الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 60 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


حينما استكمل قائلا 
_أنا اللي أنقذتك من المۏت ورجعتك على الاوتيل. 
سحبت نظراتها عنه ثم سلطتها على الملابس التي ترتديها ليتملكها الشك فقال أيان بهدوء مخادع 
_متقلقيش طلبت بنت من الروم سيرفس وهي اللي غيرتلك هدومك. 
ابتسامة تسللت لشفتيها وهي تردد بصوت خاڤت اتبعه دمعات لا تتوقف 
_الحمد لله... 

ومن ثم اتجهت نظراتها إليه لتردد بإمتنان كبير 
_مش عارفة أشكرك ازاي على اللي عملته معايا. 
تعمق بالتطلع إليها قبل أن يخبرها بثبات 
_مفيش داعي أنك تشكريني بس أبقي خلي بالك بعد كده من الإنسان ده. 
بدموع تدفقت على وجنتها قالت 
_أنا كنت راحة أقابل صديقة ليا والظاهر أتلخبطت باليخت بس الحمد لله ربنا بعتك ليا بالوقت المناسب. 
أخفى ابتسامة الشړ النابعة على وجهه ومن ثم أخرج كارت صغير من جيب بنطاله الرمادي ليقدمه لها حملته وهي تقرأ إسمه ببهجة عارمة تهاجمها ثم تطلعت له بعدم فهم فقال 
_ده رقمي لو حبيتي تقدمي بلاغ ضد الكلب ده مستعد أساعدك بشهادتي. 
أجابتها بارتباك 
_لا بلاغ لا انت متعرفش لو أهلي عرفوا اللي حصل ممكن يعملوا أيه فيه! 
سألها بثبات مخادع 
_وده المطلوب ولا أنتي عايزاه ينفد بعملته 
هزت رأسها نافية ثم قالت بتوضيح 
_مش بالظبط بس بابا ممكن يمنعني إني أنزل القاهرة تاني وأنا مش عايزة ده يحصل. 
وجحظت عينيها پصدمة وهي تردد 
_يا خبر أنا فضلت هنا طول الليل زمان ابن عمي قالب الدنيا عليا. 
وأسرعت تجاه باب الغرفة ثم عادت خطوتين للخلف حينما تذكرت بقائها بدون الحجاب احمر وجهها خجلا من وقوفها أمامه طوال تلك المدة بدون حجابها بحثت بالغرفة بعينيها عما يمكن استبداله بالحجاب فوجدت مفرش خفيف موضوع على حافة المقعد القريب منها فجذبته ومن ثم عقدته حول شعرها الطويل ومن ثم ودعته بنظرة ممتنة قبل أن تغادر الغرفة سريعا تبدلت ابتسامته الصغيرة لملامح متصلبة ليهمس بصوت يحف بالشړ 
واتسعت ابتسامته الماكرة وكأنها تتشكل بعهد الاڼتقام القاټل! 
خرج يحيى من غرفته سريعا يبحث عنها بلهفة سكنت نظراته وأحاطتها الراحة حينما رأها تجلس بالخارج وتشاهد البرنامج الكرتوني المفضل لها على التلفاز استند بجسده على الحائط وهو يتابعها بحزن انتبهت ماسة لوجوده لجوارها فانتفضت بجلستها پذعر ثم كادت بالنهوض لتترك الأريكة أسرع يحيى تجاهها ثم ركع على ركبتيه ليخرج صوته المخټنق 
_ماسة عشان خاطري سامحيني أنا مقصدتش مش عايز منك غير فرصة واحدة بس أصلح بيها اللي عملته. 
بدت غير مستوعبة لما يقوله فاستجمع شتاته ليبدأ بالحديث العقلاني عما يوجهه لها فقال 
_طب أيه رأيك منزلش الشغل النهاردة وننزل الملاهي مع بعض زي ما اتعودنا! 
ضحكت عينيها حتى وإن كانت تحارب خۏفها فتمسك بالأمل ليعود بإستكمال حديثه 
_وهجبلك كل اللعب اللي عايزاها. 
