الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 127 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


تجاه العلم الصغير الذي وضعه آسر ليضع نقكة نصر لمن يصل أولا فتفاجئ آيان بسرعة الخيل الذي أجبره آسر على الانصياع لأوامره فاخترق العلم أولا ومن خلفه آيان وحتى وإن لم يكن يفصلهما سوى مسافة صغيرة ولكنه من حقق النصر هبط آيان عن الفرس ثم دنى من آسر ليقول بإعحاب 
_عندك حق الفارس بيقلب الموزين مش الفرس.. 

ثم تساءل باهتمام 
_شكلك غاوي ركوب الخيل من سنين. 
هبط آسر عن الخيل ثم قال 
_من وأنا عندي 8سنين تقريبا وبالرغم من ان رجلي اتكسرت أربع مرات الا اني كنت مصمم اتعلم ركوب الخيل لاني لما بحط في دماغي حاجة مفيش قدامي عائق ممكن يوقفني.. 
أومأ برأسه بتفهم ثم قال بلمحة من الحزن 
_مش وحش انك تكون بتمارس الحاجة اللي بتحبها وعندك وقت لده. 
حزن آسر لاجله لاول مرة فدنا منه ثم قال 
_وحتى لو مقدرناش نحقق احلامنا بالطفولة معانا العمر كله اننا نعيش اللي مقدرناش نعيشه.. 
هز رأسه وهو يهمس بشرود 
_عندك حق.. 
ابتسم آسر وهو يشير له بجدية مصطنعة أحبها آيان 
_طب أيه مش هتساعدني ننضف الاسطبل النهاردة ولا هتخلع زي الباقي.. 
ابتسم وهو يجيبه ساخرا 
_وأنا ورايا أيه يعني.. يالا.. 
اتجهوا سويا للاسطبل ونظرات فهد تراقبهم بابتسامة مكر وانتصار لما خاضه من تحد سافر وانتصر عليه بجدارة.. لا يعلم بأن القادم سيجعله هو شخصيا يخوض علاقة من نوعا مختلف ستجمعه بألد أعدائه. 
......... يتبع................. 
الدهاشنة... بقلمي_ملكة_الإبداع_آية_محمد_رفعت... 
_____________
٥١٢ ١٤٦ ص زوزو الدهاشنة 3. وخفق_القلب_عشقا.. 
الفصل_الرابع_والأربعين.. 
إهداء الفصل للقارئة الجميلةجنان رمضان من فلسطين الحبيب شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة 
يقال أن الأيام وحدها قادرة على صنع المعجزات وكذلك كان حال ذلك الغريب عن أهل منزله فيوما عن أخر تقبل الجميع وجوده بسرايا الدهاشنة حتى بات له وجود ملموس مع الجميع فقد حرص فهدعلى أن يجمعه بالشباب جميعا فكان يختصه بفعل أي شيء بصحبتهما بهدف المساعدة واليوم كان عائدا بصحبتهم على الجرار بعدما انتهوا من العمل بأحد الأراضي التابعة للعائلة فاستلقى آيان على المقطورة الخلفية بإنهاك واضح على معالمه فاستدار بدر برأسه للخلف ليتأمل حالته بنظرات ساخرة لم يمررها كذلك دون أن يجاكره بكلماته اللازعة 
_شكلك مكنتش واخد على الشقى يابن المغازي.. 
سلطت نظرات الشباب بأكملهما عليه فقال آسر بتحذير 
_وبعدين يا بدر أنت مش هتهدى اللعب بقى عندك استعداد تناغش فيه الساعة مبتزهقش يا جدع ولا أيه! 
ضحك يحيى ثم قال وهو يمسك بذراع آيان ليتمدد جواره 
_والله يا بدر كلنا هلكنا من الشغل مش آيان لوحده فلو أنت حاسس ان لسه جواك طاقة ونشاط روحنا وارجع كمل أنت .. 
تعالت ضحكات الشباب وخاصة حينما حدجه بدر بنظرة محتقنة فأضاف عبد الرحمن وهو يقضم قطعة من القصب الشهي 
_متحبكهاش يا واد عمي فكها وخلي خلقك استرتش. 
تعالت الضحكات الرجولية فيما بينهما فقال أحمد هو الاخير 
_ده الواد اليومين اللي قضاهم معانا بالغيط خس النص يا عين أمه وكل ده عشان يرضي الكبير وفي الأخر تزود حمله بحديثك الماسخ.. 
إتكأ أيان على معصمه ثم نهض ليستقيم بجلسته ليباغتهما بقوله الساخر 
_انتوا هتشحتوا عليا ولا أيه! 
ضحك يحيى مطولا ثم قال بصعوبة بالحديث 
_ده جزاتنا اننا بنحنن قلب بدر عليك.. 
أجابه بتريث 
_أنا أخدت عليه كده ولو إتغير هحس ان في حاجة مش تمام.. 
عاد ليتطلع لهما مجددا فصاح به أحمد پغضب 
_ولا بص قدامك وانت بتسوق بدل ما نروح في خبر كان لو العصبية واكلة قلبك تعالى اقعد ورا وأنا أسوق عايزين نربي العيال اللي لسه جاية دي الله يحرقك.. 
أوقف بدر
الجرار مرة واحدة فانكفئ الجميع على وجوههم ثم صعد للخلف ليجلس جوارهما مشيرا بيديه بعصبية بالغة 
_أنا غلطان إني بريحكم اطلع سوق يابو لسان طويل... 
ووزع نظراته القاتمة بينهما جميعا ثم قال بضيق 
_خلاص بقيتوا كلكم من حزب ابن المغازي أكل بعقلكم حلاوة الفترة اللي قاعدها معاكم في الغيط! 
