الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 125 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


بإنتظاره تعد كثقل دهرا بأكمله فمازال بالأسفل بصحبة الشباب الذين أصروا على أن يمضي الليل بصحبتهم وحينما انتهى الحديث بينهما صعد آسر لجناحه وهو يحرص الا يصدر صوتا قد يزعجها فبالطبع سيجدها تغفو في ذاك الوقت المتأخر من الليل وما أن أغلق باب الغرفة حتى 
_وحشتني.. 
_مش أكتر مني.. 
تلك المرة قابلته على درب الشوق فلم تتركه يجتاز طريقه بمفرده كانت تلبي دعوته بصدر رحب وقلبها يخبره أبيات بعشقه الذي بات يغلب ضعفها دقائق مضت وهي غارقة بعالمه فابتعد عنها وصدره يلهث بقوة ومع ذلك ضمھا إليه فقالت بحزن سيطر على فرحها 

_أنت ازاي كنت عارف تنام بالمستشفى وأنا هنا مكنتش بدوق طعام النوم! 
ضحك وهو يجيبها باستنكار 
_هو يعني كان بمزاجي! أنا كنت بأخد الادوية من هنا وبسافر في دنيا تانية يا تسنيم. 
مرمغت رأسها بين صدره ولسانها يردد بعشق 
_أنا من غيرك كنت حاسة أن حياتي واقفة يا آسر متبعدش عني تاني.. 
أبعدها عنه ثم تطلع لها بدهشة قبل أن يتساءل بشك 
_أنتي فيكي أيه بالظبط من ساعة ما رجعت من المستشفى وأنتي مش طبيعية.. 
ثم رفع يديه على جبينها ليستكشف حرارتها فقال بخبث 
_لا مش تعبانة بس أنا متأكد إن فيكي حاجة غلط.. 
منحته ابتسامة أربكت جوارحه وخاصة حينما قالت 
_تقدر تقول إن الفترة اللي فاتت خلتني أندم على أني كنت بخبي حبي ليك... فلازم تأخد على كده كل يوم هقولك أنا بحبك أد أيه. 
أبعد تلك الخصلة المتمردة على عينيها ثم قال ببسمة لم تفارقه منذ سماع تلك الكلمات التي أفتكت به 
_هو أنا أمي راضية عني ولا أيه بالظبط.. 
أخفت وجهها بين أحضانه فمازحها قائلا 
_لو كنت أعرف أن الړصاص هيعمل فيا كده
كنت خليت مهران ضړبني من زمان. 
لكزته پغضب فتأوه بۏجع مصطنع جعلها تبتعد عنه وهي تتفحص صدره العاړي وهي تردد پخوف 
_أنا آسفة والله مقصد حصلك حاجة.. 
ضغطت بأسنانها على شفتيها پعنف حينما رأته يضحك بمكر فسددت له بغيظ عدد من اللكمات كتفآسر ساعديها معا خلف خصرها ومن ثم نهض ليجبرها على التمدد لفرق قوته الذكورية عن جسدها الهزيل مقارنة به فكان لنظراته دفوف لناقوس خطړا سيطوفها من جديد فأقتطف ورقة من ريحقها وهو يهمس له ببطء جذاب 
_وفري مجهودك يا روحي لإنك مستحيل تقدريلي.
ثم عاد ليقطف ثمار عشقهما من جديد وقد منحته هي مفتاح أمان لرحلة ستخطتفهما من جديد.. 
بغرفة ماسة.. 
ثقل قدميها أقلق عليها نومها المريح ففتحت المصباح المجاور لفراشها ثم استقامت بجلستها وفتحت درج الكومود لتجذب المرهم الطبي الذي دونته لها الطبيبة فحاولت جاهدة رفع قدميها عن الأرض قليلا لتتمكن من وضع المرهم عليها فتأوهت ألما حينما تقلصت معدتها جراء جلستها الغير مريحة فأغلقت عينيها ألما ثم أخفضتهما سريعا وهي تئن بۏجع فشعرت بيد تفرك قدميها برفق وحينما فتحت عينيها وجدته ينحني أرضا أسفل قدميها يوزع بيديه المرهم على قدميها سحبت ماسة ساقيها بعيدا عنه وهي تردد بخجل 
_يحيى أنت بتعمل أيه 
جذب قدميها إليه مجددا ثم قال وهو يفرك برفق بين أصابع قدميها 
_مفيش فرق بيني وبينك يا حبيبتي. .
