الأربعاء 27 نوفمبر 2024

قصة ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 50 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

واقولها انك عاوزانا نتجوز عرفى وانا اللى مش راضى 
ېخرب عقلك دا انت مچنون
مچنون بحبك يا ميراس
وانا والله العظيم بحبك
كان يتراقص كالأطفال يقفز فى الهواء وېصرخ ويصفق بيديه ويقبل يدى وكأننى اخبرته بسر الحياه لم أرى من قبل مثل تلك الفرحه التى فى عينيه كم هوا صفي القلب والأسم ظل يقفز ويرقص حتى أتت أمى على إثر صوتنا وعلى وجهها دهشه حقيقه تنظر لصفي وترفع حاجباها دهشه وهيا تدق على صدرها بتعجب
مالك ياصفي يابنى
انتبه صفي لأفعاله فتوقف وهوا يتعرق وينظر لى لعلى انقذه من ذلك الموقف ولكنى رفعت كتفاى انسحابا وتركت له الساحه 
ولا حاجه ياخالتى فرحان بنجاح ميراس
لم تقتنع أمى بذلك فأطالت النظر اليه من الاعلى وحتى الأسفل 
مانت جاى بعقلك يابنى وانت اللى عرفتنا انها نجحت
كنت اكتم ضحكاتى وانا انظر له متحرجا أحمر الوجنتين يبحث يمينا ويسارا لعله يجد مخرجا
اصل لامؤاخذه ياخالتى انا مظاهر الفرحه عندى بتيجى متأخر شويه
نظرت له أمى بريبه حقيقيه وهيا تنصرف متمتمه بكلمات لم أسمع منها غير دعائها له بالهدايه ومالبثت ان انصرفت حتى انفرجت ضاحكه وزفر صفي انفاسه المكتومه بصدره 
بقى كدا بتبعينى
اعملك ايه مش انت اللى قولت مش فارق معاك حد
انا ميفرقش معايا غيرك ياقلبى ولا عايز من الدنيا الا انتى
ربنا يخليك ليا ياعمر
عمر !
ما أغبانى كيف صدرت منى تلك الكلمه الغبيه لأحطم بها قلبه هكذا فى اكثر لحظاته سعاده اقسم اننى لم أقصد ذلك ولكنى حفظتها ورددتها كثيرا هكذا حتى تملكت منى يالثقل دمى وفظاعه افعالى
انا اسفه ياصفي انا اسفه والله العظيم ماقصد انا غلطت بس انا ....
ولا يهمك يا حبيبتى انا عارفه انك مش قصدك
حاول الابتسام حتى لا يحملنى ثقل ما قذفته بوجهه ولكن انفاسه المتقطعه ونظرته المنكسره كانت اكثر فصاحه من لسانه العذب حاولت ان اعيده لفرحته السابقه ولكن ما القيته بقلبه كان اشد واكثر قسوه
طيب مش هتنزل معايا تختار
الفستان
من عنيا ياحبيبتى شوفى حابه تنزلى امتى وانا تحت امرك
دا العشم بردو ربنا يخليك
طيب انا همشى دلوقتى علشان انام انتى عارفه منمتش من امبارح ولما تحبى تنزلى اتصلى بيا 
صفي
ايوه يا حبيبتى
هنضرب ورقتين العرفى امتى 
كان يعلم جيدا اننى
اريد ازاله وقع تلك الكلمه وذلك الأسم من قلبه وأصلح ما افسدته سابقا فابتسم واقترب منى وقبل رأسي بحنان وانصرف
كنت نادمه أشد الندم على غلطتى برغم انها لم تكن مقصوده وأنبت نفسى ان انتبه لكل ما يلفظه لسانى بعد ذلك حتى لا اتسبب بتحطيم اكثر القلوب صفاء ومحبه لى تحدثت الى همسه صديقتى واخبرتها ان تستعد لتذهب معنا لشراء الفستان فلديها ذوق جيد فى الانتقاء والاختيار وشراء الاشياء بسعر أقل فرحبت على الفور واتفقنا ان ننزل معا فى المساء حتى يكون صفي قد استيقظ من نومه وجست اتخيل فستانى الذى سأرتديه وكأنها اول مره اتزوج فيها ففى المره الاولى عندما تزوجت عابد كان فستانا تقليديا لم انتقيه ولم اختاره فقد كنت تعيسه جدا لزواجى منه بدلا من عمر ولذلك رفضت ان اذهب لاختياره واختاره عابد بدلا منى كان فستانا من الستان المطرز ليس فيه اى ملامح اخرى فكان بالنسبه لى عبائه اخرى تضاف لما ارتديه وعندما تزوجت بعمر الذى انتظرته طويلا كان زواجا حزينا مقيتا لم ارتدى فيه سوى عبائتى السوداء أما تلك المره فأشعر اننى اتزوج كالفتياات الاخريات لا شئ ينقصنى فمعى رجل احبه وسأقترن به طيله حياتى وسأختار فستانى بإرادتى