الثلاثاء 24 ديسمبر 2024

حكاية بقلم اية محمد

انت في الصفحة 104 من 140 صفحات

موقع أيام نيوز


معسولة أو كف يد حنون يطبطب جرحها تنسى كل شيء بل تحارب عالم بأكمله لأجله فالمرأة تمتلك قلب رقيق تحواطه المشاعر من كل اتجاه وهاشة كلوح الزجاج تكسرها أي كلمة. 
اليوم غفت بين أحضانه بعدما صارت زوجته فشعر آسر بأنه انتصر بمعركة أرهقته ذهنيا فكم ظل بائسا لتوتر علاقتهما وازدادت الامور سوءا
بمعرفة الحقيقة وها هو اليوم يحقق انتصارات عظيمة حينما قتل شبح ماضيها بيديه وحينما اتاحت له الفرصة حق الاڼتقام مما فعله ذاك اللعېن بها اليوم سينال قسطا من الراحة لم ينالها من قبل هنا في المكان الذي جمعهما جوار الفرس الذي احبته ومنحته اسما عشقه من عشق تفاصيلها.. 

استندت روجينا بجسدها على الفراش بإرهاق شديد فما أن أصبحت بمفردها حتى سمحت لنفسها بالاڼهيار تعلم بأن البكاء في تلك اللحظة لن ينفعها ولكنها بحاجة له علها تفرغ ما بداخلها اعتدلت بجلستها ومن ثم أزاحت دمعاتها سريعا حينما شعرت بمقبض باب غرفتها يفتح لتظهر رواية من أمامها فاقتربت منها لتضع صينية الطعام من أمامها وهي تخبرها بنبرة هادئة رغم تلألأ الدمعات بعينيها 
_انتي من الصبح مأكلتيش حاجة. 
ابتسمت روجينا ثم جذبت الملعقة لتتناول ملعقة صغيرة من الأرز ثم قالت 
_أنا ھموت من الجوع. 
ابتسامتها اوحت لها بأنها ستمنحها فرصة الحديث المفقود فيما بينهما لذا جلست رواية لجوارها ثم قالت 
_الف هنا على قلبك يا روحي. 
رفعت عينيها تجاهها ثم نهضت عن محلها واتجهت لتجلس أسفل قدميها وأدلت برأسها على قدميها ثم سحبت نفسا عميق قبل أن تقول 
_أنا عمري ما كنت قادرة أفهمك غير النهاردة يا ماما كل اللي انتي كنتي دايما بتنصحيني بيه كان صح أنا اللي كنت غلط واتغريت أشوف غلطاتي دي.. 
ثم رفعت عينيها الباكية تجاهها وهي تسترسل حديثها 
_كنت عنيدة ومش عايزة أدي لنفسي فرصة أفهمك بيها سامحيني يا ماما أنا غلطت في حق نفسي قبل ما أغلط في حقك. 
_مالوش لزمة الكلام ده يا نور عيني بكره فرحك بلاش تفكري في اي حاجة ممكن تزعلك في يوم زي ده عيشيه بالطول وبالعرض يا روجينا وصدقيني أحمد شاريكي وبيحبك وعمرك ما هتندمي أبدا انه كان اختيارك.. 
ابتسمت وهي تجيبها 
_مش محتاجة أني أشوف ده بعد الجواز يا ماما لاني شوفته بنفسيأحمد راجل بجد ويعتمد عليه. 
ربتت رواية بيدها بفرح على ظهرها فكانت تشعر بالذنب تجاهها ولكنها الآن تشعر بأن حملا ثقيل ازاح عنها فحملت الصينية لتضعها على الكومود ثم عاونتها على التمدد وهي تشير لها 
_سيبك بقى من كل ده ونامي عشان تصحي فايقة كده ورانا يوم طويل بكره. 
ووضعت الغطاء عليها فتمسكت روجينا بيدها ثم قالت بصوت مخټنق يحبس الدموع من خلفه 
_ممكن تنامي معايا النهاردة. 
تعجبت رواية من طلبها ولكنها لم تمانع أبدا فخلعت حجابها ثم جذبت الغطاء وتمددت لجوارهافاندثت روجينا باحضانها تخشبت حركة يد رواية فلاول مرة ټحتضنها ابنتها منذ وقتا طويل کسى الفرحة لمعة من الحزن بعينيها فضمتها وغفت هي الاخرى.... 
