حكاية بقلم ندى محمود
على الوسادة وتدثرت بالغطاء متصنعة النوم ! فتحت فوزية الباب ودخلت ثم قالت وهي تتجه نحوها
بت يا مهرة إنتي نمتي
جلست بجوارها على حافة الفراش وهزتها برفق في كتفها متمتمة
مهرة قومي عايزة اقولك حاجة مهمة
تأففت لتوقعها الحاجة المهمة التي ترغب بمشاركتها معها اعتدلت جالسة وهي تتطلع لجدتها بابتسامة مغلوبة وتهتف
فوزية بعفوية وبتساءل حقيقي
أنا سمعت الإعادة بتاعت المسلسل اللي بتسمعيه والحلقة خلصت على إن الولا ابو شعر اصفر ده اضرب پالنار هو ھيموت ولا لا
مسحت مهرة على وجهها وهي تتأفف بقوة أشد وهدرت بنفاذ صبر
ياتيتا ارحميني ابوس إيدك دي عاشر مرة تسأليني السؤال ده بعدين قولتلك اسمه اردا مش الولا الأصفر
اسمه إيه ارداف !!
مهرة پصدمة
ارداف !! اه اسمه ارداف ياتيتا
ما تخلصي قولي ھيموت ولا لا يابت
أمسكت بهاتفها عن طريق الخطأ وقالت بعدم حيلة
والله مش عارفة استني أما اكلملك ارداف واسأله ھتموت ولا لا الحلقة الجاية ! أكيد معرفش
لمحت فوزية صور آدم على الهاتف فقالت فورا بدهشة
مين ده !!
أدركت مهرة الخطأ الفادح الذي ارتكبته دون قصد وابتسمت ببلاهة متمتمة وهي تخفي الهاتف عن أعين جدتها
ده الولا الأصفر ارداف بس صبغ شعره وخلاه اسود
جذبت فوزية الهاتف من يدها عنوة وهي تدقق النظر في صورة آدم وتهتف باستهزاء
قهقهت بصوت عالي وهتفت مهرة من بين ضحكها
إيه ده يازوزا إنتي بتعاكسيه قدامي !
تجاهلتها فوزية ولم تجب عليها فقط ظلت تتطلع في صورة آدم تحاول تذكر أين ومتى رأته حتى قفز الموقف وصورته في ذهنها فقالت مسرعة
مش ده
الشاب اللي قابلانه عند الصيدلية وكان هيخبطني بالعربية !
لا مش هو يازوزا التاني كان بني آدم غتت ده واحد تاني
فوزية بثقة تامة
لا هو أنا متأكدة الحمدلله لسا بعقلي وصحتي وفكراه كويس اسمه إيه كمان
قربت الهاتف من وجهها أكثر لتستطيع قراءة اسمه وتمتمت تقرأ اسمه بصعوبة بسبب ضعف النظر
ثم نظرت إلى مهرة وقالت بنظرة ثاقبة
وإنتي عرفتي اسمه منين عشان تبحثي عنه !
لوت مهرة فمها مغلوبة على أمرها وقالت
المعرض اللي اخدتني سهيلة معاها ليه طلع هو صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك
المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه !
أيوة هو يا زوزا على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني !
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة
ولا يهمك يابنتي متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق
ارتفع رنين الباب فظنت انتصار أن جلنار قد عادت ضيقت عيناها باستغراب وهتفت وهي تسير نحو الباب
حاضر حاضر هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه !
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس
ماما
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة
جدو !
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة ف
وحشتيني أووي ياحبيبة جدو
هنا بصوتها الطفولي الساحر
وإنت
كمان إنت كنت فين ياجدو
أبعدها عنه قليلا وحدقها بنظرة دافئة متمتما بأسف
سامحيني
ياحبيبتي
زمت هنا شفتيها بحزن وتمتمت
تعرف بابي تعبان وماما راحت تشوفه وقالتلي إنها بكرا هتاخدني عشان اروح اشوفه كمان
نشأت ببعض الحزن المماثل لها
عارف ياحبيبتي مټخافيش بابا هيبقى كويس إن شاء الله
اعتدل في وقفته وتطلع لانتصار متمتما بنبرة عادية
عاملة إيه يا انتصار
انتصار بمضض
بخير الحمدلله يانشأت بيه جلنار راحت تشوف عدنان يعني مش موجودة
عارف يا انتصار أنا جاي اتكلم معاكي إنتي
ظهرت معالم الحيرة على وجهها وضيقت عيناها باستغراب ثم افسحت له الطريق ليدخل وأغلقت الباب خلفه تحركت أمامه