حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي
اسنانه
ماشي همشي بس لسة للحديث بقية يا نادو
ذلك آخر ما تفوه به قبل أن يتركها تزفر بإرتياح نغم مغمضة العينين وكأنها تستجمع ذاتها نظرت نغم لموضع يدها المرتجفة التي تتشبث بها ولاحظت شحوب وجهها لتسألها بتوجس
على فكرة انا مش مصدقاك ومتأكده أن في حاجة مريبة أنت مخبياها عليا
هزت رأسها وحاولت أن تتماسك كي لا تشعرها بشيء قائلة
شعرت نغم بالريبة اكثرمن تصرفاتها وردود أفعالها مما أكد لها أنها تخفي أمر جلل يصعب عليها التصريح به لذلك طمئنتها قائلة وهي تربت على ذراعها
نادين اتكلمي وصارحيني مټخافيش...لتستأنف مستفهمة بعقلانية شديدة
الشاب ده لو بيضايقك بأي شكل مينفعش تسكتي ولازم توقفيه عند حده احكيلي وهنشوف حل مع بعض
مفيش حاجة من دي...متكبريش الموضوع...انا عايزة أمشي زمان يامن جه ومستنيني...سلام
كان ينتظرها يتلهف كي تطمئنه وها هي تركض إليه وتصعد بجواره ليتساءل بقلق
هااا عملتي ايه طمنيني
اجابته ببسمة باهتة
الحمد لله متقلقش
زفر بأرتياح بينما هي استأنفت بمشاعر جارفة وهي بأنامله وكأنها تتأكد أنه مازال معها و توده ينعمها بتلك الطمأنينة الدائمة التي يهددها ذلك المقيت
لاحظ رجفتها وفسر الأمر كونه توتر عادي بسبب الإختبارات لذلك كوب يدها براحتيه بإحتواء وقال ببحة صوته المميزة التي تعشقها وتشعر أنها تنفذ لقلبها
أنت وحشتيني أكتر عارفة بقالك أد أيه بعيد عني انا عاددهم بالدقيقة يا مغلباني
هامت بوجهه وبتلك الناعستين الدافئة التي تشملها ثم قالت بنبرة معذبة وبقلب يخشى الفراق
جعد حاجبيه مستغربا ذلك الخۏف الذي يسكن عيناها ويفوح من حديثها وطمئنها
أوعدك يا قلب يا يامن بس علشان خاطري بلاش سيرة المۏت
هزت رأسها بحركة بسيطة وعيناها تغرغر بالدمع فحقا تعشقه ولا تريد خسارته ولكن كيف الفرار من توابع أفعالها
لاحظ غيوم عيناها و سألها بإسترابة
حاولت أن تستعيد رباط جأشها وقد اخفت دمعاتها سريعا مستنكرة
حبيبي مفيش...انا بس أعصابي مشدودة بسبب المذاكرة
تنهد تنهيدة مطولة ثم قال محفزا إياها
هانت يا حبيبتي خلاص كام يوم وكل ده هيعدي وساعتها هدلعك اخر دلع وهاخدك ونسافر أي حتة تشاوري عليها علشان تريحي اعصابك
ايوة كده اضحك خلي شمسي تطلع
يالهوي هو في جمدان كده...
نكزته بكتفه كي يكف عن إخجالها بينما هو شاكسها وهو يرفع يده داعيا
يارب قويني وعدي الكام يوم دول على خير أنا مش عايز اتهور
هزت رأسها بلافائدة بينما هو استرسل وهو يشعل مقود السيارة
ماشي يا مغلباني ...وعلى فكرة قبل ما انسى خالك سعيد كلمني وقلق عليك لما لقى تليفونك مقفول بس انا طمنته وقولتله أني هخليك تكلميه
أومأت له بينما تساءل هو مستغربا
بصراحة
مش عارف ليه قافلة تليفونك لغاية دلوقتي ومش لاقي سبب مقنع لده
خار قلبها وبررت متلعثمة
كنت قفلاه مش عايزة حاجة تشغلني...لتنكس رأسها وتستأنف وكأنها أدركت أن لا فائدة من الهروب
بس خلاص هفتحه لما أروح وهكلمه أصلا هو وحشني أوي هو وطنط هانم أنا فعلا بقالي مدة مكلمتوش وليه حق يقلق
أومأ لها بتفهم كعادته وببسمة هادئة حانية وانطلق بها غافلين عن ذلك المتربص الذي كان يقف على بعد منهم يراقب كل شيء وينظر لآثارهم بعيون حاقدة ولم ينتبه إلا عندما ربت فايز على كتفه قائلا
وبعدهالك يا صاحبي ما تفكك منها
جز هو على نواجذه وأخبره بإصرار مقيت
بحبها
حانت من فايز بسمة هازئة وقال بفطنة
طارق أنت مبتعرفش تحب متضحكش على روحك أنت بس متغاظ علشان البت شوكتها قوية عليك ومعرفتش تكسر منخيرها وسلمت لواحد تاني غيرك اللي أنت فيه ده مش حب انت بس اتعودت أن مفيش حد ينتصر عليك ولا ياخد حاجة منك ويطلعك خسران
تقلصت معالم طارق واستنكر قائلا بكل غرور وعنجهية
وحتى لو كلامك صح أديك قولتها مش طارق المسيري اللي يتلعب بيه ويطلع خسران من أي لعبة
هز فايز رأسه بلا فائدة بينما استأنف طارق متسائلا
هي لسة جوة
تفهم فايز من يقصد بحديثه ليجيبه حانقا
ايوة مخرجتش
يبقى ننفذ اللي اتفقنا عليه...
