الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق

انت في الصفحة 62 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


متابعا بتوضيح 
ما دمنا لسنا بالعمل تناديني ريان 
وضعت ورد اختبار حملها فوق الفراش مع رساله تودعه فيها فقد اتت فريدة في الصباح وانتهى واجبها والان ستغادر حيث ليليان التي تنتظرها بسيارتها 
لا تصدق الي الآن ان كلام سيلا صحيح 
كانت تبكي وهي تحمل حقيبتها وتودع كل ركن من أركان المنزل فقد حان وقت العوده ستبتعد لتعلم اين هي مكانتها داخله هل كانت لمعان وقد انطفئ

ام أحبها مثلما احبته 
ابدلت ملابسها پغضب وهي تتذكر تلك الرقصة التي رقصها جاسم مع رفيف التي عرضت عليه ان يراقصها وطلبت ذلك أمامها ومنها بل واكملت طلبها ساخره منها 
بالتأكيد مهرة لا تعلم الرقص جاسم 
سخريتها مازالت بعقلها تزيدها حرقه لم يكفيها نرمين وأيضا رفيف التي تعلم هدفها فلا تريد الا شئ واحد تذكرها أنه كان يوما خطيبها ويخططوا للزواج لم تأخذ الرقصه الا دقائق ولكن كانت تحترق بشده فلم تعد تتحمل الضغط العصبي الذي أصبحت فيه تلك الفتره  
ووجدت هاتفها يدق فنظرت لرقم رقية للحظات ثم فتحت الخط لتهتف رقية بتحذير
اوعي يامهرة تتخانقوا ده هدف رفيف علي فكره انتي مشوفتيش نظرة التحدي اللي كانت في عنيها ده جوزك انتي 
وتابعت بعد ان سمعت تنفس مهرة البطئ
مكنتش سامحتي ليها ترقص معاه جاسم كان مستني ترفضي بس انتي وقفتي ساكته مهرة الليلة ديه صلحي اي خلاف بينكم 
واغلقت رقية الهاتف بعد ان علمت ان رسالتها قد وصلت 
وقررت ان تتزين له وتذهب إليه ناسية كل شئ 
نظر كنان الي الرساله وتلك الورقة التي علم منها بحملها بحث عنها كالمچنون الي ان انتبه للرساله التي تركتها له نظر الي كل كلمه كتبتها له منذ ان أصبح يبتعد عنها وكيف كان شعورها نسي انها اتت معه لبلد وحياة غريبه من أجله خذلها جعلها اضحوكه أخبرته أنها تعلم بتلك التي تشبه شقيقته وبالتأكيد وجد معها الحب أخبرته عن لحظه رؤيته بالمطار وهو يحتضنها  كان مع كل كلمه يقرأها يشعر بما عاشته فهو المخطئ ليجعلها تعيش وسط تلك الشكوك والخۏف من ان يأتي اليوم الذي يخبرها فيه أنه انتهي صلاحيتها لديه 
وقبض على الرساله بقوه متذكرا ليليان فمن غيرها تعرفها ورد هنا فبشير في رحلة عمل ولولا ذلك لكان هاتفه هو أولا ليسأل شقيقته 
مرحبا ليليان أريد ان اسألك عن ورد 
خرجت الكلمات بصعوبه من حلقه ليسمع اخر شئ كان يريد سماعه
ورد رحلت لوطنها 
نظرت مرام للرساله التي بعثتها لها إحدى معارفها وقد اكتسبت صداقتها من احدى الحفلات والمؤتمرات التي أصبحت تذهب إليهم 
كانت تخبرها في الرساله عن الموعد الذي اخذته لها من الطبيبه التي قد أجرت لها عملية إجهاض من قبل فزفرت أنفاسها براحه وهي تمسح الرساله مطمئنه بأن الموعد قد اتي مع رحلة كريم التي ستستمر لثلاثة أيام 
وجدته يقف أمام الشرفة يتأمل الظلام بسكون فأقتربت منه تفرك يديها بتوتر وخجل مما ارتدت 
جاسم
فألتف إليها جاسم بصمت محدقا بها بهدوء ثم عاد يطالع ما كان يحدق به 
كان قد تخلي عن سترته واحل أزرار قميصه العلوية مما زادها توتر واقتربت منه أكثر الي ان طاوقت خصره ووضعت برأسها علي ظهره 
مكنتش عايزاك ترقص مع رفيف 
وأخيرا خرج صوته الجامد 
ومرفضتيش ليه ولا انا في نظرك راجل عابث بحب الستات تبقي حواليا
فأتسعت عيناها وهي تتذكر ما هتفت به وهم عائدون لم تكن تشعر بما تقوله ولكن حدث ما حدث 
مكنتش أقصد حاجه ڠصب عني معرفش قولت كده ازاي 
فهتف ساخرا وهو يتذكر عبارتها
دلوقتي رفيف ونرمين فاضل مين هيظهر في حياتك
