حكاية بقلم ندى محمود
وحزن أصابتها وغزة بسيطة بجسدها حين شعرت بصوت الشوكة الشديد يرتطم بالصحن ثم يهب أخيها واقفا هو الآخر ويتجه نحو باب المنزل ليغادر تماما !!
لم يعد للمنزل منذ ليلة أمس بقت مستيقظة إلى ما يقارب الثالثة صباحا على أمل أن يعود لكن بات انتظارها بلا فائدة حتى تمكن منها سلطان النوم وغطت بسبات عميق و قد اشرقت صباح يوم جديد ولا وجود له حتى الآن حاولت الاتصال به لمرة واحدة وقد عزمت أنها ستتحجج بأي شيء عن سبب اتصالها لكنه لم يجيب عليها حتى
على أثر صوت صفع باب المنزل فسقط من يدها كوب اللبن لينسكب على الأرض وتتناثر جزئيات الزجاج الصغيرة في الأرض بأكملها ولسوء حظها أنها لم تكن ترتدي الشبشب المنزلي فضغطت بالخطأ فوق قطعة زجاج
انطلق من بيت شفتيها تأوها مرتفعا پألم كان أشبه پصرخة ودقيقة بالضبط فور ما حدث رأته يدخل المطبخ ويقف على مسافة بسيطة منها هاتفا باستغراب
ادي نتيجة إنك واقفة من غير الشبشب !!
صاحت به پغضب ممزوج بتأوه صدر منها
متتعصبش عليا
لم يجيب عليها وتجاهلها تماما حتى وصل للغرفة فأجلسها فوق الفراش واتجه نحو الحمام يجلب منه المعقم واللاصق الطبي والقطن ثم يعود إليها ليجثى أمامها على الأرض ممسكا بقدمها ويمد أنامله لكي يسحب قطعة الزجاج فشعر برتعاشتها البسيطة في خوف لانت نظراته وكذلك نبرته ليغمغم في حنو
أغلقت على عيناها بقوة وبعد ثواني انطلقت منها آها عاليا پألم عندما شعرت به يسحبها ثم بدأ بتعقيم جرحها برفق ورقة شديدة وهي تتأمله دون حركة رأته منزعجا وربما سيتعمد تجاهلها والابتعاد عنها اليوم
وربما لأيام بسبب ما قالته لا ينظر لها أو يداعبها ويعبث معها ككل يوم استاءت من سكوته فقررت هي أن تجعله يتحدث حيث قالت
عدنان بهدوء دون أن يتطلع لها
بعد الشغل وأنا راجع هعدي اخدها
هتفت بعناد مقصود حتى تثير أعصابه وتجعله يتحدث فربما يلومها على ما قالته هي تدرك أنها أخطأت ولم يكن عليها أن تختار الأكثر سوءا لټطعنه بها وبدلا من أن تضايقه وتشعره بنفورها منه ضغطت على كرامته ورجولته دون أن تشعر
رفع نظره لها أخيرا وحدجها باستنكار رافعا حاجبه اليسار قبل أن يستقيم واقفا ويهتف في موافقة وهدوء عجيب
حاضر هجبهالك قبل الشغل أي أوامر تاني !
اشتعلت غيظا من رده لكنها التزمت الصمت وهزت رأسها بالرفض ثم اخفضت نظرها تتفقد قدمها التي ضمد جرحها جيدا وانتهى منه فقالت في خفوت
العفو بس مت
طيب أنا عايزة ادخل الحمام
هز رأسه بيأس مع شبه ابتسامة بسيطة قبل أن ينحنى عليها مجددا ليهم بحملها لكنها هتفت مسرعة برفض
لا لا استني هتعمل إيه !!
هشيلك لغاية الحمام ياجلنار !
هزت رأسها بتفهم وقالت بنبرة لان حزمها
اه افتكر
شعرت به يحملها ويتجه بها نحو الحمام كان لا ينظر لها وملامحه جامدة وغليظة مما جعلها تدرك أن غضبه حقيقي منها
عاد آدم للمنزل بالصباح حتى يبدل ملابسه ويخرج من جديد لينهي بعض أعماله ثم يذهب لمهرة
انفتح الباب بدون استآذان ودخلت أسمهان وهي عبارة جمرة نيران ملتهبة تهتف في حدة
كنت فين يا آدم طول اليوم امبارح !
تنهد بحنق قبل أن يغمغم ببرود بسيط مخترعا كڈبة حتى لا يفتح عليه حديث لن ينتهى
كان معايا شغل كتير ياماما واتأخرت
أسمهان بعصبية وغل
شغل ولا كنت مع البنت البيئة والقڈرة دي !!
استدار لها بجسده وقال في حزم واستياء
ماما لو
سمحتي متعصبنيش
كنت بتعمل إيه معاها يا آدم بقى هي دي اخرتها تكون مع الاشكال البيئة دي !!
آدم بصيحة رجولية غاضبة تطلق إشارات الإنذار
ماما أولا يستحسن بلاش تغلطي فيها قدامي ثانيا أنا مش طفل وعارف أنا بعمل إيه
قهقهت أسمهان بقوة وعدم استيعاب لتهتف بنظرات ملتهبة
مغلطش فيها قدامك هي لحقت بالسرعة دي !!!
تأفف بخنق ونفاذ صبر مفضلا عدم النقاش معها وبالأخص الآن حيث ابتعد من أمامها وهم بالمغادرة لولا يدها التي قبضت على رسغه لتوقفه وتقول بوعيد شيطاني حقيقي وعينان مشټعلة
ابعد عن البنت دي يا آدم عشان أنا لا يمكن اسمح بحاجة زي كدا سبق وسمحت لأخوك واديك شوفت النتيجة متغلطش زيه ياحبيبي
سحب رسغه من قبضتها ببطء وغمغم بصلابة ولهجة رجولية خشنة
أنا آسف بس أنا مش