السبت 28 ديسمبر 2024

حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي

انت في الصفحة 89 من 107 صفحات

موقع أيام نيوز

فعلتها
انا عارفة العلاج اللي كان الدكتور بيكتبه ليها لما بتسخن هجبهولها والصبح هاخدها للدكتور بتاعها
رد بتهكم وهو يضرب كف على آخر
ده على اساس إني تارزي مش دكتور يا بشمهندسة مش كده
حاولت تبرير حرجها كي لا يتفهمها بشكل خاطئ
انت مش دكتور اطفال
تنهد و أجابها بثقة عارمة
هو صحيح مش تخصصي بس أقدر أعمل اللازم
ابتلعت هي رمقها بحرج في حين هو أصر بنبرة لا تقبل النقاش
اتفضلي...قالها وهو يؤشر لها بيده بجدية ثم وجه نظراته لوالدته واستأنف
وانت كمان يا أمي اتفضلي انزلي معاها وانا هجيب شنطتي واحصلكم علشان اكشف على البنت
أومأت والدته وربتت على ظهر رهف تطمئنها
متقلقيش يا بنتي إن شاء الله خير...ونضال هيطمنك عليها
هزت رهف رأسها وتدلت الدرج معها في طريق شقتها
وبعد بعض الوقت قام هو بفحص الصغيرة وعمل اللازم لها حتى انه رفض نزول رهف لجلب الدواء بذلك الوقت المتأخر و احضره بذاته وظل بجوار الصغيرة هو و والدته وبالطبع رهف إلى أن اطمئن عليها وحينها نظر نظرة عابرة داخل ساعة يده وقال موجه حديثه لوالدته
كرملة يلا نطلع الحرارة نزلت والبنت بقت احسن
هزت والدته رأسها وهي بالكاد تفتح عيناها واجابته
ماشي يا ابني
لتوجه حديثها ل رهف التي تجلس بجوار ابنتها 
عايزة حاجة يا بنتي
هزت رهف رأسها وقالت بإمتنان عظيم وهي تنهض تودعها
ربنا يخليك يا طنط اسفة علشان تعبتك بس ملقتش حد الجأ ليه غيرك
حانت منه بسمة عابرة من تعمدها استثناءه من حديثها في حين ردت كريمة بود وهي تربت على ذراعها
الجيران لبعضيها يا بنتي وربنا يعلم أنا حبيتك أد ايه ربنا يديم المعروف
ابتسمت هي بسمة هادئة جعلت نظراته تتجمد عليها لوهلة قبل أن تستأذن كريمةقائلة
هسبقك يا نضال عن اذنك يا بنتي
هز هو رأسه وكاد يلحق خطواتها إلا ان رهف همست بخجل وهي تفرك بيدها
شكرا يادكتور تعبتك
تنهد هو ونظر لها نظرة مطولة اخجلتها على الأخير وجعلتها تطرق رأسها حين قال بصوته الرخيم
مفيش تعب ولا حاجة يا بشمهندسة ألف سلامة عليها متقلقيش هتقوم الصبح احسن
ابتسمت بهدوء وبكل تحفظ شكرته من جديد بنبرة تقطر بحرجها
انا بكرر اسفي يا دكتور...بتمنى حضرتك تقبل اعتذاري...
مسد منحدر أنفه و أجابها ببساطة حتى يخفف من توتر الأجواء ولا يزيدها عليها
اعتذارك مقبول يا بشمهندسة ومعنديش مانع نعمل معاهدة سلام
ابتسمت بسمة عابرة واطرقت برأسها بكل تحفظ ليضيف هو أثناء سيره للخارج
ياريت بعد كده بلاش تكرري علاج من نفسك من غير ما تستشيري دكتور
هزت رأسها ليستأنف بعملية
ويفضل لو تشربيها سوايل دافية هتفيدها
هزت رأسها من جديد وهي تتبع خطواته ليهمهم وشيء لعين بداخله يدفعه دفع للنظر لرماد عيناها
تصبحي على خير يا بشمهندسة
كانت تنوي محادثته بشأن عيادته ولكن حين ألتقطت نظراته ارتبكت وابتلعت ريقها بتوتر و اجابته بتحفظ وهي تتحاشى النظر له وتطرق برأسها بملامح لا تفسر بالمرة 
وحضرتك من اهله يا دكتور 
أومأ لها و ولاها ظهره صاعدا لشقته وعلى ثغره بسمة عابرة بمعنى لا فائدة من عنادها فهي تصر على التزامها برسميتها معه والاحتفاظ بتلك الكلمة التي يمقتها حضرتك ولسبب ما وجد ذاته يتفهم كونها مازالت لا تريد أن تتخلى عن التكليف بينهم وحقا لم يود أن يعقب أو يتطرق لأي مواضيع جانبية معها حتى لا تتفهمه بشكل خاطئ كعادتها.
