الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة ست البنات بقلم نهي مجدي

انت في الصفحة 26 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

لنجدد اوقاتنا السعيده التى كاد الغبار ان يمحوها ما إن وصلنا حتى وجدنا كل شئ بانتظارنا والمكان على قدر كبير من الجمال والهدوء فى إحدى القري السياحيه المطله على البحر الاحمر حجز لنا غرفه مقابله للبحر فكان هوائه المنعش يدخل من النافذه مع نسمات الليل البارده وكأنما يجلى قلوبنا من احزانها ويترك روحا من الهيام والانسجام جعلتنى انسى امر هاتف
عمر واكف عن البحث فيه وكأننى لا اريد لنفسى المزيد من المتاعب واترك العنان لروحى ان تغوص فى تلك السعاده دون ان يدنسها شئ اخر يقلل من قيمتها ويأخذ من قدرها فكنا نقضى يومنا فى استمتاع تام فكانا نهارا نقض الوقت عند الشاطئ وحول المسبح وبعد انكسار الشمس نذهب لتناول الطعام خارج الفندق فكنا نجرب كل انواع المأكولات الجديده والغريبه ونتنافس على من يأكل القدر الأكبر من الطعام او من ينهى طعامه أولا ومن يخسر فعليه ان يتحمل عقوبات الطرف الرابح فعندما خسر عمر كان عليه ان يحملنى حتى باب غرفتى فكان يتصبب عرقا وتتهدج انفاسه وكنت لا اكف عن الضحك عليه وعلى ملامحه الطفوليه العنيده وهوا يقسم الا يلعب معى مره أخرى وفى المساء نذهب للتنزه والتسوق فى منافذ البيع المختلفه فكلما وقعت عينى على شئ اشتراه وكلما احببت شئ نلته كان دائما يريد ان يهبنى احساسا بالسعاده والرضا وكان قلبى يتملأ به ولكن سحقا لشعورى الأنثوى الذى يكدر اوقاتى ويشعرنى دائما ان هنالك شيئا لا أعلمه كنت اغض الطرف عن كل ما يخالجنى من شعور سئ حتى لا تتصاعد الى رأسى وتملتئ به وتنتقص من سعادتى وبالرغم من استطاعتى فتح هاتف عمر وكنت انا فى أمس الحاجه لذلك الأحتواء الذى يبعثه قلبه لقلبى حتى ليله مغادرتنا فمن شده تعبه وتجولنا المستمر لشراء الهدايا للجميع ما إن وصل الغرفه حتى نام بسرعه وتركنى اعانى ألام التفكير التى لا تتوقف عن الضجيج بداخلى ولم تهدأ حتى نهضت وامسكت بهاتفه افتحه
لأطمئن نفسه انه ليس هناك مايستحق القلق بشأنه حتى وان كنت أكذب على نفسى مررت على رسائل داليا التى لا تنتهى فكانت لا تكف عن ارسال رسائل الاعتذار والندم والعتب مغلفه بكلمات الحب الرنانه والمشاعر
الجياشه التى تلين لها الحديد وان عزائى ان عمر لا يجيب عليها حتى وان تعددت مرات اتصالها فلم اجده مجيبا على رسائلها ولا على اتصالها ولكن هيهات لرجل ان يصمد أمام أمرأه انتوت ان توقعه بحبها وتحيك شباكها بعنايه شديده حوله الا أن يكون
رجل ذو بأس شديد واأنا اعلم ان عمر ممكن ان يلين لها فقلبه أرق من ان يقسى او يتجاهل كل تلك المحاولات ولكنى سأصمت للنهايه حتى اعلم ماسيحدث فمن الخطأ ان انسج الأحاكى والأحاذير واجعل قلبى ممتلئا بالحزن دون فعل قوى بسرعه فلم اكن اريد ان اقرئها حتى وقعت عينى على جمله بين كلمات كثيره اختارتها عيناى لتتوقف عندها فكانت تكتب له 
النائم قرير العينين لا اعرف بما اشعر ولا ماذا افعل هل زارها عمر دون علم منى ولماذا فعل ذلك مسحت وجهى بيداى المتعرقتين المرتعشتين واخذت نفسا عميقا اسيطر به على انفعالاتى أعدت هاتفه بجواره وارخيت جسدى على فراشى افكر ماذا
افعل فكرت ان ارسل لها رساله قاسيه مهينه تجعلها تكف عن ارسال الرسائل له ولكنها لن تصمت وستخبر عمر
