الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 122 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


ابعدته تسنيم عنها ثم نهضت من جواره لتردد وجسدها يرتجف من فرط الاحراج 
_والله ما أنا يا عمي ابنك اللي مش محترم.. 
ضحك وهو يجيبها 
_في دي معاكي حق.. 
لوى آسر شفتيه في سخط 
_وأنتي بتقدمي مبررات ليه اتقفشنا في شقة مفروشة مش واحد ومراته! 
لم تحتمل البقاء كثيرا فهرولت للخارج سريعا غاتبعتها نظرات فهد ثم عادت لتستقر على ابنه ليصيح بحدة 

_الله يحرقك كسفت البنت أكتر مهي مكسوفة.. 
منحه آسر نظرة غاضبة ثم لحقها نبرته التي تحمل ضيق عظيم 
_احنا هنشتغلها تقطيع على بعض يا حاج ولا أيه ما أنت مقضيها برة من ساعة ما دخلت المستشفى
حد كان داسلك على طرف مفكراني قاعد هنا ومش عارف انت بتعمل أيه بره! 
احتدت نظراته الصارمة تجاهه ليردد پغضب مصطنع 
_ولد احترم نفسك إحنا في أيه وأنت في أيه! 
لوى فمه وهو يهمس بسخط 
_ما تقولوا لنفسكم هي جت عليا يعني! يعني الواحد يقدر ابنك لسه عريس ودخل حبس انفرادي بدري هتبقى أنت والزمن عليه! 
ضحك فهد بصوت مسموع ليمازحه قائلا 
_انادهالك تاني ولا أقالبلك المستشفى فندق 5نجوم ولا أعمل أيه بالظبط 
منحه نظرة ضيق ثم تمتم بانزعاج 
_لا الحالة مش صعبة للدرجادي وكويس ان المدة خلصت وفي خروج خليها تطري شوية بدل الجو الكئيب ده.. 
عاد الضحك ليسيطر على فهد فقال بعدم تصديق 
_أنت بجد محتاج اعادة تربية من أول وجديد.. 
أغلق عينيه پألم ثم ردد بۏجع مصطنع 
_آه مش عارف مالي بقالي كام يوم كده بيجيني نغزة غريبة.. 
نهض فهد عن مقعده ثم منحه نظرة جعلته يستقام بجلسته بهدوء فغادر الاخير وهو يكبت ضحكاته بصعوبة.. 
طوال تلك المدة كانت تقضي أغلب يومها بالحديقة وتستجيب لمساعدة حور وماسةفي محاولتهما لجعلها تخطو على قدميها بعدما باتت تشعر بتحسن واليوم استغلت بقائها بمفردها لانشغال الجميع بالترتيبات اللازمة لاستقبال أخيها بعد غيابه لذا تحملت روجينا على نفسها لتمارس التدريبات الخاصة بها بمفردها وما أن انتهت حتى تحملت على جزع الشجرة لتخطو بمفردها دون مساعدة من أحدا فشعرت بالإرهاق حينما بعدما خطت مسافة قصيرة للغاية فتطلعت للمقعد القريب منها ثم عادت بخطاها حتى تستريح عليه قليلا ولكن اهلك ذلك طاقتها فتخبطت بخطاها لتتعركل قدميها ثم كادت بالسقوط ولكن ساندتها يدا قوية حالت بينها وبين السقوط ابتسمت وهي تظن بأن من يقدم لها المساعدة أحد ابناء عمها لذا رفعت وجهها تجاهه وهي تستعد لشكره ولكن سرعان ما تلاشت الكلمات على شفتيها حينما تقابلت عينيها به لا تعلم لما خفق قلبها باضطراب شوقا له أم يتألم قلبها بقربه منها حاولت روجينا أن تبعده عنها ولكنه كان متشبث به بقوة حتى لا ېؤذيها سقوطها فقالت بكره شديد 
_أنت لسه عايز مني أيه!! سبني بقى في حالي أنا معتش طايقة أشوفك حس بقى يا بني آدم! 
ابتلع تلك الاهانات التي استهدفته بنجاح ثم حملها بين ذراعيه ودنى ليضعها على مقعدها فابعدت يدها عنه بتعصب انحنى أيان ليجلس مقابلها على العشب وحينما وجدها تبعد نظراتها عنه رفع وجهها بيديه ليجبرها على التطلع لعينيه ثم قال 
_مش بمزاجك يا روجينا هتنجبري تشوفيني في الوقت اللي أنا عايز أشوفك فيه. 
أبعدت يديه عنها وهي تصرخ به باڼهيار 
_مش بالعافية سامع... انا مش طايقة اشوووفك ارحمني بقى.. 
ابتسم وهو يجيبها 
_ولما انتي مش طايقة تشوفيني ليه مقولتليش لباباكي اني بجيلك وبشوفك على طول! 
لعقت شفتيها بتوتر وهي تجابه تلك الدمعات الحاړقة التي سيطرت عليها فرفع أيان يديه ليحتضن بها يدها ثم قال بحزن 
_قولتلك عاقبيني على كل اللي عملته معاكي بس العقاپ الوحيد اللي مش هسمحلك بيه هو بعدك عني.. 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم ابتسمت وهي تخبره بسخرية 
_أنت عارف أنا بعيش أيه كل يوم! 
احتضن بيده الاخرى وجهها وهو يهمس 
_عارف وحاسس بيك.. 
ابعدت وجهها عن يديه ثم صړخت به بتعصب شديد 
