حكاية جديدة كاملة بقلم علا السعدني
ببص للفستان ده وابقى مستغربة مين جابه
انا يا ستى
طب ممكن اعرف السبب
نظر منصف خلفه ثم قال
اعتقد لازم تدخلى البيت دلوقتى
زمت شفتاها بضيق ثم نزعت الچاكت الخاص به وقالت
شكرا
ما تخليه معاكى طيب
هعمل بيه ايه !
لاحظ منصف انها تحدثه بضيق ملحوظ فقال
انتى زعلتى ولا ايه !
وهزعل ليه !!
ثم تركت له الچاكت ودلفت نحو الداخل مسرعة فنظر لها هو وهز رأسه بآسى ثم قال
ثم وضع الچاكت على معصم يده وذهب تجاه منزل شقيقته ٠٠
بينما توقفت آسيا بسيارتها أمام المطعم الذى اخبرها به يونس أن تتوقف أمامه وقالت
اتفضل
فتحدث هو بلا مبالاة
وانتى كمان انزلى
ليه ! مش بتقول جاى تقابل صحابك
وكيفى تقعدى معايا
شعرت هى بالضيق من تحكماته تلك ولكنها ترجلت من السيارة وذهبت خلفه نحو الداخل جلسوا على منضدة ما بالمطعم سويا فنظر لها يونس ثم قال
ملكش دعوة
هى كلمة واحدة اتعشيتى
هيفرق ايه معاك !
فعندما اقترب منهم النادل طلب
يونس العشاء لكلايهما فما أن انصرف النادل حتى قالت آسيا بنفاذ صبر
انت عاوز ايه !! مش هتستنى صحابك
مفيش مانع نتعشى الأول قبل ما صحابى يجوا
مش عاوزة اكل
هتاكلى عشان تفتحى نفسى
ليه مخلل انا!
ضحك هو عليها ثم قال مسبلا عيناه
واحلى مخلل
الصبح شفت اللى كان خطيبك ده نازل من عربيتك كان عاوز ايه
نظرت له آسيا بحدة شديدة ثم قالت
مش ملاحظ انك بتدخل فى حياتى اووى وزيادة عن اللازم كمان
لم يهتم بحديثها ذاك فقد اتى النادل ووضع أمامهم الطعام بدء كلايهما بتناول الطعام حتى اقتربت فتاة مائعة ترادى فستان فضى قصير من الطاولة الخاصة بهم وهى تقول
ازيك يا شوشو
ضحكت تلك الفتاة الملقبة ب شوشو ضحكة مائعة مثلها ثم قالت
انت مالك كشرت كده ليه يا كابو !! هو فى حاجة مضايقك
وبعدين بقى انتى مش شايفة انى قاعد مع ناس دلوقتى انا فى شغل دلوقتى
نظرت تلك الفتاة إلى التى تجلس مع يونس وطالعتها بأزدراء ثم قالت
شغل !! وماله يا كابوو ٠٠ بس ذوقك فى الشغل بقى بيئة اوى
ا٠٠ انا آسف انا مليش دعوة بكلام المچنونة دى
ابتسمت هى بسخرية ثم قالت
آسيا انا ٠٠
قاطعته قائلة بلهجة حادة
اسمى كارمه فاهم ولا لأ ٠٠
معلش بنسى
مفيهاش معلش دى انت منزلى ومقعدنى معاك ڠصب عنى عشان بس محدش يعرف اسمى الحقيقى فمتقولوش انت واحنا قاعدين
لاحظى يا كارمه ان اسلوبك ده مينفعش تتكلمى بيه معايا ابدا انا مش متهم عندك
ابتسمت هى بسخرية نحوه ثم قالت
اه اخدت بالى ٠٠ شوف صحابك جايين امتى وانا انا مش مضطرة اقبل اھانتك دى كل شوية
كارمه انا مهنتكيش ولا قلت عليكى حاجة وقولتلك مش مسئول عن كلام الزفتة دى
وجدت آسيا نفسها تبكى دون أن تشعر فقد تحملت بما فيه الكفاية ذلك اليوم بداية من مقابلة عزت التى كادت ان تضعف فيها حتى معاملة يونس لها التى لا تفهمها فهو دائما ېهينها او يجعلها تقابل من ېهينها غير انه يستغلها فقط وهى لا تعرف نواياه الحقيقية فهى فتاة قوية نعم ولكن يأتى احيانا اوقات لا تتحمل فيها شئ فمنذ أن قابلت يونس وهو يذكرها ب عزت ليس هذا فقط بل بسببه وبسبب عملها رأت عزت من جديد الذى حاولت مرارا وتكرارا أن تهرب من مقابلته أو وجوده فى حياة شقيقها لم تستطع أن تتوقف عن البكاء فنهض يونس من مقعده وجلس بجوارها ووضع يده على كتفاها بتردد ولكن بالأخير وضع يده ثم قال
