حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق
ان تذهب وتخبر جاسم الا ان صوت ورد اوقفها
مهرة انا محتاجه انام في حضنك محتاجه أرتاح
فتنهدت بيأس من صمت شقيقتها
لاء مردتش تحكي قالتلي محتاجه ترتح
فنظر لها بتفهم وتسطح على الفراش ومد ذراعه
تعالي ياحببتي
وفور ان دعاها لحضنه انضمت إليه ودفنت وجهها بتعب بصدره
قلقانه عليها اووي ياجاسم ورد غيري ورد كتومه وبتيجي على نفسها عشان تسعد اللي قدمها وبتقدم تنازلات كتير عشان ترضي غيرها وده مخليني متأكده ان كنان جرحها قوي
اه لو قدامي دلوقتي كنت
وقبل ان تكمل باقي عباراتها جذبها نحوه ضاحكا
ايه الشړ اللي انتي فيه وعلي فكره كنان أتصل بيا من شويه وكان باين علي صوته اللهفه واقدر اقولك ان الموضوع فيه سوء تفاهم مش اكتر كنان بيحب ورد يامهرة انا متأكد من كده
وأبتسم بعدما وجدها استكانت كالقطه الوديعه بين ذراعيه
مهرة
فنظرت إليه پضياع فمال نحو جبينها يطبع بقبلة دافئة عليه
متفكريش كتير في الموضوع وتأكدي ان ورد اختي ومش هرضي ليها بأي إهانة من اي حد حتى لو كنان
فأبتسمت وهي متيقنه بذلك فبعد استقباله لشقيقتها وجملته التي قالها لها تأكدت اي رجل هو زوجها الذي أصبحت غارقة في عشقه
ورفعت عيناها نحوه ثم طبعت بقبلة على خده برقه متمتمه
بحبك اوي ياجاسم
وابتعدت عنه قليلا واعتدلت في جلستها فوق الفراش ووضعت بيدها علي بطنها مبتسمه
انا نفسي يكون ولد ويكون شبهك فكل حاجه
نفسي اجيب تلت ولاد ويكونوا نسخه منك انت وبس واجيب بنت شبهي في كل حاجه
قالتها بفخر فضحك وهو يضمها إليه
وليه نبلي العالم بمهرة تانيه كفايه واحده
فتملصت من بين ذراعيه
يعني انا بلوة يعني انت شايفني كده
وكده ان تكمل ما تتفوه به فوضع بكفه على فمها سريعا
لسانك ده مدفع بيشتغل لو استنيتي أكمل كلامي كنت هقولك أنك احلي واطعم وأرق بلوة
كانت بعالم اخر بين كلماته الهامسه وعاصفة حبه
وفجأة وجدته يدفعها برفق عنه بعد ان صدح تنبيه هاتفه بأقتراب موعد اذان الفجر
ابعدي عني دلوقتي ياحببتي عشان الشيطان شاطر
طالعته دون فهم ولكن عندما وجدته ينهض من فوق الفراش ويتجه نحو المرحاض فهمت مقصده وابتسمت وهي تضع بيدها علي قلبها
ومالت نحو الفراش تنتظر هي الأخرى آذان الفجر فقد اعتادت منذ زواجها منه ان تصليه في موعده فهو يقيظها معه كما كانت تفعل ورد معها في البدايه استعجبت من الأمر ولكن مع مرور الوقت
اكتشفت ان زوجها تربي علي ذلك منذ ان كان يذهب مع والده وهو طفل صغير ليصلي ومن بعده جدته التي كانت تيقظه معها للصلاه نشأه شكلت رجلا حقيقي ورغم كل ما يحاوطه الا أنه يجاهد ان يبتعد عن الحړام والتحرر الذي يعيش فيه اغلب طبقته
نظرت إلى فراش شقيقتها المرتب والغرفة فارغة ومازالت حقيبة ملابسها موضوعه جانبا
فعلمت أنها استيقظت وبالتأكيد تجلس بالأسفل فهي قد تأخرت عن موعد استيقاظها حتي ان جاسم لم تشعر بأستيقاظه وذهابه لعمله
وهبطت الدرج لتجد جاسم مازال في المنزل و ورد تجلس أمامه تمسح دموعها ومن هيئتها تلك أدركت انها أخبرت جاسم بكل شئ
واقتربت منهم متسائله
هفضل في قلقي لحد امتي
ونظرت لشقيقتها بلوم
كده ياورد تحكيله هو وانا لاء
فلم يتحمل جاسم رؤيتها بتلك المسكنه ثوكأنها ستبكي فضحك وهو ينهض نحوها ناظرا لورد التي تجفف دموعها وكانت ستعتذر من شقيقتها ولكن جاسم سبقها
ياحببتي ورد حكتلي الأول عشان عارفه اني هتفاهم معاها بالعقل وخاڤت عليكي من اندفاعك وردود افعالك