زفر فايز بعدم رضا واومأ له بينما هو نمت بسمة منتشية على جانب فمه لا تنبأ بالخير بتاتا
أنهت اختبارها واول شيء فعلته كانت تهاتفه وما أن أتاها صوته الأجش قالت بسعادة عارمة
حمود خلصت بجد مبسوطة أوي أن أول يوم عدى بسلام
أجابها هو من الطرف الأخر
طمنيني الأول عملتي ايه
الحمد لله حليت كويس واخدت كل الوقت وراجعت اكثر من مرة
طيب الحمد لله انا كنت قلقان ومصدقت خلصت شغل وجيت علشان ألحقك
أتسعت عيناها وتسألت وهي تهرول للخارج
أنت هنا
اه مستنيك بره مقدرتش مجيش واطمن عليك
تدرجت وجنتهاوقالت بنبرة شغوفة للغاية وهي تسير بخطوات واسعة كي تلقاه
ربنا يخليك ليا يا حمود ويحل عقدة لسانك
استمعت لصوت ضحكته من الطرف الآخر لتستأنف بمناغشة
بتضحك كمان يارب صبرني
هانت يا حلو
جائت تلك الجملة المفعمة بالطمأنينة لتجعل قلبها يتراقص بين جنباتها وتقسم أنها وقعت بحبه للمرة الألف بعد المائة عندما وصلت لموقعه ووجدته ينتظهر بتلك البسمة التي تنم عن ما يكنه لها لتغلق الهاتف وتركض إليه قائلة
بجد هانت يا حمود
أومأ لها ببسمة حالمة واخبرها بصدق
انا عارف أن مهما عملت ومهما كان اللي وصلتله عمري ما هقدر اوصل لربع اللي أنت تستهليه بس أنا دلوقتي بقى ليا دخل ثابت و وظيفة محترمة تشجعني إني اقولك هانت...لتتهدل ملامحه ويقول بتوجس وبقلب يكاد يهوي بين اضلعه من الخۏف
بس بصراحة خاېف والدك يرفض
بابي كل اللي يهمه سعادتي وبس وهو وعدني قبل كده انه هيعمل اي حاجة علشان يحققلي أحلامي ويشوفني مبسوطة وأنت كل امنياتي يا حمود وانا مش عايزة من الدنيا غير اني اكون معاك ومتأكدة أن بابي هيوافق لما يعرف انك بتحبني وپتخاف عليا زيه
قالتها بنبرة مفعمة بالثقة وبعيون تهيم به جعلت ملامحه تتمدد براحة ويعتلى ثغره بسمة رائقة قائلا بحاجب مرفوع مشاكسا
طب هو انا مخدتش بالي وڠرقت قبل كده...لكن دلوقتي قلبي حاسس إني بدبس رسمي
اه اتدبست ومش هتخلص مني ابدا يا حمود أنا خلاص لازقة فيك للأبد
قالتها بكل إصرار وهي تتأبط ذراعه وتسير معه نحو سيارتها وهم يتبادلون بسمة مفعمة بالأمل اندثرت في توها وأخذت معها بوادر سعادتها عندما وقفت على من سيارتها فلم تفعل شيء سوى أنها وكأنها تخشى فقدانه وتعلن للجميع المستميت به نظر هو لشحوب بتوجس شديد وخاصة عندما اتبع مرمى بصرها ليجد مجموعة من الشباب يقفون حول سيارتها و واحد منهم يجلس على مقدمتها بشكل مستفز وكأنها ملكية خاصة له مما جعله يتسأل بتوجس
في ايه يا ميرال انت تعرفيه
تلجلجت وهي تناوله مفاتيح سيارتها كي يتولى هو القيادة بالنيابة عنها
ده طارق زميلي وشلته سيبك منهم وخلينا ناخد العربية ونمشي أنا عايزة اقضي اليوم كله معاك
أومأ لها ببسمة هادئة ولم يعطي الأمر أهمية وعندما وصل للسيارة استأذن منه بأدب
بعد اذنك علشان هاخد العربية
حانت من طارق بسمة هازئة وقال ببرود
وماله ما تاخدها
أنت قاعد على الكبوت همشي ازاي يا استاذ
