الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 68 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


كان عليها ان تحبه هو بدل
عن هذا الذي مر بحياتها كظهور ضيوف الشرف بعمل مكتمل أبطاله ولكنها تجد ذاتها منجذبة اليه بشكل لم تجد له تفسيرا أو تجده منطقي! 
شعرت بيديه اللعېنة تلامس جسدها بتمادي كادت بالصړاخ ولكن فمها مقيد بإحكام فتحت تسنيم عينيها بفزع وهي تجذب الغطاء على جسدها ومن ثم طوفت بنظراتها المړتعبة الغرفة بحثت بكل إنشن بها فما أن تأكدت بأنها مجرد أوهام تهاجمها التقطت انفاسها الثقيلة بصورة مسموعة فلم تستطيع بتلك اللحظة أن توقف دموعها التي هبطت كشلال جف من فرط أحزانه فجذبت هاتفها لتبحث عن رقم رفيقتها وما ان استمعت لصوتها حتى رددت پبكاء 

_حور..أنا مش قادرة أفضل هنا معاه في بيت واحد. 
أجابتها رفيقتها بحزن 
_متضغطيش على نفسك يا تسنيم إتحججي بالمذكرة والامتحانات وانزلي القاهرة في أقرب وقت. 
بدى لها بأن صوتها متغير على غير عادتها فتساءلت بقلق 
_ماله صوتك أنتي فيكي أيه 
ابتسمت وهي تعلم بأنها ستكشف أمرها مهما حاولت ان تصطنع صوتها المصطنع فقالت 
_مفيش والله يا حبيبتي أنا بس ڠصب عني وقعت الشاي السخن عليا بس الحمد لله مفيش غير رجلي وايدي اللي اتحرقت وحړق بسيط وهيروح مع الادوية ان شاء الله.. 
هلع قلبها لسماع ما قالته فصړخت بها بعتاب 
_كل ده حصل معاكي ومتقوليليش! 
يا تسنيم الموضوع بسيط وبعدين كفايا الضغط النفسي اللي انتي فيه. 
_أنا مش عايزة اسمع مبرر ممكن يعصبني اكتر أنا هسافرلك النهاردة بإذن الله.. 
وأغلقت الهاتف سريعا ومن ثم نهضت لتجذب حقيبتها ثم اعدتها ولجت والدتها بتلك اللحظة لتخبرها بصوتها المرتفع 
_يا تسنيم بنادي عليكي من الصبح يا بنتي يالا الفطار جاهز. 
انعقد حاجبيها بذهول حينما رأته تعد حقيبتها فقالت باستغراب 
_أنتي بتعملي أيه! 
حملت بعض الثياب ثم وضعتها بالحقيبة وهي تجيبها 
_لازم انزل القاهرة حالا. 
اقتربت منها ثم قالت پصدمة 
_انتي لحقتي! وبعدين لسه على امتحاناتك اسبوع بحاله! 
قالت والدموع تسبقها 
_ حور الشاي وقع عليها وحړق ايدها ورجلها لازم انزل عشان اطمن عليها.. 
لطمت على صدرها بفزع 
_يا خبر لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم...
ثم استرسلت بسؤالها المتلهف
_ طب طمنيني يا بنتي هي عاملة ايه الوقتي. 
قالت وهي تغلق حقيبتها الصغيرة 
_معرفش يا ماما لما هروح هبقى أطمنك بالتليفون. 
أجابتها بتفهم 
_ماشي يا حبيبتي ومتقلقيش عليها ان شاء الله هتبقى كويسة. 
تعلم جيدا ماذا تعنى حور بالنسبة لابنتها الصداقة التي استمرت
لثمانية عشر عاما تجعل من حولها يكن لهما احتراما وتفهم لمشاعر الخۏف والقلق لكلا منهن ارتدت تسنيم ثيابها ثم جلست على المقعد وهي تتحدث لذاتها بتوتر 
_طب المفروض دلوقتي أعرف بشمنهدس آسر أني نازلة القاهرة ولا أعمل أيه!.. 
