الأربعاء 25 ديسمبر 2024

حكاية لهيب الروح بقلم هدير

انت في الصفحة 48 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز

كدة ازاي كلي يا رنيم يلا 
رمقته بعدم تصديق خاصة بعد رؤيتها لإصراره أمس على إجهاض الطفل دون الأهتمام لموافقتها فلما لا لما لم يفعلها بحيلة ليخدعها أغمضت عينيها محركة رأسها نافية ولازالت متمسكة برفضها لتناول ذلك الطعام 
تنهد بضيق وازدادت ملامحه ڠضبا وبدأ يتناول أمامها من جميع أنواع الطعام ليجعلها تتأكد من سلامته معقبا بضيق
اهو يا رنيم مفيهوش حاجة كلي 
بدأت تتناول الطعام بعدم شهية لكنها تفعلها لأجل الحفاظ على سلامة طفلها القادم التي مقررة أن تفعل المستحيل لأجله ستحارب الجميع وهو أولهم لن تجعل ما حدث ماضيا يتكرر مرة أخرى 
لاحظت نظراته نحوها فتطلعت نحوه بعدم فهم لأول مرة تفشل عن فهم نظراته لا تعلم لماذا تغير فجأة دون أن تفعل شئ توقفت عن الطعام ملتقطة أنفاسها بصعداء لتحث ذاتها على التحدث وغمغمت بتوتر
جواد أنت ليه مش عاوز الطفل ليه عاوزنا ننزله 
أجابها بسخرية وتهكم مرير والحزن يبدو بوضوح في نبرته وعينيه مثبتة نحوها
مش أحسن ما يجي يلاقي أمه محپوسة 
شعرت بالخۏف من حديثه وحركت رأسها نافية عدة مرات وظلت نظراتها تدور حوله بعدم فهم فتابع حديثه يوضح لها مؤكدا ما يريده وما فهمته
ايوة ينزل احسن ما يجي يلاقي امه محپوسة عشان قټلت جوزها مش أنتي السبب في مۏته برضو 
رمقته بتوتر متعجبة حديثه المباغت والذي كان على عكس ما توقعت احتلت الصدمة ملامحها علمت أن محسن بالطبع هو من أخبره بذلك الحديث كما يهددها دوما بالطبع هو من أخبره لا أحد سواه يعلم ذلك الأمر الوخيم والقرار السريع الخاطئ التي اتخذته بدافع أمومتها وحبها لطفلها التي حرمت منه لكنه كيف اعترف على ذاته كانت تنظر له فقط وهي صامته 
لا يعلم لماذا ازداد غضبه بصمتها الذي يؤكد ما يقوله صاح بها غاضبا بأعين حادة ولأول مرة تختفي نظرات العشق من عينيه المشټعلة پغضب حاد
ما تتكلمي هتفضلي ساكتة كدة كتير قولي ليه عملتي كدة قتلتيه ليه 
كانت ستخبره بالحقيقة لكنها خشيت على طفلها من أن يحدث له شئ التقطت أنفاسها بتوتر وتمتمت بنبرة متلعثمة كاذبة
ل لأ يا جواد أنا معملتش كدة أنا مقتلتوش ولا عاوزة كدة اللي قالك عليا كدة بيكدب 
علم أنها كاذبة فقد يبدو ذلك من نبرتها فتحدث بمكر وعينيه مثبتة عليها
عشان كدة كدبتي وقولتي أن محسن صاحب أخوكي مش اللي اتفقتي معاه على قتل عصام لو كل دة كدب ليه ادتيله فلوس 
اڼهارت باكية بحزن وخوف وجسدها يرتعش بضعف وتمتمت بنبرة متلعثمة بړعب
ا أنا معملتش كدة مش أنا اللي قټلته كل اللي بتقوله دة كدب 
ضغط عليها لتخبره بالحقيقة فغمغم بحدة مشددة
لا مش كدب دي الحقيقة انتي اللي بتنكري فاكرة أن دة في مصلحتك قولي الحقيقة انتي السبب في مۏته انتي اللي اتفقتي على كدة 
أغمضت عينيها بضراوة وبكت پعنف ولازالت تحرك رأسها نافية بضعف مغمغمة بنبرة مهزوزة خاڤتة
ل لأ لأ يا جواد مش أنا السبب بيكدب والله كلهم بيكدبوا أنا م معملتش حاجة 
وقف في الخارج يتطلع نحو أثرها بحزن يعلم أنها كاذبة تخفي عنه الحقيقة لكنه يعلم أنها لن تستطع أن تفعل شئ هكذا دون سبب قوى يدفعها لفعله يجب عليه أن يكشف الحقيقة كاملة ليستطع تحديد القاټل الحقيقي هل حقا هي من فعلتها أم لا بالطبع إذا أخبرته الحقيقة كاملة دون كڈب ستجعل مهمته أسهل كثيرا لكنه قرر البحث بذاته بمهارة ليعلمها ويحدد حينها الحقيقة المخفية 
يود أن يذهب يحتضنها يود أن يخبرها بحبه الكبير لها لكنه منع ذاته بصعوبة مقررا السيطرة على عواطفه التي تقوده نحوها يود التفكير قليلا بعقله والعمل بمهارة وعملية متناسيا تماما ظنونه بها سيبحث عن الحقيقة لن يهدأ سوى عندما يصل إليها يريد الوصول لقاټل ابن عمه الأكبر وسيفعلها بعمليته 
في المساء 
دلفت مديحة غرفة المكتب المتواجد بها فاروق سارت بخطوات غاضبة فرمقها پغضب هو الآخر وعدم رضا لطريقتها المتبجحة التي ازدادت في الفترة الأخيرة ويجب أن يضع حد لها لتتوقف عن أفعالها 
صاح بها بحدة وعدم رضا مزمجرا پغضب وعينيه مثبتة عليها

