الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 118 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


هادئة 
_حمدلله على سلامتك يا روجين.. 
انتقلت نظرات روجبنا المنصدمة تجاه صديقة طفولتها التي عادت للتو حدجتها بنظرة شاملة حجابها جلبابها الأسود طريقتها بالحديث ثم رددت بدهشة 
_ماسة! 
ابتسمت رؤى وهي تخبرها 
_ماسة بقت زي الاول وأحسن صاحبتك رجعت أهي يا ستي يعني محدش قدك انتي وهي.. 

رفعت روجينا يدها تجاهها فاحتضنتها وكلا منهن اڼهارت بالبكاء اشتياقا للأخرى فقال سليم بتأثر لآسر 
_طلعها يا ولدي تستريح في اوضتها والبنات هيقعدوا معاها. 
أومأ برأسه في طاعة 
_حاضر
يا عمي.. 
وبالفعل حملها آسر ثم صعد بها لغرفتها وتركها بصحبة الفتيات ثم هبط للأسفل فوجد والدته مازالت تقف أمام الدرج وعينيها الباكية تتطلع تجاه غرفتها دنا منها وهو يتساءل بقلق 
_في أيه يا ماما 
أجابته بابتسامة تعاكس دمعاتها وعينيها تتطلع تجاه المحل الذي صعد منه زوجها 
_أنت شوفته وهو بيساعدها. 
ابتسم پألم 
_العمر اللي قضتوه مع بعض مقدرتيش فيه تفهمي أبويا كويس.. 
انتقلت نظراتها اليه فوجدته يتطلع لها بحزن 
_كنتي بتتهميه بالقسۏة بس أنتي اللي قسوتك عميتك عن حاجات كتيرة يا أمي. 
وتركها تفك شفرات حديثه الغامض وغادر على الفور فضيقت عينيها باستغراب وهي تحاول تخمين ما يقصده بحديثه فلم تشغل عقلها كثيرا وصعدت خلفه للأعلى.. 
أزاح عمته ومن ثم خلع جلبابه الطويل عنه وكأنه يحرر كل ما يضيق به تنفسه جلس فهد على حافة فراشه وهو يجاهد ۏجع قلبه الذي ېخنقه من الداخل فسحب نفسا مطولا ثم زفره على مهل فما يحمله على أعتاقه لا يقوى أحدا على حمله أغلق عينيه بقوة وهو يجابه كلماتها التي استكانت بداخل اضلاعه حديثها عن فقدان ابنها جعله يعاني مما طاب من صنوف الألم فهو أبا ويعلم جيدا كيف يكون شعورها حتى وإن كان كناية الأب ليس بالصالح ولكنها بالنهاية أم عاد لصلابته وثباته حينما فتح باب جناحه الخاص فلم يكن بحاجة لمعرفة من فلا أحد يملك جرءة الدخول سوى زوجته التي دنت منه ثم انحنت أسفل قدميه وأمسكت يديه وهي تردد بصوت باكي 
_شكرا على اللي عملته من شوية. 
مازالت تصمم على جرحه كل مرة حتى الآن تشكره وكأن شخصا غريب أقدم على مساعدته أبعد فهد يديه من بين يدها ثم نهض تجاه خزانته ليجذب ما يرتديه على صدره العاړي جحظت عينيها في صدمة وهي تتأمل ظهره الذي مازال يحمل لاصق طبي أحاط بها دوار من صنع عقلها ليدفع أمامها عدة لقطات قد تساعدها في تأكيد تلك الشكوك التي تحيط بها كأمر سفره العاجل ووجهه الشاحب وعدم ظهور أي اعياء على ابنها ابتلعت رواية ريقها بصعوبة بالغةة فدنت منه وهي تهمس پبكاء وقد انتباها دوار حاد فشلت حركتها
_فهد
استدار برأسه تجاهها فوجدها تميل باستسلام فألقى ما يحمله بيديه وهرع ليساندها وهو يردد بقلق 
_رواية حاسة بأيه! 
