الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 139 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


بنظرات مرتبكة وهو يبتعد للخارج فتسللت لحافة الفراش ثم جلست تراقبه بتوتر طال بها لدقائق معدودة حتى اتبعته ووقفت على باب شرفة الغرفة تتأمله بحزن وقلب موجوع لنومته أرضا فنادته بتوتر 
_عبد الرحمن.... 
لم يأتيها رده مع انه مازال مستيقظ ويبتسم بمكر لنجاح مخططه فاقتربت منه ثم انحنت لتحرك جسده وهي تناديه بشفقة 

_قوم نام جوا الجو برد.. 
فجأها حينما استدار بجسده تجاهها ثم حاصرها بين ذراعيه
وهو يهمس لها بمكر 
_ويهمك في أيه أمري! ما أنتي من شوية كنتي ھټموټني.. 
جحظت عينيها پصدمة 
_أموتك! انت اللي تصرفاتك مريبة.. 
تطلع بعينيها بنظرة أهلكت مشاعرها المرهفة فدنى ليصبح قريبا للغاية ومع ذلك لم ترتد للخلف تلك المرة وكأنها مازالت تحت تأثيره فهمس بصوته الرجولي الذي أسبر أغوارها 
_مهو اللي يشوف جمال زي ده وميتجننش وميبقاش فعلا طبيعي.. 
ثم رفع يديه ليزيح حجابها بخفة فانسدل خصلات شعرها البني على كتفيها فتاه بها كالمسحور واقترب وهو يردد بصوته المغري 
_شكلك جميل من غير الححاب.. 
ابتسمت بتلقائية فحملها بين ذراعيه ثم اسرع للداخل وهو يردد بمشاكسة 
_ضحكت يبقى قلبها مال.. 
بغرفة يحيى.. 
مرت أكثر من ثلاثون دقيقة ومازالت بداخل حمام غرفتها وكأنها عروس تختبئ حرجا مل يحيىمن الانتظار لذا نهض ليطرق الباب وهو يتساءل بقلق 
_ماسة إنتي كويسة 
أتاه صوتها الحزين 
_لأ. 
_افتحي الباب.. 
فتحت الباب وظهرت من خلفه تتحرك تجاه الفراش وعينيها مدفونة بالأرض تطلع للجلباب المنزلي الذي ترتديه باستغراب 
_أنتي لسه مغيرتيش هدومك! 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت بصوت مختتق 
_لا ومش هغير. 
رفع أحد حاجبيه وهو يتساءل بذهول 
_انتي مش كنتي داخلة تلبسي أيه اللي حصل فجأة 
أجابته بتسرع وكأنها كانت تنتظر سؤاله 
_الهدوم اللي أخدتها جوه مدخلتش فيا أنا كنت بقول هخس بعد الولادة لكن دي كانت حجة ساذجة بصبر بيها نفسي.. لاني تخنت الضعف بالشهرين اللي فاتوا وجسمي باظ خالص. 
كبت ضحكاته بصعوبة بالغة فذلك الموضوع يعد حساس وهاما بالنسبة للنساء وإن تلاعب بانفعالات وجهه ربما تتلاعب هي بروحه لذا بدى ثابتا للغاية وهو يدنو منها فجلس لجوارها على طرف الفراش ومن ثم جذب القميص الذي تضعه على قدميها ليلقيه أرضا وهو يردد باستنكار 
_مبحبش القميص ده وحش! 
ثم استرسل بابتسامة هادئة 
_وبعدين مالك كده انتي في كل حالاتك قمر وأنا مبسوط بيكي كده يا ستي.. 
ثم غمز لها بمشاكسة تغمدها المرح 
_يعني بقالي ساعتين بثبت الواد عشان ينام
وفي الاخر تطالعيلي وانتي بتقوليلي تخنت وبتاع ده بالذمة ده كلام! 