أعادت رأسها للوسادة براحة بدأت تشعر بها بعدما خفف ألم قدميها فغفت رغما عنها من فرط الإرهاق على أمل الاستيقاظ بعد ساعة من الآن لأداء صلاة الفجر وحينها دق المنبه الخاص بها فأنزعجت معالمها وقبل أن يصل ذراعيها للساعة الصغيرة المقابلة لرأسها كانت يديه الأسرع لها فأطفئ المنبه حرصا منه أن تنال قسطا أخر من الراحة ولكنها كانت قد استيقظت بالفعل جحظت عين ماسة في صدمة حينما وجدته مازال يجلس جوارها ويدلك قدميها بعد فاتكأت بمعصمها لتستقيم بجلستها ثم تساءلت بذهول 
_أنت لسه منمتش 
وقبل أن يجيبها قالت بحرج 
_أنا ازاي محستش انك لسه صاحي لحد دلوقتي!!
أنا والله من كتر التعب محستش بنفسي حقك عليا.. 
ضم وجهها بين كف يديه وأجلى أحباله الصوتية قائلا 
_راحتك هي راحتي ليه مش قادرة تستوعبي ده! 
أدمعت عينيها بالدموع تأثرا لكلماته ولما يحرص دائما على فعله فرفعت أصابعها تحتضن يده ثم قربتها لتطبع قبلات رقيقة على كف يده تعالت صوت أنفاسه التي تجاهد ذاك الشعور القوي الذي يهاجمه في قربها منه وما زاد مشقته حينما همس صوتها الرقيق بشجن 
_بأحبك يا يحيى.. بحبك أوي. 
قرب رأسها إليه ليعانقها بين أضلعه وهو يتودد لها بعشق 
_حبك نقطة في بحر حبي ليكي يا ماسة وجودك جنبي رد فيا الروح بعد كل العڈاب ده.. 
_بحب كل حاجة فيكي عيونك... وقلبك... وروحك...أنتي هوسي.. 
توقف لسانه عن بوح المزيد من همسات العشق وجعل الحديث بينهما مختلف عن سابقه حديث بالطبع لن يجمع سواهما!. 
بغرفة أحمد 
تسلل پخوف من أن تشعر به حور فحينها سيحدث ما لا يحمد عليه وخاصة بأنه يعلم استيائها من تأخيره بالعودة فما أن أقترب من الفراش حتى أضاءت الضوء ليتمكن من رؤيتها وهي تترقب عودته بنظرات لا تنذر بالخير فترك حذائه أرضا ثم قال باستسلام 
_كنت ساهران معاهم مهو مش معقول هسيب قاعدة زي دي وأطلع أنام.. 
نهضت حور عن الفراش ثم دنت لتقف مقابله وهي تخبره بغيظ 
_يعني أنت بتفضلهم عليا يا أحمد وأنا من الصبح قايلالك اني عايزاك في موضوع مهم. بقى دي
أخرتها 
اقترب منها وهو يقول بابتسامة ماكرة 
_أيه ده شامم ريحة غيرة لأول مرة أشمها. 
جذبت مئزرها ثم ارتدته وهي تجيبه على مضض 
_هغير من مين اللي مضايقني انك مقدوننيش ولا قدرت إني عايزة أتكلم معاك.. 
رد عليها بهدوء 
_خلاص مختلفناش أنا رجعت أهو وجاهز أسمع اللي عايزة تقوليه.. 
