الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 135 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


حول مولود صغير وعلى ما بدى له بأنه ابن يحيى انطلق صوت آسر كالشرار الذي مزق بقاع سعادة كلا منهم 
_ما شاء الله على رجالة العيلة سايبن العمال بيشتغلوا بره وقاعدين بالبيبي جوه! 
انتصبوا بوقفتهم حتى بدر نهض حاملا الصغير بين يديه فقال بتوتر 
_أحنا بس بنعرفه علينا مش كده ولا أيه يا عبد الرحمن.. 

بتلعثم قال 
_آآه.. يعني ميصحش الواد يبقى عنده أربع أعمام وميعرفش عنهم حاجة.. 
أضاف أحمد پخوف من نظرات آسر الحادة 
_يعني نسيب يحيى في يوم مهم زي ده يصح يعني 
أتاه ردا ساخرا ممن يدنو ليصبح قريبا منه 
_لا صاحب واجب طول عمرك.. 
منحه أحمد نظرة متعصبة ثم جذب الصغير من يد بدر ليضعه بين يديه قائلا 
_طب خد ابنك مش عايزين منك حاجة. 
حمل يحيى منه الصغير ثم قال بشراسة 
_أنت بتحدف كيس جوافه ما براحة يا عم أنت. 
صاح آيان بملل 
_يا شباب الناس محتاجنا بره هنسيب الشغل ونقف نتخانق على عم تيم القمور ده.. 
استدار آسر برأسه للخلف ليقذفه بنظرة غاضبة فردد بصوت منخفض 
_ما أنا ھموت وأشيله أنا كمان والله.. رفع آسر صوته بصرامة مخيفة 
_كل واحد يروح يكمل اللي بيعمله وبطلوا شغل العيال ده. 
هبط عبد الرحمن أولا ثم لحقه بدر واتبعه أحمد فحمل يحيى الصغير ثم كاد بالخروج من الغرفة ليصعد به للاعلى فاوقفه آسر حينما تنحنح وهو يتصنع الجدية 
_سيب الواد ده هنا وروح أنت معاهم.. 
كبت ضحكاته بصعوبة ثم وضعه بين يديه 
_لا خد راحتك يا كبير.. 
وتركه يحيى وهبط للأسفل فحمله آسر ثم جلس على الأريكة القريبة منه يتطلع له باهتمام فأمسك بيديه التي بدت صغيرة للغاية مقارنة بيديه تابعه آيان ببسمة صغيرة ثم قال بمشاكسة 
_اللي يشوفك دلوقتي ميشوفكش من شوية وأنت هايج في الشباب. 
أجابه وعينيه متعلقة بالصغير 
_تعالى شوف الجمال ده.. عايزين نجبله بنتين ونسيبه يختار براحته. 
راقب آيان الطريق بالخارج قبل أن يسرع بالجلوس لجواره فحمل عنه الصغير وطبع قبلة على جبينه ثم قال بخبث 
_فكك من حوار البنتين دول المفروض بعد اللي حصلك وحصلي نتعلم أن مستحيل تختار لابنك او لبنتك عريس على مزاجك هما اللي بيختاروا ولا أيه.. 
ضحك بصوته الرجولي الجذاب ثم قال بمزح 
_خلاص ننقيله عروستين احتياطي. 
تعالت الضحكات فيما بينهما حتى قاطعهما صوت صارم أتى ليعيد ما حدث بالغرفة منذ قليل 
_صحيح اللي سمعته ده يا آسر. 
استقام بوقفته ثم أعطى الصغير لآيان الذي حمله عنه وهو يجيب من يقف أمامه باحترام 
_الموضوع بسيط يا بابا.. وخلاص اتحل. 
تلألأ الشړ بعينيه فانقبضت عاصفة هائجة تتبعت لتلاحق نبرته المتعصبة 
_بسيط
كيف! اللي عمل اكده كان قاصد يتخلص منك أنت وآيان وأكيد أنت عارفه زين بس ورحمة
أبوي حسابه عندي عسير عشان يكون عبرة لغيره ولأي حد يفكر يمس عيلتي. 
