الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 196 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


حمقاء كل ذلك حدث في ظرف ثلاث ثواني وبالرابعة كانت تعود بالهاتف فوق أذنها وتجيبه باضطراب بسيط وابتسامة لم يراها لكن ظهرت في دلال نبرتها 
آدم ! وحشتني أوي ياحبيبي والله 
تجاهل تغذلها به حتى لا ينفجر بها وتابع بنفس نبرته السابقة 
أنا قليل الزوق ومش محترم يا مهرة !!!
عضت على شفاها بتوتر ثم ابعدت الهاتف قليلا عن أذنها وهمست 

يارب سامحني على الكدب ده 
وفورا
عادت به مجددا تجيبه بجدية متصنعة ورقة جميلة 
لا طبعا ياحبيبي أنا مقصدش ده أنت صفة الاحترام موجودة عشانك أساسا 
آدم بوعيد مغتاظ 
بعيدا عن اللي بتقوليه ده وأنا فاهم إنك بتاخديني على قد عقلي بس هي كلها يومين وتكوني في بيتي وسعتها محدش هيحوشني عنك 
تنحنحت پخوف وهي تضحك ببلاهة محاولة تلطيف الأجواء هامسة 
طيب أنت تعرف أنا لسا كنت بتكلم مع زوزا وبقولها آدم ده أنا بحبه بشكل لا يمكن حد يتخيله عارفة لو هشحت
كدا محبش قده 
التوى فمه ببسمة مغلوبة وأردف بدهاء يفوق محاولاتها السخيفة لكسب الوضع بصفها 
وإيه كمان !
تدللت في الحديث بنبرة افقدته صوابه 
بحبك يادومي 
هيمن الهيام عليه ولم تسمع سوى صوت أنفاسه القوية فيضقت عيناها بحيرة وهتفت 
آدم 
أخذ نفسا عميقا يحاول التحكم بالثورة التي اندلعت بثناياه ورد عليه بصوت متيم 
لم يجيبها واكتفى بابتسامته بينما هي فقامت بفتح النافذة واطلت منها برأسها فقط لترى سيارته بالفعل أسفل المنزل وهو يقف مستندا بظهره على السيارة ويرفع عيناه إليها يتأملها بعشق جارف فيخرج صوته في الهاتف أصاب يسارها بسهم العشاق الذي لا شفاء منه 
وأنا كمان بحبك 
رأى ابتسامتها الخجلة تعتلي معالمها وهي تتمعنه بحب لكن فجأة انتفضت والتفتت خلفها بزعر على صوت جدتها التي تهتف 
بتعملي إيه يامهرة على الشباك السعادي ! 
تلعثمت وردت بسرعة محاولة إنقاذ الموقف 
ولا حاجة ياتيتا انا سمعت أصوات بس وافتكرت في حد پيتخانق ولا حاجة بس طلع عيال المنطقة مع بعضهم إنتي إيه اللي مصحيكي لغاية دلوقتي 
فوزية بدفء 
كنت رايحة أنام بس قولت اطمن عليكي الأول 
مهرة بحب حقيقي ونظرات كلها امتنان 
ربنا يخليكي ليا يازوزا متقلقيش أنا هروح أنام دلوقتي وأنا روحي نامي وارتاحي 
طيب ياحبيبتي تصبحي على خير 
وإنتي من أهل الخير يارب 
فور رحيل جدتها رفعت الهاتف على أذنها فورا والتفتت للنافذة تتطلع لآدم وتهتف بحزم بسيط 
امشي بقى يا آدم لو تيتا عرفت انك موجود تحت هتبهدلني 
ضحك واتاها صوته في الهاتف متزامنا مع وجه وهي تراه يغمز لها بخبث 
طيب ما تبعتيلي بوسة في الهوا كدا قبل ما امشي 
اتسعت عيناها پصدمة وهتفت پغضب ممزوج بخجلها الشديد 
آدم احترم نفسك وبلاش وقاحة 
كتم ضحكته ورد ببرود ونبرة ازدادت جرأة 
ما أنا مش همشي غير لما اخدها ! 
مهرة بعناد شديد 
متمشيش خليك قاعد كدا وأنا هدخل أنام 
هدر بكلمة سمرتها بأرضها من الذهول 
هطلعلك 
لهجته كانت تملأها الثقة المفرطة مما زعزعت شجاعتها هي لكن رغم ذلك احتفظت بثقتها وردت 
متقدرش 
ابتسم بخبث ورفع حاجة مستنكرا ثقتها بنفسها ثم استطرد بلهجة لا تحمل المزح 
تتحديني ! 
استحوذ عليها السكون بعد سؤاله ولهجته التي تثبت جنون أفعاله فإن أكملت بتلك المجادلة ستخرج منها حتما خاسرة تنفست الصعداء بعدم حيلة ورفعت أناملها لفمها تطبق علي شفتيها وتضمهم للأمام ثم تبعد يدها متزامنة معها قبلة أرسلتها له بالهواء وهي تبتسم
بخجل فضحك هو بمشاعر طاغية ثم رد عليها بلؤم 
هعتبرها تصبيرة لغاية الفرح يا مهرتي 
لم يدهشها بوقاحته المعتادة بقدر ما أخجلها حيث أنهت الاتصال معه دون أي كلمة وتابعته بعيناها فقط وهو يستقل بسيارته ويلوح له بيده مودعا إياها ففعلت المثل وراحت عيناها تتحرك مع السيارة حتى غادرت الشارع بأكمله وتوارت عن أنظارها فدخلت غرفتها وهي 
ابتسمت زينة له بحب وسألت برقة تليق بها 
كنت بتقول لمين مبروك 
هشام بنبرة طبيعية وهو يقرب كوب القهوة من فمه يرتشف منه بلطف 
ده آدم بيعزمني على فرحه يوم الخميس 
وكأن الماضي لم يعد لديه أثرا حتى لديها وعلى عكس المتوقع ابتسمت بسعادة دون أي ضغينة أو مرارة والتزمت الصمت للحظة ثم هدرت باسمة 
هروح معاك 
توقفت يده بكوب القهوة في منتصف طريقها لفمه والټفت بنظره ناحيتها يرمقها بتعجب ونظرة مطولة فهزت كتفيها ببساطة وتمتمت 
مالك أنت مش حابب تاخدني معاك ولا إيه ! 
هشام بهدوء تام وأعين دقيقة 
تستغرب ليه أنت عندك شك أن زينة القديمة لسا عايشة !! 
لم تجد إجابة منه وعيناه فقط كانت تستشفي الأسئلة منها التي تطلق إشارات مبهمة
 

195  196  197 

انت في الصفحة 196 من 202 صفحات