أزاحت دمعاتها
اللامعة بحدقتيها ثم تساءلت بجدية 
_بجد يا يحيى يعني أنت مش فارق معاك اني تخنت أقصد لسه شايفني جميلة يعني 
اختطف ورقة من ربيع رحيقها النادر وهز يجيبها بغرام يشد على حروفه 
_كل يوم بيعدي وانتي فيه جنبي بشوفك أجمل وأحلى من اليوم اللي قبله... بأحبك... 
ازاح الغبار عن روحها المعذبة وأخذت تشدو من خلفه ليذقيها فنون عشقه التي منحتها الثقة التي فقدتها بذاتها كأنثى لم يكن جلادا لروحها بل أعاد لها البهجة لتعود للحلم من جديد وربما ستود من ذاتها أن تسترجع جسدها الرشيق لأجله هو ولكن بنهاية الأمر سيكون قرارا بيدها هي.. 
بغرفة بدر.. 
لفبدر من حولهما غطاء سميك ثم جلسوا سويا لجوار المدفأة فألقت رؤى بثقل رأسها على صدره وعينيها شاردة بالتطلع للنيران مرر يديه على طول شعرها المفرود على ذراعيه وهو يحاول اكتشاف سبب حزنها العميق هذا فلأول مرة يشعر بأنها ليست معه قلب وقالبا فعلاقة حبهما تلك لم تكتمل بما ود لذا سألها بشكل صريح 
_أنتي في حاجة مزعلاكي مني حاسس إنك متغيره ومش طبيعية! 
من منا حينما تهاجمه الأوجاع يشتاق لأن يخرج ما يضيق به صدره للقريب من ذاك القلب.. ما بك.. فكأنما ننتظر سماع تلك الكلمة بفارغ الصبر حتى نفصح لها ما بداخلنا وهو لها أقرب من أي شخصا التفتت رؤىبجسدها إليه فتمكن من رؤية دموعها المختبئة خلف حدقتيها فرفع يديه ليزحهما عنها وهو يردد پصدمة 
_أنني بټعيطي! .. في أيه إتكلمي 
خرج صوتها متقطع من فرط بكائها 
_هو أنا ليه محملتش لحد دلوقتي! 
تفاجئ من سؤالها الغريب وخاصة حينما استرسلت بدموع 
_أنا متجوزة قبلهم وتسنيم وحور وروجينا كلهم حوامل. 
تحرك لسانه الثابت لينطق بعدم استيعاب 
_أول مرة أشوفك بتقارني نفسك بحد والأكيد أن ربنا له سبب في التأخير ده.. 
هزت رأسها بحزن ثم عادت لتردد بارتباك 
_بس على الأقل ندور أنا مثلا أروح أكشف وأنت كمان. 
ليس أحمقا حتى لا يفهم ما تخبئه بعينيها وتحاول إلقائه عليه عبر كلماتها المرتبكة تلك فاعتدل بجلسته ثم قال بشك 
_أنتي روحتي لدكتور يا رؤى 
بلعت ريقها الجاف بصعوبة بالغة فحاولت استجماع شجاعتها المهدورة وهي تبرر له پخوف 
_ لما كنت مع حور كشفت عند الدكتورة بتاعتها. 
بنفس النظرات الثابتة التي لا تفشي الكثير تساءل 
_وقالتلك أيه 
فركت أصابعها بقسۏة كادت باضرامهما وهي تجاهد خۏفها الذي سيقتلها لا محالة 
_آآ... قالتلي اني كويسة وإن آآ... 
انقطع حديثها وهي تراقب ردة فعله بتوتر فقال بهدوء غير متوقع لها 
_ولزمته أيه اللف والدوران ده كله ما تقوليلي روح اكشف! 
ردت عليه پانكسار لمسه بنبرتها 
_أقولك ازاي وأنا عارفة أن الموضوع ده بيبقى حساس وخصوصا هنا في الصعيد.. 
ابتسم بسخرية وهو يتأمل خۏفها المبالغ به ثم قال 
_كل أفكاركم عننا غلط إحنا بشړ زيكم عادي عندنا الدكتور والمهندس والغني والفقير وأغلبنا ناس متحضرة ومفيش عندهم الجهل ده زي ما برضه هتلاقي الجهل في كل مكان حتى لو كانت دولة متحضرة مش مصر بس كل مكان فيه الحلو والۏحش.. 