ارجوكى متعيطيش كده
ونظر حوله وجد البعض ينظر لهما وينظر ل يونس بأزدراء فقد فهموا الأمر انه ېخونها مع تلك المائعة التى كانت تتحدث معه منذ قليل ابتلع ريقه ثم قال
ارجوكى متعيطيش
كفكفت آسيا دموعها فتلك المرة الأولى التى تبكى أمام احدهم وبكت فى مكان عام ثم نظرت له وقالت
ممكن امشى ٠٠ لو سمحت عاوزة امشى
ابتسم يونس أمامها فللمرة الأولى يشعر بضعفها
يشعر وكأنها انثى حقا نظرت له بتوسل فوضع النقود على المنضدة وقال
يلا عشان اوصلك
انصاعت آسيا لحديثه وذهبت معه نحو الخارج واستقلا السيارة سويا ٠٠
الحلقة الثالثة عشر
أوصلها يونس وتوقف أسفل عقار منزلها واستعدت هى للنزول من السيارة فأمسك هو يدها ثم قال
استنى هنا
حاولت التملص من يده ثم نظرت له وقالت
أرجوك
ترك يونس يدها فتابعت هى
عاوز ايه !
صدقينى انا ٠٠ انا مش عارف المفروض اقول ايه بس انا مش بعتذر لحد فى حالة لو غلطت فيه يعنى مش عارف ليه بس انا صريح ومش مضطر استحمل حد مش حابه أو اعتذرله او ٠٠
قاطعته آسيا بنفاذ صبر
انت عاوز تقول ايه !
انا آسف
رفعت آسيا أحدى حاجبيها وتأملته للحظات فلم يكن ذلك يونس المتغطرس الذى تقابله وتحدثه اندهشت من تحوله ذاك المفاجئ ولكنها قالت
عن اذنك لازم اطلع دلوقتى
شعر يونس بالضيق لأنها تجاهلت آسفه هكذا فتلك هى المرة الأولى التى يعتذر بها لشخص وأنثى خاصة فوجدها تترجل من السيارة فترجل هو الآخر ثم قال
كارمه
إلتفت له فقال لها وهو يمد يده بالمفاتيح
مفاتيح العربية كنتى هتنسيها
اه شكرا
أخذتها منه ثم أتجهت داخل العقار بينما ظلت عيناه معلقة عليها فلا يعرف سر اهتمامه بها حتى تلك اللحظة ٠٠
دلف منصف الصغير إلى غرفة منصف وجده مستلقى على الفراش وهو ينظر لأعلى فنظر له بحيرة ثم قال
من ساعة ما جيت من بارة وشكلك مش عجبنى
انت منمتش ليه مش وراك مدرسة !!
نظر له منصف الصغير بشك أكثر ثم قال
هببت ايه مع الحتة
رفع
منصف حاجبيه بعدم تصديق ثم قال
حتة !! انت مش ممكن ابدا ايه الألفاظ دى يا زقرد انت
انجز يا منصف شكلك عكيت الدنيا معها
زفر منصف بضيق ثم أعتدل من أعلى فراشه وجلس وهو يشعر بالضيق ثم قال
ماهى بتتقمص بسرعة اعملها ايه !
جلس منصف الصغير بجواره ثم قال
الخلاصة فالإنجاز كده
ظل منصف يقص عليه كل شئ منذ أول لقاء لهما حتى ما حدث اليوم فرفع منصف الصغير حاجبه بأستنكار ثم قال
وانت مردتش تقولها انت جايب الفستان ليه ! ايه مشكلتك لو ريحتها وقولتلها
عشان اتكسفت يا منصف هقولها ايه !! معرفتش اقولها شئ
طب وانت جايب الفستان ليه من اصله وانت عارف انها مش محجبة !
عشان هى جميلة ٠٠ جميلة اووووى يا منصف وبضايق بضايق لما بتلبس شئ بيبين أى شئ منها بس ٠٠ بس انا مليش انى ادخل فى ده دى حياتها وهى حرة بس ٠٠ بس عندى امل انها تلبسه حاسس انها هتبقى بريئة اكتر وهيليق عليها ولو ملاقش عليها مش مشكلتى انا مش عاوز حد يشوف شعرها او جزء من جسمها انا طبعى كده
ابتسم منصف ثم قال
وكنت مضايق ليه انك بتوصلها !
ع٠٠ عشان مش صح ان امشى معاها كده ومفيش شئ رسمى بينا و ٠٠
قاطعه منصف قائلا
مانت رقصت معاها ده اكتر من انك توصلها !