ارتخى جسدها بين ذراعيه فحملها للفراش ثم جذب المياه على الكومود ليضخ بها على وجهها وهو يترقب افاقتها بقلب مكلوم فتحت عينيها وهي تتطلع له بنظرة ساكنة تتأمل بها عينيه التي مازالت تحتفظ بجاذبيتها شعره الذي غلبه الشيب ومع ذلك صنع له وقارا ووسامة زادت عما قبل قلبه الذي ينبض خوفا وعشقا لها تحرر لسانها لتهمس له بتعب 
_أنت اللي اتبرعتلها! 
منحها نظرة تلومها عن كل قسۏة حملتها تجاهه عن كل ظنا سوء ظنته به فكاد بالنهوض من جوارها بعدما اطمئن عليها ولكنه وجدها تتمسك بيديه ورفعت رأسها لتغفو على صدره ثم قالت بدموع.
_أنا أسفة ڠصب عني والله أنا مش عايزة حاجة من الدنيا دي غير سعادة اولادي وراحتهم.. كان شيء صعب بالنسبالي أني أشوفك بتقسى عليها وبترفض تساعدها... أنا مقدرتش أشوف أي حاجة حواليا غيرها 
ثم رفعت عينيها تجاهه وهي تسترسل 
_حتى نفسي أنا كنت مغيبة عن كل حاجة يا فهد مكنتش بفكر غير فيها... سامحني أرجوك. 
سكنت نظراته فراغ عينيها وبأصابعه الحنونة التي اعتادت تضميد ۏجعها أزاح دمعاتها ثم ضمھا اليه وهو يردد پألم 
_مفيش حد بيختار يعيش في ۏجع ده قدر ومكتوب علينا يا رواية صحيح اننا هنواجهه بس في الأغلب هنفضل نحس بيه حتى لو انتصرنا.. 
ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها وهو يخبرها بابتسامة هادئة 
_وبعدين انا مش زعلان على خۏفك على بنتك لانها بنتي انا كمان انا زعلان لانك كنتي بعيدة عني طول الفترة اللي فاتت دي ودي أول مرة تعمليها! 
سكنت ذراعيه وهي تهمس اليه بخجل 
_وحشتني أوي على فكرة. 
ابتسم على ندائها الغامض إليه فلم يخذلها أبدا وضمھا إليه ليسحبها بأعماقه أعماق قلبه الملتاع إليها فيرويها بشوقه المتعطش إليها وترويه من غرام عشقها المتيم به. 
إختار آسر البقاء بالأسطبل لقليل من الوقت عله يهدأ من غضبه الثائر تجاه ما فعله مهران فكان يغسل بيديه المياه على ظهر الفرس ليمنحه حماما بارد يخفف من حدة الحرارة أتتتسنيم من خلفه حاملة بين ذراعيه كوبا من العصير البارد فقدمته له فأشار دون أن يتطلع تجاهها 
_ماليش نفس. 
حملته تسنيم ثم عادت بحزن فاوقفها قائلا 
_قولت ماليش نفس للعصير بس ده مش معناه اني مش عايزك هنا جنبي. 
استدارت تجاهه ثم
وضعت الصينية عن يدها واقتربت منه بابتسامة رقيقة أمسك آسر بيدها ثم جعلها تمرر يدها على الفرس فوجدها تتجاوب معه دون خوف لتخبره بعنجهية 
_لا قلبي ماټ خلاص. 
ضحك بصوته كله ثم قال بغرور وهو يشير على نفسه 
_البركة فيا ولا هتنكري. 
ردت عليه بجدية تامة 
_مش بس في الخيل كل حاجة كنت بخاف منها وقدرت أتغلب عليها فده بفضلك انت.. 
منحها ابتسامة جذابة وهو يحتضنها ويردد
بعشق
_بأحبك.