أما عن تلك التي مازالت تصر على عنادها فكانت طوال الليل تتقلب على فراشها بعدم راحة وكأنه جمر مشتعل يحرقها تتوسل أن ينتهي الليل وينهي معه عڈاب افكارها فلم تراه من حينها حتى انها توقعت أن يأتي كي يطمئن عليها ويلح كعادته كي تعود معه ولكنه لم يأتي حتى ظنته يأس من وصالها بعد ذلك الحديث اللاذع الذي لم تعنيه قط وها هي ما أن اتى الصباح غادرت غرفتها و جلست على مائدة الطعام والقلق يحتل قلبها فماذا لو يأس حقا وقرر تركها! حاولت نفض افكارها والثبات على موقفها ولكنها وجدت ذاتها
متوترة بشدة تؤرجح جسدها بحركة بسيطة غير متزنة ملازمة لها حين تشعر بالخۏف تحمحم عبد الرحيم وهو يجلس بجوارها قائلا بخبث مقيت
كنك يا بت خيتي اوعاك تكوني لساتك واخدة على خاطرك
توقفت عن هز جسدها وتعلقت عيناها به واجابته وهي تحاول جاهدة التمسك بثباتها
انا كويسة لتلتقط نظراته المهتمة التي لم تصدقها يوم وتتسائل
هو انت فعلا كنت هتجبرني ياخالي
نفى برأسه يدعي صدق نواياه وأجابها 
مش إچبار يا بتي انا جلبي عليك وخابر زين أنك مش واعية لمصلحتك عشان إكده كنت عاوز استرك واخلى معاك راچل يحافظ على مالك...هما مش بيجولو الخال والد وانا كيف ابوك ومن حجي أطمن عليك
لم تقتنع بحديثه فهي تعلم ماذا يكمن خلفه هي ليست بتلك السذاجة التي يظنها فلولا عودة يامن وانقاذها من براثنه كانت لاتعلم ماذا سيحل بها وهنا تذكرت جملة قمر حين أخبرتهاأنت متعرفيش وش عمي الحجيجي ولا تعرفي يجدر على ايه لذلك حاولت تشيد حصون مانعة لذاتها حتى تجعله يكف عن محاولاته
انا مبقتش قاصر يا خالي وعارفة مصلحتي كويس ومش هسمح لحد يفرض عليا ولا يغصبني على حاجة
ادعى عبد الرحيم المسالمة قائلا
براحتك يا بت خيتي بس جوليلي ناوية على ايه ويا الغريب
زاغت نظراتها واخذت تفرك بكفوف يدها من تحت الطاولة ولم تعلم بما تجيبه لاحظت قمر التي انضمت لهم لتوها ارتباكها وردت بالنيابة عنها
واه هتعاود مع چوزها يا عمي ودي عاوزة كلام
زجرها عبد الرحيم بحدة
جولت جبل إكده تسكري خشمك يا غراب البين ...وبعدين ترچع وياه كيف وهي مش طايجة حتى تجعد في ريحه
نكست قمر رأسها بحرج بينما ردت نادين 
انا بس اللي أقرر يا خالي ...ومحدش ليه الحق يدخل
هنا تدخلت ونيسة التي أتت حاملة أحد الأطباق و وضعتها على الطاولة وهي تنظر لها شذرا
شوف البت وبچاحتها احنا معندناش حريم تجدر تفتح خشمها بالحديت ده اتحشمي يا بت غالية واعملي حساب لوچود خالك وهيبته
انا عملة حساب ليه يا مرات خالي وإلا مكنتش لسة قاعدة في بيته لتوجه نظراتها ل عبد الرحيم وتستأنف
بس يظهر انكم مضايقين مني ومش حابين وجودي وسطيكم
هنا صړخ عبد الرحيم بحدة في زوجته
معوزش اسمع حسك ده واصل
معتشترش غير علي روح شوف بت خايتك اللي كيف الفرسة الطايحة وكأن ملهاش كبير
لأخر مرة بحذرك اتكتمي
تناوبت نادين نظراتها بينهم بينما حاول عبد الرحيم مسايرة الأمر
انت فوج راسي يا بتي واللي هتشوري بيه هنفذه طوالي و وحياة ولدي مهغصبك على حاچة...بس بجول طالما انت مش ريداه يبجى همليني اتصرف وعهد عليا اخليه يطلجك
شحب وجهها ونفت برأسها بحركة بسيطة وما إن كادت ترد دخل هو برفقة حامد الذي قال فور دخوله
السلام عليكم يا أهل الدار
تساءلت قمر وهي تنهض تنزع عنه عبائته
اتأخرت ليه إكده يا حامد
اجابها حامد بنظرات مشتاقة اخجلتها وبصوت خفيض للغاية لم يصل لأحد وهو يناولها لفافة كبيرة
بجالي يوم بليلة هدور على الجلاب يا حبة الجلب
تناولت من يده ببسمة واسعة اخفتها سريعا بطرف شالها ثم همست بخجل
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش واصل من دخلتك علي اللي تشرح الجلب
