه يتهاوى رفضت ان اتناول الطعام معهم وطلبت منهم ان يدعونى ولا يقتحموا خلوتى بنفسي حتى اليوم التالى 
صبيحه اليوم التالى كنت قد سهرت طوال الليل افكر فيما حدث حتى انقشع الليل وظهرت الشمس جليه خرجت من غرفتى فوجدت صفي نائما أمام التلفاز فذهبت لغرفه تميم ايقظته وجلست
بجواره انظر اليه انظر لذلك الطفل الذى عانيت كثيرا
من اجله فكان لى السند والهدف والمحفز الذى جعلنى اقوى اضعاف المرات فتح عينيه ببطئ ونظر لى باستفهام
ماما مالك فيه حاجه ولا ايه 
انا موافقه على الخطوبه
نظرت لصفي بابتسامه يشوبها الالم 
ايوه
ايه اللى حصل 
ابتسمت بهدوء واستطردت
ولا حاجه فكرت فى كلامك واقتنعت بيه
بس ميراس مش بتقتنع بسهوله 
بصراحه حسيت انه اختبار لنفسى قبل اى حاجه تانيه فيه جوايا شكوك حابه اتأكد منها وفعلا تميم ومرام ملهمش علاقه بمشاكلنا زمان حرام ناخدهم بذنبنا والبنت يمكن تكون كويسه انا عشت حياتى فاكره ان السعاده هلاقيها مع شخص هوا اكتر حد وجعنى وكسرنى واللى كنت ببعد عنه بقى هوا مصدر سعادتى وخاېفه اظلمهم زى ماظلمت نفسي زمان
انا كنت واثق فى عقلك وفى قلبك مش ميراس اللى تحكم على الناس وتظلمهم وهيا اكتر واحده اتوجعت من الظلم
لا ادرى لما وافقت هل حقا اختبر نفسى اذا كنت ارفض تلك الزيجه بسبب عمر ام اننى الان اختلق العذر لداليا فيما فعلته معى سلفا ام اننى حقا اراهم مظلومون فى تلك المعركه لا اعلم اين هيا الحقيقه ولكنى سأجتاز ذلك لأجل ابنى ولأجل نفسى 
لم يتوانى تميم لحظات وسمعته يحدث مرام فى الهاتف لم اكن اعلم ان بينهم اتصالا او حديثا من الاساس ويبدو اننى لا اعلم الكثير كان يسئلنى كل دقيقه متى سيتصل ابى بعمى عمر ويحدد معه موعدا فكان يخفق
قلبى كلما ردد الامر واتحجج ببعض الاعمال التى تعيق ذهابى لبلدتنا ذلك الاسبوع وكلما مر يوم واخر كان يزداد إلحاحا حتى اننى كنت اثور عليه فى بعض المرات بحجه عدم تفرغى لذلك الامر حتى كف عن سؤالى علمت انه اصبح يتغيب من الجامعه بل توقف عن تناول الطعام معنا واحتل الحزن ملامحه كل من فى المنزل يلومنى ولا احد يشعر بقلبى وما به من خوف وقلق شديد ولكنى فى النهايه رضخت ووافقت ان يحددوا موعدا 
ركض صفي ومعه تميم وحملا الهاتف واتصلا بعمر وحددا معه موعدا يوم الجمعه القادم كانت دموعى توشك على التساقط وانا اضع يداى على اذنى لا اريد سماع حديثهم واتمنى ان يحدث اى شئ يعيق تلك الزياره الكريهه الثقيله على قلبى ولكن للأسف لم يحدث شئ
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 51 صفحات