صاح يحيى بانفعال 
_يا ابني ما تنطق أيه اللي حصل 
أدار بدر وجهه للنحية الأخرى فاتجهت نظرات يحيى لعبد الرحمن ثم سأله 
_طب قول أنت يا عبد الرحمن أيه اللي حصل بينكم وخلاكم مش طايقين بعض كده! 
وضع رأسه أرضا وألتزم الصمت فزفر أحمد بضيق 
_مش قولتلك كل ما أكلم حد فيهم محدش يرد عليا أنا قرفت فيهم والله وشكلي كده هلجئ لآسر المرادي مدام يحيى مش جايب معاكم نتيجة.. 
أسرع بدر بالحديث لعلمه بما يعنيه تدخل بدر بالنسبة لعبد الرحمن فآسر لن يتهاون معه أبدا 
_لا بلاش آسر الموضوع بينا ومش هيخرج مننا احنا الاتنين وتافه لدرجة انه مينفعش حد يتداخل فيه. 
تفهم يحيى الأمر فأشار لأحمد ثم قال 
_سبهم يحلوا اللي بينهم من غير ما حد يتدخل يلا أحنا نروح نبص على العمال بدل ما الكبير يغضب وغضبه واعر.. 
ضحك على كلماته الاخيرة ثم قال 
_يلا يابو نسب. 
وغادروا سويا ليتركوا لهم مساحة خاصة لعدم رغبتهم بالحديث عن الأمر بوجودهم فما أن غادروا حتى قال عبد الرحمن بحزن 
_بدر أنت عارف إني مستحيل أقول الكلام ده وطبعا مش بكدب تالين بس هي فهمتني غلط أنا اتعصبت شوية
بس هي مدتنيش فرصة حتى إني أفهم منها أو تفهم مني. 
استمع لما يقول بصمت فنهض عبد الرحمن عن مقعده البعيد عنه ثم جلس على المقعد المجاور إليه قائلا بهدوء 
_من يوم ما رؤى بقت على ذمتك وهي بقت أخت ليا زي اللي في البيت بالظبط ولو حد غريب يعيبها اكيد أنا اللي هقفله ممكن يكون خاني التعبير او مقدرتش أوصلها اللي عايزة اقوله بالشكل المناسب وأنا مش بكابر يا بدر لو أنا غلطت فحقك عليا. 
أقتنعت تعابيره واستكانت فوضع يديه على ساقيه ثم قال 
_خلاص حصل خير. 
ابتسم عبد الرحمن ثم ردد بعدم تصديق 
_بجد! 
رفع حاجبيه باستنكار 
_اجبلك مصحف أحلفلك عليه! 
ضحك بصوت مسموع ثم قال 
_طب هات حضڼ بقى. 
أبعده عنه ساخرا 
_لا أنت كده بتتعدى حدودك ووضعك قلقني بعد ما البت خلعت.. 
عاد لمقعده ليحدجه بنظرة غاضبة فلف بدر بيديه على جسده ثم همس إليه بعجرفة 
_بص يا عبده البنات دول عايزين معاملة خاصة بعيد عن الخشونة والبصات والزعيق اللي بنميشه على العمال في المصانع ده حاول تفصل بين الاتنين يا حبيبي البنات تحب المناغشة والواد الروش مش الجحش خدت بالك.. 
منحه نظرة توحي بالشړ فركض بدر من أمامه والأخر يلاحقه وهو يتوعد له فلم يجد طريق يعبر منه الا وكان يحاصره فركض تجاه الاسطبل.. 