سيكون فستانا من الستان والشيفون مرصعا بالكريستال الشفاف واللؤلؤ الأبيض وستكون معه تنوره واسعه كلما استدرت تفتحت اجنحته وطار بى عاليا حتى ألامس عنان السماء ومعه حذاء يشبه حذاء سيندريلا فى الأفلام الكرتونيه سيكون ملائما لى فقط ولن ترتديه غيرى وعندما تكتمل هيئتى ألاقى أميرى صفي فى بذلته الرسميه السوداء الانيقه وقميصه الأبيض ورابطه عنقه الذهبيه اللامعه التى تنعكس على وجهه الخمرى الرجولى وشعره الكثيف وملامحه المنمقه فتزيده جمالا وبهائا ظللت اتخيل ذلك اليوم وذلك الحفل بكل تفصيله فيه حتى المدعوون وهم يهنئوننى والفرحه تغمرهم وكاسات العصير وكعكه الفرح ورقصه البدايه وتدافع الحاضرين لالتقاط الصور معنا و ..... وتميم
اتخيل نفسى مرتديه فستانى الابيض ذو التنوره المتفتحه وحامله تميم وينظر لى الجميع نظره رفض وامتعاض وكأن أم مثلى لا تستحق ان تعيش دور المراهقات وتحلم بفستان الأميره شعرت بغصه فى حلقى عندما تذكرت ذلك الامر ولكنى لن انصاع لأحد ولن اترك سعادتى بيد غيرى فقلبى احق بالسعاده حتى وان انتزعتها عنوه من الحياه 
وكأننى كنت اتمنى وأبواب السماء تتفتح لكلماتى فكل ما تخيلته وحلمت به أحضره لى صفي ووضعه أسفل قدامى وسئلنى المزيد من الأمانى فلم
يترك فى قلبى القليل ولا الكثير حتى أحضره وأكثر حتى اصبحت غرفتى مملتئه عن اخرها بما احضره لى ولتميم فقد اشترى له نفس بذلته واخبرنى انه سيكون صاحب الحضور الاول
فى الفرح ولن ينازعه فيه اخر كان يطمئن قلبى ويطيب بخاطرى حتى لا يكون فى قلبى شئ ينتقص فرحتى فعل كل شئ يجعلنى سعيده حتى انه اشترى هديه قيمه لهمسه صديقتى إكراما لى واخبرنى انه قد انتهى تقريبا من كل شئ فى شقتنا ولا يريد منى سوى ان استعد للزفاف وان اجعل السعاده ڼصب عينى فلا أحيد عنها أبدا 
كانت الأيام المتتاليه أكثرها سعاده فبدء الأقارب بالحضور من كل حدب وصوب وعرف القاصى والدانى بأمر الزفاف فحضر وأحضر معه الهدايا وأصبح بيتنا مكتظا بالأقارب والمعارف والجيران وأغانى الفرح لا تنقطع وصوت شاديه يصدح فى بيتنا وهيا تغنى بعذوبه
الحنة ياحنة ياحنة يا قطر الندى
يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوى
لا لا لا الصبر ده حاجة محالة
يا أروح له يا أقوله تعالا
لو يطلب مني العين
راح أقوله خد الإتنين
وتحني الليالي فرحتنا سوى
وأفرش له ضفايري ياعيني على شط الهوى
وكعادتنا فى الزفاف كان كل من يحضر يجلب معه السكر والدقيق والبيض والخبز واللبن واللحوم والطيور وكل ما تشتهى الأنفس فأصبح بيتنا مرتع للخيرات ومقصد للجميع سواء من أتى ينهئ ويبارك او يأكل من ذلك الخير كنت اشعر وكأننى أميره تذف فى هودجها الذهبى المرصع الى أميرها فلم يكن فى الارض أسعد منى ومن صفي الذى ينافسنى فى السعاده فكان يحدثنى كل خمس دقائق وكأنه يعوض عاما كاملا لم نكن نتحدث فيه وكانت سيمفونيه عشقنا تعزفها أمهر الفرق الموسيقيه وكنت انا الاخرى منشغله معهم فى الترحيب بمن أتوا ومساعدتهم فى الطهى والخبز حتى اننى لم يكن لدى وقت لمسك الهاتف وكان يغصب صفي كثيرا اننى منشغله عنه ولا احدثه كثيرا وكنت أهدئ من روعه وأخبره ان القادم سيكون له وحده ولكن علينا الا نهمل فى ضيوفنا وهم من اتوا ليشاطرونا افراحنا ولحظاتنا السعيده فكان يهدئ ويقتنع ولم يكن هناك من هوا أكثر بالا منه ولا اطيب قلبا ومع ذلك يظل يتصل طوال اليوم لعلى اتفرغ له ولو بالقليل حتى وانا منغمسه فى الطهى وتقطيع اللحم وتوزيعه على الجالسين على المائده ظل الهاتف
49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 51 صفحات