حكاية بقلم اية محمد
بهدوء
_رجعت بيتها واحنا كمان رجعنا لبيتنا..
بكت باڼهيار وهي تردد بضعف
_لا انا عايزاها جنبي انا عايزة امشي من هنا عايزة ارجع معاهم... انا مش عايزة اقعد هنا..
انتباها جنون وهي تحاول النهوض ولكن سرعان ما صړخت ألما لما تشعر به حاول أيان تهدئتها ولكنها لم تهدأ الا حينما اخترق محقن الممرضة يدها لتنغمس بنوم اجباري ولسانها مازال يردد باسم شقيقها ووالدتها..
هبطت رواية للاسفل فتعجبت حينما رأت حماتها تعد السفرة بذاتها فاسرعت اليها ثم التقطت عنها طبق الجبن وهي تخبرها بدهشة
جذبت منها الطبق ثم قالت بابتسامة مشرقة وهي تضعه على المائدة
_لا محدش هيجهز فطور ضنايا غيري اتوحشني جوي.
انكمشت تعابيرها وهي تتساءل بذهول
_مين!
قالت وهي ترتب الفطير الذي احضره لها الخادم
_فهد ولدي سليم رايح قالي انه رايح يجيبه..
هتسلمي عليا!
قالت دون ان تتطلع اليه
_مفيش حاجة تربطني بيك من اللحظة اللي قطعت صيلتك ببنتك واتخليت عنها..
وتركته وغادرت تركت الخناجر تمزق أحشائه رغم وجعه السابق ومع ذلك ولج للداخل وجلس يتناول طعامه بصحبة والدته راسما لابتسامة باهتة ظلت على وجهه حتى صعد لغرفته وحينما كاد باغلاق بابها وجد ابنه يقف أمامه ليسد عليه بابه فولج ليغلقه هو من خلفه ثم تطلع له بنظرة مطولة صامتة فتساءل فهد باستغراب
كسر قاعدة صمته حينما قال بثبات
_أنت غامض ومش مفهوم لكل اللي هنا الا أنا..
توترت نظراته تجاهه فاتجه للمرآة ثم ادعى انشغاله بخلع ملابسه وهو يردد
_قصدك أيه
لحقه آسر ثم قال
_قصدي حضرتك فاهمه كويس بس اللي انا مش قادر افهمه ليه.. ليه تتفق مع الدكتور ان محدش يعرف انك انت اللي اتبرعتلها مع ان ده كان ممكن يحسن علاقتك مع ماما كتير!
جحظت عينيه حينما انكشف امره فاستدار اليه وهو يتساءل پصدمة
_انت جبت الكلام ده منين انا معملتش حاجة.
ابتسم وهو يقول
_بابا انا كنت حاسس بيك طول الوقت حاسس بوجعك وحزنك لما عرفت باللي حصلها ولما فوقت اتاكدت انك انت اللي اتبرعتلها مش انا..
تطلع له مطولا قبل ان يقول
_مينفعش يا ولدي تعمل حاجة زي دي وابوك عايش اني راحت عليا خلاص لكن انت مستقبل الدهاشنة كله.
اقترب آسر منه ثم قال بحزن
_طيب ليه مقولتليش..
ابتسم وهو يجيبه.
_لاني خابرك زين عنيد ودماغك ناشفة زي ابوك مش هترضى اني اكون بدالك..
ثم رفع يديه امام وجه ابنه وهو يردد بقسۏة
_بس ده ميمنعش العداوة والكره اللي في قلبي ليها قلبي لساته عضبان غليها وهيفضل اكده طول ماني عايش.
اخفى آسر ابتسامته على والده الذي يشبه في ذلك الموقف الطفل الذي يقسم بانه لن يتحدث مع ابيه حينما يقترف ذنبا وحينما يتحدث اليه يخبره بانه لن يفعل ذلك مجددا فمازال حزينا... ترك كل تلك المخيلات من رأسه ثم قال
_طيب ليه معرفتناش كلنا وبالاخص ماما خبر زي ده كان هيفرحها.
رد عليه بصرامة
_محدش عرف ولا هيعرف بالكلام ده لانك مش هتتكلم يا آسر اني مش عايز حد يفكر اني سامحتها غلطها كبير وميتغفرش..