خبر ايه منك ليها!
قالها عبد الرحيم بصرامة نفضتهم معا و جعلت حامد يتحمحم ويقول
جايين يا ابوي ليوجه نظراته ل يامن ويستأنف مرحبا
تعال يا غالي الدار دارك
في تلك الاثناء كانت نظراتهم متشابكة تتحاكى بالكثير وقد لاحظ هو من الوهلة الأولى شحوب وجهها ومن نظرات عبد الرحيم الكارهة له تفهم ما كان يدور بينهم لذلك قال وهو يوجه نظراته لها دون أن يعير عبد الرحيم أي اهمية
معلش يا حامد بس عايز مراتي في كلمتين
رغم أنتفاضة دواخلها وذلك السلام الذي سكن قلبها برؤيته إلا انها رفعت نظراتها له بشيء من التردد لولا انه تقدم من موضع جلستها و مال عليها جاذب يدها ينهضها وما إن كاد يسحبها كي تسير معه جذبت يدها من خاصته وصړخ صوت عقلها متمردا
سيبني أنت مبتفهمش قولتلك خلاص مش عايزاك ومبقاش في كلام بينا
توحشت نظراته بطريقة اثارت ريبتها وجعلتها تتراجع خطوتين بينما هو نفرت عروقه و كور قبضته بقوة كي يتحكم في زمام ذاته من طريقتها وعنادها التي لم تنفك من السير في منهجه وقبل أن يتفوه بشيء
اتاه صوت عبد الرحيم متهكما
مجالتلك مش ريداك هي
جصة أبو زيد هنتنا نزيد ونعيد فيها...همل البنية وطلجها يا ساجع
حانت منه بسمة مريبة تعلم هي ما سيحل بعدها ثم هدر وهو يرفع سبابته بتحذير قوي دون مهابة
كلمة كمان مش هعمل اعتبار لحد وصدقني وقتها متلومش غير نفسك
وقبل ان تستوعب حديثه كان يختصر المسافة بينهم التي صنعتها وينحني بجزعه ويحملها على كتفه كالجوال ثم دون أن يعير شهقاتها المتفاجئة أي اهمية واعتراضها كان يسير بها في طريق غرفتها التي تمكث بها تارك عبد الرحيم يتوعد له اشد الوعيد و ونيسة تلوي فمها يمينا ويسارا بعدم رضا ناعتتهم بقلة الحياء بينما قمر وحامد تناوبو النظرات
بينهم وهم بالكاد يكتمون بسماتهم. 
ماشي يا استاذ صلاح شكرا أنك بلغتني
ذلك آخر ما قالته رهف قبل أن تغلق الخط...زافرة انفاسها دفعة واحدة وهي تدرك كونها تأخرت في رد ذلك الدين القديم الذي مازال عالق بعنقها ورغم برائة نواياها حينها إلا أن ضميرها لم يكن رحيم بها وظل يؤنبها.
اخذت تضربه بقبضتها على ظهره لحين وصل بها للغرفة ولكنه كان غير عابئ بها ولا بدفاعها فقد فاض الكيل به ونفذ صبره من استخفافها فقد اغلق الباب خلفه ثم انزلها لتدفعه بصدره قائلة
انت عايز مني ايه !
قبض على يدها التي تضربه بها بقوة هادرا بنبرة صارمة وبنظرات يتطاير الڠضب منها بطريقة جعلت دواخلها تنتفض
كفاية عند بقى وفوقي انا ليا طاقة... اه غلطت بس مغلطتش لوحدي أنت كمان غلطانة وغلطك اكبر مني ومع ذلك دوست على كرامتي و رجعت ليك علشان بحبك لكن لو فاكرة أن حبي ليك هيخليني ممسحة تحت رجلك تبقي غلطانة انا بتغاضى بمزاجي ومش معنى كده انك تقلي مني وتسوقي فيها و تكلميني بالطريقة دي قدام الناس أنت مراتي وڠصب عنك لازم تحترميني
سيب إيدي يا يامن انا مش عايزة ابقى مراتك ومتقدرش تجبرني اعيش معاك بالعافية
لاح على ثغره بسمة مريبة لطالما تخوفت مما يحل بعدها وقبل أن تتوقع رد فعله كان يكبل يدها خلف ظهرها بيد وكرد فعل اغمضت عينها بترقب حين همس
قالها بعبثية تامة وهو يبعد وجهه عنها ليخيب آمالها و يسحب حبل سلسالها الذي تخفيه تحت ملابسها ويتدلى منه تلك الحلقة الماسية التي لمحها بالصدفة أثناء معافرتها بين يديه
لو دبلتي اتقلعت من ايدك تاني متلوميش غير نفسك
جزت على أسنانها ليستأنف هو بتسلية يتعمد اغاظتها
تصدقي في الشمال شكلها
88  89  90 

انت في الصفحة 89 من 107 صفحات