لعقت شفتيها بارتباك وكأنها لا تعلم من أين ستخبره فرددت بتوتر وهي تدنو من المقعد المقابل للشرفة 
_آآ... أصل.. أنا... يعني.. 
اتبعها ثم جلس على المقعد المجاور لها ليتساءل بدهشة 
_أصل أيه ما تتكلمي! 
رددت بعصبية بالغة 
_ما أنا بحاول أتكلم أهو الله.. 
انكمشت تعابيره بدهشة من صوتها المرتفع الذي يعهده لأول مرة فقالت بتوتر 
_أنا مش قصدي اعلي صوتي والله بس أنا حقيقب مرتبكة ومش عارفة أقولك أيه.. 
رد عليها بحيرة 
_ليه كل ده.. هو أكيد في کاړثة صح! 
ابتسمت وهي تشير له نافية 
_لا مش للدرجادي.. 
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبره 
_أنا الفترة اللي فاتت كنت بحس بحاجات غريبة ولما اتكلمت مع تسنيم شكت اني حامل والنهاردة عملنا الاختبار وفعلا طلعت شكوكها صح.. 
انهت كلماتها وهي تراقب ردة فعله على استحياء فوجدته مصډوم مما استمع اليه وخاصة حينما ظن ببدء الامر بأنها ارتكبت خطأ ڤاضح فترددها بالحديث أذهب عقله لتفكير بعيد وزع أحمد نظراته بين عينيها تارة وبطنها تارة أخرى ثم قال بتشتت 
_متأكدة 
ردة فعله أحبطتها نوعا ما فأومأت برأسها وهي تجيبه 
_أيوه متأك..... 
بترت كلماتها حينما حملها بين ذراعيه وهو يطوف بها بفرحة
وصوت ضحكاته تطرب آذانها فلأول مرة ترآه سعيدا بتلك الدرجة وخاصة حينما قال 
_ده أحلى خبر سمعته بعد خبر جوازي منك.... أنتي ډخلتي السعادة وكل شيء جميل لحياااتي.. 
تشبثت برقبته وهي تصيح به 
_نزلني طيب.. 
أخفض ذراعيه ليضعها أرضا ثم طبع قبلة عميقة على جبينها وهو يردد بفرحة 
_ربنا يكملنا فرحتنا على خير ويفرحني ببنوتة قمورة زيك كده.. 
ثم ابتعد عنها وهو يهرول تجاه الباب فاتجهت خلفه وهي تتساءل باستغراب 
_رايح فين 
قال وهو يغلق الباب من خلفه 
_هقول لبابا وماما... لا للبيت كله.. 
لحقت به وهي تشير له پصدمة 
_الوقت متأخر يا أحمد! 
قال دون مبالاة 
_يصحوا مش هيجرى حاجة.. 
أغلقت الباب من خلفه وهي تردد بابتسامة مشرقة 
_اتجنن لما سمع الخبر ده ولا أيه! 
بغرفة عمر 
طرقات الباب كانت مزعجة بالدرجة التي ايقظت كلا منهما فقالت ريم بقلق 
_مين اللي هيخبط علينا السعادي يا عمرلتكون ماسة جرالها حاجة.. 
ربت على يدها وهو يخبرها 
_اتفائلي بالخير يا حبيبتي هقوم أشوف مين.. 
وبالفعل نهض من جوارها ليدنو من الباب فما أن فتحه حتى اندفع أحمد تجاهه قائلا بابتسامة واسعة 
_آسف اني صحكتم بس عايزاكم في حاجة مهمه.. 
نهضت ريم عن الفراش ثم أسرعت تجاهه وهي تتساءل پخوف 
_أختك كويسة! 
أجابها على الفور 
_ماسة بخير بس اللي عايزكم فيه يتعلق بيا أنا..خبر من الأخر يعني.. 
ردد عمر بذهول 
_خبر أيه السعادي يا ابني.. ميستناش لبكره 
هز رأسه نافيا فزفر عمر

بضيق 
_طب قول وخلصني في ليلتك الغريبة دي.. 