وأزاح يديها متمتما بضيق
روحي أوضتك يامهرة لأن اي اعتذار منك دلوقتي ملهوش لازمه
فعادت تطوق خصره مجددا الا أنه نفر منها وابتعد عنها تاركا لها الغرفه بل الطابق بأكمله 
نظر ياسر الي هاتفه نحو الصور التي اخذوها برحلة شرم لم تكن عيناه تحدق بباقي الصوره الا عليها وكيف تبتسم واغمض عيناه متنهدا بيأس
لازم تخرجي من تفكيري ياريم 
ووضع بيده علي قلبه وعاد ينظر إلي ملامحها 
ده ماټ من زمان خلاص 
نظر لها وهي جالسة على الفراش تقضم الوسادة وكأنها تخرج ڠضبها منه فيها 
وأقترب منها وهو يشعر بالذنب متذكرا هيئتها المغرية التي مازالت عليها عندما أتته غرفته تصالحه ولكن نفرها رغم أنه ېحترق من الداخل ليحتويها بين ذراعيه 
مهرة 
فرفعت عيناها التي اخفتها خصلات شعرها واشاحت وجهها بعيدا عنه تفعل كل شئ لترضيه وهو يعلم طبيعة ما كانت عليه فهي تتغير من اجله رغم ان التغير يحدث ببطئ ولكن تحاول تريد منه بعض الصبر الذي كان يمنحها اياه ببداية زواجهم 
اليوم ادركت انها لم تعد مهرة القديمه التي كانت تقف صامده أمام حزنها 
وجلس جانبها علي الفراش يضمها إليه أكثر 
هتفضل حياتنا كده لحد امتي  
وتابع وهو يمسح علي ظهرها برفق يسمع شهقاتها 
انا اختارتك انتي بعد ما كنت بحسب كل حاجه بالمكسب والخساره بس معاكي نسيت كل حساباتي نسيت اني في يوم كنت بفكر أتجوز جواز بيزنس أنا عارف ان الحياه اللي عيشتيها كانت صعبه بس انا مش والدك يامهرة مش هتخلي عنك زي ما اتخلي عن والدتك 
لم تشعر بنفسها الا وهي ټدفن وجهها بين احضانه 
ڠصب عني جاسم متسبنيش اوعدني انك مش هتسبني 
وابتعدت عنه تمسك كفه تضعه علي بطنها 
مش هتسبنا مش كده 
لم يتحمل تلك النظره التي كان والدها هو السبب بها وعاد يضمها إليه بحب 
عمري ما اتخلي عنكم انا عيشت احلم باليوم اللي هيكون ليا فيه عيله واعوض ولادي بالحياه اللي اتمنيت أعيشها 
ولم تشعر بعدها بشئ الا وهي غارقة بين ذراعيه 
وأنعدمت المسافه بينهم حتي اختلطت انفاسهم وأخذ قلبها يدق بقوة وهي تهتف بأسمه 
جاسم انت لسا زعلان
فمال عليها أكثر ثم ابتعد عنها قليلا متمتما 
هووس خلينا مستمتعين ب الليلة ديه وانسي كل حاجه 
فأبتسمت وهي تعلم أنه سامحها اخيرا وشعرت بيديه علي ذراعيها فأرتجفت وهي تطالع وجهه الذي اشتاقت اليه بأدق تفاصيله 
ولثم جانب فكها ولكن طرقات علي الباب اوقفت كل شئ وانقطع سحر اللحظه
جاسم بيه
كانوا بعالم آخر لا يريدون الخروج منه وكاد ان يعود لما
يفعله ونظر الي المهرة التي اخذت تحرك جفونها بخجل وهمس
انا بقول نكمل 
فحركت رأسها إليه  فأبتسم لها فعاد صوت هدي يعلو 
جاسم بيه اخوات مدام مهرة تحت أستاذ أكرم ومدام ورد 
وهنا اتسعت عيناها ودفعته من فوقها تنظر اليه بهيئتها المشعثه
ورد هنا ازاي 
الفصل الرابع والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
فنظرت إليه بهدوء وداخلها متأكد ان كنان قد احزن شقيقتها والتي
أصبحت في الأوان الاخيره منطفئة الروح ورغم سؤالها الكثير عن حالها لا تحكي لها شئ حتي لا تحزنها 
قلبي حاسس ان فيه حاجه مش كويسه 
فضمھا إليه بدفئ 
هننزل ونعرف منها بس تمالكي نفسك كده وبلاش اول ما تشوفيها تندفعي بالكلام عن كنان
فتنفست ببطئ فمنذ لحظات كانت تهذي بأن كنان هو السبب بالتأكيد فعل شئ احزن شقيقتها 
ولكن بعد كلام جاسم الهادئ واحتوائه للأمر هدأت وابتعدت عنه هاتفه
انا نازله اشوفها 
وكادت ان تخطو نحو الباب فقبض علي مرفقها بضيق 
بالمنظر ده انتي عقلك بيروح منك ساعات روحي غيري هدومك 
فنظرت إليه ثم الي ملابسها فشهقت بقوه ثم ركضت من امامه 
