حكاية في قبضة الاقدار (كاملة جميع الفصول) بقلم نورهان العشري
عبراتها لازالت عالقه بجفونها فأزالتها بلهفه و هي تبتسم بتصنع قبل أن تقول بحرج
تقريبا حاجه طرفت عيني و أنا بتمشي. بسيطه يعني متاخدش في بالك !
ظلت نظراته مثبته عليها قبل أن تلوح بهما بسمه ساخره وكأنه يخبرها بأنها تكذب و لكنه أجابها مغيرا الموضوع
إيه إلي مخرجك دلوقتي في البرد دا
بهدوء أردفت
أختارتي المكان الصح ! مزرعتنا هواها يرد الروح !
ناظرته بإندهاش دام لوهله فقد بدا مسالما هادئا علي غير عادته و لكنها سيطرت علي دهشتها إذ قالت بتأييد
فعلا المزرعه حلوة أوي شبه الجنة بالظبط . و هواها جميل و نقي .
أرتفع إحدي حاجبيه تزامنا مع كلماتها التي خرجت منها دون وعي متأثرة بالمظهر الخلاب المحيط بهم لتجد صوته الساخر قد عاد إلي طبيعته حين قال
إغتاظت منه و لكنها قررت المواجهه فقالت بتقريع
أنت عارف رأيي دا كان بناءا علي إيه !
علي إيه
هكذا أجابها بتحدي فتجاهلت ڠضبها المتصاعد و قالت بهدوء ظاهري
أنت أذكي من إنك تسأل السؤال دا !
لم تمهله الوقت للإجابه فسارعت بالقول
مقولتليش أنت إيه مخرجك في البرد دا
هل يخبرها بأن مظهرها و هي تعدو كالفرس الجريحه هنا و هناك كان أكبر من قوته علي التحمل و أجبره للخروج لرؤيتها أمامه مجردة من جميع أسلحتها و حصونها
هل يخبرها
بأن حديثها صباحا عن إحتمالية نسيانها له ولدوا شعورا قويا داخله بغرس ذكري له بداخلها أكبر من مجرد قلم ليذكرها به !
كان يتحدث و عيناه مسلطه علي ملامحها بقوة و كأن الحديث موجه إليها لتشعر بموجة برد قويه تجتاح جسدها من تلك المشاعر التي ضړبتها كعاصفه جراء
فرح ! أنتي بټعيطي
أخرجتها كلماته من بحر شرودها فإندفعت خطوتان إلي الخلف و إمتدت يدها بلهفه إلي عيناها تمحو بصمات ضعفها أمامه و هي تقول بإندفاع
. أنا هدخل بقي الوقت أتأخر . عن إذنك
أنتي في حد في حياتك
توقفت لثوان تحدق به پصدمه تحولت لڠضب و هي تقول بجفاء
بتسأل ليه
متجاوبيش علي سؤالي بسؤال !
. الإجابة دا شئ يخصني .
برقت عيناه من الڠضب الذي أخفاه خلف ستار من السخريه التي تجلت في نبرته حين قال
تقصد إيه
أنتي فهمتي إيه
متردش علي سؤالي بسؤال !
بدا مستمتعا بشجارهم إذ وضع
يديه بجيوب بنطاله و هو يقول بتسليه
براحتي ! زي مانتي بتلفي و تدوري
و تهربي براحتك .
مبهربش علي فكرة . من حق أي حد أنه يحافظ علي خصوصياته
هكذا أجابته ليشتعل الحنق بداخله محل التسليه فضيق عيناه قبل أن يقول بلامبالاه مصطنعه
آه طبعا عندك حق . عموما دا كان مجرد سؤال عابر . مش ذات أهميه !
أغضبها
الآن كثيرا لذا أرادت أن ترد الصاع صاعين فقالت ببرود
أعذرني في إسلوبي بس أنا من النوع إللي مبيعرفش يفتح قلبه لأي حد . و دايما أسراري بحب أحتفظ بيها لنفسي
أخذ نفسا حادا قبل أن يقول بفظاظه
حقك طبعا ! بس نصيحه مش كل حاجه هايفه الإنسان يعتبرها سر يستاهل يقفل قلبه عليه .
إغتاظت من حديثه و ما أن أوشكت علي الرد حتي فاجأها عندما الټفت إلي الجهه الآخري قائلا بفظاظه
يالا عشان وراكي شغل بكرة بدري . مش عايز تأخير من أول يوم !
ذلك الوغد لا تعرف عدد المرات التي أشتهت ضربه بحجر فوق رأسه حتي تشفي نيران ڠضبها منه .
في الصباح كانت تغلي من الڠضب و إنعدمت قدرتها علي التحمل و الإنتظار أكثر لذا إتخذت قرارها و توجهت إلي مكتبه و قامت بدق الباب مرتان قبل أن تقوم بفتحه دون الإنتظار أن يسمح لها بالدخول و ما أن أطلت برأسها من الباب حتي توقفت أمامه قائله بنبرة طفوليه متذمرة
أظن أنا من حقي أدافع عن نفسي !
كان ينظر إليها پصدمه سارع بإخفائها خلف جدار من الصمت الذي لا يفسر و لكن من الداخل تحولت صډمته إلي رغبه قويه