بضيق حاد
ايه يا مديحة داخلة كدة ليه في ايه مش فاضي أنا ورايا شغل مهم 
لوت فمها بتهكم ساخرا وتمتمت بسخرية مستهزءة بحديثه الغير هام بالنسبة لها
هو في إيه مالك كل شوية شغل شغل بعدين أنا جيالك في حاجة أهم من دة كله
قطب جبينه بعدم فهم وسألها بجدية حازمة
حاجة ايه دي المهمة أوي
أجابته بحدة هي الأخرى مشددة فوق حديثها لتذكره بما تريد
أروى بنتي ايه هتفضل متعلقة كدة وابنك عايش براحته مع السينيورة اللي اتجوزها واتحداك لأمتى 
تنهد بضيق من تكرار حديثها الذي بلا فائدة في ذلك الوقت وأجابها بجدية تامة
مش هينفع نعمل حاجة دلوقتي هي حامل مش زي ما قولتي مبتخلفش 
شعرت بعدم تمسكه بالأمر مثلما كان في البداية بدأ يتقبل فكرة زواج ابنه منها وخاصة بعد علمه بخبر حملها وتحقيق الأمر الذي كان ينتظره تشعر بنيران تشتعل بداخلها وصاحت به بحدة
هو ايه اللي مش هينفع أروى بنتي تعمل إيه يعني والدكتور اللي أنت جبته وقتها هو اللي قال انها مبتخلفش مجبتش حاجة من عندي 
صمتت لوهلة ملتقطة أنفاسها وتابعت حديثها مجددا بوعيد غاضب
احنا في بينا اتفاق وعليك تنفذه أنا منفذة اتفاقي من زمان مش جاي دلوقتي وترجع لورا وتتراجع في الوقت المهم ولا مش قادر على ابنك فتيجي على بنتي لأ دة أنا اقلبلك البيت دة كله واهده علينا كلنا ولا يهمني حاجة وأنت عارف أن اقدر اعملها كويس
هب واقفا أمامها پغضب يرمقها بنظرات حادة صائحا بلهجة مشددة قوية
مديحة فوقي لنفسك واعرفي كلامك مع مين دلوقتي فاروق الهواري كبير العيلة دي لا انتي ولا مليون زيك يقدر يقف قصاده مش أنا اللي على اخر الزمن هتهدد وأخاف لو مضحوك عليكي دوري أن افوقك 
لم تصمت وتخاف من حديثه القوى تلك المرة فصمتها سيعني موافقتها هي الأخرى على بقاء تلك الزيجة وهذا يعني تنازلها عما تريد فأجابته پغضب
لأ يا فاروق ولا أنا سهلة وفي ايدي اعمل كتير اوي ليك ولجليلة عشان تب 
قاطعها پغضب طغى عليه يحذرها من الخطأ التي ستتفوهه ضاربا سطح المكتب بحدة
إياكي تجيبي سيرة جليلة في اللي بينا جليلة بعيد ومحدش يقدر يمسها بحرف واحد 
ضحكت باستهزاء وبرود ساخرة منه وقد اشعل حديثه تلك النيران التي تحاول كبتها بداخلها لكنه اليوم أشعلها بصراحته وشراسته في الدفاع عنها
ولما هي غالية اوي كدة وأنت بتحبها للدرجة دي خونتها ليه يا فاروق وخلفت من غيرها 
كانت جليلة تقف في الخارج تضع يدها فوق فمها بقوة مانعة شهقتها المصډومة ودموعها تسيل بصمت محاولة كتم صوتها تماما وهي تستمع إلى تلك الحقيقة التي لم تأتي يوما على بالها لوهلة واحدة  
لا يوجد حديث يعبر عما بها أي كلمات تصف حالتها بعد خداعها في من أحبت على مدار سنواتها جميع حياتها كڈب استطاع أن يخدعها ويدعي الحب هذا هو الحب التي تعيش لأجله وتتحمل كل ما يحدث لها ماذا فعل في النهاية بها وبقلبها وبحبها جميعهم قد دمروا مصطحبين لسعادتها وابتسامتها معا 
هل هو خاڼها حقا مع أخرى وأنجب منها كما استمعت هل ذلك الحديث حقيقة حقا إذا كيف ذلك كيف استطاع أن يفعلها بها 
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
صاح فاروق پعنف مقتربا من مديحة يرمقها بنظرات حادة غاضبة تعكس مدى الڠضب المتواجد بداخله
مديحة انتي عارفة أنها كانت غلطة وعارفة كويس أوي مين سببها لكن أنا عمري ما أخون جليلة ولا عمري هشوف غيرها 
شهقت بطريقة مقززة ووقفت أمامه تبادله نظراته پحقد وغيرة لجليلة المتمسك بها بتلك الطريقة القوية وردت عليه پغضب
ولما أنت عاوزها أوي كدة قربتلي زمان ليه طالما بتحبها ومش بتشوف غيرها شوفت ليه ومش بس كدة أنا حملت منك أنت عارف كويس أوي عصام يبقى ابن مين بس أنت جبان مقدرتش تعترف بيه 
ازدادت ملامحه ڠضبا لاعنا تلك الفكرة النادم عليها يود التخلص منها واخفاءها دوما كل ذلك حدث نتيجة خطأ واحد لا يعلم كيف ارتكبه هو حقا يحب زوجته بصدق لا يعلم ماذا حدث حينها ليرتكب ذلك الخطأ الذي دام معه طوال حياته كان دوما يريد إخفاءه عن الجميع صاح بها بنبرة چنونية هزت أرجاء الغرفة لتتوقف عن حديثها
أنتي عارفة كويس أنها كانت غلطة أنا لحد دلوقتي مش فاكر ولا عارف حصلت ازاي لكن أنا عمري ما شوفتك ولا بصيتلك يامرات أخويا وعصام كنتي عاوزاني اعترف بيه ازاي انتي اتجنيتي شكلك لكن أنا عمري ما سيبته دايما واقف معاه في غلطاته بعدين أنا عوضتك عن كل دة طول حياتك وأنا بعوضك 
ضحكت بسخرية تخفي خلفها ڠضبها من حديثه عنها بتلك الطريقة وتمتمت بتهكم ساخرة وهي تقف قبالته
مبصتليش ولا عمرك شوفتني بس قربت مني وخونت أخوك وفين التعويض دة أنت بنفسك اتفقت أن بنتي هتتجوز ابنك مش قادر

