رواية غزالة الشهاب بقلم دعاء احمد
كل يوم بندم أني ربطت ولادي بالعيلة دي
شهاب خرج و اخد مفتاح الاوضة و هو ناوي على الشړ هند بصت لجدها پخوف و ارتباك لأنها متأكدة أن شهاب مش هيعدي اللي طه عمله بسهولة كدا
هند قاسم الحقه بالله عليك بدل ما يتجنن
قاسم خرج وراه و حاول يوقفه لكنه مسمعش منه و هو بيدخل الاوضة
قاسم پخوف
شهاب بالله عليك الموضوع خلص كدا بلاش تعمله حاجة دعاء احمد
خلص! امشي من ادامي دلوقتي يا قاسم و للأحسن لكم محدش يجي ورايا علشان قسما برب العزة لو حد اتدخل هتزعلوا اوعي من ردة فعلي
شهاب مستناش رده و قفل الباب في وشه و قفل الباب بالمفتاح من جوا
طه كان قاعد و هو وشه متبهدل جدا و باين عليه التعب شهاب بص له و ابتسم بخبث
منور يا طه
ها يا طه سمعني بقا مين اللي شار عليك بالفكرة الژبالة دي اصل انا متأكد ان دماغك العبقرية دي اكيد مش هي اللي وزتك و جرائتك تيجي لحد هنا و تفكر انك هتدخل بيتي و تتجرأ على مراتي و تخرج على رجليك
صحيح متفكريش أن ابوك هيخرجك من هنا لا دي الإقامة مطوله اصل ابوك جيه زعق شوية و عمل شوشرة و بعدها خرج على مفيش ها احكي لي مين اللي شار عليك بالفكرة اصل نسيت اقولك انا ناوي آدبه هو كمان الجزاء من جنس العمل
ما تروح تتشطر عليها هي الأول بصراحة يا شهاب حظك من السما برضو غزال طلعت قمر اربعتاشر انا اول ما ورتني وشها من غير النقاب كان هيجرالي حاجة
شهاب قام پغضب و غيرة عامية مسكه من ياقة قميصه
تصدق أنا كنت ناوي أرحمك بس أنا اللي مصر يا طه
صحيح هو حد قالك اني ناقص تربية
غزال خرجت من البيت و راحت ناحية الاوضة اللي هم فيها كانت حاسة بالڠضب من أفعاله المتهورة خبطت على الباب بقوة و ضيق
شهاب افتح الباب بقولك افتح كفاية كدا
كانت بتخبط و هي متضايقة من اللي بيحصل جدا رغم أن طه يستحق لكن مش بالطريقه دي
شهاب فتح الباب غزال كانت هاتكلم مسك دراعها بقوة و شدها وراه
دخل البيت و غزال بتحاول تلاحق خطواته و هي حاسه أنها هتقع
فتح باب الاوضة و دخل اول ما دخلوا قفل الباب وراه بحدة رفع النقاب عنها و حاوط وشها بايديه و باسها پغضب و غيرة غزال حاولت تبعده لكنه كتف ايدها پغضب و كلام طه بيتردد في ودانه
بعد عنها بصتله بحزن لكن مزعقتش و لا اتكلمت
شهاب مسك الفازة و رمها على الأرض بقوة كأنه بيفرغ غضبه
غزال پغضب
ممكن افهم اي الجنان دا
شهاب
بحدة
مش احسن ما اكسر رأسك و انزل أكمل على الحيوان دا
غزال
ممكن تهدأ لو سمحت
شهاب مسك دراعها بقوة و شدها ناحيته
بلاش يا غزال تفضلي تختبري تحملي و صبري عليك علشان أنا مبقاش عندي خلق لدلع البنات دا و اوعي تنسى اني جوزك
غزال بتعب
دلع بنات هو أنا عملت ايه علشان تقول دلع بنات و بعدين أنا مش ناسية يا شهاب بيه أنك جوزي و حقوقك انا اديتهالك
و مش بمنعك عنها عايز مني اي تاني
شهاب حس بالاهانه من كلامها
زقها بعيد عنه پغضب و احساس انه
كاره نفسه و مشمئز من قربه منها
يا شيخة أنتي أيه تصدقي أمي كانت بتحاول تكرهني فيكي بس أنا عمري ما كرهتك لكن حقيقي من يوم جوازنا و أنا كرهك و كاره نفسي بسببك كاره المرة الوحيدة اللي قربتلك فيها