وطرق فهد بعصاه أرضا پغضب 
_هاشم مش هيهداله بال الا لما أكسرله جناحه.. 
اقترب منه آيان ثم قال بثبات 
_وأنا كسرتهوله ومفتكرش هيطلعله جناح تاني بعد اللي عملناه فيه أنا وآسر ولا أيه.. 
صاحب الشړ ابتسامة خبيثة زرعت على وجهه فقص على مسمع أبيه ما فعله آيان به.. فما أن انتهى حتى اتجهت نظرات فهد تجاه آيان فربت على كتفيه بفخر 
_بكيفك أو ڠصب عنيك
بقيت واحد مننا. 
رد عليه بحب وعاطفة حملت من هذا المكان الذي شعر بانتمائه إليه 
_ده اللي كنت بتمناه من لحظة دخولي هنا يا كبيرنا. 
منحه نظرة اندث بها الحنان الذي اتبع نبرته 
_قولتهالك سابق وهرجع أقولهالك أنت اهنه وسط أهلك وناسك يا ولدي. 
ثم أشار لهما قائلا 
_ورانا شغل كتير هملوا الصغير وحصلوني. 
قبل آسر الصغير ثم قال وهو يتجه للخروج خلف والده 
_سمعت اللي قاله طلع الولد وحصلنا.. 
ذهل من تصرفه الغير مبرر فصاح بدهشة 
_اطلعه فين خد هنا متهزرش... 
وحينما لم يستمع لرده خرج للردهة وهو يناديه بغيظ 
_آسر.. 
زفر بضيق شديد فكان يشعر بالحرج للصعود للطابق العلوي الخاص بالنساء وبالرغم من ذلك كان يشعر بالسعادة لثقة آسر الكبيرة به لأنه يعلم كونه حازما لا يسمح لأي شخصا بالتعدي على حرمته وبسماحه له بالصعود قد حصل على مكانة عظيمة بداخله لذا حمل آيان الصغير ثم صعد الدرج الجانبي فوضع عينيه أرضا حتى لا ټجرح خصوصياتهم فانتبهت رواية إليه فكانت الفتيات بأكملهن تتجمعان بغرفة ماسة رفعت رواية صوتها وهي تناديه من داخل الغرفة التي تقطن بها ماسةو تكشف الدرج بشكل كبير 
_تعالى يا آيان.. 
اتبع الصوت حتى ولج للغرفة فقال ومازالت عينيه أرضا 
_الكل خلع وسبوه فقولت أطلعهولكم. 
ضحكت الفتيات فميزت آذنيه ضحكاتها فرفع عينيه تجاه الأريكة المقابلة إليه فوجدها تراقبه بعشق انتبه آيان لرواية فوجدها تحمل الصغير منه وتخبره 
_طب ادخل يا حبيبي واقف بره ليه كده.. 
_معلشي لازم أنزل عشان في حاجات كتيرة هنجبها من برة للعمال. 
هزت رأسها بتفهم ثم قالت
_ربنا يعينكم يا رب.
منحها ابتسامة هادئة ثم غادر وقلبه يتعلق بمن تتابعه بعينيها بنظرات تسللت لتشعل حبه الدافين فهبط الدرج وهو يردد بابتسامة حالمة 
_مدة الاختبار انتهت ودلوقتي مبقاش في اللي يفرقنا تاني يا روجينا.. 
غلب الليل الضياء وساد ليبتلع نوره ومازال الجميع يتعاون بالعمل الشاق في محاولات عسيرة للانتهاء من السرايا وما أن غادر العمال حتى توجه الشباب لغرفتهما المؤقتة بالأسفل فطرح أحمد بمساعدة عبد الرحمن غطاء سميك احتل أرضية الغرفة بأكملها ثم وضعوا عدد من الوسادات ليصنعوا فراش مريح فالقى أحمد بجسده المتعب عليه ولجواره تمدد يحيى وهو يردد بارهاق 
_حرام اللي حصل فيا النهاردة ده المفروض تقدروا إني لسه أب جديد ومحتاج أخد كام ساعة راحة كده مع مراتي وابني..مش الصبح أكون معاها بالمستشفى وبالليل بشيل رمل وطوب بالذمة ده كلام! 