ثم عادت لتردد 
_مهو أكيد لازم يعرف عشان يتابع شغله بنفسه أو جايز يكون عايز يبعت معايا حاجة لمصطفى السكرتير اعمل ايه بس يا ربي!
لم تجد حل يخرجها من تفكيرها العميق سوى الذهاب إليه لتخبره بأمر رحيلها ولتكن صادقة مع نفسها كان هناك شيئا بداخلها يشجعها على قرار الذهاب لتتمكن من رؤيته فبرؤياه تشعر بأمان تفتقده حتى وهي وسط عائلتها والأغرب بأنها باتت تؤمن بذلك! 
كان من الصعب أن تظل معه بغرفته كسابق وهو يعلم ذلك جيدا ولم يشعر بالضجر لذلك يكفي انها تقبلت وجوده لجوارها من جديد وبالرغم من ذلك شدد يحيى بتعليماته على الهام بمراقبة ماسة جيدا فما يساور شكوكه جعله يفارق النوم طوال الليل حتى الصباح خرج يحيى من غرفته ثم طرق على غرفتها ففتحت الخادمة لتواجه صوته المضطرب 
_ماسةكويسة 
إن تكن تشعر بالغرابة لإهتمامه الزائد بحالتها ولكنها أجابته باحترام 
_كويسة بحضرلها الحمام وخارجة. 
أومأ برأسه بتفهم ثم عاد ليجلس بالخارج ينتظرها دقائق محدودة واستمع لدقات قدميها السريعة تقترب منه فسلطت نظراته تجاه تلك الفاتنة التي تقترب منه بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها التي تتدلى من خلفها بإنسياب للحظة ظنها زوجته التي فقدها منذ أعوام ولكن حينما هزت رأسها وهي تحدثه بطفولة جعلته يعد لأرض واقعه سريعا 
_هنخرج تاني يا يحيى 
ابتسم وهو يمسك يدها ليخطو بها تجاه الطاولة التي تضم طعام الفطور والعصائر الطبيعية ثم جاوبها ويديه تلامس تلك الخصلة المتمردة على عينيها 
_لا يا روح قلب يحيى أنا لازم انزل المصنع النهاردة لكن بكره إن شاء الله هنخرج. 
أدلت شفتيها السفلية بحزن ومن ثم رددت باستياء 
_وعد 
قال بتأكيد 
_وعد يا روحي يالا بقا إفطري عشان تاخدي أدويتك. 
هزت رأسها باستسلام ومن ثم التقطت الخبز لتغمسه بالعسل الابيض كما تعشقه لتتذوقه بابتسامة هادئة جعلت الراحة تتسلل لأعماقه فذهبت شكوكه للچحيم وبات الامر منطقي بالنسبة اليه فإن ما حدث لها من دوار وتقيء كان عائد للأرجيحة التي صعدت لمتنها. 
رائحة الشاي الساخن عبقت المنزل لتناشد ذاك الصباح النشيط وخاصة على الطاولة العتيقة المطولة جلست العائلة تتناول الطعام بجو من السکينة والهدوء حرصترواية على اعداد كوب القهوة لزوجها ومن ثم جلست على مقربة منه لتستكمل طعامها فسألها عمر وهو يبحث بين الوجوه باستغراب 
_أمال فين آسر 
ردت عليه بضيق شديد 
_بالاسطبل مش بيتحرك من هناك خالص ياعمر ومفيش فايدة من الكلام معاه. 
تدخل فهد بالحديث
قائلا 
_همليه يقعد مكان مهو حابب ده مضيقك في أيه 
استدارت تجاهه ثم قالت بعدم تصديق لسؤاله الذي بدى لها غريبا 
_مضايقني طبعا مهو أغلب وقته بعيد عني حتى لما يجي هنا مستكتر يقعد معايا. 
ابتسم سليم وهو يخبرها 
_كلتها أيام وكلهم هتلاقيهم اهنه يا مرت أخوي. 