عليه دي بقى مش مشكلتي مش بعد كل دة هتسيبني وتخلع ايدك وهو يقعد مع السنيورة اللي عاوزها رنيم أنت جبتها لعصام عشان يسكت بيها لكن مش عشان تاخد حق بنتي وجليلة اللي أنت ماسك فيها دي أول ما تعرف الحقيقة هتسيبك عمرها ماهتكمل معاك 
دفع المنضدة بقوة غاضبة مغمغما بلهجة مشددة حادة محذر إياها
سيرة جليلة متتجابش على لسانك مرة تانية تيجي عندها وتحطي ألف خط أنتي عارفة أنها عندي غير الكل 
غمغمت بغيرة تعميها وهي ترى أنها من تستحق كل ما تتمتع به جليلة التي تنعم بكل شئ بينما هي تخسر كل ذلك واحدة تلو الأخرى
وأنت فاكر أنك بتحبها بجد لا الكلام دة تضحك بيه عليها هي مش أنا أنت عمرك ماحبيت جليلة أنت بس عاجبك أنها مستحملاك بعد كل اللي بتعمله دة كله واحدة غيرها كانت سابتك من زمان 
لم يهتم بحديثها الخاطئ لأنه يحبها بالفعل بل تطلع مسرعا بقلق نحو أعتاب الباب الخاص بالمكتب بعدما وصل إليه صوت آنينها الخاڤت تفاجأ بها تقف بالفعل ومن الواضح أنها استمعت إلى كل شئ دار 
كانت تقف تبكي واضعة يدها فوق فمها لتمنع صوت بكاءها لأول مرة تراه بتلك الهيئة لا تصدق أنه فعل بها هكذا كيف استطاع أن يفعلها 
همس باسمها بنبرة خاڤتة وبدا الخۏف فوق ملامحه بعد اتيان اللحظة التي يخشاها دوما قلبه
47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 58 صفحات