الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 111 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


حاسس بيها جنبي وجودها كان بيهون عليا حاجات كتيرة أوي أنا أضعف من إني أتحمل كل ده. 
استمع إليه بحرص شديد حتى فرغ من حديثه ثم قال بصوته الرخيم المبعوث بالتفاؤل 
_مش يمكن ماسة تكون بتختبرك لتاني مرة يا يحيى أنت سبتها تعاني أول مرة والمرادي لازم تكون جنبها وتتغلب على خۏفك ده.. أكيد هي سمعاك وحاسة بيك. 

واتسعت ابتسامته وهو يجاكره بالحديث 
_الحب أفعال مش أقوال ولا أيه! 
جاهد لرسم ابتسامة صغيرة على وجهه التعيس فقد بدى إليه بأنه بدأ بتقبل الأمر وسيجاهد للمحاربة بجوارها بأول صف المعركة.. 
للمرة الخامسة تعود بالإتصال به ولكن دون أي جدوى فمازال هاتفه مغلق وضعت تسنيم الهاتف عن يدها والقلق يفترس معالمها الشاحبة تخشى أن يكون قد أصابه السوء فبات غامضا مريبا منذ لحظة إنكشاف الحقيقة التي ډمرت هذا المنزل قضت ساعة أخرى بالخطي المرتبكة بأرجاء غرفتها وما زادها ارتباكا حينما إحتضن عقرب الساعة السادسة صباحا همست بقلب يرتجف صداه 
_هيكون راح فين لحد دلوقتي
تسلل لمسمعها صوت الطرق المتتالي على باب جناحها الخارجي فأسرعت لتقف من جواره وهي تردد بلهفة 
_مين 
أتاها صوت رؤى يجيبها 
_أنا يا تسنيم إفتحي.. 
جذبت مئزرها ثم ارتدته وهي تفتح بابها قائلة باهتمام 
_ادخلي يا رؤى في حاجة ولا أيه 
ولجت للداخل ثم استدارت في مقابلتها وهي تجيبها بدهشة 
_أنا فكرتك إنتي اللي تعرفي حاجة. 
انكمشت تعابيرها بعدم فهم لحديثها الغامض فاسترسلت الحديث ليكون واضحا 
_أصل آسر كلم بدر الساعة 2وخرج من ساعتها ولحد الآن مرجعش. 
تجعد جبينها وهي تردد پصدمة 
_كده في حاجة وكبيرة كمان... أنا بحاول أكلم آسر بس تليفونه مبيجمعش.. 
قالت رؤى هي الأخرى 
_وأنا كمان بحاول من بدري بس ممكن يكونوا الاتنين قاعدين في مكان مفهوش شبكة. 
ردت عليها بقلق 
_جايز بس إحنا مش هنقعد نحط في افتراضات! 
كادت بأن تجيبها ولكن توقفن عن الحديث حينما استمعوا صوت السيارات بالخارج فرفعت كلا منهن حجابها على رأسها بإهمال ثم خرجن للشرفة فتفاجئوا بالكبير يهبط من سيارة آسر و عمر كان بسيارة بدر اطمئن قلبهما قليلا ليس لعودتهم ولكن بمن كان بصحبتهم فكانتتسنيم تخشى أن يكون سبب غيابه متعلق بما يضمره من اڼتقاما قاس لهذا اللعېن ولكنها تعلم بأن فهد سيمنعه من ارتكاب أي شيئا خاطئ. 
صعد كلا منهما لغرفته فما أن ولج آسر للداخل حتى وجدها تسرع إليه وهي تهمس من
بين شهقات بكائها 
_أنت كنت فين أنا كنت ھموت من القلق عليك! 
رسمت على طرف شفتيه ابتسامة عاشقة لقربها منه فضمھا بقوة إليه ويديه تخطو ببطء على ظهرها 
_أنا كويس يا تسنيم متقلقيش. 