همست بحنين 
_يارب يعدوا بسرعة نفسي أشوف روجينا وحشتني اوي.. 
قطع الحديث المتبادل بينهما صوت نادين الباكي وهي تهم بالهبوط للاسفل مسرعة حتى كادت أن تتعثر وصوتها يرتفع بندائه 
_سليم. 
انقبض قلبه وهو يراها بتلك الحالة التي بدت صدمة للجميع الذي اعتاد رؤية الابتسامة لا تفارق وجهها نهض سليم عن الطاولة ثم أسرع بالاقتراب منها متسائلا بلهفة 
_في أيه يا نادين 
قالت والدموع تلاحق صوتها المذبذب 
_انا لازم انزل القاهرة حالا الشاي وقع على ايد حور وحرقها.. 
أمسك بيدها وهو يهدء من روعها قائلا 
_يحيى طمني وقالي اصاپة بسيطة متقلقيش نفسك. 
هزت رأسها بالرفض وهي تردد بإصرار 
_انا لازم اشوفها واطمن عليها بنفسي مش هستنى لأخر الاسبوع لما تيجي.. 
ربتت ريم على ظهرها وهي تخبرها بحزن 
_طب اهدي بس يا نادين لو كانت حاجة كبيرة لا سمح الله كان زمان أحمد أو بدر اتصل وقالنا هتلاقي الموضوع بسيط. 
هزت رأسها بانفعال فنهض فهد عن الطاولة ثم قال بثبات 
_خد مرتك وانزل مصر يا سليم مش هترتاح غير لما تطمن عليها.. 
أومأ برأسه ثم دفعها برفق لتمضي معه للأعلى ليستعد كلا منهما للسفر فاقتربت رواية منه ثم قالت 
_هنزل معاهم يا فهد عشان اطمن على روجينا ورؤى وريناد.. 
أجابها بصوت منخفض بعض الشيء 
_روجينا ورؤى بسكندرية تبع جامعتها.. 
عقدت حاجبيها باستغراب 
_وأنا معرفش ليه! 
حدجها بنظرة مطولة أنهاها ساخرا 
_والله أسألي بنتك.. 
وتركها وصعد للأعلى والأخرى تقف محلها يكاد الحزن ېقتلها مازالت تعاقبها بالابتعاد عنها فحينما تراسلها لا تجيبها أبدا تخفت رواية عن الاعين حتى لا يرى أحدا دمعاتها ولكنها لم تشعر بنواره التي تلاحقها حتى أصبحوا منفردين بالغرفة فقالت بحزن 
_مالك يا رواية انتي كمان 
وكأنها كانت بحاجة للحديث فقالت پانكسار 
_مش عارفة بنتي لسه بتعاقبني على أيه يا نواره هو أيه واجب الأم غير أنها تشوف المناسب لمصلحة بنتها ومصلحتها كانت بجوازها من أحمد. 
حينما تحدثت رواية عن ذاك الموضوع السري المرتبط بينهما أغلقت نواره الباب سريعا حتى لا يستمع اليهما احدا ومن ثم جلست جوارها على الاريكة الخشبية فربتت على فخذيها وهي تردد بحكمة 
_مغلطتيش يخيتي اللي عملتيه عين العقل لو كان أبوها درى باللي هتقوله كانت هتبقى حريقة وبعدين اني مستغربة ايه اللي غيرها اكده ما طول عمرهم بيحبوا بعض وعلى طول سوا فجأة اكده تقول مش عايزاه! 
هزت رأسها باستياء هي الاخرى وهي تخبرها 
_حقيقي مش عارفة انا بقالي ٨شهور بحاول أخليها تقتنع والغريبة كل ما الفرح بيقرب معاده بتصمم اكتر. 
تساءلت نواره باهتمام 
_طب محاولتيش تسأليها عن السبب اللي مخليها عايزة تسيبه. 
ردت على الفور 
_سألتها ولو كنت لقيت منها سبب مقنع كنت هتكلم مع فهد وهوقف الجوازة دي بس اللي قالته سبب تافه انها عايزة تتجوز واحد من القاهرة لانها پتكره العيشة في الصعيد. 