ارتبك منصف قليلا ثم قال
ك٠٠ كانت غلطة لحظة تهور منى اتغاظت لما شفتها بتبص ع واحد تانى
ابتسم منصف الصغير ثم قال
شكلك واقع لشوشتك يا خالو
زعق منصف فى وجهه
امشى ع اوضتك
فذهب منصف الصغير خارج غرفته بينما استلقى منصف على الفراش مرة آخرى وهو يشعر بالضيق من نفسه حتى غلبه النعاس ٠٠
أنا آسف
عارف انى كنت قليل الذوق معاكى بس صدقينى انا خاېف عليكى ولو حابة تعرفى انا جبتلك الفستان ليه جبته عشان حابب فعلا انك تلبسيه بضايق لما بشوفك لابسة كده بس مليش حق اتكلم فمعرفتش اقولك ايه
انا آسف مرة ثانية
أرسل لها ما قاله له منصف بأختصار شديد ثم وضع الهاتف مرة آخرى مكانه بحذر شديد وعاد مرة آخرى إلى غرفته ٠٠
فى صباح اليوم التالى ٠٠
ذهبت برنسيس إلى محاضراتها ولكنها كانت تشعر بتوتر كبير فتلك المحاضرة سيكون بها ذلك الوغد سمير لذا ظلت تفكر أمام الكافتريا الخاصة بالجامعة لاحظ فاروق وجودها على بعد فأبتسم على هيئتها ثم قرر أن يذهب تجاهها عندما وصل إليها جلس بجوارها وهو يقول
مالك بتفكرى فى ايه
ميزت صوته ورفعت وجهها لتراه فأبتسمت له بلطف ثم قالت
انت ليه مش فى المحاضرة المفروض هتبتدأ كمان خمس دقايق
لا مفيش محاضرة
قطبت هى حاجبيها بعدم فهم فتابع هو
مش معقول هيجى وهو متخرشم ومتكسر فيه ايده ورجله ضړبته انا وواحد صاحبى لاقناه راجع بيته سکړان ومش مركز اصلا ونبهت
عليه انه لو قربلك او قرب لأى بنت تانية هموته
نظرت له وهى لا تصدق
انت بتكلم بجد ! ا٠٠ انت عملت ايه !
جبتلك حقك يا برنسيس معملتش اكتر من كده
شعرت هى بسعادة كبيرة ثم نظرت له بعدم تصديق وقالت
بجد انت عملت ده عشانى
شعرت برنسيس بالخجل من نفسها ثم قالت وهى تضع شعرها خلف اذنها
ب٠٠ بس انا مكنش قصدى حاجة وحشة ٠٠ قصدى أشكرك نيتى مش وحشة
ابتسم فاروق عليها ثم قال
الحړام هيفضل حرام حتى لو النية سليمة
مش فاهمة
يعنى انا منفعش اسړق من واحد حرامى لمجرد انه حرامى
هزت رأسها اقتناعا بكلامه ثم قالت
معاك حق
ابتسم هو عليها ثم تابع
انا مش هاجى اخطبك
رفعت هى عيناها بعدم فهم لحديث ذاك منتظرة أن يكمل حديثه بإهتمام فتابع هو
يعنى اسلوبى كان غلط معاكى مينفعش اجبرك ع الخطوبة انا فعلا حاسس أن فى حاجة جواكى مش مظبوطة بس اليوم اللى هتيجى تقوليلى فيه ع كل شئ أو حتى تقولى انك متقبلانى او متقبلة حبى هو اليوم اللى هتقدملك فيه لكن مش عاوز اجبرك ع شئ انتى مش عاوزه
لم تكن تعلم برنسيس لما شعرت بالضيق هكذا من حديثه فهى بالفعل قد اقتنعت بأنه غير الرجال التى قابلتهم فنظرته لها مختلفة ولكن لا تستطيع أن تقول شئ هى فقط تشعر بذلك إنما حب ومشاعر مثلما يحبها فاروق لا تعرف أن كانت تكن له تلك المشاعر أم لا لذا قالت ببرود
زى ما تحب
نظر فاروق فى عينها فهو ينتظر منها أن تقول له أى شئ أو تلمح ولو تلميحا بسيطا بأنها تتقبله لكنه وجدها تنظر للأتجاه الآخر غير عابئة بوجوده اخذ نفس عميق ثم حدث نفسه قائلا
لو هموووت عليكى مش هغصبك ع شئ انتى مش عاوزه ولو اضطريت اجوزك لواحد تانى حتى
ثم نهض من على مقعده وابتعد عنها بعيدا شعرت هى بأنه قد