عايز منك ايه هو انتي فكرك إني عايز منك جسمك بس دا انتي تبقي غبيه
عايز منك حاجات أهم بكتير لكن للأسف كرهك ليا عامي عنيكي خليكي شايفه بس اللي انتي عايزاه تشوفيه
مهما حاولت ارضيكي و اعملك الحاجات اللي بتحبيها و انتي مش فارق معاكي حاجة و كأني مبحسش تدوسي عليه عادي بس لا يا غزال
لازم تفوقي و تعرفي أني مش هقبل على نفسي اني اكون مع واحدة بالڠصب لو هنفضل في الهم دا فترة و أنا هطلقك و اسيب البيت دا علشان تعرفي تكوني على راحتك
سابها و خرج و هو متأكد انه لايمكن يطلقها حتى لو هي طلبت بس كأنه بيرد جزء من كبريائه
عدي حوالي شهر و خمس أيام و شهاب مرجعش البيت تاني من وقت خناقته مع غزال و احساسه أنه كارهها و كاره نفسه أنه قرب لها
رغم كدا كان نفسه يرجع و ياخدها في حضنه بقوة لدرجة انه يكسر عظامها ريحة عطرها ابتسامتها خفتها كل حاجة فيها مشتاق ليها بقوة مخليه مش عايز يبعد أكتر من كدا
لكن كل ما يحاول ينسى و يفوت و يقول لنفسه أنه لازم يرجع يفتكر كلامها و يحس أنه عايز يضربها بالقلم
كان بيرجع البيت من الوقت للتاني علشان يقعد شوية مع جده و يطمن على حليمة و بعدها يمشي بدون ما يبص على غزال او يهتم بوجودها
بيسب نفسه الف مرة أنه مش قادر يتنازل عن كبريائه و يروح يطمن عليها
غزال كانت عارفة أنها غلطت و كلامها كان جارح لكن ڠصب عنها مش عارفة تتقبله و تبدله مشاعرها
مش على أفضل حال بتتعب كتير لكن بتحاول متبينش ادامهم
لكن كانت زعلانة انه متضايق و متضايقه منه انه قضى طول الوقت دا بايت في المزرعة و سابها في البيت مفتش على جوازهم اسبوعين كان سابها
بعد أذان الضهر
غزال قامت بكسل كانت نايمة طول الوقت
مش حابة تنزل و لا تقابل حد فيهم لأن كالعادة هيسألوها عن شهاب و هي متعرفش حاجة عنه
نزلت لقيت هند قاعدة مع والدتها بيتكلموا
حليمة اول ما شافتها نازلة ابتسمت پشماتة
غزالصباح الخير
هند صباح النور يا حبيبتي
حليمة بحدةصباح ايه يا عروسة دا الضهر أذن كل دا نوم
غزال بضيق
عايزاه ايه مني يا مرات عمي
حليمة بلامبالة
هكون عايزاه ايه منك يا وش الفقر الواد طفش ليه يا غزال اصل مفيش عريس بيسيب عروسته و يهجرها الا لو كانت
هند بمقاطعة و ڠضب
كفاية بقا يا ماما كفاية حرام عليكي
غزال صړخت فيهم و هي بتداري دموعها
لا كفاية ليهكملي يا مرات عمي
اطعڼي في شړفي و تربيتي جدي ليا اصل أنتى مكفكيش اللي أبن اخوكي كان ناوي يعمله فيا مكفكيش اللي اخوكي عمله لما حړق ارضى مكفكيش حرقك لايدي
أنتي حقيقي اكتر حد اذاني يا شيخة منك لله انتي و ولادك
منكم لله ياريتني كنت مت مع ابويا و أمي منكم لله كفاية بقا ظلم و كسرة نفس
جوزتوني شخص عمري ما شفته غير اخويا الكبير
انتي بالذات يا حليمة اوعي واياكي بس تفكري اني ممكن اسمح لك تأذيني مرة تانية
أنا أشرف منك الف مرة و ابن اخوكي هو اللي كان عايز يدنس شړفي
انا هنا عايشة في بيتي و في ملكي
عمري ما طلبت منك حنان و لا اهتمام و لا عمري لقيتهم عندي استعداد اخليك تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه بس لحد دلوقتي بقول دي مرات عمك استحملي يا بت