تمدد بدر جواره بتعب شديد ثم قال ساخرا 
_يا عم اتلهي بلا أب بلا نيلة ما أنا قدامك أهو عريس جديد وبعيش العزوبية من أول وجديد.. 
جلس آسر على المقعد المقابل لهم ثم خلع حذائه بصمت مخيف فخلع آيان جاكيته الاسود ثم وضعه على المقعد المجاور له ولحق بالشباب على الفراش ثم قال بمكر 
_أنت مش لوحدك يا بدر كلنا في الهوا سوا.. 
ثم غمز بخبث وهو يسترسل 
_مش كده ولا أيه يا آسر.. 
فهم الشباب ما يقصد آيان بالقاه فاتجهت النظرات تجاه آسر الذي ردد بسخرية 
_فكك مني عشان مزعلكش وأنت مجرب زعلي قبل كده ولا أيه 
دفع أحمد يحيى وبدر حتى استلقى هو جوار آيان فهمس له بصوت ظنه غير مسموع 
_كبيرنا المستقبلي بيشد علينا بالنهار وهو بينحرف عادي وبيعرف يصرف نفسه.. 
رد عليه آيان باستهزاء 
_يعني هو ينحرف براحته وإحنا ڼموت بادبنا ولا أيه ! 
أبدل آسر ملابسه ثم ترنح جوارهما وهو يشير بتحذير 
_هترجع مكانك يا أحمد ولا تنام برة في حضڼ همام ومهجة النهاردة 
ابتلع ريقه بتوتر 
_مين المچنون اللي يقرب للخيل الأهبل ده لا هرجع مكاني وباحترام.. 
وبالفعل عاد لمحله قبل أن ينال هذا العقاپ الحازم بصحبة الخيل المتمرد تحرر صوت آيان الناعس حينما قال 
_أحمد اقفل النور.. 
أجابه الاخير بنوم 
_قوم أنت أنا مش قادر اتحرك.. 
وهز أحمد من يغفل جواره قائلا 
_قوم أنت يا بدر اقفله. 
رد عليه بتعصب 
قال ساخرا 
_تبقى دعوة جماعية انه يقطع عمومي.. 
وغفل بنومه الذي بدى مزعجا حينما صاح آسر پغضب 
_قوم يا زفت اقفل النور مش عارف أنام.. 
زفر بغيظ وهو يلقي بالغطاء عنه 
_هو يوم مش فايت أنا عارف.. 
وأغلقه أحمد ثم عاد ليستلقي محله من جديد فداثرهما نوما ثقيل بعد يوما شاق للغاية ولكن لم يدم طويل حينما بات ذاك الصوت المسموع مزعجا وما جعل الأمر ملموسا حينما ضربهم الثليج فنخر
عظامهم فجعل الاستيقاظ مصير مؤلم لهم فأسرع أحمد الى مفتاح الضوء وهو يردد بانزعاج 
_احنا فينا من كده أيه صوت الشخير ده!!! 
تفحصوا الغطاء فوجدوه مسحوبا بأكمله من عليهما فاتجهت النظرات الحائرة تجاه الصوت المزعج فوجدوا عبد الرحمن يحتضن الغطاء الكبير وصوته يغدو ليصبح أعلى من زي قبل كز بدر على أسنانه وهو يردد بغيظ 
_وأنا أقول

أيه البرد ده 
لكزه يحيى وهو يناديه پغضب 
_انتي يا عم انت فوووق ايه صوت البلاعة دي.. 
لم يأتيهم أي رد أو استفهام صريح لما يحدث فنهض آسر عن محله ثم دفعه للأرض پعنف 
_قوم كلمنا زي ما بنكلمك هتعمل فيها قتيل! 
