الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية الاسيوطى

انت في الصفحة 55 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز


ده المفروض انا الي أسألك انت مين وبتعمل أيه هنا
نظر عمار إلى يد ادهم الممدودة وصافحه وهو يضغط على يده قائلا اهلا عمار 
ابتسم أدهم وهو يري الغيرة بعينين عمار فقرر اللعب على اوتاره وقال اهلا بيك مبسوط أني قابلتك بصراحة انا بحسدك
نظر إلى عمار بأستفهام فتابع ادهم على مرام سكرتيرة ممتازة وكمان جميلة وملتزمه بالمواعيد ده غير انها ذكية وتعجب اي حد في الشغل

ابتلعت مرام ريقها وهي تري عينين عمار التي اشتعلت بالڠضب ويده التي كورها پغضب وهو يحاول السيطرة على غضبه حتى لا يفتك بذاك الادهم 
بينما اتسعت ابتسامة أدهم وهو يري مدي العشق بينهما رغم انه قد جمع كل المعلومات الكافيه عن حياة عمار قبل سفره بعدما سمع حديث امجد الذي جعله مشتت كيف استطاع تفريقهما حلقة مفقودة عليه ان يعلمها ولن يجيبه على تلك الاسئلة سوي مرام فحتما سيكون ادهم هو الخيط الرفيع لاصلاح ما افسده ذاك الرجل لن يهداء له بال حتى ينبض العشق بداخلهم من جديد
قال ادهم بهدوء موجها حديثه إلى مرام قائلا طيب يا مرام انا همشي دلوقتى وبعد ما تخلصي شغلك لازم نتكلم بخصوص الشغل
اومات برأسها بالموافقة فقال ادهم وهو يهم بالرحيل فرصة سعيدة يا بشمهندس
تعالي على مكتبي حالا 
قالها عمار بعدما غادر كلامن ادهم ومعتز بينما ابتلعت ريقها پخوف فهي
على يقين بأنه سيجن جنونه من فرط غيرته فقد رأت الحقد والڠضب في عينيه اثناء حديثه مع ادهم 
ابتلعت ريقها وقالت بتعلثم كان جاي علشان نتكلم بخصوص الحفلة
ضغط بأظافره على ذاك الضماد حتى تأوت هي پألم فتابع هو بسألك كان جاي ليه 
ترقرقت الدموع بعينيها وقالت والله زي ما
قلتلك امبارح سبته ومشيت منغير ما نكمل شغلنا
نظر إلى دموعها التي اوشكت على الهبوط فشعر
ابتعد عنها وهو يري الالم الظاهر على وجهها وكيف تحجرت الدموع بعينيها لتنظر له بأسي و هي تري تحوله إلى شخص لا يعرف الرحمة وكيف اصبح يؤلمها بعدما كان يداوي چروحها
اشاح بوجهه للجهة الاخري وقال بصوت مرتفع غاضب اطلعي بره 
سمعت صوته فهتزت اوصالها وحينما لم تتحرك تقدم منها واخرجها خارج مكتبه وهو ېصفع الباب بقوه خلفها فأسند رأسه على الباب وهو يستمع صوت شهقاتها التي مزق وريده حزنا وآلم 
بينما جلست هي تبكي على قلبها الذي بات يؤلمها منه ولا تعلم ما تحمله الايام القادمة كلما حاولت الصمود امامه وجدت نفسها رغما عنها ضعيفة وهزيلة لا تقوي على شئ
خارج الشركة
جلس بعيدا عن اعين المارين وهو يتحدث عبر هاتفه المحمول قائلا متقلقش هي تحت عيني انا معاها خطوة بخطوة مش بتغيب
الشخص الاخر 
اجابه قائلا طول ما حسن في مكان مفيش حد يفلت من ايدي اطمن كل حاجه هتم في الوقت المناسب
انهي الاتصال وهو يزفر بضيق إلى ان اتسعت عيناه على تلك الفتاة التي ترجلت من سيارة الاجري وتسير بخطوات واسعة دون واعي منها للطريق العام
فاق كلاهما على صوت سائق الشاحنة ورجال امن الشركة الذين تقدموا إليهم بعدما تعرفوا على هوية أسيل
سائق الشاحنة پخوف انتي كويسة يا بنتي
نظرت للجميع بخجل وهي تدفع ذاك التائه بجمالها بعيدا عنها
نهضت اسيل وهي ترتب ملابسها ليعيد الرجل سؤاله مجددا انتي كويسة حصلك حاجة
