الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 143 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


موضوعة داخل علبة كبيرة بالكاد تكفي حجمها جذبتها هنا من يد جدها وهي تصيح بدهشة وسعادة وسرعان ما ارتمت على جدها تعانقه بقوة وهو يضحك بحب ثم ابتعدت وهرولت ركضا تجاه أمها ترفع الدمية أمامها وتهتف 
بصي يامامي جدو جابلي إيه 
ابتسمت لها جلنار بحنان ومدت يدها تملس على شعرها وتتمتم بخفوت جميل 

جميلة ياحبيبتي قولي لجدو شكرا 
هنا بعفوية وحب طفولي صادق 
شكرا ياجدو إنت حبيبي 
عاملة إيه ياجلنار 
جلنار بجفاء دون أن تنظر له 
كويسة 
نشأت بنظرات راجية 
مش كفاية
بقى يابنتي إنتي عمرك ما كنتي قاسېة كدا ياجلنار
ردت عليه بعدم تأثر بكلامه 
عايز تيجي تشوف هنا وتقعد معاها أنا معنديش مشكلة بس متنتظرش مني إني اسامحك 
نشأت بجدية ونبرة صارمة 
انا جاي مخصوص النهارده عشان اتكلم مع عدنان هصلح الغلط اللي عملته وهخليه يطلقك لو هو ده اللي هيخيليكي تصفيلي وتسامحيني مستعد اعمله يابنتي
طالت النظر في وجهه أبيها بصمت فمن المفترض أن تسعد لكنها لم تفعل استمرت في التحديق به حتى اشاحت بوجهها وقالت باقتضاب 
عدنان مش موجود راح الشغل
تنهد نشأت تنهيدة طويلة بيأس ثم قال في وعيد ابوي حاني وحقيقي 
كل اللي عايزاه ياجلنار هيتنفذ ياحبيبتي صدقيني وطالما مش مبسوطة معاه ومش بتحبيه هخليه يطلقك
لم تجيبه فقط استمرت في التحديق أمامها بشرود وتفكير وتتردد في أذنها كلمته مش بتحبيه ! لا لا هي بالفعل لا تحبه ومايقوله عقلها هو الصحيح ! 
في تمام الساعة الثانية ظهرا 
كانت تقوم بمراجعة الدروس لصغيرتها يجلسون في غرفتها الصغيرة ويذاكرون بتركيز شديد حتى قطع عليهم عدنان اندماجهم عندما فتح الباب ودخل فهبت هنا واقفة وركضت نحو أبيها
ترتمي عليه بسعادة 
بابي حبيبي 
التقطها وحملها فوق ذراعيه يلثم وجنتيها باستمتاع ومداعبة هامسا 
إنتي حبيبتي اكتر 
اوووخ واحدة هنا كمان 
خرج صوت جلنار الحازم قليلا وهي تهتف 
يلا ياهنا عشان نخلص ياحبيبتي بابا موجود بعد ما نخلص اقعدي براحتك معاه
علق نظره على جلنار بتدقيق فمنذ أن استيقظ بالصباح قبل أن يغادر كانت تتجاهله وتعامله ببرود وحتى الآن تستمر في تجاهله لم يكن ينتظر منها مسامحة بعد تصرفها اللطيف في الأمس لكنه ظن أنها ستلين له قليلا واتضح العكس 
أصدر زفيرا طويلا بعدم حيلة ثم انزل صغيرته من فوق ذراعيه وهو يشير لها بعيناه أن تطيع كلام والدتها وتذهب لتكمل دورسها واقترب من جلنار بخطوات هادئة لينحنى عليها يمسك برأسها يلثم شعرها هي الأخرى بدفء مبتسما ثم ينتصب في وقفته ويستدير مغادرا الغرفة ويغلق الباب معه كما كان استمرت جلنار في التحديق على أثره ناحية الباب بشرود حتى انتشلتها هنا وهي تقول 
يلا يامامي 
عادت برأسها ناحية ابنتها واكملا معا من عند النقطة التي توقفا عندها 
دخلت غرفتها بعدما انتهت
حامد قالي إن نشأت كان هنا الصبح 
ردت عليه بجمود دون أن تنظر له 
أيوة كان جاي يتكلم معاك 
ليه ! 
تنفست الصعداء بقوة مجيبة 
معرفش لما يجي تاني تبقوا تتكلموا 
مسح على وجهه متأففا من طريقتها في التحدث ثم اقترب منها وغمغم بحيرة 
في إيه ياجلنار !! 
تطلعت له وكررت جملته بعدم فهم 
في إيه ! 
عدنان بضيق 
أنا اللي بسألك فيه إيه امبارح كنا زي الفل ومن أول ما صحيتي النهارده بتتصرفي بالبرود والتجاهل ده 
عادت بنظرها للمرأة تنظر لنفسها مغمغمة في ثبات مزيف 
امبارح أنا كنت مرهقة وتعبانة ومكنتش عارفة بعمل إيه ! 
بدأ يستاء بالفعل ليجيب عليها بقوة 
مكنش باين عليكي إنك تعبانة بعدين إنتي نمتي طول الليل 
عشان غبية !! 
خرجت تلك الجملة من بين شفتيها بصوت منخفض ولحسن الحظ أنه لم يسمعها حيث هتف بترقب 
قولتي إيه ! 
جلنار بصوت رقيق 
ولا حاجة ياعدنان 
مسح على وجهها متأففا بنفاذ صبر ثم انحنى عليها من الجانب يهمس بالقرب من أذنها 
احيانا بتعصب جدا من اسلوبك وتجاهلك ليا بس برجع واقول عندها حق هي استحملت معاملتي لسنين وجه دوري استحمل شوية وده اللي مصبرني
ابتسمت بسماجة وردت عليه في برود اعصاب مستفز 
بظبط استحمل طالما دي رغبتك يبقى هتستحمل
قبض على فكها يضمه للأمام مانعا تلك الابتسامة المستفزة من الظهور فوق شفتيها وهو يجيبها بغيظ مكتوم 
وماله نستحمل يارمانتي حقك ! 
ابعدت يده بهدوء وهي تعود وترسم الابتسامة لكنها صفراء ثم تركت الفرشاة واستدارت تغادر الغرفة وتتركه يتنهد مغلوبا على أمره 
في مساء ذلك اليوم 
مر نشأت مرة أخرى على المنزل أثناء عودته من العمل وكمان توقع كان عدنان بالمنزل وتحديدا بمكتبه الخاص يقوم بإنهاء بعض الأعمال حتى قطعه نشأت الذي استقبله بترحيب عادي
 

142  143  144 

انت في الصفحة 143 من 202 صفحات