خرج صوتها المرتعش پخوف 
_ولو جيت معاك مش هتعمل كده تاني! 
تمزق قلبه فكادت دمعاته بأن تنفلت ليجيبها پألم غزى صوته المحطم 
_لا يا روحي مش هعمل كده أبدا أوعدك. 
وفتح يديه لها ليشير لها بالإقتراب وقلبه يخفق خوفا من أن تبتعد عنه من جديد لحظات انتظرها بقلب يعلو نبضاته بتخوف وإرتباك فأخفضت قدميها عن الأريكة ومن ثم تمايلت بجسدها الهزيل لتضع يدها بعد محاولات مترددة بين يديه عادت الحياة باسمة إليه من جديد فاحتضنها بقوة وهو يردد بفرحة تختلجها الدموع 
_حبيبتي! ... والله ما هعمل أي حاجة تضايقك تاني.. 
ابتسمت بطفولية ومن ثم رفعت يدها لتشدد من احتضانه فعاد الهواء لينعش رئتيه من جديد فابتعدت عنه وهي تردد بابتسامة واسعة 
_هخلي إلهام تلبسني الفستان الجديد وتكوي شعري. 
أومأ برأسه ثم نهض عن الأرض ليشير لها بابتسامة تنبع بعشقها 
_وأنا هلبس عشان ننزل بسرعة. 
تعلقت عينيه بها وهي تهرول بعيدا عنه والفرحة تغزو عينيه الدمعتين بعد أن فقد الأمل بعودتها إليه مجددا ها قد منحه القدر فرصة لا تعوض! 
وقفت على بعد
من غرفتها تراقب غرفة ابن عمها المجاورة لغرفتها ومن ثم هرولت لتطرق على باب الغرفة طرقات متتالية فما أن فتحت رؤى الباب حتى هرولت روجينا للداخل لتغلق الباب من خلفها قبل أن يلمحها بدر خلعتروجينا الحجاب ثم جلست على الفراش تلتقط أنفاسها التي كادت بالتوقف من خۏفها الشديد فأسرعت رؤى اليها لتتساءل في لهفة وقلق 
_انتي كنتي فين من امبارح يا روجينا أنا دورت عليكي في كل مكان وكنت ھموت من القلق عليكي حتى موبيلك سايباه هنا واټرعبت أقول لبدر حاجة. 
التقطت انفاسها بصوت مسموع وهي تخبرها 
_الحمدلله انك مقولتهولش حاجة. 
تجاهلت ما قالته ثم سألتها باهتمام 
_إنتي روحتي فين! 
بحزن شديد قالت 
_أنا ربنا نجدني يا رؤى.. 
كلماتها المبهمة جعلتها تعود بسؤالها بعدم استيعاب 
_أيه اللي حصل! 
تملكتها الدموع وهي تقص لها 
_ كريم زميلي اللي كلمتك عنه قبل كده اټهجم عليا امبارح ولولا شاب ربنا بعته ليا أنقذني من تحت أيده كان زماني وقعت في کاړثة مفيش مخرج منها. 
برقت بعينيها وهي تتساءل في هلع 
_وأنتي كويسة! 
علمت ما تقصده بتلميحاتها فقالت 
_ملحقش يعمل حاجة الشاب ده أنقذني مرتين مرة من الحقېر اللي اسمه كريم ده والمرة التانية لما وقعت في المياة. 
وبهيام أضافت 
_أنا معرفتش أشكره كويس على اللي عمله معايا كل اللي فكرت فيه اني أرجع بسرعة قبل ما بدر يأخد باله إني مش موجودة أنتي عارفة لو عرف حاجة زي كده ممكن يعمل أيه! 
احتضنتها رؤى بجسد مرتجف وهي تردد بارتباك عصف بها 
_مش مهم كل ده المهم انك بخير الحمد لله ربنا بيحبك عشان كده بعتلك اللي ينجدك. 