ورفع وجهها إليه بمشاكسه كتلطيف للوضع
ده انتي ممكن تاخدي اول تذكره طيارة علي تركيا وتروحي لكنان ونتفضح علي الفضيات
استاءت من ساخفته واشاحت وجهها عنه وطالعت شقيقتها
مهرة انا خۏفتي عليكي لأني عارفه انك مش هتستحملي عليا حاجه اكيد مش هخبي عنك حاجه بس جاسم كان لازم يفهم الوضع لأن كنان اكيد هيتواصل معاه
واقتربت منها ټحتضنها
كان عندك حق لما خۏفتي عليا اني عيش في بلد غير بلدي
وبكت بحړقة تتذكر كل ماعانته من بطش فريدة وكلمات سيلا حينما كانت تأتي لمطعم ليليان تخبرها عن النساء اللاتي عرفهم زوجها وأقام معهم علاقه لم تفهم مقصده الا عندما أوضحت لها سيلا من دون خجل فزوجها عاش لفترة بأمريكا وكانت الصدمه حينا اخبرتها انها حملت من كنان ولكن اجهضت الطفل ولو كانت تعلم أن خطبتهم ستنتهي ما كانت تخلت عن الطفل
ينظرون إليها بأستياء انها هي من تزوجها كنان كمال الدين الرجل الذي دوما اسمه يلمع في الصحف لم تشعر بالحب الا مع ليليان والسيدة عظيمه
صبرت علي كل هذا من اجله وحاولت على تغيره فهو يعيش بفكر اوربي مع ان وطنه يوجد مسلمون حقيقيون
هذه كانت العولمه التي عرفت اسمها ولم تفهم معناها الا عندما دخلت داخلها
فتجمدت ملامح مهرة وابعدتها عنها برفق
لاء انا لو معرفتش اللي عمله فيكي دلوقتي هسافرله تركيا
ونظرت لجاسم الذي كان يتابعهم بصمت وكأنه يفكر بالأمر
وأشارت لجاسم
هتحكيلي ولا هي اللي هتحكي
فأبتسم ومال نحو جبينها يطبع بقبلة عليه
لاء انا عندي اجتماع مهم
وانصرف من أمامها هاربا لتحدق هي بشقيقتها
فعلمت ورد لا مفر
عادت من العمل مرهقة تشعر بآلم أسفل ظهرها تنظر للوقت في ساعة هاتفها ف الليله ستجري عملية الإچهاض بعد ان
يرحل كريم ودلفت للغرفه لتجد كريم يجهز حقيبة سفره
وعندما رأها نظر الي وجهها الشاحب
مرام احنا لازم نروح الدكتور شكلك تعبان ومرهق
ونظر لساعة يده
لسا معايا وقت لميعاد الطياره
فنظرت له بأرتباك فتعبها تعرف سببه ولكن كريم شك بالأمر ليلة أمس ولكن أخبرته أنها متأكده أنها ليست حامل
وعانقته بدلال رغم الألم الذي يزداد
هتوحشني ياحبيبي
فأتسعت ابتسامته وقربها منه أكثر
انتي وحشاني وانتي معايا ولولا ضرورة سفري مكنتش سيبتك وانتي تعبانه كده
فرفعت كفوفها الناعمه تحتوي وجهه بينهم
لاء سافر ياحبيبي وانت مطمن
ازداد الألم أكثر ومع شعورها بيد كريم علي ظهرها كانت تشعر بشئ يتدفق من بين أقدامها وصړخت من الألم ليبتعد عنها ناظرا إليها پصدمه وعيناه مركزه علي يدها التي تضعها علي بطنها والډماء التى تسيل منها وهنا لم يحتاج لتفسير الامر
اصطحبهم جاسم للعشاء خارجا رغم رفض ورد الا ان في النهايه خرجت معهم لكي ترضيهم حتي انه دعا أكرم وخطيبته كانوا يضحكون من اجلها لتخرج من حزنها قليلا
وتعالا رنين هاتف جاسم فألتقطت مهرة الإسم قبل ان ينسحب من علي الطاوله واستأذنت هي الاخري فقد كان المتصل كنان وأرادت ان تعلم بما سيتحدثوا
وشعر بها جاسم خلفه وأشار لها بأن تصمت فصمتت رغما عنها تستمع لحديثهم
وبعد ان انهي الإتصال حدق بها بحنق
خرجتي من المطعم ليه فضولك ده هيموتك في يوم
فعقدت ساعديها أمام صدرها هاتفه
قلقانه وعايزه أفهم ليه الأستاذ منزلش مصر ها ليه
فأبتسم علي حديثها
عارفه يامهرة ان نفسي اعلقك بس اللي منعني أنك حامل تولدي بس وهعيد اصلاحك من اول وجديد
فأبتسمت برقة وداخلها يضحك واقتربت منه خطوه ووضعت بيده علي خده تداعبه