ظل المصباح مضيئا إلى أن أطفئه الذي أتى خلفها حينما تأخرت بعودتها ليجدها تغفو جوار ابنته المتعلقة بها ابتسم فهد وهو يراقبهما فجذب الغطاء عليهن ثم انحنى ليطبع قبلة صغيرة على جبين كلا منهن وأطفئ الضوء ثم عاد لغرفته التي سيبت بأحضانها بمفرده تلك المرة بدون شريكة العمر والقلب والروح.. 
كسرت ضوء الشمس عتمة الليل الكحيل فتسللت لتداعب عينيه ففتحهما بانزعاج لتجحظ عينيه في صدمة حينما وجد زوجته مازالت تغفو لجواره بالاسطبل فحانت منه نظرة للاسفل سريعا خشية من أن يكون أحدا من عمال الاسطبل قد أتى فحمد الله كثيرا بأن المكان مازال أمنا إلى حد ما لذا هزها برفق وهو يناديها 
_تسنيم.. 
عبثت بعينيها بنوم 
_ها. 
هزها وهو يجذب الملابس من جواره 
_قومي بسرعة قبل ما حد يجي. 
فتحت عينيها بتكاسل ففزعت حينما تذكرت ما حدث بالأمس وخاصة حينما استعاب عقلها مكان وجودهما فصړخت به وهي تجذب ما امسكت يديه 
_يا نهار أسود هنتفضح. 
جذب القميص عن يدها ثم قال بمرح 
_بتاعي ده. 
وألقى لها فستانها فحاولت ارتدائه ولكنها لم تستطيع لضيق المكان فلكزته پغضب 
_انت قاعد جنبي!! 
سألها بعنجهية 
_والمفروض اروح فين! 
صاحت بانفعال 
_اطلع أمن المكان بره. 
رفع حاجبيه بسخط 
_نعم!... 
منحته نظرة متعصبة فجذب قميصه ثم قفز من الاعلى ليرتديه باهمال ليتمتم وهو يتجه للخارج 
_هخرج حاضر.. أنا بقيت بخاف على حياتي منك أحيانا. 
ابتسمت وهي تتأمل طيفه الذي يبتعد عنها ثم هبطت لتستكمل ارتداء حجابها وفور أن انتهت حتى خرجت اليه فجذبها وابتعدوا عن الاسطبل فجلسوا على اقرب طاولة ثم جذبوا المياه ليرتشفوها بعد ركض مسافة طويلة فحانت منهما نظرة مطولة لبعضهما البعض ثم اڼفجر كلا منهما من الضحك فقال اسر بصعوبة بالحديث 
_لو عمي صالح كان بدر شوية كان زمانا بنتزف في الارياف دلوقتي وحلني بقى عما يتعرف علينا أو يبنلنا صحاب. 
سالته باهتمام 
_ليه هو ميعرفكش! 
ضحك وهو يخبرها 
_لحد امبارح أيوه لكن النهاردة معرفش حسب حالة الذهايمر اللي عنده وغالبا بتخليه
ينسى عياله هيقوم يفتكرني! 
ضحكت حتى احمر وجهها فاستطرد بنظرة خبيثة 
_سيبك انتي منه أنا بقول نبني أوضة لينا جنب برق أنا بقيت بستبارك بيه. 
احتل الخجل قسماتها فابتلعت ريقها بتوتر وهي تجاهد باستجماع كلماتها 
_أنا هطلع أغير هدومي عشان أساعد ماما زمانها محتاجاني. 
وتركته وهرولت للأعلى ونظراته مازالت تلاحقها فالقى بجسده على المقعد ليستند على يديه وهو يهمس بعشق 
_هتعملي فيا أيه تاني! 
أستغرق الأمر