ضيقت عينيها پغضب 
_ماله الصعيد أهلها وناسها.. 
منحتها نظرة بائسة قبل أن تردد 
_هو أنا بأخد رأيك في اللي قالته يا نواره!.. 
اشفقت على حالتها فربتت بيدها على ظهرها وهي تردف بحنان 
_متزعليش يا رواية يمكن عيشتها وسط اهل البندر خلتها تتعود عليهم و أن كانت حابة القعدة هناك نخلي
احمد ياخدها معاه هناك زي ما يحيى ولدي عمل. 
ثبتت تفكيرها بأكمله على تلك النقطة فوجدت ذاتها تائهة ضائعة لا تعلم إن كانت نقطة البقاء بالصعيد او القاهرة هو ما يهم ابنتها فعلا أم انها مجرد حجة تتحجج بها لتبتعد عنه وخاصة بأن أحمد وباقي الشباب ينتقلون بين القاهرة والصعيد فبات الأمر محيرا بالنسبة لها وكأنها عادت لنفس النقطة من جديد.. 
وصلت تسنيم أمام البوابة الخارجية ومن ثم ولجت للداخل مرت من جوار الثرايا فكادت بأن تصعد على الدرج لتنتبه للصوت الرجولي الخشن القادم من الخلف مرددا 
_يا أهلا بيك يا بنتي نورتي الدنيا كلتها. 
استدارت للخلف ببطء فوجدت فهد يجلس على أريكة خشبية موضوعة وسط الحشائش الخضراء ومن جواره عدة أرئك يتوسطها طاولة صغيرة دائرية الشكل موضوع عليها عدد من المشروبات الساخنة اقتربت منه على استحياء ثم قالت بخجل 
_منور بكبيره وأهل بيته. 
بدت له لابقة باختيار كلماتها ونال هذا إعجابه

كثيرا فقطع نظراته الثابتة كالسهم الذي يعلم الطريق لمستقره حينما قال باتزان 
_عايزة ولدي 
اربكتها كلمته كثيرا
وإن كانت منطقية بعض الشيء لعملها المرتبط به ولكن رغما عنها توردت وجنتها فأومأت برأسها وهي تتابع بارتباك 
_أيوه لازم أبلغه حاجة ضروري. 
شبح ابتسامة ارتسمت على طرفي شفتيه فدارت عينيه على نعمة التي تحمل المياه وتقترب لتضعها على الطاولة كان من الممكن ان يجعلها تستدعي آسر ولكن تعمق تفكيره وضعه بمنطقة حيادية فقال بمكر مختبئ خلف ثبات نبرته 
_بالاسطبل انتي مش غريبة البيت بيتك.. 
وأشار لها على الإتجاه الصحيح للاسطبل بللت شفتيها بلعابها وهي توزع نظراتها بين الاتجاه المشار اليه وبينه ومن
ثم رسمت ابتسامة صغيرة قبل ان تردد بحرج 
_عن إذن حضرتك. 
قال وهو يتابعها تبتعد بخبث يشمل لهجته 
_إذنك معاك يا بنتي. 
ابتعدت عنه رويدا رويدا وهي تبحث بعينيها حائرة بتلك المساحات الشاسعة فحينما ذهبت معه للاسطبل سلكوا باب جانبي من مكتبه فما هي الا مسافة صغيرة حتى وصلوا إليه وهي الآن تخطو بين مساحات كبيرة للغاية لا تعرف طريق قد يودي بها اليه استمعت لصوت صهيل خيل قادم من الاتجاه الذي تسلكه فتأكدت بأن وجهتها صحيحة فوجدت من أمامها مساحة شاسعة تحفها سرداب من الخشب ليصنع مساحة خاصة للخيل رفعت صوتها وهي تتفحص المكان باحثة عنه 
_بشمهندس آسر. 
لم يأتيها رده وكيف سيستمع لها وهو
 

67  68  69 

انت في الصفحة 68 من 140 صفحات