الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية بقلم ندى محمود

انت في الصفحة 142 من 202 صفحات

موقع أيام نيوز


بس أما اللي زي بيعطوا وعمرهم ما خدوا حاجة
جعلته يلعن نفسه الف مرة في اللحظة قلبه ېتمزق أربا ما بين ألم الخېانة وبين ندمه وبغضه لنفسه اللعېنة على ما اقترفته في حق زهرته الجميلة ا 
تشعر أنها حقيقية 
من هنا ورايح مش هتدي تاني هتاخدي وبس وهفضل اعتذرلك واقولك سامحيني على كل حاجة فوقت متأخر ياجلنار ومش فارق معايا حاجة دلوقتي غيرك إنتي وبنتي مش مستعد اخسركم لأي سبب كان صدقيني بحمد ربنا إنه كشفلي حقيقتها وفوقني من اللي أنا فيه قبل ما اخسرك أنا آسف آسف آسف

منذ أن اقترب منها وطبع قبلته فوق جبهتها أغمضت عيناها ولم تفتحها تستمع لكلماته دون أن تراه وتشعر بأنفاسها الحارة تلفح صفحة وجهها لكنها فتحت عيناها مجبورة عندما سمعت كلمة آسف تخرج منه ببحة غريبة ورأت ما لم تتوقعه عندما تطلعت له عيناه تتلألأ فيها الدموع وينظر لها كطفل صغير طالبا العفو تعرف أن ما ستفعله الآن ستندم عليه بالصباح لأنها ضعفت أمامه حتى لو لمجرد دقائق لم تضعفها كلماته بقدر رؤية دموعه في عيناه لأول مرة 
اوعدك إنك هتشوفي عدنان مختلف من الليلة دي 
لا تنكر أنها كانت بحاجة لذلك العناق وتعترف أنها اشتاقت له بشدة رغم جميع محاولاتها الكاذبة في إظهار نفورها من لمسته واقترابه منها ويؤسفها أيضا الاعتراف بأنها حين تستيقظ في اليوم التالي ستعود لما كانت عليه فلن تمنحه ما يريد بسهولة لا مزيد من العطاء فقد حان دوره هو ليريها كيف سيعيطها كما قال 
في صباح اليوم التالي 
يجلس آدم وأسمهان حول مائدة الطعام يتناولون وجبتهم الصباحية كان هو يأكل بعجلة حتى لا يتأخر وعيناه تنظر كل لحظة والأخرى على أمه التي تعبث في صحنها دون أن تأكل والڠضب يعتلى ملامح وجهها فتوقف عن الأكل وهتف 
مالك ياماما 
نظرت
له أسمهان بعينان مليئة بالحقد والغل وهدرت ساخرة 
بقى على آخر الزمن هعتذر أنا من بنت نشأت !! 
ابتسم آدم وقال بتعجب 
هو عدنان طلب منك تعتذريلها ولا إيه ! 
أسمهان باستياء 
ده عمره ما عملها وطلب مني قبل كدا اعتذر من فريدة في حاجة دلوقتي بيهددني ويقولي لو أنا فارق معاكي هتعتذري منها اعتذر من دي !!!
ضحك آدم بصمت وقال بتأييد لأخيه 
الصراحة حتى أنا اندهشت بس مش من فكرة إنك تعتذري لا أن عدنان هو اللي طلب وأنا معاه بعد اللي عملتيه أقل حاجة تعمليها تعتذري من جلنار ياماما 
صړخت أسمهان بعصبية 
هو إنت هتعملي زيه كمان !!!! 
آدم ببرود أعصاب 
إنتي غلطتي ولازم تعترفي بكدا يا ماما في وسط الحالة اللي فيها ابنك وانتي عايز تخليه يشك إن حتى مراته التانية بټخونه كرهك لجلنار مخليكي مش شايفة حاجة قدامك حتى ابنك
ضړبت بقبضة يدها فوق سطح الطاولة وتهدر مشټعلة 
وكمان برن عليه من الصبح مش بيرد عليا 
غرس آدم الشوكة في قطعة الخيار وهو يبتسم ويرفعها لفمه ثم بخرج الشوكة ويضعها بجوار صحنه ليهب واقفا ويقول بخبث قاصدا كل حرف يتفوه به 
طبيعي ميردش عليكي أنا كلمته ورد عليا عادي وطالما قالك تعتذري منها يبقى كان جاد في كلامه وخصوصا إنه عمره ما طلب منك حاجة زي كدا فأنا برأى تروحي وتعتذري من جلنار يا ست الكل بدل ما تخسري عدنان بجد
ارتبكت وتوترت من كلماته وبالأخص الأخيرة هل حقا قد تخسر ابنها بسبب اعتذار على
خطأ اقترفته مستحيل أن تسمح لابنة الرازي بأن تنجح في هذا أيضا 
عقلها مشغول بالتفكير منذ الصباح في تصرفها بالأمس لم يكن عليها أن تضعف له لكنها انصاعت خلف صوت قلبها كالمتغيبة بالتأكيد سيظن أن بعد ما فعلته أنها سامحته ولكن هيهات فما حدث لم يكن سوى لحظة ضعف منها وقد عادت مرة أخرى لسابقها 
تجلس على الأريكة الهزازة بحديقة المنزل تمسك بكتاب تحاول القراءة ولكن عقلها لا يسمح لها !! وأمامها تلعب صغيرتها على العشب الأخضر تضع طاولة صغيرة ومقعد بلاستيك أمام الطاولة تجلس عليه وفوق الطاولة تضع العاب المطبخ البلاستيكية خاصتها وعلى الجانب الآخر دميتها المفضلة تلعب باندماج وسعادة لكن جلنار التفتت برأسها لليسار عندما رأت ابنتها تثب واقفة من مقعدها وتركض في ذلك الاتجاه صائحة 
جدو 
تطلعت جلنار لأبيها في جمود دون أن تلقى التحية
عليه حتى وتابعته وهو يتحدث مع هنا بحنو يهتف 
عاملة إيه يا أميرة جدو 
هنا بابتسامة تسرق القلب 
كويسة ياجدو 
نشأت بغمزة مشاكسة وحب 
جبتلك معايا لعبة حلوة أوي 
انتبهت ليده التي يخفيها عن انظارها خلف ظهره فوثبت فرحا وهتفت بحماس طفولي 
الله لعبة
أخرج يده من خلف ظهره لتظهر اللعبة عبارة عن دمية ضخمة وجميلة من إحدى أميرات أفلام الكرتون المشهورة
 

141  142  143 

انت في الصفحة 142 من 202 صفحات