الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ياسمين

انت في الصفحة 213 من 221 صفحات

موقع أيام نيوز


باب الشرفة بقوة مصدرا صوتا عاليا جعل كاميليا ترتعش في مكانها من الفزع  
جالت ببصرها في أنحاء الغرفة تبحث عن أي غطاء او شيئ يصلح لتتدثر به من البرد الذي يكاد يجمد عظامها   لم تجد سوى غطاء طاولة خفيفا ابيض اللون وضعته على كتفيها ثم عادت مرة أخرى لتجلس مكانها  تمددت على الكرسي الجلدي لتشعر ببرودته تسري على كامل أطرافها لټشتم في سرها و هي تتمتمكان لازم يعني ألبس الفستان الزفت داه   ېخرب بيتك يا شاهين بيه سايبني في البلكونة في عز الشتاء انا

ثانية كمان و حتجمد  
دقيقة   دقيقتان  عشر دقائق مرت و كاميليا مازالت متجمدة في مكانها   سمعت باب الشرفة يفتح لتلتفت نصف إلتفاتة قبل ان تعود تنظر أمامها كما كانت بعد أن لمحت إبتسامة زوجها الشامتة و هو يحمل في يده كوبا ساخنا لم تعرف ماهو  
وضع شاهين يده في جيب معطفه الثقيل و هو يقول بتعمد الجو فعلا بارد هنا  ربنا يقويكي و تقدري تكملي الست ساعات هنا  
سار أمامها ليجلس بجانبها من الجهة الأخرى و هو يترشف من الفنجان مهمهما بتلذذ مممم انا دلوقتي عرفت ليه البنات بيحبوا الهوت شوكلت طعمها لذيذ   خذي إشربي شوية حتدفيكي  
مد لها الكأس لتتجاهله كاميليا و تدير رأسها للجهة الأخرى و هي تحاول منع جسدها من الارتعاش أمامه حتى لا يشمت بها أكثر 
هز شاهين كتفيه بعدم إهتمام قائلا بزيف إنت اللي خسرانة   على العموم لسه في عندك فرصة تغيري رأيك 
حركت كاميليا رأسها يمينا و يسارا دلالة على رفضها قبل أن تتمتم بصوت مرتعش لا  أنا حفضل هنا  
وقف شاهين من مكانه و هو يتصنع الأسف عليها قائلا طيب براحتك انا حدخل أنام بس لو غيرتي رأيك خبطي باب البلكونة و انا حفتحلك  
وضع الكوب على الكرسي ثم إستدار ليغادر الشرفة و يغيب في الداخل مرة أخرى مقفلا الباب وراءه  إلتفتت كاميليا لتتأكد من دخوله قبل أن ټخطف الكوب و تحتفظ به بين يديها لتدفئ به يديها المتجمدتين  
دلف أيهم الغرفة ليجد ليليان تتحدث بالهاتف مع صديقتها أمنية التي كانت تنقل لها أخبار المشفى بالتفصيل  
لوى ثغره بتهكم على أحاديث النساء المملة ثم توجه ليخلع معطفه و يرميه على حافة السرير بجانبه  
تمدد على ظهره ليضع رأسه فوق ساقي ليليان التي كانت بدورها ممدة على السرير من الجهة الأخرى  شعر بتصلب جسدها لكنه تجاهل الأمر ليغلق عينيه بارهاق و هو يمتع نفسه بصوتها العذب الذي تغلغل إلى مسامعه  
STORY CONTINUES BELOW
أكملت ليليان محادثتها مع أمنية ثم وضعت الهاتف إلى جانبها لتنظر إلى أيهم النائم على ساقيها كطفل صغير   تفرست ملامحه الهادئة بشرود و هي تتمنى بداخلها لو أن أخلاقه كانت شبيهة بوجهه الوسيم    
لم تنتبه لأيهم الذي رفع رأسه نحوها و يبتسم بخبث قبل أن يهتف بغرور حلو مش كده  
توسعت عيناها بدهشة و هي تدير رأسها إلى الجهة الأخرى لتخفي خجلها منه ليقهقه أيهم عليها و هو يجذبها نحوه بحركة سريعة    
هز أيهم حاجبيه باستغراب من كلامها قبل أن يجيبها هو إيه اللي ميصحش يا لولو  إنت مرات
العشاء   حيقولوا علينا إيه لما نتأخر 
أيهم   إبع    
مرت نصف ساعة على كاميليا و هي لاتزال ترتجف مكانها من شدة البرد  تقسم أن جسدها أصبح كتلة ثلج متجمدة  وجهها شاحب و شفتيها الورديتين إبيضتا بشدة
فركت يديها ببعضهما في محاولة فاشلة لبث بعض الدفئ فيها غافلة على عيني الشاهين اللتين كأننا تراقبانها بتسلية من خلف شاشة الكاميرا المزروعة في مكان مخفي في إحدى أركان الشرفة  
مرت عدة دقائق أخرى قبل يلاحظ إنزلاق جسدها و تكورها على الكرسي ليعلم انها لم تعد تقوى على الصمود أكثر تحت برد الشتاء القارس 
رمى هاتفه على السرير ثم إستقام من مكانه و هو يتلفظ بعدة شتائم قبل أن يتوجه بسرعة إليها  
STORY CONTINUES BELOW
توسدت ليليان ذراع أيهم و هي ترسم دوائر وهمية بأصابعها على قائلة بعتاب الشغالة خبطت على الباب ثلاث مرات  
أجابها أيهم و هو لايزال يغمض عينيه مستمتعا بملمس يديها الناعمة على بشرته و إيه يعني  
بطل برود بقى   زمانهم مستغربين إحنا مانزلناش ليه على العشاء 
متقلقيش هما عارفين كويس إحنا مانزلناش ليه
يا برودك يا أخي  كل حاجة عندك بسيطة كده 
الټفت نحوها ليحدجها بنظرات خبيثة قائلا أخوكي  يعني بعد كل اللي حصل بينا داه بتناديني أخوكي  
أيهم بضحك بثبتلك إني أنا مش أخوكي  
ليليان پغضب مصطنع بطل برود بقى  انا حقوم آخذ شاور و انزل تحت  
تجاهلت ليليان نظراته الرغبة التي لمعت بعينيه لتهتف بنبرة محذرة أيهم  
ليليان بتساؤل زي إيه 
تسللت ليليان من تحت ذراعه لتغادر السرير و هي تلف الملاءة جيدا حول جسدها قائلة دي من
 

212  213  214 

انت في الصفحة 213 من 221 صفحات