الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق

انت في الصفحة 91 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


الأب والأم والشقيق
وابعدها عنه يمسح دموعها
تعملي كده فيا ياعلياء عمرك طلبتي مني حاجه ورفضتها
فطأطأت رأسها بندم
كنت عايزه اساعدك انا اسفه متزعلش مني ياعمار 
فضمھا إليه بحنان وهو يشعر بكسرتها
علياء الدنيا بتاعتهم غير بتاعتنا الحياه مش سهله ولا الناس قلوبهم طاهرة زيك شغلي مع الناس ديه علمني حاجات كتير  

كانت تفهم كل كلمه يخبرها بها ندمت أشد الندم على ما اقترفته في حق شقيقه وأنها تجعله صغيرا هكذا 
عمري ما هغلط كده تاني ولا هخبي حاجه عليك 
فأبتسم وهو يعلم صدق شقيقته فهذه عادتها حين تعاقب لا تقترف الخطأ مرة أخرى 
عايزك متفكريش غير في مذاكرتك وبس وتنسي الشخص ده
وضغط على كلماته الاخيره وهو خائڤ أن تكون أحبت ريان واستغل سذاجه عقلها 
متخافش ياعمار انا خلاص ندمت ووعدتك 
فمسح على وجهها برفق 
هي ديه اختي الحلوه 
ولثم جبينها بقبلة دافئها وخرج بعدها من غرفتها لتجلس على فراشها متذكره قدوم ريان اليوم لها يخبرها انه يحبها ويريدها زوجه لها ولكن من حديث شقيقها انتهت صفحه حبها له قبل أن تبتدء ولا تعلم أن القدر قد بدء طريقه 
وقفت مرام شارده في هروب بسمه منها ليله أمس فزفرت أنفاسها ببطئ لتشعر بذراعي كريم يحاوط خصرها 
سرحانه في ايه ياحبيبتي 
فنظرت للظلام الذي أمامها وهمست ولم تظن أنه سمعها 
ليه بسمه خانتني ياكريم 
فأدار جسدها نحو ورفع كفيه نحو وجهها يحتضنه 
انسى يامرام 
ولم تشعر بعدها الا وهو يهبط بشفتيه نحو عنقها يطبع بقبلات متفرقة 
الاولاد ناموا 
فحركت رأسها له وهي غائبه في دفئ أنفاسه نادمه على لحظات غبائها 
استيقظت بالصباح تبحث عن بغرفته ولكنها لم تجده لتبعث في هاتفها لتهاتفه وبعد الرنين أكثر من مره
انت فين ياكرم
فأتاها صوت كرم
معلش يامهره انا اضطريت امشي واحد صاحبي عمل حاډثه ولازم اكون معاه
فتنهدت بقله حيله
خلاص ياكرم بس اعمل حسابك انا وأكرم هندور على مصحه موثوقه
فتمتم سريعا وهو يحاول الهروب من مأذقه
ماشي يامهره انا مضطر بس اقفل عشان صاحبي خرج من غرفه العمليات
وقبل أن تسأله عن المشفى أو صديقه كان قد أغلق الخط ثم هاتفه لتضع بيدها على رأسها متذكره حديث جاسم بقلق
نظر كرم لنادر الذي جلس جانبه يعطيه سجارة محشوة بالحشېش 
جدع هو ده الشغل اللي على أصوله
فطالعه كرم بندم وهو يلتقط منه السېجارة لعله يغيب بها من عڈاب الضمير 
ملقتش غير اختي ونفكر نسرقها 
فضحك نادر بشړ 
خلاص نفضها ياكرم بس شوف هنسكت الناس اللي شافوك ازاي بعد ما اقتلت الراجل 
فطأطأ رأسه وهو يشعر بالاختناق 
ياريت كان معايا فلوس 