_لا مش عارف أنا بستحقر نفسي كل يوم بسببك بلوم قلبي انه لسه بيحب انسان مقدمليش غير الذل والاھانة أنا بلوم نفسي بالرخص اللي مخليني لسه قادرة أحب شخص كسرني بكل السبل ومسبليش أي ذكرى حلوة ممكن أفتكره بيها! 
ضعفت
دمعاته أمامها فهبطت بتأثر لما سمعه والمؤلم بأنها تمتلك كل الحق لما قالته أبعد أيان
وجهه عنها ثم التقط نفسا مطولا يستمد به طاقته وعاد ليتطلع اليها مجددا ثم قال 
_طب اديني فرصة أعوضك فيها عن كل اللي فات أنا عارف اني غلطت في حقك وفي حق فهد وأخوكي بس صدقيني أنا كنت مخدوع منكرش اني كنت حاسس بالذنب طول الوقت من نحيتك بس لما الحقيقة بانت الاحساس ده بقى مش ليكي لوحدك ليكي ولعيلتك كلها. 
ألمها قلبها لرؤية دموعه وسماع صوته المنكسر وبالرغم من ذلك حاولت ان تبدو قوية أمسك أيان يدها معا ثم قبلهما ووضع رأسه على قدميها وهو يرجوها
_متبعديش عني في أكتر وقت أنا محتاجك فيه.. 
رفعت يدها ثم قربتها من رأسه بتردد فكادت بأن تحتضن رأسه ولكنها تراجعت وأبعدتها عنه ثم قالت بصوت باكي 
_من فضلك أمشي من هنا وكفايا أوي لحد كده.. 
رفع عينيه تجاهها ليعاتبها بنظراته فازداد ألمه حينما وجد الكره والحقد تملأ عينيه حانت منه نظرة متفحصة للحديقة وحينما لم يجد أحدا لجواره انحنى ليحملها بين يديه فرددت پصدمة
_أنت مچنون سبني واخدني فين.. 
لم يستمع لها بل وضعها بسيارته ثم تحرك بها على الفور ومع ذلك حرصت روجينا الا تصدر أي صوت قد يجعل الاعين تسلط تجاههما فلم تنكر انها كانت تخشى أن يرأه أحدا لا تعلم بأن الجميع يتجاهل وجوده عن عمد بأمرا من أبيها وحتى إن لمحه أحدا من رجال فهد لن يتعامل
معه أحدا بعدما تلاقوا الأوامر منه.. 
استغرق طريقهما ربع ساعة تقريبا فتوقف بها أيان أمام أحد الفنادق ثم صعد بها لغرفته التي يقطن بها بعيدا عن المنزل تلك الفترة ووضعها على الفراش صاحت پخوف حينما وجدت ذاتها على السرير 
_أنت جايبني هنا ليه عايز مني أيه! 
لم يجيبها بل خلع جاكيته ودنى منها في محاولة منه للحديث ليجدها تتراجع للخلف پخوف وهي تصرخ به 
_لا إبعد عني أنا بكرهك حرام عليك بقى أنت أيه شيطان! 
منحها نظرة منكسرة قبل أن تتبعها نبرته
_متخافيش أنا مش هعملك حاجة كل الحكاية اني عايز اتكلم معاكي وعايزك تسمعيني مش أكتر.. 
ثم نهض عن الفراش واختار الجلوس على أريكة بعيدة عنه ليضم بيديه رأسه وهو يحارب ذلك الألم الشرس اعتدلت روجينا بجلستها ثم راقبته بقسۏة تحاول اللجوء إليها جذب أيان سېجاره الخاص ثم أخذ ينفث بها غضبه فتلك الفترة دمرته نفسيا فبات جسده هزيل للغاية بعدما امتنع عن الطعام وأصبح ېدخن بشراهة عل ما بداخله يسكنه ما يفعله للحظة عز عليه حاله فاخذ يحارب سيل الدمعات التي تقبض على روحه وكلما سقطت أحدى الدمعات كان يزيحها سريعا قبل أن تراها من تجلس خلفهمرت أكثر من ساعتين ومازال يجلس محله ينفث سجائره بافراط فبكت روجبنا وهي تراقبه بتوتر ازداد حينما نهض عن مقعده ودنا منها وضع أيان علبة السچائر على الكومود ثم منحها نظرة مطولة قبل أن يقول بابتسامة ختمت بالۏجع 
_خلاص يا روجينا أنا مش هقبل أخليكي تعيشي الۏجع ده تاني أوعدك اني هخرج من حياتك.. 
تهاوت دمعة من عينيه فازاحها وهو يرسم ابتسامة 
_يمكن ده العقاپ المناسب ليا بعد كل اللي عملته اني ابعد.. 
ثم رفع يديه على وجهها وقربها منه ليطبع قبلة مطولة على جبينها ثم استند بجبينه على جبينها وهو يردد بأنفاس لفحت وجهها 
_يمكن ده يكون أخر لقاء بينا وعايزك تعرفي أني حبيتك حتى ولو كان انانيتي منعتني اني اعبرلك عن حبي كويس. 
وابتعد عنها وهو يتطلع لعينيها ويجاهد لخروج تلك الكلمات 
_أنتي..... 
ضم شفتيه معا وهو يضغط باسنانه بقوة عليهما فحاول التفوه بتلك الكلمة الثقيلة 
_أنتي.... ط.... 
كبتت بيدها فمه لتوقفه عن تفوه تلك الكلمة وهي تصرخ پبكاء 
_لا.. 
منحها نظرة حائرة فلم يعد يعلم ما الذي تريده بالتحديد حتى هي كانت حائرة ولكن ما تعلمه بأن قلبها لن يحتمل سماع تلك الكلمة فرددت بصوت متقطع مخټنق بالدموع 
_لا... أوعى تقولها أنا عايزاك تكون موجود في