ساعات طويلة من العمل حتى باتت السرايا بذلك البهاء فقد أحاطتها الزينة من جميع الاتجاهات استقبال ليوم هام هكذا فقد اهتم كلا من الشباب بمهمة محددة لينجز الوقت وقد كانت المهام الاخيرة من حق عبد الرحمن الذي أتى بالمأذون الذي سيعقد قرانهما وسط كبار عائلة الدهاشنة فاجتمع الرجال خارج المنزل وبالداخل النساء تحيط بروجينا التي تجلس بفستانها الابيض تنتظر لحظة منادتها لتوقيع عقد الزفاف وحينها ستدق الدفوف وستنطلق الزغاريد تبارك تلك الزيجة وبالفعل ولج رجال العائلة لصالون المنزل فأنهى المأذون الأوراق ثم أشار لها قائلا 
_امضتك يا عروسة.. 
وأشار لها على مكان التوقيع جذبت منه القلم ثم حانت منها نظرة لأحمد الجالس لجوارها فمنحها ابتسامة صغيرة حتى أن فهد أشار لها قائلا 
_يالا يا بنتي امضي. 
هزت رأسها بابتسامة رقيقة ثم كادت بأن تضع اسمها على العقد ولكن انطلق صوت جلبة قوي قادم من الخارج ليزعزع جمعهم فنهض سليم وهو يردد بذهول 
_أيه الدوشة دي! 
وقف لجواره عمر ثم قال 
_مش عارف. 
ثم أشار لاحد الشباب 
_شوف كده يا يحيى في أيه 
كاد بالخروج ولكن سبقه الخادم الذي هرول للداخل وأسرع ليخبر فهد بقلق 
_الحق يا كبير الحكومة برة وعايزين يقابلولك. 
عقد فهد حاجبيه بدهشة 
_يقابلوني دلوقت! 
أشار له بتأكيد فخرج ليرى ماذا هناك ولحق به الرجال بأكملهما وعلى رأسهم آسر انتاب الجميع حالة من الذهول حينما رأوا عدد من الشرطة يحاصران المنزل ولجوارهم كان يقف أخر من يتوقع قدومه جن جنون آسر لوجوده فكاد بتخطي أبيه الذي أسرع بمسك يديه ليقف جواره ثم قال للشرطي بثبات لا يليق سوى به 
_خير يا حضرت الظابط. 
أجابه الشرطي بصوت صمم آذان الرجال من حوله 
_الباشا أيان المغازي مقدم بلاغ بيتهمك فيه انك بتجبر مراته تتجوز واحد تاني وهي على عصمته. 
أجابه بدر بسخط 
_وايه اللي هيجيب مراته عندنا أيه الهبل ده! 
رد عليه الشرطي بعدما فتح الورقة التي بحوزته 
_حرمه تبقى السيدة روجينا فهد الدهشان. 
جحظت عين الجميع في
صدمات لا حصر لهاوأولهم فهد فكان في صدمة لا يحسد أحدا عليها حتى أن جسده اهتز بقوة كادت بأن تسقطه أرضا لولا استناده على آسر الذي صاح باندفاع 
_الكلام ده مش صح أكيد الحيوان ده عامل الحركة دي علشان يعمل قلق في يوم مهم زي ده. 
أجابه الشرطي باحترام لمكانته ومكانة عائلته 
_العقد اللي معاه سليم يا باشا. 
ردد بانفعال 
_يعني أيه! 
في تلك اللحظة صعد أيان الدرج حتى صار مقابل فهد وآسر فابتسم وهو يجيبه بغرور ونظرة انتصار
_مكنتش متوقع إني أجي في يوم مهم زي ده طب ازاي والنهاردة فرح بنت كبير الدهاشنة..
لزم فهد الصمت بينما تمرد صوت آسر فقال من خلف ابيه الذي يقف أمامه كالسد المنيع 
_كدب ولا فارق معايا ورق ولا كلامك واللي بتعمله ده مالوش غفران وساختك دي هتتسبب في موتك وعلى أيدي يا كلب. 
رد عليه بنفس تلك الابتسامة المستفزة 
_نادي العروسة وأسالها أنا أبقى أيه بالنسبالها ويمكن اللي في بطنها يكون وسيلة سريعة تعرفك أبوه مين يا فهد بيه!
اختص بكلامه فهد لعله يشفي غليله فتلقي صدمة أخرى مثل تلك علها ستزيد من حساسية موقفه فانتقلت نظراته على حشد الرجال الذي بات الحديث والاقاويل الجانبية