كاد آسر بالحديث فاوقفه والده حينما قال
_مدامك عارف باللي بيا اخرج بقى وخليني ارتاح شوية والحديث نكمله بعدين..
ضحك وهو يشير اليه قائلا
_حاضر هخرج..
وكاد بالخروج ولكنه توقف وعاد ليقف مقابله ثم انحنى ليطبع قبلة ممتتنة على كف يد أبيه الذي مسح على رأسه بحب..
بمنزل مهران ..
كان يجلس بالخارج ويترقب عودة خادمه المخلص فما أن عاد اليه حتى سأله باهتمام
_ها طمني عملت ايه
جلس على المقعد وهو يخبره بانفاس لاهثة
_زي ما قولت بالظبط يا سيدي دخلت لاسر بنفسي وقولتله عمك مهران عايز يشوفك ضروري في التو والحال...
لوي شفتيه بسخط
_هيعمل زي كل مرة ومش هيجي..
قال الخادم
بثقة
_لا المرادي اكدت عليه وقال جي..
ظهرت ابتسامة شيطانية على وجهه ليهمس بمكر
_خليه يجي وبعديها قپره وقبر ابوه هيتفتح عليهم..
تساءل الخادم بفضول
_وانت هتستفاد من كل ده ايه يا سيدي..
رد عليه بابتسامة غرور
_غبي وعمرك ما هتفهم حاجة بعد اللي اسر عمله عشان ينقذ اخته من المۏت الدنيا هديت بينه وبين ابن المغازي وده مش في صالحنا لكن اللي اني هعمله دلوقت هينهي نسلهم خالص..
وقبل أن يطرح سؤالا اخر أتى أحد الخدم ليبشره بوصول آسر الدهشان بالخارج فنهض ليكن باستقباله بنفسه حينما قال بابتسامة واسعة
_يا الف مرحب بابن الغالي..
جلس آسر على احد المقاعد ثم قال بفتور
_بقالك كام يوم طالب تشوفني خير في أيه!
أتاه رده الخبيث يرفرف
_كل خير يا ولدي انت عارف ان جدك الله يرحمه كان كيف شقيقي اللي مجبتوش أمي..
انتبابه الملل فقال
_عارف يا عمي فمن فضلك خش في الموضوع على طول عشان صدقني مش فاضي..
كظم غيظة ورسم تلك الابتسامة التي تخفي كرها مخيف ثم قال وهو ينهض عن مقعده ليدنو منه
_زي مانت عارف يا ولدي البلد دي مبيستخباش عنها حاجة واللي حصل في فرح اختك الناس كلتها بتتكلم عنيه لحد اللحظة دي..
احتدت عينيه ليتبعها نبرة صارمة
_محدش يجرأ يجيب سيرتنا في حاجة واللي بيتكلم يوريني نفسه وأنا اقطعله لسانه.
جلس جواره وهو يخبره بكلمات تتلوى كالافعى
_لو مقلوش قدامك هيقولوا من وراك عشان اكده لازمن يبقى في رادع ورد قوي للمغازية على اللي عملوه عشان محدش منيهم يفكر يتعدى على حريمنا..
امتلأ رأسه بالشكوك فآسر ذكي ولماح للغاية لذا قال بحدة
_اوعى يكون لك يد في اللي حصل لبنتهم!
اتسعت ابتسامته الشيطانية فغمز بعينيه لاحد رجاله الذي غاب عنه للدقائق ليعود بفتاة مقيد فمها ويدها ثم القاها أسفل قدم آسر صعق آسر مما يراه فوزع نظراته بين تلك المسكينة وبينه فنهض مهران عن مقعده ليجذبها من شعرها وهو يقول
_أنت اللي هتعمل كده يا
آسر أنت اللي هتاخد حقك وحق اختك لما تفضح الكلب ده زي ما عمل..
والقى الفتاة على الاريكة ثم اشار لرجاله فاخرج منهما كاميرا وسلطها على
تلك الفتاة اڼصدم اسر حينما علم ما ينوي فعله ويتوقع انه من سيقوم بذلك نهض عن مقعده ليقف مقابله وهو يردد پصدمة
_أنت عايزني انحط للمستوى ده!!
ابتلع ريقه بتوتر ولكنه حافظ على ابتسامته وهو يقول
_لو خاېف عشان مرتك فاني عندي اللي يعملها.