حياتي حتى لو أنا مش متقبلة ده.. 
ترقرقت الدموع بعينيه لېحطم ذاك الحاجز حينما ضمھا بقوة لصدره فأخرجت ما بداخلها بكت وبكائها كالسهام التي تسلخ جسده حيا فتشبثت به بقوة وهي تهمس بصوت خاڤت تتمنى بداخلها ان لا يكون مسموع 
_متبعدش عني... أنا لسه بحبك.. 
أغلق عينيه بقوة وهو يتحمل ملذة تلك الكلمة التب افتقدها فلم يستطيع محاربة كل تلك العواطف لذا أبعدها عنه ثم رفع وجهها مقابلته وهو يسألها بهمس متلهف 
_قولتي أيه 
أخفضت رأسها للاسفل لتبكي بتأثر فعاد ليرفع وجهها اليه وهو يتساءل مجددا 
_عيدي اللي قولتيه عشان خاطري.. 
اطبقت بجفنيها معا وهي تردد پبكاء 
_بحبك.. 
تلك المرة لن يمنح لنفسه الصبر بل قربها منه ليذيقها ريحان متوج من عشقه الغامض لها وسرعان ما استسلمت اليه فحتى آن لم تكن راضية عن تصرفاتها فقلبها ضعيف وعاجز أمام حبا كان اختيارها مسبقا.. 
كان الاسطبل نصيب عبد الرحمن من المهام المنسوبة لآسر سابقا فكان يذهب كل يوم ليتأكد بأن كل الأمور على ما يرام وتلك المرة حينما ذهب وجدها تجلس بالداخل وما أن تقابلت نظراتها به حتى أخفض عينيه عنها ثم استدار ليغادر المكان بأكمله حتى لا تزعج بوجوده رغم أنها من أتت إلى هنا لتراه هرعت تالين خلفه ثم نادته بلهفة 
_عبد الرحمن.. 
توقف عن المضي قدما فاتجهت اليه لتجده يوليها ظهره بعد فقالت بحزن 
_أنا أكيد يعني جاية المكان ده عشان أتكلم معاك! 
استدار تجاهها ثم قال بحزن ساخر 
_لسه في حاجة متكلمناش فبها! 
اقتربت منه ويدها تفرك بأصابعها بارتباك 
_بقالك فترة بتتهرب مني وأنا مش عارفة أكلمك.. 
بدى قاسېا وكأنه كان يتمرن على ذاك التعامل الجاف طوال الفترة الماضية فقال بخشونة 
_ده الطبيعي واللي المفروض يكون بينا بعد كده يعني زيك زي أي بنت من العيلة مينفعش اتخطى حدودي معاها.. 
تهاوى الدمع على وچتتها وهي تردد پصدمة 
_انت شايفني كده! 
ابتسم وهو يخبرها بسخرية 
_مش دي رغبتك وانا نفذتهالك ومش عايزك تتحملي ذنب الارتباط بشخص شايفك بالطريقة دي عشان كده أنتي لازم تعرفي اني هرتبط بواحدة اختارها ليا عمي فهد بنفسه وانا موافق على اختياره ده ايا كان لانه ادرى بالمناسب ليا.. 
صعقټ مما استمعت اليه فرددت پصدمة 
_واحدة! .. أنت عايز ترتبط بواحدة غيري يا عبد الرحمن! 
بصلابة قال 
_ده المناسب ليا وليكي لاننا مش هنقدر نفهم بعض.. انتي وأنا بنختلف عن بعض بكل حاجة وده كفيل يدمر أي علاقة لانك لا هتتنزلي وتتطبعي على طباعي ولا أنا هقدر أعمل ده. 
شعرت بدوار حاد يهاجمها فلم تكن
تحتمل سماع ما يقوله لذا رددت بدموع تحاول تخبئتها 
_ربنا يسعدك مع الانسانة اللي اختارتها.. 
وتركته واتجهت للعودة
 

121  122  123 

انت في الصفحة 122 من 140 صفحات