قوست حاجبيها بضيق 
_أنا بكلمك عن الحمل وانت بتتكلم في مصير دول! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال بسخرية 
_أعملك أيه ما أنتي معاشراني وعارفني انا وأهلي على أيه وجاية تقوليلي عندكم بالصعيد!! 
ثم استكمل حديثه بجدية تامة 
_وعموما يا ستي بكره الصبح هروح أكشف مع اني شايف اننا لسه متجوزين قريب وكل ده مالوش أي لزمة بس هريحك حاضر. 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على وجهها فاقتربت منه وهي تتساءل 
_يعني أنت مش زعلان مني. 
قال باستغراب 
_هزعل ليه.. 
ثم اقترب منها وهو يردد بمكر 
_المفروض أفرح لانك بتحبيني وعايزة تخلفي مني أيه اللي يزعل في كده.. 
تراجعت للخلف وهي تشير له بتحذير 
_أبعد أنا بقولك أهو! 
قربها إليه وهو يخبرها بخبث 
_في حاجات مينفعش تتحكي.. 
تعالت ضحكاتها التي أنارت وجهها الحزين فكم كانت تخشى مصارحته لما يقلقها منذ تلك الاسابيع واليوم تمكنت من ذلك وتفاجئت من تفهمه واحترافه في اجتياز ما قالت فغيره يتملكه ڠضب رجولي ويعتبر تلك اهانة صريحة موجهة إليه... 
بغرفة روجينا.. 
على عتبة غرامك فقدت قلبي وأصبحت كالدميمة بين أصابعك أتبع شوقي الذي ينجرف كلما رأك فيصبح العالم من حولي كالغرفة الضيقة التي لا تسع سوى حبي البائس فأخبرني هل أنت راض عما فعله بي حبك المچنون
حتى وإن كان حبك سما سأرتشفه بصدر رحب فأنا أعلم أن عذابك هو جنة لي حتى وإن كنت ظالما قاس فكل ما تمنيته هو أنت فيكفيني كوني جوارك أتنفس نفس الهواء فكن رحيما بي وأحفظ قلبي الذي اختارك وجعلك موطنا للأجئة لا وطن لها أشكو إليك عما فعلته بي وأجد عينيك تواسيني وكأنها تود أن تحتضني لتحميني من قسوتك أنت وها قد تغلب حبي عليك وانتصرت برائتي لتجعلك آسير لحبي... قلبي يناجيك.. فاقترب..
في تلك اللحظة انتهى كل شيء لم يعد هناك مجال للعتاب الا يكفيهل تلك الفترة التي استغرقتها للصفح عنه فتحآيانذراعيه
لها دعوة صريحة لها بالاقتراب فقطعت تلك المسافة الفاصلة
بينهما لتندث بين أحضانه ضمھا إليه بشوق وهمساته تسري لتخترق آذانها 
_كنت عارف أن هيجي يوم ونعيش فيه زي أي زوجين واليوم ده جيه يا روجينا. 
ثم رفع ذقنها إليه حتى لا تتهرب من نظراته كما تفعل ليعود لحديثه بابتسامة خبيثة
_أنا هنا معاكي في نص بيتك وفهد مش ممانع! 
ضحكت رغما عنها

وهي تردد بعدم تصديق 
_فهد تاني! 
هز رأسه بخفة ليعود لتصحيح ما قال 
_الكبير. 
ثم قرص اذنيها ليخبرها بمشاكسة 
_هنبتديها تعليقات سخيفة من أولها. 
عادت لنوبة ضحكها وهي تترجاه 
_خلاص خلاص أنا آسفة. 
تركها فدفعته بيدها وهي تشير له بغرور_بتمد ايدك عليا وأنت هنا في أوضتي أنا ممكن أطردك بره تنام بالمندارة تاني على فكرة.. 
