الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

يرتجف ولا يعلم ماذا سيفعل دوما كان يفكر فيما سيفعله عند معرفتها للحقيقة ولم يتوصل لشئ
جليلة 
تطلعت مديحة نحو الخلف مسرعة بابتسامة واضحة لتراها وترى هيئتها كم تمنت رؤيتها بتلك الهيئة كانت تتراجع عن إخبارها بالحقيقة خوفا من رد فعل فاروق الذي سيقلب الدنيا بأكملها رأسا على عقب لكنها الآن علمت الحقيقة وعلمت مكانة مديحة الحقيقية حاولت أن تخفي سعادتها وبدأت ابتسامتها تتلاشى مدعية الصدمة 
أسرع فاروق يقترب منها مغمغما بتوتر وخوف
جليلة انتي فاهمة غلط صدقيني أنا هفهمك بس اهدي 
كاد يحتضنها لتهدأ قليلا بعدما رأها ترتعش وملامحها المصډومة يخشى أن يحدث لها شئ سئ لكنها باغتته بدفعتها القوية التي جعلته يرتد إلى الخلف مبتعدا عنها بعض الخطوات وغمغمت بضعف من بين دموعها
طلقني يا فاروق طلقني كفاية كدة 
سارت من أمامه متوجهة نحو غرفتها لم تستطع أن تظل أمامه تتطلع إليه بعد كل ما فعله بها هي اليوم وفي تلك اللحظة اكتشفت حقيقة أخرى لزوجها جميع حياتها معه السابقة كانت كڈب استطاع أن يخدعها بحبه الغير المتواجد كيف تتطلع نحوه وهو من قام بفعل كل ذلك بها هو اليوم سبب ټدمير قلبها وحياتها تماما بعد علمها بالحقيقة التي أخفاها طيلة السنوات الماضية استطاع أن يخدعها بمهارة دون الإهتمام بمشاعرها 
بدأت تلملم اشياءها مقررة الرحيل من ذلك المنزل التي كانت تبنيه بسعادة وابتسامة وهو في نفس الوقت كان يدمره دون النظر لكل ما تفعله تود الذهاب من المكان الذي ټحطم به قلبها 
وقف فاروق تحت تأثير الصدمة بعد استماعه لحديثها ونبرة صوتها التي آلمت قلبه تطلع نحو مديحة بنظرات حادة تعكس مدي الڠضب الذي يشعر به بسببها يسبها بداخله ولا يعلم ماذا سيفعل مع جليلة لأول مرة يراها بتلك الهيئة ولأول مرة تقرر الإبتعاد والإنفصال 
سار خلفها متوجه نحو غرفته ليستطع التحدث معها وإقناعها بالبقاء معه يود أن يخبرها انه يحبها حقا كل ما حدث حدت بالخطأ دون إدراك منه 
تفاجأ بها عندما رآها تضع ثيابها في الحقيبة وتعد ذاتها للرحيل أسرع مقتربا منها يمسكها من ذراعها بحنان لتتوقف عما تفعل مغمغما بتوتر
جليلة انتي فاهمة غلط والله الموضوع مش زي ما سمعتي اديني فرصة افهمك 
تحاشت النظر نحوه لأول مرة لم تطيق رؤيته وتمتمت بجدية تلك المرة
لا أنا دي المرة الوحيدة اللي أنا فاهمة فيها صح بقى مش هسمحلك تضحك عليا المرة دي خلاص يا فاروق كل حاجة اتعرفت ابعد عني وطلقني اللي بتعمله دلوقتي مش هيفيد بحاجة بعد اللي عرفته 
ظل ممسكا بها وغمغم بتوتر خوفا من فكرة ذهابها وابتعادها عنه
جليلة طب اسمعيني الأول نتفاهم الأول وبعدها هسيبك تعملي اللي عاوزاه اللي سمعتيه دة مش الحقيقة والله اسمعيني 
دفعته بعيد عنها وصاحت به پغضب مبتعدة عنه عدة خطوات إلى الخلف
ابعد عني يا فاروق كفاية اللي عرفته مش عاوزة اسمع حاجة كفاية لغاية كدة كفاية اوي وابعد عني كل اللي عيشته معاك دة كان كدب 
لم تستطع منع ذاتها من البكاء مرة أخرى اجهشت في دوامة بكاء مريرة شاعرة بالشفقة على حالها وحياتها فقد عاشت عمرها بأكمله في حياة كاذبة يخدعها طوال الوقت كيف فعلها ماذا فعلت هي لتتلقى منه ذلك 
أجابها نافيا بجدية مغمغما بصدق وحزن عالما أنه قد جرحها بشدة
لأ والله يا جليلة أنا بحبك بجد والله محبتش قدك اللي حصل دة كان زمان غلطة وللله وندمان عليها من زمان انا عمري