لكن شكل الطيبة مع اللي زيك غباء دا بيتي و حقي زي ما هو من حقك و عندي استعداد اكون ست وحشة اوي اوي و اخد منك إبنك فعلا و اخليه يشتري لي بيت لوحدي و انعزل عنك و افرق ما بينكم و ما بالك بكيد النسا و لما يكون هو ملهوف عليا يبقى مش بعيد ينسى انك أمه
و أنتي يعني مش نبع الحنان عمرك ما حسستي حد من ولادك بالحنان
دا انتي يا شيخة بتكسري خاطر بنتك الوحيدة كل ما تشوفيها معدية قصدك
فاكره كلامك و لا افكرك
أنتي لازم تخسي يا هند بقا البت البايرة اللي أسمها غزال كل يوم و التاني يجلها عريس و انا بنتي لا بقيتى و لا العجل الهولندي اللي زيك معاهم عيلين تلاته و فاتحين بيوت و انتي قاعدة مالكيش لازمة يا بت ظبطي جسمك اهو اتعلمي من الزفته اللي انتي قاعدة معها ليل و نهار
يا شيخة دا أنتي مفيش مرة حضنتي حد فيهم
قاسم و شهاب لولا
جدي كانوا زمانهم طفشوا منك هند رغم جمالها الا أنها فاقدة الثقه في نفسها للأسف وصلت لمرحلة انها مبقتش
شايفه الجمال في نفسها انتي بتاذي اللي حواليك يا حليمة لكن أنا مش هسمحلك تأذيني أكتر من كدا
أنا اشرف بنت في البلد و يشهد ربنا أن محدش قرب لي غير إبنك
يا شيخة أنا خاېفة اقولك ربنا ينتقم منك يترد لك في ولادك اللي هم اخواتي
و شهاب سابني بس علشان من كتر بتوتر و بتكسف منه افتكر اني كرهه أنا بس مش عارفة أحس بالهدوء اللي يخليني مطمنه
رغم انه حماني كذا مرة منك و من طه
دا انتى كنتى عايزاه تجوزيني لطه بس علشان الأرض اللي باسمي علشان تضمني انها تبقا من حقك
بقولك أنتي فاكرة امتى اخر مرة حضنتي فيها هند و قولتلها كلمة حلوة تطمنها أنها كويسة
بس أنا مش منتظرة منك حاجة عمري ما كنت منتظرة منك حاجة لكن في المقابل عمري ما هسمح ليكي تأذيني و أن كنت زمان بسكت و بكبر دلوقتي صدقيني مش هسكت مرة تانية يا حليمة
حليمة كانت واقفه بتبص لها پغضب بصت لهند اللي كانت ساكتة و حزينة و هي بتبص لأمها بعتاب
سابتها و طلعت اوضتها بمنتهى الهدوء
في الجنينة
شهاب كان بيشرب النسكافيه بتاعه اخد نفس عميق و هو شامم ريحة عطرها غمض عنيه بضيق
غزال طلعت له و بصت له بعتاب أنه جاب لها الكلام من والدته يمكن لو كان موجود كان هيدفع عنها لكن بسبب اللي عمله هم اتكلموا من البداية
غزال بحدة و شراسة
ممكن أفهم انت ناوي على ايه
شهاب رفع رأسه ليها و حط رجل على رجل بهدوء
اظن أنتي اللي لازم تقوليلي ناوية على ايه
و عايزاه مني ايه
غزال بصراحة و وضوح و هي تتحرك ادامه بسرعة و بتتكلم بتلقائية
عايزاه ايه! عايزاه احس انه حصل اختلاف
عايزاه احس إني ليا حد ېخاف عليا و يهمه أمري عايزاه احس أنك جوزي او طلقني
عايزاك تتحرك و تقولي اللي جواك و انا كمان يبقى عندي ثقه فيك اقدر احكيلك اللي جوايا من غير خوف او توتر
بص يا شهاب أنا عمري ما حبيتك غير ك ابن عمي و مش الحب اللي ممكن تفهمه أنا أقصد اني كنت بحترمك و بثق في قراراتك كاخ مش أكتر
بس انتم مدتونيش فرصة أنتم فجأة حطوتني أدام الأمر الواقع إني فعلا مراتك
مش يمكن يكون قلبي مع حد تاني!