ايه قلة الأدب ديه 
فتحول عبوسه الي ضحكه خافته ضاربا كفوفه ببعضهم 
يارب الصبر من عندك لاحسن قربت اټجنن
فمهرة لو علمت بما فعلوه دون أخبارها ستنقلب عليهم بأعصارها وستغضب كم ان ورد بحاجه لها وهو بحاجه أيضا لها ليعرف سبب قدوم ورد 
وسؤال يدور داخله ماذا حدث 
وعندما انتبه لخطوات جاسم اقترب منه مصافحا اياه 
احنا اسفين اننا ازعجناكم في الوقت ده 
فرفعت ورد عيناها نحو جاسم الذي تمتم علي الفور 
إزعاج ايه ياأكرم انتوا أصحاب بيت 
ووقفت ورد عندما وجدت شقيقتها تهبط بخطوات سريعه علي الدرج وقد استمعت لجمله جاسم وابتسمت داخلها لما قاله لشقيقها 
واندفعت مهرة نحوها ټحتضنها بقوة وبكت بين ذراعيها ومهرة تنظر لجاسم واكرم وقد زاد قلقهم 
ورد حببتي اهدي 
وضمتها إليها أكثر 
انا تعبانه اوي يامهرة وعايزه اقعد مع نفسي لولا اصرار أكرم ان اجيلك كنت هروح علي شقتنا في الحي 
فنظرت لها مهرة بعتاب 
كده ياورد عايزه تكوني هنا وانا معرفش بوجودك
واقترب منهم جاسم متدخلا 
ورد البيت هنا بيتك ولا انتي مش شيفاني اخ ليكي 
فدمعت عينها وحركت رأسها بآلم
ابدا والله 
فأبتسم لها جاسم بلطف 
خديها تستريح فوق 
فأعترضت ورد فهي تريد العوده إلي شقة والدتها حتي لا تكون ضيفة ثقيلة عليهم ولكن مع إصرار جاسم صعدت مع مهرة التي كانت تود الانفراد بشقيقتها لتعرف ما بها
ونظر أكرم صوبهم وهتف بأمل 
أتمني متكونش مشكله كبيره بينها وبين كنان
فطالعه جاسم متنهدا وهو يبحث عن رقم كنان ولكن فكر قليلا كنان هو من لا بد ان يقلق علي زوجته ويهاتفه
كان كنان يركض في رواق المشفي بهيئته المشعثه لقد طعنت عائشة بالسکين مازال صدي تنفسها وهي تهاتفه تطلب مساعدته يخترق أذنيه 
كان في تلك اللحظه يدور كالمچنون من أجل ان يتبع زوجته ولكن بعد هذا الخبر أصبح بين نارين 
ايكون شقيق حقيقي وقد اتت الفرصه ليثبت لشقيقته انه يحبها ولو كان يعلم بوجودها لكن بحث عنها واعتني بها إلي الان لا يعرف كيف عاشت والدته حياتها وهي تحمل ذلك الذنب حتي والده خدعته فقد اخذت واحده من التوأم تربيها وتركت أخرى لوالدتها اشترت خالة شقيقتيه بالمال من أجل ان تخبرها أن احدي التوأمين قد ماټت حين وضعتها ولكن الخاله قد صحي ضميرها 
واعترفت بذنبها بحق شقيقتها التي توفت قهرا بعد ان طردتها والدته من عملها بالمزرعه واقصتها لقريه بعيده 
وانحني للامام ووضع يديه علي ركبتيه يتنفس بصعوبه وهو يقف امام غرفة العمليات ليجد احدى جارات شقيقته ومعها ابنها فهو لم يلحقها ولكن في طريقه هاتف المشفي ويبدو ان جيرانها قد لحقوها 
واقتربت منه المرأة تطمئنه
لا تقلق بني ستكون بخير 
ثم سألته 
رأيتك من يومان عندها هل انت قريب لها
فحرك كنان رأسه مجيبا بصوت يكاد ان يسمع
انا شقيقها 
لتنظر له المرأه بدهشة ف عائشة جارتها لعام ولأول مرة تعرف ان لها شقيق ومن هيئته علمت المرأة أنه ذو مكانه بالبلد
وهتفت تخبره بشكوكها
طليقها هو من فعل ذلك انا متأكده 
ونادت علي ابنها والذي يبدو بعمر العشرين 
ابني محمد رائه وهو عائد من عمله 
فحرك الشاب رأسه مؤكدا 
لقد كان سكير 
فشعر كنان بأن رأسه يدور شقيقته مطلقه ما تلك الحياه التي يعيشها 
هتفت مهرة للمرة العشرون تسأل شقيقتها عن سبب مجيئها
ياورد طمنيني طيب وضعك وشكلك مش مريحني ده مش منظر واحده جايه زياره عاديه 
فتسطحت ورد علي الفراش الذي قد أعدته لها شقيقتها وضمت الوساده لها 
ارجوكي يامهرة خلينا نتكلم بكره انا تعبانه
فأزداد قلق مهرة 
تعبانه اخدك للدكتور طيب طب اخلي جاسم يطلبلك دكتور 
وكادت
 

61  62  63 

انت في الصفحة 62 من 99 صفحات