ابتعدت عنه لتجابهه بنظراتها الغاضبة 
_أنت عارف أنا حاولت أكلمك كام مرة وتليفونك خارج التغطية! 
اتجه لخزانته فخلع جاكيته وهو يجيبها 
_مكنش في شبكة بالمستشفى. 
انخلع قلبها من خۏفها لسماع تلك الكلمة فأسرعت بطرح سؤالها التالي 
_مستشفى ليه أنت فيك حاجة! 
قطع تلك الخطوات بينهما واحتضن بيديه الخشنة خدها الناعم ثم قال 
_قولتلك أنا كويس يبقى مفيش داعي لقلقك ده الحكاية كلها ان ماسة تعبت شوية وخدناها للدكتور وهتفضل هناك كام يوم بس لحد ما يطمنوا عليها. 
ضيقت عينيها بذهول 
_ماسة! بس أنا سايباها وهي كويسة ومكنش فيها حاجة. 
بحزن أجابها 
_حالة ماسة مش مستقرة يا تسنيمفي لحظة ممكن تتراجع زي اللي حصلها المرادي.. ادعيلها. 
ترقرقت الدموع بعينيها رأفة على حالها فقالت بتأثر 
_بدعيلها في كل صلاة والله أنا حبيتها وبعتبرها هي والبنات كلهم أخواتي. 
ابتسامة عذباء شقت وسامة وجهه فضمھا لصدره وهو يخبرها بيقين 
_ربنا هيستجاب لدعواتنا كلنا.. 
ثم رفع ذقنها اليه ليتمكن من طبع قبلة خاطفة على جبينها فاتبعه همسا خاڤت 
_هرتاح ساعتين وبعدين نتحرك على بيت أهلك أنا مش ناسي إن النهاردة معزومين هناك على الغدا. 
بسمتها توجتها السعادة فبالرغم مما يمر به من ظروف قاسېة الا أنه مازال يتذكر ما يخصها كان من الممكن أن يعتذر بلباقة عن هذا الموعد ولديه ألف حجة وحجة لكنه قدر دعوة أبيها إليه حتى وهو بأصعب أوقاته. 
بسرايا المغازية. 
كان يجلس بمكتبه منذ الصباح يتابع عمله الذي تعرض لخساير طائلة من المال فحاول أيان جاهدا أن يخرج مما عرضه آسر إليه بأقل الخساير الممكنة ولكنه أصابه في مقټل فكل حل يلجئ إليه يكلل له خسارة ڤاضحة ومكسب رابح إليه أغلق أيان حاسوبه بتعصب شديد ثم جذب هاتفه ليتحدث مع مدير أعماله بالقاهرة عله يجد سبيل أمن للخروج من تلك المعضلة. 
أما بالخارج.. 
كانت تعد الخطط والمؤامرات للتخلص من تلك الدخيلة التي ستنهي ما تعبت تلك الحية بزرعه بداخل ابن شقيقتها الراحلة بعدما تأكدت بأنها تفقد سيطرتها عليه رويدا رويدا فبدلا من أن تحقق انتصارها بذلها وكسر كبريائها ستفوز الاخيرة عليها بفوزها بقلبه لذا رأت بأن اليوم مناسب لخطتها وخاصة بوجود أيان حتى لا تقع الشكوك عليها فأشارت بيدها لأحد الرجال المخلصين إليها وقد جمعهما اتفاقا سابق فانحنى تجاهها ليستمع لهمسها المنخفض 
_عملت اللي قولتلك عليه 
أومأ برأسه وهو يؤكد لها 
_كله تمام. 
منحته ابتسامة خبيثة ثم أشارت له بالانصراف لترفع صوتها منادية ابنتها التي اجابتها على الفور فقالت فور رؤياها 
_اطلعي يا ناهد نادي لروجينا تفطر معانا على ما أخش اشوف أيان. 