وتذكر سحب والدته لجميع المال الذي بالمصرف ويوم أن ذهب كي يخبرها بمصابه لما تقل له إلا أنها منشغله ولديها موعد هام فاليأجل حديثه لوقت آخر وفاق علي صوت نادر 
جوزها غني وايه يعني لما نسرقه 
فهتف بضيق 
هدمر حياتها 
فضحك نادر وهو ينهض من جانبه 
بلاش شويه الدراما اللي بقيت فيهم العمليه هتتنفذ النهارده وياريت تهدا كده وتروق عشان تقولي على مداخل الفيلا 
واقترب منه يربت على ذراعه 
الحكايه هتم بهدوء ومحدش هيعرف حاجه اجبلك لولا تروقك
تفاجئ جاسم بقدوم نرمين لمكتبه بعد أن أخبرته سكرتيرته بوصوله 
اهلا يانرمين ايه اللي جابك اسكندريه 
فأبتمست نرمين بتوتر 
ديه العقود اللي طلبت نسخه منها من ياسر قولت اجيبها ليك 
فألتقط منها العقود متعجبا من مجيئها لهنا رغم أنه لم يطلب قدومه 
شكرا يانرمين 
فأقتربت منه حتى أصبحت قريبه منه للغايه 
شكلك مرهق اوي 
فرفع جاسم عيناه عن الأوراق التي يطالعها لتقع عيناه على عيناها العاشقه ولكن هو لا يراها الا موظفه لديه مجتهده 
إرهاق شغل ارجعي أنتي القاهره يانرمين مكنتش محتاج من ياسر غير العقود ديه 
فأبتمست ورغبتها في لمسه تزداد ولكنها تعلم أن تلك الخطوه ستقضي على آمالها 
انا هقعد النهارده في اسكندريه هزور أهل بابا 
فنظر إليها ثم عاد ينظر للأوراق التي أمامه 
براحتك يانرمين انتي كده كده اجازه من فرع الشركه في القاهره اليوم كله ليكي انبسطي 
فلم تتحمل نفوره الذي ېقتلها وخرجت من غرفه مكتبه قبل أن تسقط دموعها وتصرخ بحبها 
استيقظت ورد على لمسات كنان الحانيه 
ورد
ففتحت عيناها لتجد فطار معد لها موضوع على الطاوله الصغيره التي بحجرتها 
صباح الخير
فمال كنان نحوها
صباح الخير حبيبتي 
فسألته وهي تنظر للمنبه المجاور لها 
الن تذهب للعمل اليوم 
فتعلقت عيناه بها وابتسم 
لا ورد سأخطفك لبضعه ايام اشتقت لزوجتي 
اخجلتها نظرات عيناه الدافئه فأبتمست وهي ترتب خصلات
شعرها
وانا ايضا كنان ولكن عائشه وترتبات العرس والدتك وجواد 
فأسرع في وضع كفه على شفتيها 
تذكري الجميع إلا أنا
واصطنع العبوس لتحتضنه بحنان 
لا كنان انت الأغلى حبيبي انا لك وحدك
فأبتسم بآلم مقررا أن لن يخبرها اليوم بالأمر وسيقضيه كله معها ينعم بدفئها قبل أن ينقلب كل شئ وابتعد عنها يشيح بعيناه بعيدا عنها حتى لا ترى عجزه  
هيا انهضي ورد لتتناولي فطورك ثم نذهب
نهضت من فوق الفراش بحماس فهي أيضا بحاجه لرحله تكون بها معه وحده 
ابتسمت بسعاده بعد أن أخبرها انه سيأتي صباحا ليأتي سؤاله عما فعلت اليوم مع شقيقها 
صحيت من النوم لقيته مشي صاحبه عمل حاډثه
فضحك جاسم وهو يعلم أنها كذبه من شقيقها
اللي زي كرم مش سهل انه يتغير يامهره
فتنهدت وهي لا تعلم بماذا ستجيب عليه
خليني نقفل على الموضوع ده قوليلي ابني عامل ايه بيخبط في بطنك وضهرك بضمير