ابتسمأيان ساخرا ثم قال باستنكارا 
_ياريتني أفهم العقول يا بدر على الأقل كنت قدرت أفهم دماغ فهد وأعرف أيه اللي بيفكر فيه. 
لكزه آسر بقوة ثم قال بعينين ملتهبة 
_قولتلك عود لسانك يقول الكبير مش هطيق أسمعك بتقلل منه وأنت بتناديه باسمه كده.. 
قال بنفس الابتسامة 
_بحاول بس أنا أخدت على كده.. 
أتاهم صوت أحمد من الأمام يخبرهما 
_وصلنا يا رجالة.. 
دخل الجرار للجراج الخاص بالسرايا فصفه أحمد بعناية ثم هبط ليلحق بالشباب للداخل فوجدوا فهد يقف على الدرج الصغير المؤدي للباب الداخلي في انتظارهما فحانت منه نظرة متفحصة تجاه آيان الذي يوشك على الصعود لغرفته فأشار له بعصاه ليهم بالاقتراب منه قائلا بأستغراب 
_في حاجة يا فهد 
ابتسم وهو يتطلع لهيئته المشعثة وملابسه التي يملأها الۏسخ ثم قال بثبات 
_غير خلجاتك وانزل عشان تأكل معانا.. 
أومأ برأسه في طاعة 
_أوكي. 
ثم استدار ليغادر فأوقفه صوت الكبير حينما اخبره 
_عندك ضيوف فوق متتأخرش كتير.. 
استدار تجاهه ثم تساءل بذهول 
_ضيوف مين دول 
رفع فهد عينيه تجاه شرفة غرفته فتطلع آيان لما يتطلع إليه فوجد خالته في
انتظاره فصعد على الفور للأعلى وما أن
ولج للداخل حتى ألقت نظرة متفحصة على حاله والذهول ينال منها كانت تحاول تستوعب أن من يقف أمامها هو نفسه ابنها المغرور التي حرصت على زرع به كبرياء لا يتنازل لأحدا قط فتحرر لسانها أخيرا وهي تشير له پصدمة 
_أيه اللي أنت عامله في نفسك ده يا ولدي ده أني مصدقتش عمك لما قالي إنك اهنه في بيت فهد ومشغلك كيف الخدامين ازاي تسمحله يعمل فيك اكده 
لاح على وجهه الرجولي ابتسامة ساخطة واتبعها صوته المستهزأ من حديثها 
_عملت اللي حسيته صح لأول مرة في حياتي.. 
رفعت حاجبيها باستنكار 
_الصوح إنك تخليه يزلك ويكسرك! 
في ذلك الوقت كان بدر يؤدي مهامه المكلف به من قبل عمه كل يوما حتى بات يكره ذاته وكأن فهد يعلم بمدى كره بدر اليه لذا كانت مهام استدعائه لتناول الغداء من نصيب بدر فكاد بطرق باب الغرفة ولكنه توقف حينما استمع لصوتها الذي يخبره بأن عمه يتعمد أن يكسره ويزله فترقب سماع ما سيقول آيان وبالفعل أتاه صوته يجيبها 
_بالعكس أنا اللي زلته وكسرته وبالرغم من كل ده ومعاه الف فرصة يعمل فيا زي ما عملت فيه بس معملش لانه أصيل واتربى وربى عياله بنفس الطريقة اللي اتربى فيها انا مشوفتش أي اهانة منه ولا من عياله بالعكس كلهم بيحاولوا يحتوني كلهم عندهم شفقة عليا من التربية اللي أنت ربتيهالي والكره اللي زرعتيه في قلبي.. 
جحظت عينيها في صدمة ليتبعها قولها المشتت 
_مالها التربية اللي ربتهالك ربيتك عزيز وغالي وتعرف كيف تاخد تارك من اللي ظلموك.. 
ابتسم وهو يجيبها بسخط 
_من الحريم! انتي معلمتنيش ازاي أكون راجل حتى وأنا بأخد حقي انتي خلتيني أستحقر نفسي في كل خطوة كنت بخطيها وفي الاخر مطلعش فهد ولا عيلته اللي ورا اللي حصل لأمي.. 
عارضته بصوته الصارم الذي مازال يحمل الكراهية تجاه نسل الدهاشنة 
_بس برضك اللي عمل اكده من عيلتهم ونسلهم انت مغلطتش يا ولدي.. 
ضحك بهسترية وسرعان ما ثبتت انفعالاته فتحولت عينيه لسواد كاد بابتلاع من تقف أمامه فداهمته نبرته الخشنة
_أنتي أيه قلبك ده مخلوق من القسۏة والحقد حتى بعد ما آسر ابنه انقذ بنتك من اللي كان هيحصلها على إيد الكلب ده! 
توترت معالمها وهي تجيبه بغلظة 
_وشكرته هو وأبوه مرتين بس ده ميمنعش ان التار اللي بينا لسه مآآ... 
قاطعها صوته الصارم الذي انطلق ليصمم آذنها 
_انتهت العداوة اللي بينا انتهت ومش هسمحلك تزرعي الكره تاني بين العيلتين ولو قادرة وريني هتعمليها ازاي وأنا موجود متنسيش اني الكبير على المغازية كلها وأي حد هيتجرأ ويأذي حد من عيلة فهد أو نسل الدهاشنة كلها أنا اللي هنسفه من على وش الدنيا حتى لو كان أنتي... 
ثم استدار ليخرج من خزانته ما سيرتديه قائلا دون التطلع لها
_لو خلصتي كلامك اتفضلي.. 
كزت على أسنانها بغيظ فجذبت حقيبتها ثم أسرعت بالخروج فما أن فتحت الباب حتى وجدت بدر يقف أمامها ويرمقها بنظرة استحقار

