حكاية بقلم ياسمين
بت يا نور يلا قومي إنت كده حتتأخري على المدرسة يلا
جذبت نور الغطاء بضيق و هي تكز على أسنانها بغيظ قائلة أولا صباح الخير يا ماما ثانيا وطي صوتك إحنا مش في الحارة عشان تزعقي و تتكلمي بصوت عالي دي حتة راقية و هادية يعني أي حد معدي من تحت العمارة حيسمع صوتك ثالثا أنا مش رايحة المدرسة انا تعبانة ومش قادرة أقوم من مكاني
نور و هي تتصنع الألم دماغي يا ماما واجعاني و مصدعة يمكن عشان مقدرتش أنام كويس إمبارح داه مهما كان مكان جديد و أنا لسه متعودتش عليه
نور بابتسامة على نجاح خطتها فهي لم ترد الذهاب اليوم إلى المدرسة حتى يتسنى لها الوقت لتكتشف منطقة سكنها الجديدة
هبت من مكانها لتحتضن والدتها بلهفة قائلة ميرسي يا أحلا مامي في الدنيا
أبعدتها والدتها بصعوبة عنها و هي تقلدها بسخرية لسه مكملتيش يوم هنا و بقيتي بتناديني مامي
نور بضحك طبعا مامي و بابي كمان
شركتها والدتها الضحك و هي تربت على شعرها لتستأنف الفتاة الحديث مجددا ماما هي كاميليا مش بترد على تلفونها ليه إحنا بقالنا أسبوع من يوم ما تجوزت مش عارفين عنها حاجة و لا قادرين نوصلها
تنهدت قليلا قبل أن تتحدث بجدية أنا كمان مش عازفة يا نور انا إتصلت عليها كام مرة بس دايما بيقلي مقفول انا بكرة و حروح أسأل عنها في الفيلا بتاعتهم اكيد عندهم علم بحاجة
الام بقلق تفتكري كده يا بنتي
نور بابتسامة أيوا يا ماما انا متأكدة من داه بس عشان نطمن أكثر انا حتصل بهبة خطيبها يبقى صاحب شاهين أكيد عارف عنهم حاجة
أخرجتها نور من شرودها و هي تقول بحماس يلا بقى يا ماما أنا جعانة و عاوزة أفطر عاوزة
أجرب الفطار في البيت الجديد
طرقات خاڤتة على باب الغرفة تلاه دخول فتحية و هي تحمل في يدها صينية طعام لتضعها على الطاولة بجانب السرير ثم تشرع في إيقاظ كاميليا التي كانت تتدثر بالاغطية الثقيلة رغم حرارة الغرفة
فتحية بلطف كاميليا يلا قومي إغسلي وشك و صحصحي انا جبتلك الفطار
تجلست كاميليا على السرير و لفت الغطاء حولها قائلة انا صاحية يا فتحية بس حبيت أقعد تحت الغطاء اصلي حاسة إني بردانة
تحسست فتحية جبينها قبل أن تهتف بتعحب حرارتك عادية هوإنت حاسة بإيه
كاميليا بنفي و لا حاجة انا كويسة الجو بارد و داه شيئ طبيعي
فتحية ببلاهة بس الفيلا فيها سخانات يعني الحرارة معتدلة مفيش برد هنا
STORY CONTINUES BELOW
كاميليا بتلعثمانا مش عارفة انا حاسة إني بردانة و خلاص 3
فتحية بلامبالاةطيب قومي عشان تفطري انا عملتلك القهوة زي ما بتحبيها يلا قبل ما تبرد
حركت كاميليا رأسها لليمين لتقابلها الصينية التي تحتوي على الطعام نظرت بلهفة إلى فنجان القهوة الساخن الذي يتصاعد منه البخار لتشعر بقشعريرة تسري بكامل جسدها عندما تذكرت كوب الشوكولا الساخنة في تلك الليلة
هزتها فتحية قليلا حتى تنتبه لها فهي قد كانت شاردة و لاتجيب عن تساؤلاتها نظرت لها كاميليا قليلا قبل أن تطلب منها ان تقرب لها فنجان القهوة فقط
أمسكت فتحية الصينية ووضعتها قريبا منها و هي تقول بلوم ميصحكش كده إنت بقالك ثلاثة أيام مش على بعضك و حتى الاكل مش بتاكلي كويس و داه مش كويس علشان صحتك لو تعبانة حقول لثريا هانم تجيبلك الدكتور هي دايما بتسألني عليكي مش عايزة تجيليك هنا عشان متزعجكيش
أخذت كاميليا رشفة من قهوتها الساخنة قبل أن تتكلم بنفي هي قلتلك كده مش عاوزة تزعجني داه بيتها يعني أنا اللي بزعجها مش هي
مصمصت فتحية شفتيها بطريقة شعبية دلالة على تهكمها قبل تتكلم إنت فعلا أغرب بنت شفتها في حياتي بيت مين و إزعاج إيه و إيه الكلام داه انا أقصد انها مش عاوزة تتدخل في اللي بيحصل بينك و بين جوزك عشان متحرجكيش