رد عليه حسن بعدما نهض هو الاخر مش المفروض تخلي بالك من الطريق يا حاج
نظر الرجل إليه بأسي والله يا بيه انا كنت سايق على مهلي بس الاستاذة طلعت مرة واحدة وانا زي ما انت شايف رجل كبير بجري على أكل عيشي
نظرت إليه أسيل مطمئنة له قائلا لا يا حاج انا محصليش حاجة وحضرتك ملكش ذنب انا فعلا كنت ماشيه بسرعة ومركزة في الموبيل
ثم انتقل ببصرها إلى حسن قائلة شكر لحضرتك بجد مش عارفه اشكرك أزاي
اوما حسن برأسه قائلا لا مفيش شكر ده واجبي
شهق الرجل پخوف وهو يتجه صوب حسن قائلا ايه ده يابيه شكلك اتعورت في دراعك
نظر حسن إلى ذراعه فقد اصيب به حينما وقع على الارض وهو يضعه أسفل رأسها 
هتف حسن بعدم اهتمام عادي چرح بسيط
بسيط ازاى ده محتاج خياطة
قالتها اسيل وهي تمسك معصمه واكملت پخوف لازم تروح مستشفى
امعن بها النظر مطولا وقال قلت لحضرتك مفيش داعي 
تركت يده وتناولت حقيبتها واخرجت بعض المال قائلة خلاص خد الفلوس دي تعويض عن الچرح
تبدلت ملامحه إلى الڠضب وهتف خلي فلوسك في جيبك يا انسه حد قالك ان حسن بيقبض فلوس على رجولته 
قالها وغادر وسط دهشتها وهي تقول ماله ده انا كنت هدفعله تعويض
قال الرجل بسعادة والله يسلم لسانه ويحفظه فيه الخير
قالت أسيل بعدم فهم يعني ايه مش فاهمه
الرجل بهدوء اصل يا بنتي الدنيا بقت غابة قليل لو لقيتي فيها رجل ابن حلال ربنا يحفظه لشبابه
قالها الرجل وغادر بينما ظلت أسيل تتابع صاحب العينين البنيتين بترقب وهي تتفحص ملامحه اثناء استناده على سيارة الشركة 
انتهت من عملها وخرجت من باب الشركة لتجد أدهم واقفا بأنتظارها وهو يستند على سيارته قائلا ينفع التأخير ده
تعجبت من حديثه قائلة هو حضرتك
لسه منتظر من وقتها
اوما أدهم رأسه موافقا على حديثها وقال اعمل ايه حكم القوي على الضعيف
يالا اركبي احنا لازم نتكلم كلام كتير
تذكرت حديثه حينما كان بمكتبها فقد اصبح يعرف بحقيقة امجد نصار ويجب عليها ان تتحدث معه من أجل ابقاء الامر سرا 
اومات برأسها وركبت بالكرسي الامامي
لينتقل أدهم بدوره هو الاخر ويقود سيارته
في احدي المطاعم طال الصمت بينهم ليهتف ادهم قائلا هتفضلي ساكته كده كتير مرام احكيلي ايه حصل و ايه الكلام الي سمعته لم كنا في ڤيلة امجد نصار
توترت اوصالها وهتفت بقلق كلام ايه بالظبط
تنهد ادهم قائلا ان عمار مش ابن امجد نصار وكمان انتي وعمار ايه حكايتكم ممكن تحكيلي يمكن نلاقي حل
تنهدت هي وزفرت بضيق لتهتف عارف لم تكون الدنيا بتعاندك كل الظروف ضدك من يوم ما جيت على الدنيا معرفتش معني الفرح كنت دايما بخاف من بكرا ياتري شايل ايه كنت بخاف اقوم من النوم الاقي نفسي لواحدي واخسر اختي لحد ما قابلته
هو مين قالها ادهم بتساؤل
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيها واكملت الانسان الي علمني الامان ومخافش علمني الحب والجنون والسعادة علمني اضحك خلي ايام كلها فرحة بعد ما كانت خوف وقلق قابلت عمار وحبينا بعض پجنون تقدر تقول عدينا مرحله الحب وبقي عشق بقينا نتنفس بعض بس مفيش حاجه بتفضل في شيطان لعب في حياتنا لحد ما بعدنا عن بعض
على الجانب الآخر كان الڠضب تملك قلبه الغيرة والكراهية ظل يتجول في ارجاء الڤيلا پغضب وهو يتذكر وقفتها مع ذاك الادهم خرج إلى حديقة الڤيلا وبدأ إلى الاسفل كاتم انفاسه ليظل دقائق هكذا وهو يحاول اخماد غيرته حتى شعر بأنفاسه اوشكت على الانقطاع فخرج على سطح المسبح ثم عاد من جديد يغوص في اعماق المسبح إلى أن سمع صوت مألوف بالنسبة له طيب خليني اسلم عليك الاول قبل ما ټموت نفسك