استكملت طريقها للخارج بينما ولج بدر للداخل ليمنحه نظرة متفحصة وهو يرتدي قميصه الأسود والحزن يعتلي معالمه فلم يشعر بوجوده بالبداية وحينما استدار ليجذب المنشفة وجده أمامه فأشار ببديه قائلا 
_عمي عايزك.. 
أومأ برأسه ثم قال 
_جاي وراك يا بدر. 
هز رأسه بتفهم وغادر في هدوء استعجب له آيان ففي عادته كان يلقي على مسمعه كلمات لازعة والآن يغادر في صمت غير مقبول لآيان الذي تطلع للفراغ بدهشة ثم جذب المشط ليمشط شعره بعناية واتبعه للخارج فما أن هبط للأسفل حتى وجد معشوقة قلبه تخطو خطواتها الثقيلة بمفردها كحال كل يوم تتدرب بأمر من الطبيب فتخطو مسافات معينة بمفردها حتى وإن كان خطاها بطيء ولكنها كانت تحقق استجابة للعقار والعلاج الطبيعي استندت روجينا على الشجرة القريبة منها حينما ألمتها قدميها بعد أن اجتازت المسافة المطلوبة فرغبت بالمشي أكثر لعل عقدة قدميها تنحل قريبا تود العودة لحالها السابق فأطبقت بجفن عينيها في توتر عظيم حينما تذكرت ما حدث بالصباح الباكر بعد أن تأكد ظنونها حول ما بها شعرت بالخۏف من القادم ولما تحمله من سرا تظنه غير محبب لها في ذلك الوقت فمازالت تجاهد لتخطي ما خاضته معه وتحاول فتح صفحة جديدة بينهما فتحت عينيها في صدمة حينما شعرت بيد تحملها عن الأرض فاستندت تلقائيا بيدها على صدره القاسې التقت عينيها بعينيه الرمادية لتمنحها نظرة ډفن عشقها بينهما ثم تحرك بها ليضعها على المقعد القريب وهو يعاتبها قائلا 
_مش الدكتور قايلك لما تتعبي تريحي على طول بتعاندي كلامه ولا بتعاندي نفسك يا روجينا 
ارتسمت على وجهها ابتسامة صغيرة وعينيها صافنة بتأمله حتى آذنيها لم تستمع لما يقول غمرتها شعور فرحة لوجوده لجوارها حينما تحتاج لمساعدة لا تنكر أن بالرغم من الچرح التي مازالت تحتفظ به الا انها سعيدة كونه لجوارها بأي وقت دون أن تخشى أن يراه أحدا لجوارها نعم يحملها ويصعد بها لغرفته بالسر أحيانا ولكنها أحبت احترامه لها ولعدم رغبتها
بأن ي
رمشت بعينيها عدة مرات فشعر بأنها لا ترغب بأن يلامس وجهها فكاد بابعدها عنها ولكنه تفاجئ بها تضم يدها على يديه وتتطلع له بعينين باكيتين فسألها پخوف 
_مالك فيكي أيه 
قالت بتردد لما ستخبره به 
_لما كنت حامل كنت حزينه انك هتكون اب لابني بس مكنتش قادرة أكره وجوده ولا أتمنى إنه ېموت بالطريقة دي وحتى بعد ما ربنا اخده مني محطتش السبب ده في دماغي حزني عليه كان أقوى من كل حاجة واتمنيت انه يكون لسه موجود جوايا لاني مكنش ليا غيره.. 
أدمعت عينيها فاسند جبهته على جبهتها وهو يردد پألم 
_لزمته أيه الكلام ده دلوقتي يا روجينا! 
فتحت عينيها وهي تطالعه من هذا القرب الخطېر لقلبها فلعقت شفتيها
 

126  127  128 

انت في الصفحة 127 من 140 صفحات