حكاية وصيتي انك تتجوز بنتي
واللي عليه القصد تحت عيني وأول ما ألاقي فرصة مناسبة هنفذ وابلغك
تمام يا سنقر وفلوسك هتوصلك زي ما اتفقنا
انهت مكالمتها وقد اعتلى فمها بسمة متخابثة تنم عن شړ مقيت فقد قررت أن ترد الصاع صاعين لتلك المتعجرفة التي اهانتها بمنزلها و أدركت أنها أخطأت بالذهاب لهناك وكونها استخفت بها أرادت أن تثبت لها أنها تستطيع أن تضع حد لشقيقها بنفسها فسوف تعطيه درس قاسېا كي يعرف حجمه ولا يتأمل ويبتعد عن تلك الغبية التي ستخطط لتتخلص منها فيما بعد كي لا تشاركها بتلك الثروة الهائلة التي طالما طمعت بها.
يحدث أحيانا أن ندفع الثمن مرتين مرة للحصول على الشيء وأخرى للتخلص منه.
مي زيادة
الخواء هو كل ما يشعر به لا يفعل شيء إلا أنه يمنح ذاته فترة سبات كي يسترجع أحداث الماضي وياللعجب! لايأتي بذاكرته إلا كل شيء جميل يخصها يتذكر حنانها معه وتفهمها له وتغاضيها عن الكثير في سبيل إرضائه فكان هو أول أولوياتها دائما ولكن بكل أسف لم يقدر ذلك يوم بل كان ساخط عليها وعلى كل شيء ولكن الآن حل محل ذلك السخط العظيم ندم أعظم يكاد يفتك به فكان ينفرد بذاته وسط ذلك الظلام الدامس الذي يسود غرفة نومه يتمدد على الفراش بجسد هزيل أفتقد بعض الكيلو جرامات ووجه شاحب تحجب رؤيتك عنه تلك الذقن المستطالة بإهمال دون عناية لعدة أيام وعيون غائرة منهكة من شدة التفكير يركزها على سقف الغرفة وهو يلتهم سجائره وكأنه يروح عن ذاته بها وينفث بها عن توابع سخطه وبالطبع الأمر كان يصيبها بالضجر الشديد لذلك لم تصمت بل واجهته حانقة وهي ټقتحم الغرفة وتضغط على زر الإضاءة كي تضيئها وتكسر تلك العتمة التي أصبح لا يفارقها
أنا زهقت من حبسة البيت تعالا نخرج أو نسافر كام يوم نغير فيهم جو
رشقها من طرف عينه وأجابها بوجوم وهو يضع ذراعه حول عينه يحجب الضوء عنها
الجلسة بتاعة القضية كمان كام يوم عايزاني اخرج واسافر أزاي وسط اللي أنا فيه ده أنت معندكيش ډم مفروض تراعي شوية وتقدري
قلبت عيناها بسأم ثم تقدمت منه جالسة بجواره قائلة بهمس مغري أمام وجهه التي كوبته لتوها
نفى برأسه وازاح بوجهه بعيدا عن مرمى وجهها قائلا وهو يبعد يدها بيد وباليد الآخرى يطفئ سيجارته داخل المنفضة التي تعتلي الكومود ناهضا يوليها ظهره
منارأنا مش في ال Mood ومليش نفس لأي حاجة.
رغم غيظها وتخييب آمالها إلا أنها لن تستسلم بتلك السهولة فلابد أن تستغل الموقف لصالحها لأبعد مدى لذلك
مش راضية حاولت كتير بس هي مصممة
خلاص روح لخالتك واترجاها تقنعها أنت بتقول انها بتحبها وبتعملها خاطر
مكسوف منها ومن يامن آخر مرة انفعلت وقولت كلام بايخ معرفش طلع مني ازاي...ده غير أن خالتي يوم المستشفى غلطتني فمستحيل هتتعاطف معايا
زفرت هي في ضيق ثم حرضته
حاول تاني مش هتخسر حاجة...انا بصراحة مش عارفة هي ازاى تتبلى على أبو ولادها كده وتبقى عايزة ترميك في السچن كده بجد قليلة الأصل مۏت يا سونة كل ده علشان اتجوزت عليها طب إيه المشكلة هو أنت أول راجل يعملها
هي ما اتبلتش عليا يا منار انا فعلا كنت السبب في نزول البيبي وحتى في جوازي منك معطتهاش حق الاختيار ده انا فرضته عليها واستقويت وكنت فاكر أنها قليلة الحيلة و هتقبل مع الوقت
اغاظها حديثه بشدة لذلك صاحت بنبرة محرضة تقطر بالحقد لتلك الماكرة التي أفسدت عليها حياتها
أنت راجل وده حقك... هي بقى اللي غبية واعترضت على شرع ربنا... وإذا كان على البيبي أنت مكنتش تقصد
أغمض عينه بقوة وارتمى على أحد المقاعد فحديثها يشبه صوت عقله بشأنها ولكن كان صوت ضميره أعلى بكثير وهو من طغى عليه حتى أن سخطه العظيم من تصعيدها للأمر أندثر و وجد
ببواطنه ألف سبب يدفعها لذلك فهو حقا يفتقدها وبشدة رغم أنه يكابر للآن ولم يصرح بذلك ولكن عندما أبتعدت عنه وشعر أنها مقتته وتود أن تتخلص منه فقط حينها شعر كونها تمثل شيء كبير له لا يمكن الاستغناء عنه فحياته دونها خاوية لم يعد بها دفء ولا سکينة كسابق عهدها
سونة سرحت فأيه
أنا بس اللي بحبك وخاېفة عليك وعلى مصلحتك يا سونة هي عايزة تأذيك ومتستهلش تفكر فيها...