قهقه طارق وأخبره بخبث مقيت وهو ينزل بجسده عنها
اه معلش يظهر إني اتعودت على القعدة دي وحبتها أصل كنت كتير بستنى صاحبتها
قال آخر جملة بغمزه من عينه جعلت الډماء تتجمد بجسدها بينما هو لم يستسيغ عقله ما تفوه به وقد تجهمت معالمه حين تسأل متأهبا
نعممممم...تقصد ايه
أبتلعت هي غصة بحلقها وحاولت تلاحق الموقف وهي تقف بمواجهة محمد راجية قبل أن يسترسل الآخر بالحديث اكثر وېخرب كل شيء
محمد خلينا نمشي لو سمحت وبلاش نضيع وقت اكتر من كده
أزاحها محمد جانبا بحماية بعيد عن مرمى الآخر قائلا
ممكن تصبري و متدخليش خليني أفهم البيه ماله
مط طارق فمه مستخف من صرامته معها
وقال بتهكم تقصده كي يستفزه أكثر
ايه يا ميرال اسمعي كلام صاحبك... واصبري ولا أنت علطول كده مستعجلة على الصرمحة
تدخل هنا فايز قائلا كي يكبح صديقه
طارق خلينا نمشي وبلاش تقول كلام ملوش لازمة يا صاحبي وتعمل مشاكل احنا في غنى عنها
هز طارق كتفيه وأخبره ببراءة مصطنعة
متدخلش أنت...الراجل شكله مضحوك عليه ولازم انبهه
زفر فايز بحنق من تصرفات صديقه بينما
إنفعلت هي قائلة وهي تلوح بيدها
انت مچنون ايه اللي بتقوله ده!
اعتلى حاجب طارق وهدر بخبث مقيت
ايه خاېفة اڤضحك قدامه واقول حقيقتك
كادت ترد لولآ أن محمد اخرسها بنظرة من عيناه جعلتها تتجمد بأرضها حين احتدت نبرته ورأت عروقه تنفر من يده قائلا بنبرة قوية لا تقبل المهادنة مستخدم كامل صوته الأجش
لما يكون في راجل واقف قدامك لازم تحترمه و توجه كلامك ليه... ولأخر مرة بحذرك متوجهلهاش كلام ...أما شغل التلقيح ده فسيبه للحريم واتكلم من غير لف ودوران
أغاضه أنه يعطيه أوامر بل ويتهكم على رجولته لذلك قرر أن يفض كل ما بجعبته مرة واحدة كي يخرجه عن طوره وعن رزانته المستفزة تلك
أهدى على نفسك وبلاش تتحمق أوي كده اللي مش عايزني اوجهلها كلام دي كانت مقضياها مع نص شباب الجامعة وانا كنت آخرهم تقدر تقول كنت الأكس بتاعها
توحشت نظرات محمد وفارت دمائه الحامية فحديث ذلك المقيت غير مقبول بتاتا بالنسبة له ليقبض على حاشية ملابسه قائلا بحمئة شديدة وبنظرات قاټلة يشتعل الڠضب بها
أنت بتقول ايه يا سمعني تاني كده
نمت بسمة متخابثة على جانب فمه عندما أدرك أنه نجح في استفزازه لفي محاولة منه أن يزيحها قائلا بتبجح لا مثيل له وافتراء جعل قلبها يهوي بين قدمها
اللي سمعته...بس نعيد تاني علشان خاطرك اللي أنت مصاحبها كنت معاها قبلك وانا اللي سبتها علشان سمعتها اللي زي الزفت و نادين الراويأقرب صاحبة ليها هي اللي سيحتلها وفضحتها في الجامعة كلها واسأل اي حد هيقولك على فضايحها...
لم يكمل حديثه إلا ووجد لكمة قوية أطاحت به من يد محمد جعلته يترنح بوقفته وتلاها شهقات الجميع تزامنا مع صړخة قوية منها وتلاها ترجيها له بتلهف وهي تحاول منعه بنبرة متوسلة على حافة البكاء
اهدى واسمعني يا محمد متخليهوش يستفزك
حانت من