ومن ثم ابعدتها عنها لتحاوط وجنتها بأصبعيها وهي تستكمل بدمعات غزت وجهها الأبيض 
_أنتي متعرفيش أد أيه الاحساس ده صعب إنك تعيشه أصعب من المۏت بمراحل وميعرفهوش غير اللي عاشه وإختبره. 
منحتها روجينا نظرة شك أنهتها بسؤالها
الصريح 
_أنتي فيك أيه يا رؤى من يوم ما رجعتي مصر وأنتي مش طبيعية حتى طريقتك وكلامك! 
ابتعدت عنها ومن ثم جلست على الفراش لتبكي بصمت مما أكد للأخرى صدق حدسها فاتبعتها لتجلس جوارها ومن ثم قالت پخوف 
_في أيه! 
خرجت عن صمتها أخيرا لتبوح عما يضيق بصدرها 
_أنا اتعرضت لنفس اللي انتي واجهتيه يا روجينا بس الفرق بينا إنك لقيتي اللي يساعدك لكن أنا لأ. 
جحظت عينيها في صدمة فلطمت وجهها وهي تهمس بعدم استيعاب 
_يا نهار أسود أيه اللي بتقوليه ده ازاي وأمته وفين! 
ردت عليها بدموع تدفقت لتفيق الآلآم بداخلها 
_كنت بحاول أنسى الإنسان اللي حبيته ففقدت نفسي.. 
ورفعت وجهها مقابلها وهي توضح لها پانكسار 
_عيشتي في أمريكا أثرت عليا وڠصب عني اندمجت بعادتهم وبقيت زيهم لدرجة إني بقيت متقبلةمع الشخص اللي بحبه مش شرط يكون بعقد جواز.. 
وتطلعت لها وهي تسترسل بحرج 
_ولما حبيت وجيت أعمل كده الإنسان اللي حبيته رفضني ورفض تفكيري ده حسيت وقتها إنه بنى آدم متخلف وراجعي..
أجابتها بسخط 
_متخلف وراجعي! .. ده راجل بجد وحبك بجد وأكيد كان هيصونك! 
أغلقت عينيها بإلم وكأنها تحارب تلك الغصة المؤلمة التي هاجمتها لتو ومن ثم استطردت لتفيض بما يعيقها 
_لما رجعت كنت عايزة أنتقم من اللي عمله بس مكنتش أعرف إني بنتقم من نفسي إحساس انعدام الثقة برفضه ليا خلاني زي المچنونة اللي عايزة تسلم نفسها لأي حد لمجرد إنها تأكد لنفسها إنها جميلة ومرغوب فيها! 
صعقټ مما استمعت اليه ومع ذلك تماسكت وهي تسألها بإهتمام 
_وبعدين 
التقطت نفس عميق قبل أن تجيبها 
_قابلت شاب من مصر وبيدرس معانا بنفس الجامعة كان معجب بيا وأنا حسيتها فرصة أحاول بيها أنسى اللي حبيته وخروجة في التانية طلب مني أروحله حفلة عيد ميلاده وفعلا روحت وكان هناك عدد بسيط من أصدقائه ونصهم كانوا من نيويورك قدملي مشروب ولما شربته حسيت بجسمي بيتخدر ومحستش بأي حاجة بعدها غير وهو بياخدني أوضته اللي كان فيها اتنين من أصحابه وأنا مصدومه ومش قادرة حتى اني أصرخ والغريبة بقا انه مش شايف نفسه عمل حاجة لأنه متأكد إن الشرف عند الامريكان مش شيء مهم زي مانا كنت فاهمه حسيت ان ربنا بيعاقبني على طريقة تفكيري وعلى خسارتي الكبيرة للشخص اللي حبيته أنا من اللحظة دي يا روجينا فقدت نفسي وحياتي بقت بتضيق عليا إحساس الإنكسار بشع وأنا انكسرت أكتر من مرة وفوقت بس متأخر. 