وأشار لاحد رجاله فأومأ برأسه واسرع اليها ليحاول ټمزيق ثيابها أمام الكاميرا التي تسجل كل شيء وقبل أن ينجح بخلع ثيابها كان رأسه يطقطق بين يد آسر الذي أعاد اليها ثيابها سريعا ثم جذبها ليجعلها تقف أمام ظهره وهو يصيح پغضب قاتم
_انت اټجننت أي حد هيفكر يقربها هنيمه مكانه..
وجذبها بعيدا عنهما ومازالت تبكي وعينيها تستغيث بذلك الرجل الشهم الذي خلصها من مصيرا أسوء من المۏت اسرع اليه مهران ثم قال بذهول
_انت بتساعدها بعد اللي الكلب ده عمله فيك وفي اختك..
قابل چحيم نظراته ومن ثم صراخه الشرس
_أنت تخرس خاااالص حسابك تقل أوي يا مهران ومحدش هيقفلك غيري..
ردد بصعوبة بالغة بالحديث
_مهران اكده حاف من
غير عمي هو ده الاحترام يابن الاصول!
انطلق صوته يجلد خوفه الذي يرتعد
_مفيش احترام لواحد زيك واوعى تنزل نفسك وتنسى اني بعد ابويا كلمتي مسموعة عليك وعلى الكل.. ومن غير ده انا لو طلعت من هنا وقولت لكبيرنا وكبيرك اللي انت كنت بتعمله من ورا دهره عقابك وقتها هيبقى اسوء من المۏت الف مرة واوعدك ان محدش هيحقق فيك العقۏبة غيري لانك تستحقها..
وأمسك بيد من تتشبث به ثم قال وعينيه تجابهه بقوة لا تتناسب مع شابا مازال عمره لم يتعدى الثلاثون!
_انا هخرج من هنا وهي معايا وهترجع بيتها معززة مكرمة ولو شايف نفسك انت ورجالتك تقدروا توقفوني اعملها وتبقى انت الجاني على روحك.
انقطع الهواء عنه وهو يراه يخرج بها دون أن يعبئ بأحدا يعلم بانه ان خرج حيا سيشعل نهايته حينما يخبر ابيه بما حدث هنا ولكن لم يمتلك الجراءة لايقافه حتى رجاله اهتزوا ضعفا أمام شجاعة هذا الشاب... خرج بها آسر ولم يفكر للحظة ان يستغلها لأجل ثأره خرج ليتجه بسيارته الى سرايا اعدائه دون خوف بدخوله لذلك الوقر الممتلئ بالمخاطر وجذبها للداخل حتى بات يقف مقابل أيان المغازي الذي وزع نظراته بينه وبين شقيقته بذهول والصمت حليفهما الى ان مزقه صوت فاتن الذي يأتي من الخلف وهي تردد بفرحة
_ناهد بنتي..
هرعت الفتاة لاحضان والدتها فاڼهارت پقهر لما كان سيحدث لها اشتعلت مقلتي فاتن وهي تتطلع لمن يقف أمامه فقالت بعصبية وكره
_جالك كلامي يا ولديمش قولتلك ان فهد وابنه ورا كل اللي حصل..
تركتها ناهد واسرعت لتقف جوار اخيها الذي يقف مقابله صامتا
_لا يا أيان آسر هو اللي انقذني من المكان الغريب اللي كنت فيه الشخص اللي خطڤني كان عايز يعمل معايا زي ما انت عملت مع روجينا بس هو مرضاش بكده وخرجني من هناك..
كانت صدمة لفاتن ولكنها لم تكن كذلك بالنسبة لايان فبات على علم كافي برجولة هذا الشخص الذي يقف من امامه لم ينبس شفة لكل منهما يتبادلان النظرات الصامتة وكل منهما يجري بداخله شكوك حول عداوتهم وبالأخص ما حدث الآن هناك من يرغب في ان تستمر عداوتهم كسر صوت آسر الرجولي بلور الصمت الزجاجي حينما قال
_أختك عندك وسليمة والغلط من عندنا بس بره بيتفهد الدهشان..
وتركه واستدار ليغادر ولكنه قبل أن يخطو خطوة واحدة تفاجئ بيد تتمسك بيديه فالټفت ليجدها تجلس على الكرسي المتحرك وتتشبث بيديه اهتز جسده بارتباك