فزع عبد الرحمن حينما وجد ذاته ملقي أرضا فردد بعدم وعي 
_مين... فين 
لكمه أحمد بحدة 
تساءل بعدم فهم 
_ما تنام هو حد جيه جنبك 
كبت آيان ضحكة كادت بالانفلات منه فانحنى آسر تجاهه ثم عاونه على النهوض وقال 
_مهو احنا بنحاول ننام من ساعتها بس مش عارفين من صوتك ده حتى اللحاف يا أخي مستخسره فينا ولفه حوليك لوحدك! 
تحرر منه و عاد ليتمدد جوار بدر وآيان مجددا وهو يردد 
_مهو ده بيحصل معايا لما بكون تعبان للاسف.. 
جذب آيان الغطاء عن رأسه بغيظ 
_أيوه طب وأحنا ذنبنا أيه يا عبده ما أحنا محتاجين ننام برضه ورانا مصالح بكره تهد جبال! 
قال وقد انغمس بالنوم 
_خلاص خلاص.. 
وتركهم وغفى مجددا فعاد أحمد لمحله وكاد آسر بالعودة ولكنه تسمر محله حينما عاد عبد الرحمن لنفس الكرة فركله بدر بعصبية 
_يابا أنت مركب شفاط جوه ولا نظامك أيه... لا وعايز تتجوز ده مراتك هتطلب الطلاق من أول يوم.. 
استقام عبد الرحمن بجلسته ثم اهدر بانفعال 
_في أيه يا عم انت وهو مش عارف انام ساعتين منكم اروح انام في الشارع يعني! 
لوى آيان فمه بتهمكم 
_مهو ده مش وضع يا عبده! 
كاد آسر بالحديث ولكن صرير الباب الفاصل بينهم وبين الغرفة المتصلة أوقفه فولج فهد وسليمللداخل عمت فترة هدوء صغيرة قبل أن يقطعها فهد حينما تساءل 
_أيه الدوشة دي مش عارفين ننام! 
أجابه آسر بضيق 
أنا بنوه قبل أي حركة أهو.. 
ابتسم سليم ثم قال
_ليه كده يا عبدالرحمن عملت فيهم أيه 
رد عليه بدر 
_أنا بقول تاخده معاك وتكتشف بنفسك يا حاج.. 
ارتعش عبد الرحمن وخاصة حينما اشار له فهد بجدية 
_تعالى يا ابني نام معانا خلي الليلة دي تعدي.. 
تشبث بالغطاء وهو يردد پخوف 
_لا يا عمي أنا تمام هنا.. 
اتجهت نظراته الصارمة تجاه سليم ليخبره قبل ان يعود لغرفته 
_هاته وتعالى يا سليم. 
أومأ برأسه بتأكيد ثم دنى من عبد الرحمن وجذبه برفق ليعود كلا منهما للغرفة فتهللت اسارير أحمد الذي أطفئ الضوء وعاد للفراش سريعا ولكن بترت فرحة الأوجه حينما عاد سليم اليهما بعد أقل من ساعة ليدفع عبد الرحمن للداخل وهو يشير اليهما بتحذير 
_سيعوا بعض النهاردة انتوا شباب ولازم تستحملوا بعض احنا العضمة كبرت ومش حمل سهر.. 
وأغلق الباب من خلفه فابتسم آسر بخبث ثم اطاح بعبد الرحمن أرضا وأشار بعينيه لآيان الذي أسرع لجلب ما يوده فردد عبد الرحمن پخوف 
قال آيان وهو يناول آسر غايته 
_دي ميكرفون مش شخير ده يا عبده.
جذب آسر اللاصق منه ثم كمم فمه وأشار للشباب قائلا 
_عايز حزام أو اتنين يا رجالة.. 
حرر بدر الحزام الجلدي الاسود من بنطاله حتى آيان خلع عنه حزامه البني وقدمه له بصدر رحب فلف آسر احداهما حول
 

134  135  136 

انت في الصفحة 135 من 140 صفحات