في ذاك الوقت كانت تسنيم تقف لجوار آسر وتراقبه وهو ينظف قدم الفرس فقالت بدهشة وخوف وهي تتطلع خلفها 
_هو أيه اللي بيحصل بينهم بيتشاكلوا ولا أيه 
استدار آسر تجاه ما تتحدث عنه فوجد عبد الرحمن

يطرح بدر أرضا ويسدد له اللكمات والأخر يضحك ويحاول أن يتماسك عله ينجو من اللكمات التي تتوزع على وجهه وما زاد الامر سوءا رؤى التي تركض باكية في اتجاههما ظنا من أن الأمر جادي اتجه اليهما آسر فما أن رأوه حتى نهضوا عن الأرض ليقف كلا منهما جوار الأخر فقال الاخير بضيق 
_في أيه 
ضحك بدر وحاول التحكم بضحكاته فقال عبد الرحمن پغضب 
_ابن عمك المحترم بيقولي يا جحش. 
صدمت تسنيم مما تستمع اليه فكانت تظن بأن هناك أمرا خطېر بينما منحهما آسر نظرة حاړقة قبل أن تطولهما صرامته المخيفة 
_تحبوا أنادي للاطفال اللي برة يجوا يلاعبوا معاكم ولا انتوا لوحدكم كفايا بطولكوا ده! 
صاح عبد الرحمن بغيظ 
_أنت دايما جاي عليا بقولك هزقني وقاعد من ساعتها يديني محاضرات عن الحب وكأني تلميذ! 
ضحكت تسنيم تلك المرة فانتبهوا سويا لوجودها فقال آسر ساخرا 
_عندها حق والله مهو اللي بيحصل هنا ده هبل..
ثم دنا من بدر ليصيح به بانفعال 
_ما تخف على الراجل يا عم روميو ووفر رومانسياتك دي لنفسك أنا عارفك وعارف إنك انسان مستفز.. 
رفع يديه ليشير على نفسه پصدمة 
_أنا يا ابني! 
طوفه بنظرة مستهزئة 
_مش قولتلك مستفز! 
اشار عبد الرحمن لبدر بجدية بأن يتطلع خلفه فاستدار ليجد زوجته تتطلع لهم پبكاء من على بعد تركهم وأسرع تجاهها فوجدها تتطلع لوجهه وكأنها تفتش عن چروحه فقال والضحك يتبعه 
_مش هتلاقي حاجة إحنا كنا بنهزر يا ماما! 
قالت من بين بكائها 
_بتهزروا ازاي أنا شوفته وهو بيضربك! 
تعالت ضحكاته وهو يخبرها 
_لا خدي من ده كتير متقلقيش أنا محدش يقدر يعلم عليا بس صراحة أنا اللي غلست عليه جامد.. 
منحته نظرة غيظ فاحتضنها وهو يهمس بمكر 
_بس أهو فدني بحاجة الحيوان ده خلاكي تسيبي اللي وراكي وتيجيلي جري.. 
ثم جذبها لتخطو معه تجاههما فما أن رأته حتى قالت بضيق 
_لو سمحت يا عبد الرحمن مالكش دعوة بجوزي بعد كده الهزار يبقى باللسان مش بالأيد.. 
انتهت من كلماتها وسقط الجميع في نوبة من الضحك وبالأخص عبد الرحمن وتسنيم أما آسر فقال ساخرا 
_بتتكلم صح على فكرة محدش يمد إيده على حد عاد وراكم ستات تخاف عليكم وتعملكم قيمة.. 
ناطحه عبد الرحمن قائلا
_أنت وراك ولا قدامك حد بيعرف يجي جنبك.. 
رد عليه ساخرا 
_ظلمني يالا طول عمرك
تعالى ونشوف دنيتنا هتبقى عاملة أيه.. 
تطلع تجاه تسنيم ثم قال 
_خدي جوزك وامشي يا تسنيم مش ناقصين خساير الله يكرمك ويكرمه.. 
على الضحك والمرح بينهما ليعودوا معا للسرايا.. 
من قال أن المۏت هو أبشع ما قد يخوضه الإنسان! بل هناك ما
 

117  118  119 

انت في الصفحة 118 من 140 صفحات