فضحكت بعد أن دفعها الصغير بقدمه وكأنه استمع لوالده
متقلقش متوصي بيا
فتعالت ضحكاته وهو يلقى رابطه عنقه علي الفراش
شاطر ابني حبيبي هو ده اللي هياخد حقي يابنت زينب
فضحكت حتى دمعت عيناها
ماشي ياابن ليلي
فأبتسم وهو يهوى بجسده على الفراش
انا جاسم الشرقاوى يتقالي ياابن ليلي فين ايام حضرتك وياجاسم بيه
فتعالت صوت ضحكاتها وهي تستمع لمشاكسته
كله راح ياحبيبي الهيبة ضاعت خلاص والألقاب اتشالت وقول للزمن ارجع يازمن
فضحك وهو يتخيلها كيف تتحدث
قول للزمن ارجع يازمن هو انتي هتغني يامهره اقفلي يامهرة بدل ما اقفل دماغك
وقبل أن تنتهي مكالمتهم هتفت بحب
بحبك
لتغلق الهاتف بعدها فينظر لهاتفه بسعاده متمتما
مصېبه بس بحبها
ونهض من فوق الفراش متجها للمرحاض فهو بحاجه لحمام دافئ ثم النوم
نهض مراد من جانبها بحنق وهو يطالعها كيف تنكمش على حالها بعد أن صړخ بوجهها  فقد أصبحت تسأله عن علاقته ب إلهام بكثره كلما اقترب منها 
رقيه انا بدأت اتخنق من شغل العيال ده انتي واعيه لاسألتك في واحده تسأل جوزها كنت بتلمس طليقتك كده كنت بتحضنها ازاي 
وحرك يده على خصلات شعره بضيق 
بطلي عياط كل ما اكلمك 
فهتفت پبكاء 
انت مش مراد اللي انا حبيته 
فتنهد بضيق وهو لا يقوى على التحمل 
مراد بتاع زمان كان ابن خالتك دلوقتي انا جوزك عارفه يعني ايه جوزك 
فحركت رأسها بنفي 
انا نفسي اعرف امي كانت بتنصحك ازاي 
فطأطأت رأسها بخجل ليقترب منها يحتضنها بعد أن ندم على صراخه عليها 
رقيه أهم حاجه بتنجح العلاقه الزوجيه الصراحه وانا حاسس انك بتخبي عليا ولو طلع احساسي صح مش هسامحك 
نظرت رفيف لاختبار الحمل القابع بيدها غير مصدقه انها تحمل طفلا من عمار  فوضعت بيدها على بطنها فهي تتناول يوميا الحبوب وسمعت صوت عمار يهتف بأسمها لتداري الاختبار وخرجت من المرحاض وهي لا تعلم اتفرح أم تحزن  فلم تفكر يوما أن تكون اما
فتحت عيناها بقلق لتجد الظلام يحاوط الغرفه فبحثت عن هاتفها سريعا لتنير الإضاءة فيه متعجبه من انقطاع النور فالأول مره منذ أن تزوجت يحدث هذا  ونهضت من فوق الفراش پخوف لخلو الفيلا فالسيدة هدي لدى ابنها وفوزيه ترحل فور انتهاء عملها ولكن ما طمئنها وجود حارسان بالخارج ومحول الكهرباء بتأكيد سيعمل الان ولكن المحول لم يعمل بعد فتأكدت أن النور قد انقطع منذ مده
وسارت خارج الغرفه تقلب إضاءة هاتفها يمينا ويسارا ووقفت متسمرة بعد أن رأت ظل مر خلفها فبدء الخۏف يسري داخها وخطت مهروله نحو الدرج حتى هبطت لدور الأرضي تصرخ
مين هنا
وتنهدت بعد أن ظنت أن بالتأكيد هي تخيلت ذلك من خۏفها فوقفت للحظات تنظر حولها لتسترقي السمع واقتربت من غرفه المكتب لتضع بيدها على مقبض الباب 
الفصل الستون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
