الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 86 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


نحو الصالون وجلست على أحد المقاعد الواسعة وجلس هو على الأريكة المقابلة لها وفوق قدميه جلست هنا بين ذراعين جدها الذي أخفض نظره لها وقال بحب وهو يطبع قبلة فوق وجنتها 
تعرفي تجبيلي ماية ياهنون 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة واسعة ثم نزلت من فوق قدميه تركض نحو المطبخ حتى تجلب لجدها الماء كما طلب منها بينما هو فهتف بإيجاز في نبرة مهتمة ولأول مرة تشعر انتصار بخوفه وحبه الحقيقي لابنته 

أنا عارف إني لو كلمت جلنار وطلبت منها تيجي تقعد معايا لغاية ما عدنان يتحسن مش هتوافق فأنا جيت عشان اقولك بس واوصيكي بنتي وحفيدتي أمانة في بيتك يا انتصار وأنا هخلي رجالة تبعي يقفوا عند بوابة العمارة تحت عشان اكون مطمئن اكتر عليهم
وكل ده ليه يعني ! 
عشان حاډث عدنان كان مدبر وممكن اللي أذاه يحاول يأذي بنتي وحفيدتي وأنا مش هسمح بده صلاح بيراقب جلنار في كل خطوة وفي تلاتة هيبقوا تحت بيحرسوا العمارة لغاية ما يقوم عدنان بالسلامة وانا هتكلم معاه
ضړبت انتصار على صدرها شاهقة بهلع وهتفت پخوف 
يامصيبتي يعني ممكن يأذوا جلنار 
نشأت بحدة ونظرة قوية 
قولتلك مش هسمح أن حد يمس شعرة من بنتي أو حفيدتي يا انتصار كل اللي طالبه منك بس إنك تخلي بالك عليهم وتبلغيني بكل تفصيلة بتحصل وكمان ياريت متقوليش لجلنار إني جيت أو تجيبي ليها سيرة بخصوص مراقبة صلاح ليها وحتى الرجالة اللي هيقفوا تحت لو سألت قوليلها أي حاجة غير إنهم تبعي
هزت رأسها بالموافقة وقد فرت من وجهها بسبب الهلع ثم سألت بقلق 
طيب ومعرفتوش لغاية دلوقتي مين اللي ورا الحاډث
ده 
وصلت هنا ووقفت أمام جدها وهي تمد يدها الصغيرة حاملة كوب الماء الصغير وهاتفة برقة 
المايه ياجدو 
الټفت برأسه لها ولم يتمكن من الرد على سؤال انتصار فجذب كوب الماء من يد حفيدته وهو ينحنى لاثما وجنتها ومتمتما وهو يشرب الماء 
شكرا يا اميرة جدو 
وضع كوب الماء فوق الطاولة الصغيرة وهتف وهو يملس على شعرها بلطف ودفء 
انا همشي ياهنا دلوقتي بس اوعدك إني هاجي تاني إن شاء الله خلاص
ردت عليه بحزن 
خليك شوية متمشيش 
طبع قبلة رقيقة فوق شعرها وهتف 
مش هينفع ياجدو عشان ورايا شغل بس وعد زي ما قولتلك هاجي تاني والمرة الجاية هقعد كتيييير أوي لغاية ما تزهقي مني تمام 
زي ما اتفقنا 
تمام يا نشأت بيه 
سار باتجاه باب المنزل وانصرف فظلت انتصار واقفة مكانها تفكر بحديثه والقلق والخۏف ينهش قلبها نهش وفقط تردد من بين شفتيها ربنا يستر 
احكيلي بقى إيه موضوع فريدة بالتفصيل 
كان ردا قويا
من آدم على سؤال جلنار له بنوع الحديث الذي يرغب في التحدث به معها فصمتت هي لبعض الوقت متطلعة إليه بتردد حتى قالت أخيرا بعدما حسمت أمرها 
طيب هحكيلك بس متجبش سيرة لعدنان دلوقتي خالص على الأقل لغاية ما يقوم بالسلامة ويطلع من المستشفى 
طيب قولي ياجلنار بس يلا 
أخذت نفسا عميقا قبل تبدأ بسرد كافة التفاصيل التي حدثت منذ خروجها من المعرض خلف فريدة حتى ټهديدها لها بالمستشفى وكان آدم يستمع إليها وعيناه تخرج شرارات ڼارية من فرط الڠضب يقفل يده ويضغط على قبضته بقوة يرغب الآن بالذهاب لذلك الوغد الذي يدعى نادر وېخنقه بيديه 
انتهت جلنار من التكلم فخرج من فم آدم لفظ بذيء يسب ويشتم به كل من نادر وفريدة ثم هب واقفا ينوي الذهاب لنادر لكن جلنار أمسكت به وقالت بحدة 
رايح فين يا آدم مينفعش ده واحد حقېر وممكن يعمل أي حاجة ويأذيك 
آدم بصوت مرتفع قليلا وهو يصيح بانفعال 
وانتي متخيلة إني هسيب بعد
اللي عمله في عدنان أنا كنت شاكك فيه أصلا ودلوقتي اتأكدت منو مفيش حد ليه مصلحة يأذي عدنان غيره هو وال فريدة
هتفت جلنار محاولة تهدئته وهي تمسك بذراعه حتى لا يفر من بين قبضتيها 
ولا أنا كمان متأكدة أنا شاكة زيك يا آدم أنهم هما اللي ورا الحاډث ده ابوس ايدك اهدى عشان خاطري وخلينا نفكر
الأول بهدوء هنعمل إيه ونكشفهم إزاي لأن دول شياطين واحنا مش ضامنين ممكن يعملوا إيه
انطلقت من آدم ضحكة ساخرة رغم ملامح وجهه المخيفة وهو يلوح بيده في بعض الدهشة 
فريدة ومن سنة واكتر ومع 
لمحت جلنار فريدة وأسمهان وهم يركضون نحوهم فضغطت على يد آدم متمتمة بنظرة جادة 
جم متخلهاش تحس إنك عرفت حاجة وامسك نفسك قدامها يا آدم 
وصلت أسمهان إليه شبه ركضا وارتمت على ابنها وعانقته بفرحة غامرة متمتمة 
عدنان فاق يا آدم اللهم لك الحمد والشكر يارب
ملس على ظهرها بيده في رقة وعيناه عالقة
 

85  86  87 

انت في الصفحة 86 من 202 صفحات