خيم الحزن على وجه روجينا فكلماتها غزت قلبها بسهام قاټلة فكيف للمرأة أن لا تشعر پألم إمرأة مثلها احتضنتها وهي تردد بصوت باكي 
_وخبيتي عليا كل ده يارؤى أنا كان قلبي حاسس إن أنتي فيك حاجة مش مظبوطة ودلوقتي اتاكدت.. 
شددت الأخرى من احتضنها لتترك العنان لشهقات دمعاتها المكبوتة بالإنفلات بكت بصوت مرتفع كاد بأن يذبح روجينا التي حاولت بكافة الطرق تهدئتها فأبعدتها عنها وهي تزيح دموعها ثم قالت بحزن 
_ليه سكتي عن حقك مرفعتيش قضية عليه ليه وبهدلتي الدنيا 
ابتسمت ساخرة 
_مش دي كانت رغبتي من الأول يمكن ربنا عمل كده علشان أحس
باللي كنت ناوية أعمله بنفسي وأعرف قيمة الشخص اللي ضيعته
من إيدي بمنتهى السهولة. 
تطلعت لها مطولا ثم سألتها بتريث 
_مين الشخص ده 
ابتلعت ريقها بتوتر وكأنها لا تملك الجرءة الكافية لإجابتها ومع ذلك أصرت روجينا بسؤالها من جديد 
_مين يا رؤى 
_ بدر. 
ذهلت للغاية ورددت پصدمة 
_بدر!!... أنتي بتهزري صح 
ردت عليها بضيق 
_تفتكري هيجيلي نفس أهزر وأنا بتكلم عن موضوع زي ده! 
قالت مسرعة 
_مقصدش يا حبيبتي بس بدر طبعه صعب وأنتي أكيد عارفة ده كويس إزاي قدرتي تقوليله كده! 
عبست بنظراتها الحزينة وهي تجيبها 
_معرفش قولتلك كنت متأثرة بعادتهم وأنا لا شكلهم ولا زيهم. 
استوقفتها ذاتها للحظات وكأنها تخطو على نفس منهجها حينما كانت تلحق خطى صديقة السوء تقى تذكرت كم إنخلع قلبها حينما ازاح هذا الحقېر حجابها الذي حاولت الاخرى اقناعها بالتخلي عنه فحينما غاب عنها شعرت ربما لأنها لا تشبههم لا تعلم لما عاد حديثحور

ليلمع بعقلها بتلك اللحظة عن صاحبة السوء ومن ثم تم الغزو على عقلها بتذكرها لذاك الشاب الوسيم الذي سلب مفتاح قلبها المغلق ليعلقه بين يديه ليعيد من أمامها ملامح وجهه الرجولي الذي احتفظت بها لنفسها وخاصة إسمه الذي بات مميزا لها باللحظة التي قرأته عينيها! 
كان عليه العودة للبلد قبلهما لأمورا هامة متعلقة بأمور مزارع الفواكه التابعة إليهم فأوصى السكرتير الخاص به بإرسال الملفات اللازمة بصحبة تسنيم التي تستعد للسفر بالغد فذهبت للمصنع لتحصل على الأوراق اللازمة لتحضرها بالحقيبة الصغيرة التي وضعها آسر على سطح مكتبه اضطرت للبقاء بمكتبه لفترة طويلة حتى ترتب ما ستحتاج إليه حينما تأتي بالغد وبتلك الحجة بقيت لوقت طويل بداخل مكتبه لا تعلم ما الذي يصيب جسدها كلما لامست غرض يخصه جتى قلمه المعلق من أمامها! 
مقعده يشعرها بحنان غريب وكأنه هو من يحتضنها برفق إحساس الأمان والدفء الغريب الذي استأنست به بداخل غرفة مكتبه جعلتها تشعر بأن هناك ما يربطها به فربما أصبحت تحبه لا هل هذا العشق الذي يتنقل على لسان قيس وليلى.. أم روميو وجوليت! 
ولجت حور للمصعد ثم كادت
 

59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 140 صفحات