قال وهو يعدل من قميصه بعنجهية 
_بالصلاة على النبي كده يا حاج ابنك هيبقى أب وهيخليك جد معاه.. 
ابتسم عمر بفرحة بينما ضمته ريم ثم قالت بفرحة 
_ما شاء الله الف مبرووك يا حبيبي ربنا يكملها على خير ويشرفنا على الكامل يا رب.. 
منحها ابتسامة هادئة وهو يردد بتمني 
_يارب يا ماما.. 
لف عمر ذراعيه حول كتفه ثم قال 
_الف مبروك يا أحمد الف مبروك يا حبيبي.. 
ثم جذبه للخارج ليغلق الباب من خلفه فضيق عينيه باستغراب وخاصة حينما قال عمر بابتسامة مصطنعة 
_اكتم بقى فرحتك جواك للصبح وبعد كده نبقى نفرح البيت كله معانا بلاش تصحي حد تاني كفايا إحنا أصل أنا عارفك لما بتفرح بتحب الدنيا كلها تعرف ايه اللي مفرحك. 
رفع حاجبيه ساخرا 
_دي طريقة تعاملني بيها بعد ما قولتلك انك هتبقى جد 
ضحك عمر ثم همس له بخبث 
_كنت عارف على فكرة الخبر مش جديد عليا.. 
حك مقدمة رأسه بحيرة 
_عرفت منين! 
أجابه قائلا 
_ماسة قالتلي.. 
ثم أشار له على الدرج ليسترسل بمزح 
_أنت عارف السلم ده هيطلعك فين صح 
حدجه بنظرة ضيق ثم تركه واتجه للدرج وهو يقول 
_عارف.. تصبح على خير يا حاج. 
ضحك عمر وهو يتطلع اليه حتى صعد للاعلى فعاد لغرفته والفرحة لا تسعه بسعادة ابنه التي عادت لتنير دنياه بعدما حدث له من قبل. 
صعدت الشمس لتحتل عرشها الذهبي فتخبئ القمر بظلامه الدامس خلف أشعتها فبددت ظلامه بذلك الضياء الساطع فداعبت عينيه وفتحهما على مهل ثم نهض ليخرج لشرفة المندارة فعلى الرغم من كونها منزل منعزل عن السرايا ولكنها كانت مقابله بالتحديد استكانت عين أيان على فهد الذي يجلس خلف باحة المنزل ولجواره كانت تجلس زوجته يتناولون طعام الافطار فنقلت نظراته للحديقة الجانبية لتهيم عينيه بمعشوقة قلبه التي اختارت الخروج في وقت كذلك لعل الهواء النقي يزيح غيمة قلبها فرغما عنها رفعت عينيها تجاه شرفة غرفته فوجدته يقف ويتأملها تقابلت الأعين ومنه توحد الۏجع كلا منهم يود لو يبوح للأخر بوصف دقيق لما يشمله ألم القلوب كلاهما يعاني وكلاهما يحتاج لوجود الأخر بجواره هو يحارب ما يكتفه من خصام جعلته شخصا سيء وهي تحارب ذاتها التي جعلتها فريسة سهلة لشخص مثله.. 
على بعد منهما.. 
أتت رواية منذ الصباح الباكر حتى تتمكن بالحديث مع زوجها الذي رفض الحديث بالأمس لتعبه الشديد وحاجته للنوم فقالت بضيق شديد التمسه فهد بحديثها 
_أنا بجد معتش فاهمه حاجة يا فهد أنت جايب الشخص ده هنا ليه بعد كل اللي عمله فيك وفي بنتك أنا مصدقت انها اتخلصت منه تقوم تجبهولها لحد هنا! 
قضم اللقمة المغموسة بالعسل الصافي ثم قال 
_أني عارف أني بعمل أيه زين.. متقلقيش سبني أني اتصرف. 
كزت على أسنانها بغيظ
 

124  125  126 

انت في الصفحة 125 من 140 صفحات