قطع موجة المزح فيما بينهما حينما دنى ليستند بجبهته على جبهتها فلفحت أنفاسه الهامسة وجهها 
_أهون عليكي تعملي فيا كده. 
هزت رأسها نافية فزار وجهه ابتسامة خبيثة فاقترب خطوة منها وقدميها تترجع خطوة حتى سقطت على الفراش من خلفها فشعر بارتباك غريب يتخلل على معالمها لذا توقف بمحله وتصنع القائه لنظرات غير راضية للغرفة 
_آسر كان غلطان لما ساب كل واحد يفرش اوضته براحته لأن ذوقك مش عجبني بصراحة. 
كزت على أسنانها بغيظ 
_نعم! 
رد عليها بعنجيهة 
_ذوقي أحسن منك وده باين في السرايا بتاعتي. 
وضعت يدها بمنتصف خصرها پغضب 
_وأيه اللي مش عاجبك فيها ان شاء الله. 
جلس جوارها وهو يشير لها على طلاء الغرفة والستائر والفرش 
_لونها بينك حتى الفرش كله بناتي هو محدش قالك انك معتيش لوحدك ولا أيه.. 
والقى الوسادة تجاهها وهي يسترسل ساخرا
_ميكي ماوس! أنا حاسس إني داخل أوضة طفلة عندها خمس سنين! 
جذبت الوسادة ونظرات تتوعد له فاقتربت منه قائلة بعصبية 
_عجباني.. 
رد بصوت رخيم أذهب عقلها 
_وأنتي كمان عجباني بجنانك ده.. 
ابتسمت على استحياء ثم كادت بالعودة لمحلها فقيدها لتظل محلها من ثم احتضن وجنتها بيديه لتقترب منه أكثر واستطرد بعشق 
_وحشتيني.. 
انخضعت له وتركته يخطف روحها العاشقة عله بذلك ېحطم أخر حاجز بينهما فقد عاد ليسترجع عشقها الذي كاد بأن يفقده عاد ليخلد لحظاتها لتصبح خاصة لسواهما.. 
بغرفة آسر.. 
كان ينعش ذاته بحمام دافئ حينما انقطعت الكهرباء فأغلق الدوش وهو يناديها بقلق 
_تسنيم! 
عدم سماعه لردها جعل قلقه يزداد فجذب المنشفة ليعقدها من حوله وخرج للغرفة سريعا يبحث عنها فتفاجئ بالكهرباء تعمل بالخارج نادها بصوت أعلى 
_تسنيم! 
انتبه آسر لعدة أسهم على الأرض صنعت من دوائر الشمع الملون تتجه للشرفة فجذب بنطاله الموضوع على الفراش ثم ارتدائه واتجه للشرفة فوجد طاولة صغيرة تحمل قالب من الكعك ويحمل عدة ألواح صغيرة على كلا منهما صورة لهما سويا وشمعتين تحملان رقم تسعة وعشرون تجعد حاجبيه بذهول وهو يخمن كناية التاريخ المدون فابتسم لما تحضره له معشوقة قلبه أغلق آسر عينيه بتلذذ عجيب حينما تسللت رائحتها لأنفه فعلم بأنها تختبئ بمكان قريبا منه فاتجهت عينيه صوب الستائر التي تفصل بين الشباك المعدني الذي يحيط بشرفته ليمنحهما مساحة خاصة فرفع الستار ليتفاجئ بها من خلفه انعقد لسانه وهو يتأملها بذلك الفستان الساحر الذي يراه على أغلب الفتيات لأجله هو فمن قال بأنه محرم علينا ارتداء مثل تلك الفساتين ولكن لمن سترتديه ... أتريدين أن يراك بها كل رجلا وكأنك سلعة مباحة للجميع أم أنك ثمينة ولا تخصي سوى رجلا واحد زوجا لك.. يصونك عن الأعين ويحميكي كالجوهرة نادرة الوجود!!
فربما ذات يوما ستشاقين للحشمة ولكن قبلها سيحن قلبك لرؤيته يغار عليكي ويأمرك بارتداء ما
 

138  139  140 

انت في الصفحة 139 من 140 صفحات