بأمر تلك الرساله ووقتها سيعرف اننى استطيع ولوج هاتفه وسأفقد نقطه اتصالى الوحيده التى تجعلنى اعرف ما يدور بينهم ظللت ابحر فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس وغفوت ولم استيقظ الا فى اليوم التالى بعد ان انهى عمر تحضير حقائنا واستعدينا للمغادره نهضت به عثرات اليوم السابق واحتسيت مشروبا دافئا اشفى به ألم بطنى الذى يتبعنى منذ ايام وجلست بجواره فى السياره عائدين لمنزلنا 
نظرات عمر كانت تتسائل عن سبب ضيقى وكنت احاول تخبئه ما يظهر على ملامحى رغما عنى ولكننى اخفقت فى ذلك حتى بادرنى بسؤاله 
مالك ياحبيبتى
نظرت لوجهى فى مرآه السياره فرئيت حزنا يخيم على ملامحى بشده فحاولت تغيير مجرى الحديث بعيدا عن السبب الحقيقى لذلك 
ولا حاجه بس عندى شويه مغص يمكن من الاكل الصينى اللى جربناه اخر مره 
بس انا كلت معاكى منه تقريبا علشان انتى رقيقه بتتعبى بسرعه
تقريبا 
ادرت دفه الحديث متسائله عن اخر مشاريعه واعماله وعن خطتى المستقبليه لبدء الدبلومه وعن تميم وعن اسرتنا الصغيره التى ابذل كل غالى ونفيس لأنقاذها حتى لا يعود لسؤاله مره اخرى وظللنا نتحدث وانا احاول ان ابدو طبيعيه حتى وصلنا بيتنا 
واخرتان سفليتان فأصبح يشبه الأرنب الصغير اذا ابتسم وكلما خطى خطواته الصغيره أمامى شعرت اننى حققت انجازا عظيما بلا حول منى ولا قوه فكان هوا نجاحى وغراسى الذى سأحصده يوما وكان عمر يساعدنى فى تنشئته جيدا فكان يحبه مثلما احبه انا فيحمله دوما على كتفيه ويركض به ويداعب اطرافه الصغيره ويقلبه كلما رآه فلم اكن اشعر بالاحتياج ولم يشعر ابنى باليتم وكنت ادعو الله دوما ان يرزقنى بطفل منه ليكون صلتنا الوثيقه التى تربطنا دوما وتجعلنا ملتفين حول بعضنا البعض فكانت دعوتى صادقه وكانت تلبيه الله دائمه عندما أصر عمر ان اذهب للطبيب لمعرفه سبب ألمى المستمر وكنت ارفض دائما
رفض شديد لمقتى لكافه الأطباء ولكن جذبنى عمر رغما عنى وذهبنا للطبيب الذى تهللت ملامحه وتوهج وجهه وهوا يخبرنا اننا على موعد للقاء طفلنا قريبا 
كنت أرى دموع عمر المتساقطه غير مصدقه مااسمع وهوا ممسكا يدى بيداه فى قوه غير مقصوده فلم يتحدث فقط ينظر لى ودموعه تنساب وهوا يتلمس بطنى يده غير مصدق تلك الهبه التى اعطاها لنا الله وكأنه يكتب لنا بها الترابط اكثر لم
تكن سعادتنا اكثر من الباقين فكل من عرف بذلك الامر كانت يتراقص فرحا ويقفز فى سعاده عارمه ظل عمر 
الحلقه العشرون
لم يكن هناك اسعد منه ولا اكثر عشقا وهياما كان ينام طوال ليله يحلم بذلك الأبن الذى سيأتى له بعدما تكبد الكثير من المشقه وبذل الكثير من اجله فذلك الشعور لا يتقنه سوى المحرومون الذى اوشكا على اليأس بعدما طال بهم الأمل ولكن قدره الله هيا من تخلق من الالم أمل عظيم يجعل الروح تدب فينا من جديد وكذلك عمر الذى امضى سنوات دون اطفال وماجعل الأمر اصعب تلك الجلسات التى كان من الضرورى التعرض لها لمقاومه وكبح جماح مرض كاد ان يخسر فيه حياته والان بعدما علم انه على اعتاب حياه جديده بها طفل من صلبه يحمل اسمه تغيرت حياتنا للأفضل فكان يرافقنى طول اليوم فلا يغيب عن ناظرى اأبدا وكلما أتته رسائل متأخره اعلم جيدا من مرسلها كان يغلق الهاتف ليتفرغ لى وحدى فلم أعد أعبأ بأمر داليا
بعد ذلك الوقت وأعلم ان الحياه القادمه لنا وليست لها حتى عندما كان يذهب لعمله لم يعد يتأخر كما كان حتى وفى نومه اصبح ينام القليل فقط ليمكث معنا بعد ذلك كل يوم يمر وذلك الطفل فى أحشائى كان
25  26  27 

انت في الصفحة 26 من 51 صفحات