انعقد حاجبيها في دهشة وعدم استيعاب لما تقوله والدتها فكان الأمر مخيفا بالنسبة إليها كيف تطورت العلاقة بينهما هكذا وهي
بالأمس تقسم بالتخلص منها! 
ظلت محلها تبحلق بها فاهتز جسدها بهلع حينما صاعت الاخيرة بتعصب 
_انتي لسه واقفة مكانك! 
تحركت من محلها وهي تقول 
_حالا.. 
وصعدت للاعلى لتنفذ أمر والدتها التي راقبتها حتى صعودها بابتسامة خبيثة فاتجهت هي الاخرى لمكتب أيان..
تسلل الرجل بحرص للأعلى لينفذ أخر خطوة بخطتهم المتفق عليها فكان بانتظار خروجها ليشرع بتنفيذ ما ينوي فعله. 
بغرفةروجينا.. 
انقبض قلبها فزعا حينما استمعت لصوت دقات الباب فاجلت أحبالها الصوتية قائلة 
_مين! 
أتاها صوت يجيبها 
_أنا ناهد يا روجينا. 
شعرت ببعض الأمان فكانت تظن بأنها تلك العقربة 
_ادخلي. 
ولجت للداخل لتجدها ترقد على الفراش بتعب يبدو عليها دنت ناهدمنه لتخبرها بارتباك ملحوظ 
_ماما عايزاكي تنزلي تفطاري معانا تحت. 
جحظت عينيها في صدمة فرددت بذهول 
_أيه! 
زمت الأخيرة شفتيها بحيرة 
_معرفش بتحاول تعمل أيه صدقيني بس يمكن تكون حابة تحسن العلاقة بينكم خصوصا إنها شافت بنفسها أد أيه أيان متعلق بيكي. 
كسر حزن وجهها ابتسامة ساخرة قبل أن تقول باستهزاء 
_خليها تطمن مستحيل أيان يكون حاسس بنحيتي بحاجة لانه لو كان بيحيبني بجد مكنش
عمل فيا كل ده. 
لمست بنبرتها الخاڤتة انكسارها شعرت وكأن بداخلها انثى مهزومة تود الصړاخ بأعلى صوت تمتلك ولكنها تستكتر تلك الصړخة على جسدا فارقته الروح وتركته ېنزف أسرعت أصابع روجينا لمسح الدمعات العالقة بأهدابها قبل أن تراها من تقف أمامها ثم قالت وهي تحاول التهرب من نظراتها 
_شوية وهنزل وراكي. 
هزت رأسها بتفهم حاجتها لمساحة خاصة بها لذا هبطت هي للأسفل ودعتها تلحق بها نهضت روجينا عن الفراش بصعوبة فمازال الدوار والإعياء يهاجمها تحاملت على ذاتها لتجذب اسدال الصلاة الخاص بها ثم ارتدته لتصلي صلاتها قبل أن تهبط للأسفل وكأن قلبها يشعر بأن قربها من المۏت يزداد ببقائها بمثل ذلك المنزل وبصحبة أناس كهؤلاء فما أن لامس رأسها سجادة الصلاة حتى انفطرت من البكاء وهي تردد پقهر 
_اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم... 
بكت براحة وشعور الأمان يحتضنها وكأن أوجاعها وأحزانها تخرج مصاحبة لتلك الدمعات فرددت بصوت متأثر أحباله 
_اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي
وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير. 
أنهت تلك الصلاة برضا تام ثم استعدت للهبوط للأسفل فانثت المصلاة ثم وضعتها على الفراش واتجهت للاسفل.. 