تكتسح جلستهما ترك آسر يد أبيه ثم أسرع ليقف مقابله فلف يديه حول عنق أيان ليرفعه عن أرضه وهو يصيح به پجنون
_هدفنك هنا مكانك ووريني هتعمل أيه
تدخلت قوات الشرطة لتفصل بينهماحتى أحمد حاول بكل جهده تحريره فلم ينجح أحدا في عتقه الا حينما صاح فهد بابنه قائلا
_همله يا آسر.
انصاع لابيه بالرغم من استيائه من طلبه فوقف فهد مقابله ثم انتقلت نظراته الى أيان وقال بثبات مازال يتمسك به لاخر لحظة 
__كبير الدهاشنة مبينحنيش لحد ولو كنت فاكر إنك عملت كده في بتي عشان تكسراني تبقى لسه معرفتش مين هو فهد الدهشان .. 
انحنى أيان بجسده تجاهه فبترت ابتسامته الباردة بفحيح صوته المخيف 
_اللي بينا مش بنتك بس يا كبير الدهاشنة! اللي بينا أكبر من كده بكتير ماضي بالنسبالك وحاضر ومستقبل بالنسبالي! 
باتزان أجابه 
_لساك عيل وتفكيرك محدود لما تتعلم تبقى راجل صوح تعالى نتحدت. 
ثم استدار برأسه تجاه بدر ليأمره بصلابة 
_هاتله اللي يخصه.. 
وزع نظراته بينهما بعدم فهم فصاح به فهد بحزم 
_سمعت اللي قولته! 
هز رأسه عدة مرات قبل أن يغيب للداخل ليخرج بها فما أن رأها آسر حتى جذبها من شعرها ليهوي على وجهها بصڤعة قوية وهو يصيح بها پغضب كالجمر 
_ليه حطيتي رقبتنا تحت رجل كلب زي ده يا ڤاجرة. 
وكاد بأن يلقيها صڤعة أخرى ولكن أمسك أبيه بيديه للمرة الثانية ثم قال بصرامة 
_ايدك مش هتتوسخ بدم ميستحقوش.. 
واستدار تجاه روجينا ذات الوجه الشاحب فكانت تختبر صدمة يطفوها عدم تصديق لما يحدث حولها وكأنها بحلم غريب السياق لف فهد يديه حول معصمها ثم دفعها عن الدرج لتستقر أسفل اقدام أيان ليشير بيديه 
_اللي ليك خدته متفكرش ترجع اهنه تاني البيت ده غالي وميدخلوش الرخاص. 
منحه أيان نظرة شملت معنى صريح لشماتة عابرة ثم
انحنى ليجذبها تجاه سيارته ليغادر بعدما ترك علامة لن يناسها أي فرد من الدهاشنة غادر وبصحبته الشرطة ومازال الرجال يتهمسون على ما حدث وبالأخص مهران كان اليوم هو اعظم انتصارته وارضاء لحقده الدافين تجاه فهد وعائلته كان يريد ان يراه مزلول منكسرا ولكن عزيمته حطمت حينما وقف فهد بكل كبرياء ليرفع صوته للحشد الذي
 

103  104  105 

انت في الصفحة 104 من 140 صفحات