ما بصيت لواحدة غيرك صدقيني يا جليلة والله ما بكدب عليكي
ابتسمت من بين دموعها ابتسامة مريرة بحزن تبدي مدى القهر والحزن المتواجد داخلها وتمتمت بنبرة خاڤتة حزينة لكنها تحاول أن تتماسك وتدعي القوة لترد على حديثه التي لم تصدقه
عشان كدة روحت خونتني بس ازاي ازاي قدرك تعملها مع مرات أخوك طب سيبك مني أنا مش مهم محبتنيش لكن أخوك أنت خونته ازاي وكمان عصام يبقى ابنك أنت ايه 
صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها بصعداء وتابعت حديثها مستنكرة بدهشة
ازاي قدرت تعمل دة كله تكتب ابنك باسم اخوك عملتها ازاي أنت استحالة تكون فاروق جوزي اللي حبيته واستحملت كل حاجة عشانك 
حركت رأسها نافية عدة مرات وبكت پعنف متمتمة بنبرة خاڤتة بضعف
مستحيل مستحيل تكون نفس الشخص اللي اتجوزته وحبيته مستحيل 
حاول تهدئتها خوفا من أن يحدث شئ لها أسرع يحتضنها مربتا فوق ظهرها بحنان مغمغما بهدوء
طب اهدي بس عشان خاطر العيال بلاش أنا اهدي أحسن يحصلك حاجة 
رمقته باستهزاء ساخرة منه مغمغمة بتهكم غاضبة نادمة على كل يوم في حياتها مر وهو معه
وانت بتهمك أوي مصلحة العيال سيبني امشي يا فاروق وابعد عني أنت طول عمرك بتتعامل معاهم غلط ولا اهتميت لمصلحة حد منهم دايما بسكت وبحاول اطلعك عكس كدة بس في الحقيقة أنت مش بتحب غير نفسك ومصلحتك أنا ظلمت نفسي وظلمت العيال دول معايا لما خليتك أب ليهم 
رمقها بذهول متعجبة لأول مرة يشعر أنها تراه بتلك النظرة هل هو حقا يفعل هكذا لم يهتم سوى بذاته هذا نفس الحديث الذي يردفه جواد دوما وهو لم يعطيه اهتمام ها هي الآن تخبره نفس الحديث غمغم بعدم تصديق وذهول
جليلة انتي بتقولي ايه أنا بحبك انتي وهما وانتي عارفة أنكم اهم حاجة عندي أنا بعمل كل دة عشانكم 
ضحكت بسخرية مستهزءة حديثه الغير صحيح مغمغمة بضيق حاد
بلاش الكلام دة خلاص عشان عرفته لأ يا فاروق أنت لو بتعمل حاجة فبتعملها عشان نفسك زي ما كنت بتيجي على ابنك عشان نفسك وعاوز تجوزه ڠصب أنت أناني متستاهلش ولا حد من العيال دول ولا حتى أنا سيبني امشي وطلقني 
وقف في ذهول تام بعد استماعه لحديثها لا يعلم هل هذا صحيح بالفعل هو فعل بهم كل ذلك لأجل ذاته ليس لأجلهم لأول مرة يرى الحقيقة في أعينهم لكن كيف سينفذ طلبها هو لم يقوى على فكرة الإبتعاد عنها حاول التأثير عليها بهدوء وتعقل
جليلة مينفعش تمشي عشانهم هيقولوا ايه انتي عارفة أنهم مش هيسكتوا 
طالعته بحزن تام أنهك عينيها الباكية شاعرة بالوهن وتمتمت بضعف خاڤت
لا متقلقش مش هفضحك قدامهم ودة مش عشانك دة عشان عيالي ملهمش حق يشوفوا ابوهم بالنظرة دي بسبب اختياري الغلط 
رمقها ينظرات حزينة يملأها الندم مقتربا منها بحزن لاعنا ذاته على كل أفعاله ممسكا يدها بحنان مغمغما بصدق وصوت أجش نادم
جليلة أنتي عارفة أنتي ايه عندي والله يا جليلة ما بحب قدك 
جذبت يدها منه پعنف تزجره پغضب وتمتمت بسخرية تحمل بين طياتها حزن وقهر متواجد في قلبها ينهكه بعدما تلقت أكبر صدمة ډمرت قلبها
كنت فاكرة إنك بتحبني بس خلاص اللي حصل خلاني اكتشف الحقيقة كلها وعرفت قيمتي كويس عندك 
نفى حديثها مسرعا وتحدث بصدق ولوعة بالرغم من غضبه لرؤيتها بتلك الهيئة وجهها الشاحب كشحوب المۏتى وعينيها المتورمة من فرط البكاء لتلك الحقيقة الشديدة عليها التي علمتها اليوم