تراجعت بخطوات مرتعشة وهي تري بقعة خافته من مصباح صغيرمسلط ضوئه علي جزء ما بالغرفه أدركت ان الظل الذي رأته أعلي حقيقه ولم تكن تتخيل فكتمت صوت أنفاسها 
وكلما تراجعت خطوه للخلف أخذت تدور بعينيها في كل ركن وهي تلهث من شدة خۏفها حتي وصلت لباب الفيلا الداخلي تفتحه كي تركض نحو البوابه الخارجيه تستنجد بالحارسان 
ورفعت هاتفها علي اذنها ولم تفكر الا ب أكرم ومجرد ان فتحت الباب لتخطو للخارج سحبتها ذراع بقوه 
رايحه فين ياحلوه
كمم فمها فسقط هاتفها من يدها 
اعقلي كده وبلاش مشاكل 
صوته كان مكتوما بعض الشئ وهي تتقلب بين ذراعيه وتزيحه عنها وتآن بضعف 
حركتك ديه هتخليني اعمل تصرف ميعجبكيش وخافي علي نفسك 
فأرتعش جسدها من الخۏف لتهبط بذراعيها سريعا نحو بطنها تحمي جنينها فصدرت ضحكاته ساخرا بعد ان لاحظ فعلتها
كويس انك بتفهمي 
وصدح صوت رنين هاتف لتسقط عيناها علي هاتفها الملقي علي الأرض ليبتسم نادر بشړ وهو يميل بجسده قليلا 
وعلي أثر ذلك الصوت كان كرم يرتعش بالداخل وهو يجمع الاموال النقدية التي بالخزانه وبالأعلي كانت لولا تجمع كل ما تراه ثمين حتي وقعت عيناها علي حقيبة سوداء ففتحتها لتجد اموالا بها 
الثلاث كل منهما كان يعرف خطواته بأتقان 
ولكن نادر كانت مهمته اكبر وهو يزيحها عنه صارخا بعد أن قضمت كفه ثم صفعها
بقوه علي وجهها 
يابنت العضاضه 
كانت عيناه الغاضبه هي من تظهر لها فقد كان ملثم ينظر لها پشراسه وكادت ان تركض للخارج ولكنه جذبها پغضب
خدي هنا 
فسقطت علي الأرض وهو تتأوه من الألم ولكن آلمها الاكبر كان علي جنينها عندما أقترب منها نادر ورفع قدمه ليركلها علي بطنها ولكن في اللحظه الاخيره تمالك نفسه عندما سمع باب غرفه المكتب يفتح فعلم ان كرم انهي مهمته واتفاقهم كان لا يأذي شقيقته لا الي سيقلب كل شئ عليهم وعلي نفسه 
لاول مره بحياتها تشعر بالعجز والخۏف فسقطت دموعها بأنين
انتوا عايزين ايه 
سؤال بلحظته يحمل معني الغباء ولكن من هول ما تعيشه بظلام ولا تري الا أعين تحدق بها جعلها تتسأل وهي تتراجع بجسدها پخوف الي ان لمست يدها الهاتف الساقط ارضا وعاودت الرنين بأكرم بعد أن ألتف نادر نحو كرم يحرك له رأسه بالصمت ويحذره 
كان أكرم يفتح سيارته وهو يشعر بالقلق بعد ان وجد رقمها بساعه متأخره وعند معاوده مهاتفته لها لم ترد شعور غريزي هو من قاده ولكن عندما عاد الاتصال وسمع صړاخها 
لم يكن نادر غبيا فقد تعلقت عيناه بالهاتف الذي تداريه خلف ظهرها وفي لحظه كان الهاتف محطم ويلتقطها من ملابسها ويديرجسدها ولكن كرم وقف يحول بينهم بعد ان شعر بشړ نادر اتجاهها يخبره بعيناه انهم لم يتفقوا علي ذلك 
ألتقت عيناها بعين كرم
 

90  91  92 

انت في الصفحة 91 من 99 صفحات