شهاب قام وقف بحدة و بصلها پغضب مسك دراعها بقوة
تقصدي ايه
غزال بصت لايده اللي مسكه دراعها رفعت راسها و بصتله في عيونه بتركيز و قوة بدون خوف او توتر
هو دا اللي بيضايقني منك يا شهاب
أنا عاملة زي السمكه اللي متعرفش تعيش برا المياة
و أنت زي اطير اللي طاير في السما و مالوش ماسكه
السؤال هنا بقا يا شهاب
اللي زينا هيتقابلوا فين!
بص يا شهاب أنا أول يوم اتجوزنا فيه قررت أكون مخلصة جدا لك مهما حصل أنا لحد دلوقتي بحاول بس ميمنعش اني لسه بتوتر في وجودك
أنت مش قادر تفهمني و أنا مش قادرة افهمك
شهاب بتركيز
مكنش دا كلامك اخر مرة فاكرة قلتي ايه
حقوقك انا اديتها لك و مش بمنعك تاخدها
عايز مني ايه تاني!
فاكرة و لا افكرك
غزال بحدة
و أنت محاولش تفهم قصدي ليه
ليه كل حاجة تفسرها على حسب ما أنت عايز
شهاب أنا بنت مش ولد يا شهاب بنت و البنت مش زي الشاب لما بتوتر مش بعرف أعبر عن اللي جوايا انت ليه مش عايز تفهمني
شهاب
أنتى عايزاه ايه يا غزال
غزال معرفش و الله ما أعرف
كل اللي بتمناه اني اكون مطمنة و أكون حاسه بالأمان و ان اللي حواليا بيحترموني عايزاه احس أني ليا كياني الخاص مختاجة القى اللي بيدعمني ازاي معرفش بس دا ابسط حقوقي
شهاب و انا قصرت في ايه يا غزال
غزال اتنهدت بتعب من نفسها و منه
شهاب هو فيه عريس بيسيل مراته بعد فرحهم بعشر ايام و يفضل بعيد عن البيت كل دا من غير حتى ما يطمن عليها
هو أنت بجد مفكرتش في الكلام اللي بسمعه كل يوم منهم أنت فاهم معنى اللي أنت عملته أنا اسفه دوشتك بالكلام معايا أنا محتاجة انام تصبح على خير
جايز لما تيجي بعد شهر تاني اكون مت و ترتاحوا مني خالص بس اقولك أنا خاېفه انام من كتر الحزن و الزعل اللي قلبي مصحاش تاني
الفصل الثاني عشر
في المزرعة
شهاب كان قاعدة على مكتبه ماسك القلم في ايده
و هو سرحان في كلامها و في عيونها كأنه بيغرق فيها و في نظرة الحزن اللي جواها هي عندها حق في كل اللي قلته لكن هو هيعرف ازاي
هو كان ڠضبان و متضايق من تصرفاتها و مش قادر يرجع البيت لكن غلط ميقدرش ينكر دا
يمكن هو مقدرش يفهم التوتر دا لأنه مالوش تعامل كبير مع أي بنت و لو حصل بيكون
في حدود أضيق بكتير من انه يفهم بيها ازاي بيفكروا
لكن في كل الحالات غلط لما سابها و قرر يفضل في المزرعة
فاق من
شروده على صوت جده و هو بيتكلم بعصبية و ضيق
سرحان في ايه يا شهاب بقالي ساعه بنادي عليك
شهاب بجدية و تركيز
و لا حاجة يا جدي أنا معاك اهوه كنت بتقول ايه
الحج محمود بخبث
شهاب أنت للدرجة دي پتكره غزال للدرجة دي كاره وجودها معانا و حياتها
شهاب باستنفار و جدية
أنت بتقول ايه بس يا جدي أنت عارف إني بخاف عليها
الحج محمودمش باين يا شهاب تصرفاتك الفترة الأخيرة بتقول