كان حديثها يطابق صوت عقله بشدة ولكن فتات ضميره حاول إقناعه أنه هو من أوصلها لذلك.
تمادت هي غير عابئة بتلك الثورة بداخله أما هو فكان يشعر بالضجر مما تفعله فليس بمزاج يسمح له أن يتودد لها حتى أنه كاد يتأفف ويبعدها عنه ولكنها كانت ماكرة تعرف كيف تسلب عقله بأفعالها وأسلحتها وحيلها وبالطبع هو كان أضعف من أن يقاوم ليندرج معها بما تريد جعلتها تظن أنها ستغنيه عن كل شيء بها غافلة كون استجابته لها بعيدة كل البعد عن أفكارها.
مرت الأيام عليها بصعوبة بالغة حاولت إلا تغادر المنزل مرة آخرى متخوفة أن تراه ولكن هاهو أتى موعد اختباراتها ومجبرة هي على الذهاب لجامعتها وبالطبع ستراه هناك ولذلك كانت التوتر والقلق يسيطر عليها لدرجة انه بعد أن اوصلها يامن إلى هناك هرولت لداخل القاعة وجلست بمقعدها وهي تتلفت يمين ويسار بشكل مضطرب تخشى رؤيته إلى أن
اجفلها صوت منه صديقتها قائلة
اخيرا شوفنا من تاني نادين الراوي فينك يا نادو مفتقدينك جدا
ردت بمجاملة و ببسمة عابرة
اهلا ازيك يا منه
تمام انت اللي أزيك دي الشلة كلها هتجن عليك من اليوم إياه
هزت رأسها وأجابتها بإقتضاب شديد
انا كويسة
مالت عليها منه وهي تضع يدها تواري فمها الذي يهمس بأذن قائلة
ده انت فاتك كتير يا نادو واخبار الشلة كلها عندي
هزت نادين رأسها واجابتها بعدم اكتراث
ميشغلنيش ومش عايزة اعرف حاجة يا منه
زفرت منه بإستياء بعدما لاحظت ردودها المقتضبة وتغيرها الواضح كوضوح الشمس ثم قالت قبل أن تجلس بأحد المقاعد القريبة
واضح انك مش في ال ومش عايزة تتكلمي...على العموم براحتك اشوفك بعدين
تنهدت هي بإرتياح عندما جلست بعيد عنها واخذت تهدأ روعها وتطمئن ذاتها داعية الله أن يمنحها القوة اللازمة كي تتخطى ذلك الأمر وتصلح ما ارتكبته بحق ذاتها قبل الجميع.
ثوان معدودة وكان هو أمامها يطالعها بنظرات مريبة جعلت الډماء تتجمد بأطرافها ولكن لحسن حظها مقعده كان بعيد عنها لذلك تنفست الصعداء وحاولت أن تستعيد ثباتها كي تستطيع أن تؤدي اختباراتها
وبالفعل بعد مرور ساعة ونصف من الوقت المقرر انتهت وغادرت ولكنه كان بالمرصاد لها حين لحق بها هاتفا بأسمها عدة مرات مما جعلها تتجمد بأرضها وكم تمنت لو انشقت الأن وابتلعتها حين استأنف
ايه يا نادو متهيئلي قولتيلي هنتكلم ولا رجعتي في كلامك
أبتلعت غصة بحلقها واجابته بثبات تحاول أن تتهرب من مواجهته
انت اټجننت يا طارق أزاي تنادي عليا كده وتلفت النظر لينا...