والله ابدا مفيش اغلى منك عندي كل اللي حصل زمان كانت غلطة والله غلطة وندمت عليها
تمتمت پغضب مبتعدة عنه محركة رأسها بنفي
عشان كدة عاوز ابنك يشيل غلطتك ويصلحها هو لما يتجوز أروى ڠصب عنه أنت قاسې وظالم أنا غلطت لما كملت معاك كل اللي حصل كان غلط ولازم تتصلح 
وقف لعدة لحظات متطلع أرضا بخجل من أفعاله الخاطئة لكنه كيف سيتركها تذهب هو لن يقوى على تركها حاول التأثير عليها بجدية وتعقل محاولا استمالة عقلها
جليلة مينفعش خالص عشانهم حتى مش عشان هيقولوا ايه انتي عارفة لو عرفوا حاجة هيحصل إيه وقتها 
رمقته بخذلان وضعف شاعرة بتخاذله معها وتمتمت بجدية مقررة تنفيذ ما تريده والتوقف مع ذاتها تلك المرة بدلا من تفكيرها في الجميع
ياما فكرت فيهم واستحملت كتير عشانك وعشانهم فالآخر أنت عملت إيه ولا عملت اعتبار لدة كله المرة دي لأ بقى 
دفعته بقوة إلى الخلف وحملت حقائبها متجهة نحو الخارج مقررة الذهاب وترك المنزل الذي سلب منها روحها وحياتها وفي النهاية تلقت الخېانة والحزن والقهر منه 
تفاجأت سما بهيئة والدتها فأسرعت مقتربة منها معترضة طريقها بقلق خوفا من أن يصيب والدتها شئ وتمتمت متسائلة بعدم فهم
في إيه يا ماما مالك انتي رايحة فين هو ايه اللي حصل هاتي الشنط دي 
تناولت منها الحقائب وهى ترمق والدها منتظرة منه التحدث فأجابتها جليلة بإصرار بنبرة حزينة

ضعيفة
هاتي يا سما أنا ماشية خلاص اوعي كفاية لغاية كدة 
رمقتها بذهول متعجبة طريقة والدتها لكنها علمت أن بالطبع والدها قد فعل شئ كما يفعل دوما فاحتضنتها بحنان وتمتمت بتوتر
تمشي فين ياحبيبتي عاوزة تسيبيني أنا وجواد ده هو بيمشي ومتطمن على مراته عشان أنتي موجودة ياحبيبتي هو إيه اللي حصل بس 
اڼهارت باكية في أحضان ابنتها شاعرة بالتشتت كيف تخبرها بما يوجد بداخلها بالطبع لن تشوه صورة والدها أمامها مهما حدث لكنها لا تعلم كيف ستتركها هي وجواد وتذهب مبتعدة عنهما ظلت سما تحاول تهدئتها مردفة بحنان
اهدي طيب عشان خاطري تعالي معايا في اوضتي خليكي معايا ومتعيطيش عشان خاطري خلاص محصلش حاجة 
سارت معها بضعف وهي لازالت مشتتة لا تعلم ماذا تفعل بالطبع هما لن يتركونها تذهب دون معرفة سبب مفسر لكل ما يحدث وهي لن تقوى على إخبارهم الحقيقة لن تدع الأمر يصل إلى هنا فماذا يجب عليها أن تفعل لكنها أيضا لن تتحمل كل ذلك بمفردها لن تستطع أن تكمل مع فاروق بعد معرفتها بالحقيقة 
صعدت مديحة نحو غرفتها بخطى واسعة مرتسم فوق وجهها ابتسامة واسعة لم تصدق أن حدث ما تتمناه تستمع إلى صياح جليلة وبكاءها بعد أن حدثت الفرصة التي كانت تتمناها وآتى اليوم التي ظهرت به الحقيقة التي تتمناها منذ أن حدث ذلك اليوم تشعر بتراقص قلبها فرحة بكل ماحدث شامتة لما فعلته في ذلك المنزل الذي تكرهه بشدة 
دلفت أروى لوالدتها وهي تشعر بالدهشة لسعادة والدتها المرتسمة فوق وجهها سألتها بعدم فهم
في ايه يا ماما وايه اللي بيحصل بين أونكل فاروق وطنط جليلة
اتسعت ابتسامتها وضحكت بغرور ثم تمتمت بمكر غامض
مفيش كل اللي عملاه جليلة ده عشان عرفت الحقيقة اللي كان مسيرها هتبان كان لازم تفوق وتعرف مكانها الحقيقي هنا وفي حياته 
ظلت أروى تطالعها ولم تفهم حديث والدتها فسألتها مرة أخرى
حقيقة ايه وايه اللي عرفته طنط جليلة خلاها تقلب كدة في ايه يا ماما مش فاهمة
لم تجيبها مديحة وتشرح لها الأمر
48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 58 صفحات