الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ياسمين

انت في الصفحة 147 من 221 صفحات

موقع أيام نيوز


إتفضلي روحي لمكتبك دلوقتي  نظرت نحوه كمن تقول له هل أنت جاد قبل أن تتحدث بنبرة لينة محاولة كسب عطفه ماهو مينفعش أقعد مكانها انا مابفهمش حاجة في السكرتارية دي   و بعدين انا هنا مهندسة مش سكرتيرة يعني  أنا آخر مرة مسكت مكانها بهدلت الدنيا  هز شاهين حاحبيه بتعجب من تحولها فهذه القصيرة ستصيبه يوما ما بالجنون من تقلبها و تصرفاتها الطفولية التي يعشقها ليقول مدعيا الحزم أنا المدير هنا و اظن إن ليا الحق أدير شركتي زي ما أنا عاوز  داه أمر يا مدام كاميليا   إحنا مش في البيت  أطرقت رأسها بقلة حيلة من غطرسته التي لن تتغير لتهمس بطاعة و هي تتوعد له بالاڼتقام داخلها حاضر يا فندم اللي تشوفه  أكملت بخبث تعلمته على يديه مدعية الحزن على فكرة حضرتك كل مرة تقلي إني من حقي أعترض و اقول رأيي من دون خوف بس انا لما أتجرأ و اتكلم بتعاقبني زي ما كنت بتعمل زمان  يعني بتخليني أخاف منك أكثر و أكثر  صدم من إعترافها فهو كان فقط يريد أن يمزح معها قليلا لا غير لكن كلماتها أصابت نقطة ضعفه الا و هو ماضيه معها  قبض على يديه بقوة حتى إبيضت مفاصله تزامنا مع إزدياد تنفسه لشدة غضبه من نفسه ألا يكفي كلام محمد معه بالأمس و الذي مازال كل كلمة ترن داخل رأسه رغم إدعائه التجاهل بعد أن أقنع نفسه بأنه ليس سوى ماض و إنتهى لتصدمه هي الآن بعدم نسيانها رغم جميع محاولاته لكسب رضائها مرة أخرى  رفع عينيه نحوها ليجدها تتراجع إلى الخۏف مما زاد من غضبه و هو يهمس لها محاولا تهدئتها و إزاحة خۏفها الذي نجحت في تصنعه و تهدئة نفسه أيضا أنا آسف حقك عليا انا و الله كنت بهزر معاكي  إللي إنت عاوزاه أنا حعمله المهم تسامحيني  انا مش حبطل أطلب منك داه لغاية آخر يوم في عمري  إبتسمت كامليا بمكر انثوي لايليق سوى بها مخفية فخرها بنفسها فهي إستطاعت بذلك إكتشاف نقطة ضعفه أخيرا و لن تتوانى أبدا في إستخدامها لصالحها في كل مرة حسب رغبتها رغم إحساسها البسيط بالذنب بسبب خداعها له  متزعلش نفسك انا قلتلك قبل كده أنا مسامحاك انا مكنش قصدي اضايقك   مستعد ادفع عمري كله عشان اشيل الخۏف اللي زرعته بإيدي جواكي  داعب خصلات شعرها و هو يتفحص ملامحها بحنان مفرط قبل أن يكمل أنا حديكي أجازة يومين تعملي فيهم

اللي إنت عاوزاه مع أولادك بس بعدها حترجعي عشان مش حقدر على بعدك طول اليوم و إنت عارفة داه أدمعت عيناها من فرط تأثرها رغم أنها هي من تسببت في حزنه  لتومئ له هامسة بمزاح محاولة إخراجه من دوامة إحساسه بالذنب التي لازال يعيش فيها منذ ثلاثة سنوات و هذا يعتبر أكبر عقاپ له   أكيد وحشتهم الخضار المسلوقة اللي بعملهالهم خصوصا فادي   قهقه على مزاحها بخفة ليزداد وسامة مما جعل كاميليا تسرح قليلا متأملة ضحكته الساحرة التي سلبت أنفاسها   إنتهى من ضحكه ليتحدث بصعوبة أنا نسيت الحكاية دي  بتخيل شكلهم لما يعرفوا إنك حتقعدي في البيت يومين   هو ليه الاولاد بتفرح لما ماماتهم بتقعد في البيت إلا هما  ضړبته على كتفه هاتفة بحنق بطل تريقة هما بس صغيرين و مش عارفين مصلحتهم  شاهين بضحك ااه و مصلحتهم بقى في الخضار المسلوقة   كاميليا باصرار أيوا انا بختارلهم الاكل الصحي عشان خاېفة عليهم و كمان بنظملهم وقتهم للعب و المذاكرة  شاهين بتعجب دول أطفال يا حبيبتي عمرهم سنتين و نص مذاكرة إيه بقى اللي فارضاها عليهم  كاميليا لازم يتعلموا حاجات كثير زي يمسكوا القلم و يعرفوا الألوان و حاجات كثيرة   ماهو فادي مشاء الله عمره سبع سنين بيعرف يتكلم ثلاث لغات كويس اوي   داه غير إنه شاطر جدا في المدرسة شاهين و هو يداعب أنفها برقة و الفضل لحبيبة قلبي اللي بتعلمه كل حاجة بنفسها   كاميليا بابتسامة عذبة أنا عاوزة أولادي الثلاثة دايما الأوائل و متميزين عن غيرهم عشان هما أولاد شاهين الألفي   شاهين بنظرات فخر بحبك جدا و كل يوم حبك بيتضاعف في قلبي أكثر   حبيبي إنت على فكرة نسيت تجاوبني   شاهين بعدم تركيز اجاوب على إيه كاميليا و هي تلوي شفتيها بحزن أنا قلقانة على نور  مش عارفة إيه اللي حصل معاها خاېفة أكلم ماما أسألها ألاقيها متضايقة شاهين متقلقيش الأمور كويسة بينها و بين محمد  هو قلي  إنهم إتفقوا  يدوا   لبعض فرصة  ثانية   إبتعدت عنه صاړخة بلهفة بجد   إنت عرفت إزاي تنهد شاهين بغيظ لابتعادها عنه ليجيبها بضيق حبيبتي   انا قلتلك محمد هو اللي قالي إمبارح  إطمني نور كويسة و المشكلة إتحلت   هو إنت حاطة روج نظرت له ببلاهة و كأنها تراه برأسيه قائلة
 

146  147  148 

انت في الصفحة 147 من 221 صفحات