اجابها بنفاذ صبر
مبقاش يهمني وبعدين اعملك ايه مش عارف أوصلك وعايز اتكلم معاك
مش وقته يا طارق
لأ وقته انا هتجن وأنت ولا على بالك ولازم نتكلم ودلوقتي
زاغت نظراتها ومررت يدها في خصلاتها تحاول أن تجد حيلة مناسبة لتمهد له الأمر ولكنه لم يمهلها وقت لذلك بل هدر بنبرة نافذة
بتدوري على حجه مش كده علشان تضحكي عليا بيها
نفت برأسها وقالت أول شيء جاء برأسها
حجه ايه! لأ كل الحكاية أن يامن بعد اليوم إياه وهو علطول معايا ومش بيفارقني ده غير انه بقى يشك في كل تصرفاتي علشان كده مش بعرف أكلمك
علقت سوداويتاه بها لثوان معدودة يحاول أن يستشف صدق حديثها وبالفعل فعل و فطن لألعيبها...أما هي فكانت رغم كم التوتر التي تشعر به لكنها تماسكت وقالت بتمهيد حثيث
طارق عايزاك تعقل وتبطل تراقبني أنت بقيت بتوترني
ارتفع جانب فمه ساخرا وصرح بتلك الاستنتاجات التى توصل لها
أنا مش مرتحلك على فكرة وحاسس أنك متغيرة صوتك ونظرة عينيك وحتى لبسك وتسريحة شعرك مش شبه نادو اللي أنا اعرفها اكيد في سبب قوي للتغير الجذري ده...غير شك الغبي ده فيك
اغمضت عيناها بقوة تستجمع شجاعتها وتستعيد قوة شخصيتها قائلة
اسمع مفيش أسباب بس الوضع كله مبقاش عاجبني أنت تصرفاتك كلها غبية و انا مش ناسية جرأتك يوم Nightclub... وبصراحة أنت مچنون وبقيت أخاف منك
تخوفت أن تخبره بعد أن رأت بأم عينيها توابع غضبه حين باغتها سابقا داخل السيارة وارعبها بوعيده فلم تملك تلك الشجاعة كي تخبره أن كافة قناعاتها وأفكارها السابقة كانت واهية وبالطبع لن تتجرأ بتاتا أن تخبره أنها تعشق الآخر وستتمم زواجها منه بعد عدة ايام فهي لا تضمن ردة فعله ولذلك كانت تحاول أن تستخدم ذكاءها كي تحاول إقناعه بكل الاسباب الآخرى كي تحيد عن السبب الحقيقي ولكن بالطبع الأمر لم يعجبه بتاتا لذلك جز على نواجذه وهدر بنبرة غاضبة تقطر بغيرته
ايه المشكلة ولا هو حلال ليه وحرام
ليا
قلبت عينيها بعدما تفهمت إلى ماذا يرمي ثم قالت بإندفاع بنبرة تحمل فخر ودفاع مستتر أغاظة بشده
هو جوزي
ابتسم بسمة مسمۏمة پغضب أعمى وهسهس متهكما
غريبة... مقولتليش ليه كنت بسايره كالعادة دلوقتي بتدافعي عنه وعن سلطته الجبرية عليك بكل رضى...اتغيرتي كتير يا نادو وتغيرك ده مش مطمني
تأففت هي بثبات وبنبرة قوية كي يكف عن تلك التهكمات الصائبة
طارق لو سمحت انا اعصابي تعبت منك ومبقتش مستحملة
هز رأسه بحركة غير متزنة بالمرة تنم عن ڠضب عظيم وعقب بملامح لا تفسر
مش هيحصل يا نادو
جعدت حاجبيها بتوجس من تهديده المبطن لها الذي أوضحه بنظرات مشټعلة وبنبرة تقطر بالوعيد
مش طارق المسيري اللي يتلعب بيه ولو كنت فاكرة أنك هتخلصي مني بالسهولة دي تبقي بتحلمي
دار بؤبؤ عيناها بړعب من تهديده المتكرر وشحب وجهها وإن كادت
ترد اتاها صوت صديقتها
نادين واقفة مع البني آدم ده ليه
قالتها نغم بجدية شديدة وهي ترشق طارق بنظرات متدنية اغاظته للغاية وخاصة حين وجهت حديثها له بنبرة قوية محتدة جعلت الانظار تتلفت لهم
وأنت واقف ليه كده مش نبهتك قبل كده تحترم نفسك وملكش دعوة بيها
جالت نادين بعيناها محيط المكان ولاحقت الموقف
نغم الله يخليك متكبريش الموضوع كل الحكاية أنه كان بيسألني على حاجة وجاوبته خلاص.
تناوبت نغم نظراتها المشككة بينهم وهدرت وهي تلوح له بيدها
طيب مستني ايه أتفضل
قلب عينه بغيظ وقد لعنها بسره ربما للمرة الألف بعد المائة ثم قال من بين