بمجرد أن سمع الصوت خرج مسرعا وهو ينظر إلى صديقه كريم الواقف امامه بطلته الجذابة 
اتسعت ابتسامته وخرج من المسبح صديقه قائلا بسعادة اخيرا رجعت يا كريم اخيرا نورت بلدك يا كيمو 
وهتف وحشتنى ياض 
مالك متخانق مع مين النهاردة
عادت إلى ذاكرته تلك اللحظة وهو يرها تصعد إلى سيارة أدهم 
اغمض عيناه وقال مفيش حاجه المهم جيت امتي
ابتسم كريم بسخرية وقال مع اني متاكد ان بتخبي عليا بس براحتك انا جيت في طيارة 7 الصبح
انصت له عمار وقال طيب كنت فين طول اليوم
تلاشت تعابير وجهه وحل محلها الحزن وهتف رحت المقاپر 
جلس عمار بجواره وهتف ربنا يرحمها أدعيلها يا صحبي
ثم تابع حديثه يعني طول النهار كنت في المقاپر
هنا تذكر كريم تلك الفتاة ليهتف من بين أسنانه اه لو تعرف صحبك حصله ايه اتعلم عليا
انصت له عمار بتركيز ليعود كريم في سرد ما حدث معه منذ خروجه من المقاپر إلى أن جاء إليه
قهقه عمار بشده حتى ادمعت عيناه وقال من بين ضحكاته يعني البت علمت عليك لا جدعة والله
واكمل ضحكاته لينظر إليه كريم پغضب قائلا والله انت هتشمت ولا ايه وبعدين انا لو شفتها مره تانيه هخلي نهارها اسود 
ضحك عمار مجددا وهتف هو انت ليك عين تتكلم كمان يا ابني انت جبهتك اقصفت خالص انا لو مكانك لو قابلتها في طريق تلف من الشارع التانى والا المره الجايه هنجيبك من المستشفى
نظر كريم إليه پغضب وهو يقول عمار خلاص انا على أخري
حاول عمار كبت ضحكاته وهو ينظر إلى صديقه وقال بجدية عملت أيه في موضوع الدكتورة بتاع رهف
هتف كريم كل حاجه تمام بس قولي انت ناوي على ايه
تنهد عمار وهو يبتسم فحتما سيكون مخططه الجديد سوف يقضي عليها
نظر إلى كريم وقال هتعرف في الوقت المناسب
طال بينهما الصمت مجددا بعدما انتهت مرام من سرد قصتها منذ لقائها بعمار إلى الان
ادهم بحزن و ۏجع أصل احنا الاتنين حكايتنا واحدة 
مين دي
رجع ادهم رأسه للخلف وهو ينظر إليها بشرود قائلا احلي واجمل بنت حبيتها ياسمينا كنا بنحب بعض من كام سنة وكنت ناوي نرتبط رسمي لحد ما عرفت بمرضى
أنصتت مرام أكثر فتابع أدهم 
انا مريض کانسر سړطان لم عرفت الخبر كنت زي المچنون مش عارف اقولها ازي او احكيلها ايه بس لم عرفت من الدكتور ان المړض عندي خبيث وحتى العلاج مش بينفع في حالتي حسيت بالۏجع والخۏف مش من المۏت لا انا
خفت انها تتوجع عليا حسيت انها لو عرفت ھتموت كل يوم مېت مره علشان كده بعدت عنها
نظرت
إليه مرام بأسي فأكمل جبت بنت شقتي وخليتها تيجي تشوفها عندي بحيث تصدق أني خونتها 
بعدها هي كرهتني وبعدت عني وخطتي نجحت بس تعرفي اني مش ندمان يعني لو كنت حكيت لها كان ممكن تكمل معايا ونكون مبسوطين يومين وبعدها تصحى تلاقي نفسها أرملة كانت هتتعب
هتفت مرام بتساؤل طيب انت دلوقتى صحتك عاملة ايه
تنهد أدهم بحزن قائلا انا باخد كيماوية وعملت كذا عملية استئصال للورم بس بيرجع تاني في مكان مختلف
ثم تابع بمرح بقولك فكك مني خلينا فيكي انتي 
حاولت مرام اخفاء حزنها عليه وقالت فيا ازي مش فاهمه
هتف أدهم بجدية دلوقتى قولتيلي ان عمار راجع ينتقم منك وكمان امجد مش هيسيبك في حالك يبقى الحل الوحيد اننا
 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 95 صفحات