فور خروجها من غرفتها القى ذلك الرجل قطع البلور الصغيرة أرضا ليجبرها على الانجراف عن الجانب الأيسر للدرج كان يتعمد أن يجعلها تتجه للجهة اليميني فلم يكن غرضه ان يسقطها على درجات الدرج بل إختارت لها تلك العقربة سقوط حاد سيفتك بها لامحالة فأمرته بخلع السور الخارجي للدرج ففور اتجاهها للجهة اليمينى استندت روجينا على حافة السور كرد فعلا تلقائي حينما كادت بالتعثر بكرات البلور المزعجة فسقط السور المخلوع ومن خلفه كانت هي تتبعه لتصرخ من بعدها صړخة رجت أرجاء السرايا

بأكمله بعدما استقر جسدها الهزيل على درج السرايا الخارجي من الطابق الثالث انسابت الډماء من جسدها بأكمله وعينيها ترى ظلاما دامس يخيم بجلبابه الأسود عليها رأت مۏتها يرحب بها بصدر رحب وكأن العالم بأكمله قسى عليها وكان المۏت رحيما بها لم تعد ترى ولا تسمع فقدت كل شيء وأصبحت ساكنة مسلمة لمصيرها المحتوم لم تشعر بصرخات من حملها بين ذراعيه وهو يناديها بفزع ويرجوها بأن تفتح عينيها فحتى وجهها استحوذ عليه الډماء ليجعلها كالغارقة ببركان صنعه هو بيديه ذبح من أمامها وهو يحركها وصوته يعوي پألم كالضريع 
_لا.... روجينا.... 
أصر العم فضل على استقبالهما بنفسه فاحتضن آسر وهو يقول بترحاب وود 
_يا ألف مرحب بالغالي ابن الغالي. 
منحه آسر ابتسامة تعج بالاحترام ثم قال بصوته الرخيم 
_أزيك يا عم فضل جيت في معادي أهو وبعتلك بنتك من الصبح عشان تلحق تشبع منها قبل ما نمشي. 
ضحكت العجوز وقال 
_طول عمرك ابن اصول وتعرف بالواجب.. 
وأشار له بالدخول فوجد زوجته تساعد والدتها بتجهيز السفرة حتى زوجة خالها كانت تضع الطعام بهمة ونشاط اتجهت إليهم تسنيم اليهم وهو تشير على الطاولة قائلة 
_الأكل جاهز.. 
نهض العم فضل وهو يربت بيديه على ساق آسر قائلا 
_يلا يا حبيبي. 
أومأ برأسه ثم لحق به وعينيه تجوبان أعين زوجته المتكدسة بحديث مكبوت تود البوح به إليه ابتسم بمكر وهو يعلم ما تود الحديث به إليه وخاصة حينما عاونت والدتها أخيها عباس بالجلوس على أحد المقاعد فجذب آسر المقعد المقابل له ليمنحه نظرة تعمقت بالتطلع لحالته المذرية فقال بنبرة ثابتة كبتت مكر بين طياته 
_ أيه اللي حصل معاه ده 
ردت عليه زوجته بتأثر مما يعانيه زوجها 
_طلع عليه بلطجية ضړبوه وسرقوا كل اللي معاه... منهم لله ربنا ينتقم منهم. 
ابتسم وهو يجابهه بنظراته الخبيثة 
_لا حول ولاقوة الابالله ربنا يجزيهم ولاد الحړام.. 
ثم وجه حديثه لمن يتحاشى التطلع اليه پخوف 
_خد بالك يا خال بعد كده لحسن البلطجية دول لما بيحطوا حد في دماغهم بيجيبوا أجله.. 
منحها بسمة هادئة طوفتها بدفء تتمنى خوضه لعمر كامل فراقبت تلك الساعات التي قضوها معا بالمنزل حتى باتوا بمفردهما بالسيارة فاستعد آسر للعودة للسرايا ولكنه فور أن وضع يديه على المقود وجدها نحتضن يديه لتستميل اهتمامه فاستدار بجسده تجاهها بنظرات مهتمة لما ستقول فتحرر صوتها الباكي قائلا 
_أنا كنت بخاف أقعد وهو موجود
 

110  111  112 

انت في الصفحة 111 من 140 صفحات