أهون عليك ياحبيبي ده انا مراتك حبيبتك الهاديه المطيعه طب شوفت كل ما يتفتح موضوع كنان و ورد واجي أتكلم تبصيلي واسكت
وتابعت بوداعه تعجب منها ورفعت كفها الثاني تداعب خده الاخر
بس انت حلو النهارده كده ليه
فضحك بأستمتاع وهو ينظر لوقوفهم هذا
لاء ده انتي النهارده مش مراتي اللي اعرفها
ومال نحوها هامسا
نتلم ياحببتي لحد ما نروح بيتنا
واكمل بتحذير
بس عارفه لو نطقتي وقولتي هنام وتعبانه وعندي محكمه الصبح والحوارات اللي بتعيشي فيها ديه هتجني علي نفسك
فأرتبكت من كلامته وابتعدت عنه تنظر حولهم
احنا اتأخرنا عليهم كده يقلقوا علينا
وسارت أمامه فأبتسم علي هروبها
يعلم ان ماتفعله ماهو الا بسبب هرمونات الحمل
لغي رحلة سفره ووقف يدور بالمشفي كالمچنون ينتظر أحدا يطمئنه لتخرج الطبيبه تنظر اليه بأسف لا يحتاج للفهم
الحمل كان ضعيفا ولكن زوجتك بخير
وانصرفت الطبيبه بهدوء فوقف كالتائه مرام كانت حامل
مرت خمسة ايام ومازال كنان مع شقيقته بالمشفي
خرج من غرفة عائشة ونظر الي بشير وهو أتي نحوه وبجانبه ليليان
واحتضن كنان معتذرا
فور ان وصلت من سفري جأت اليك
وابتعد عنه ونظر لشقيقته بضيق
اعتذر منك صديقي عما فعلته تلك الخرقاء
اعتذري ليليان
فهتفت بغل وضيق فهي تكره امثال كنان وشقيقها والرجال جميعهم لعقم وسطحية تفكيرهم
بماذا اعتذر انا لم أخطأ لأنني ببساطه لم أكن اعلم أنها شقيقته
ولم تصمت علي هذا بل أخبرته بكل شئ تعانيه ورد وأين هو من كل هذا
كان كنان يقف يستمع لها بحزن اما شقيقها أخذ يطالعها بوعيد
نظرت مهرة لهدوء شقيقتها فكلما هتفت بشئ عن كنان كانت وكأنها كالمرتاحه من الأمر ولا يشغل بالها شئ واقتربت منها تتفرس ملامحها
ورد انتي مخبية ايه
فأبتسمت ورد وهي تحمل حقيبة يدها من أجل ان تخرج مع أكرم وخطيبته
هخبي ايه يعني عنك بس كل الحكايه بحاول اكون قويه
فأرتحت مهرة وتنهدت
طمنتيني انا أهم حاجه عندي راحتك
ققبلتها علي وجنتيها
خلي بالك من نفسك
فقبلتها ورد بحب
متقلقيش عليا يامهرة انا اتعلمت من اللي حصلي وانا مرتاحه وانا وسطكم ومش هرجع لكنان غير بنت يعترف بغلطه
فدفعتها مهرة بيدها برفق صاړخه بها
ترجعي لمين ده خانك مع المساعده الشخصية بتاعته انتي هابله يابنت زينب
فهتفت ورد قبل ان تركض من أمامها فهي لا تستطيع ان تخفي عليها شئ
البنت طلعت اخته
لتقف مهرة مذهوله للحظات تسأل نفسها
اخته
وأخذت تحك فروة رأسها وتتسأل ثانية
أخته طب ازاي
ونظرت حولها لتجد الغرفه فارغه وورد انصرفت
وخرجت من الغرفه حانقه متجها لغرفتها لتجد جاسم يقف أمام الشرفه يتحدث مع نرمين من أجل السفر لكندا
وانتظرت ان ينهي مكالمته وعندما ألتف نحوها حدقت به متسائله
مين هيسافر مع مين
فضحك
بمتعه وهو يطالعها
نرمين وريان
فتنهدت بأرتياح فأبتسم على هيئتها ثم ألتقط ذراعها
ورد مع أكرم مش كده
فأجابت دون ان تعي مغزي سؤاله
آه بس بتسأل ليه
فجذبها أكثر إليه
هتفهمي دلوقتي ياحببتي
وانتهى حديثهم حينما فهمت
ابتسم ريان وهو يخرج العلبة التي تحتوي على خاتم الزواج وعيناه تلمع ريم لن تأتي إليه الا إذا تعجل بذلك الأمر فكل النساء اللاتي عرفهم بحياتهم اما كانوا يأتون لفراشه راغبين بماله ووسامته او لمجرد ان يظهروا معه كنجمات مجتمع
ولكن ريم شئ مختلف وانتبه لجرس المنزل فأغلق العلبه وضعها بالدرج جانب الفراش
وذهب ليفتح الباب فوجد ناريمان أمامه بهيئتها المغرية فتنهد