الأربعاء 18 ديسمبر 2024

حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق

انت في الصفحة 35 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد 
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو 
فسمعها وهي تتثاوب 
مهرة انتي هتنامي 
وكأن سحر تلك اللحظه أنتهي لتبتعد عنه بفزع تنظر إليه والي قربهم
أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا 
ده علي اساس ان حضڼي مكنش عجبك 
لترتبك من حديثه ونظراته تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال 

هشتغل في المكتب بتاعي وهسيب محل البقالة لشيكا 
فرفع حاجبيه بتعجب
مين شيكا ده 
لتجيبه بهدوء 
شيكا جارنا في المنطقه هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها وتنهد بضيق متذكرا حسين 
مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح 
شغل تاني معاك لاء انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك فأشار علي نفسه
انا ديكتاتور يامهرة 
فحركت كتفيها بلامبالاة 
ايوه انا محبش شغل الرئيس والمرؤوس ده بحب ابقي مستقله بعملي الحر
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء 
مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر 
وحرك رأسه بيأس لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
بتتريق عليا علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
وبدء رنين هاتفه يعلو 
لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع 
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
مدام رافضه الشغل معايا ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه 
اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم  تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به 
انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد 
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
وانا موافق يامهرة وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس 
والله انت راجل عسل وهبدء اغير وجهت نظري عنك 
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها 
الصبر يارب 
لتحدق في خطاه متمته 
انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط وتذوقت المربي هاتفة 
المربي بتاعتهم طعمها غريب اكيد مستورده
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام 
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك 
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها واكمل حظها اليوم 
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور 
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف ليطالعها ياسر ببرود 
بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
مش عارف بصراحه بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات 
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم 
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر 
المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ان لا تجعل زوجها يشك بنوايا مشيرة الحقيقية اتجاهه حتي لا تفتح عيناه علي أبواب طريق هي في غني عنها 
ورسمت ابتسامه هادئة علي شفتيها عكس مابداخلها 
أكيد يامدام مشيرة مقدرش استغني عنه 
فلمعت عين كريم بسعاده وتقدم منها لتنهض مشيرة من مقعدها بأستياء 
نتكلم في مشروعنا مره تانيه يابشمهندس
وحملت حقيبتها لتسير بخطوات هادئة من أمامهم 
وفور ان انصرفت تحركت مرام نحو المقعد وجلست عليه ثم نهضت تتحرك مثلها بغنق 
لينفجر كريم ضاحكا وهو يراها كيف تقلدها 
وجذبها نحو بحب
قولي انك بتغيري 
فهمست وهي تحرك يديها علي وجهه 
مبحبش مشيرة ديه ياكريم 
فضمھا إليه بعشق 
ولا انا بستلطفها بس ده شغل يامرام والشغل مفيهوش بحب او اكره 
فأبتسمت بسعاده فتصريحه قد اراحها
وقفت تفرك يديها بتوتر وهي تستمع لتوبيخ مديرتها لها 
الاهمال ده ميتكررش تاني مش علي آخر الزمن واحده زيك بسببها اخد لفت انتباه من جاسم الشرقاوي 
فطأطأت ريم رأسها بخزي 
مش هتتكرر تاني اوعدك
لتنظر لها مديرتها والتي تدعي جيهان بضيق 
اتفضلي علي شغلك 
ثم هتفت قبل ان تنصرف 
ياريت تهتمي شويه بكورسات اللغه والمحاسبه زي زمايلك علطوول بيطوروا نفسهم ولا عايزه تفضلي زي ما انتي كده ولا حاجه الانجليزي بتاعك سئ للاسف 
فحركت رأسها بصمت وغادرت وهي لا تعلم من اين ستدفع مصاريف تلك الدورات المكلفه فراتبها يكفي معيشتها ودراسة أخيها وعلاج والديها 
الهم أصبح مثقل علي اكتافها منذ ۏفاة شقيقها 
وتنهدت بآلم وهي تتذكر ذهابها اليوم لمهرة 
أغلقت الهاتف بسعاده بعد ان اخبرتها رقية بأنها ستأتي إليها لتتحدث معها لتنظر إلي فوزية اللي كانت تقص عليها مغامراتها مع جارتها فمغامرات فوزية لم تتوقف مع زوجها فحسب
وضربتيها بالشبشب يافوزيه
فتمتت فوزية بضيق 
وكان خسارة فيها و الله ياست مهرة
وتابعت وهي تضغط علي أسنانها بغل 
يعني يرضيكي تضحك عليا في فلوس الجمعية اه كل ما أفتكر الفلوس اللي راحت قلبي يوجعني لاء انا هروح اضړبها علقة كمان 
فضحكت مهرة ثم نظرت إلى هاتفها الذي دق برقم غير مسجل لديها وتمتمت بسعاده وهي تسمع صوت ريم وهي تخبرها بهويتها ثم استأذنت منها لتأتي لزيارتها كي تبارك لها علي زواجها ونظرت هدي نحوها بتسأل
في حد جاي تاني من أصدقائك 
فحركت مهرة رأسها وهي تنظر لفوزيه
نوقف النهارده مغامراتك اللي هتوحشني لما ارجع الشغل 
فضحكت فوزيه كما ضحكت هدي لتتجه مهرة نحو الخارج متذكرة ان عليها أخبار جاسم بالأمر ففي النهايه هذا منزله 
وهاتفته وهو ينهي اجتماعه ليجيب عليها بهدوء 
خير يامهرة
وتنهد بهدوء وهو يستمع لها
في ضيوف جايلي اقابلهم هنا ولا بره لو هنضايقك بلاش 
قاټل بحنق من تصرفاتها
السؤال ده ميتسألش تاني ده بيتك انتي كمان وضيفي اللي تحبيه فيه
انتبه ابتسامتها 
شكرا انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد وبرضوه هفتح المكتب بتاعي 
ليزفر جاسم أنفاسه وهو يطالع ياسر الذي مازال يجلس معه في غرفة الاجتماعات بمفردهما
لما ارجع نبقي نتكلم سلام
وأغلق الهاتف لتنظر لهاتفها 
سلام 
نظرت ورد للمياه بفرحه وكلما لامست قدماها الماء ابتعدت ليضحك كنان علي أفعالها حاملا أيها بين ذراعيه 
سنعوم ورد
لتنظر ورد حولها فالمكان كان خالي من الناس 
لا كنان أرجوك 
ولكن كنان كان يستمتع بتشبثها به القوي
لا تخافي ورد لو كان جواد هنا لضحك عليكي
فأبتسمت ورد بحنين إلى جواد الذي اعجبته الاقامه مع أبناء عمه
وبدأت رحلة تعليمه لها التي كان يملئها الضحك والمرح 
تنهدت رقية بأسى وهي تقص لمهرة عن لقاء مراد بالعروس المختارة من خالتها وزوجها  وكيف كانت هي الوسيط بينهم اوجعها ماعاشته رقية لتضمها لها بحنان
بكره هيحس بحبك بس هو للاسف لسا شايفك البنت الصغيره اللي كبرت قدام عينه
ونظرت نحو ريم التي تجلس بخجل
وانتي ياريم عامله ايه في شغلك
فرفعت ريم عيناها نحوها وهي تشرد في معاناتها مع مديرتها 
الحمدلله
فأبتسمت مهرة وهي تحذرها
اي حد يضايقك قوليلي 
فداعبتها رقية وهي تمسح دموعها 
دلوقتي بقت قوة عظمي 
لتضحك مهرة ووكظة رقية في ذراعها
لاء مش هستخدم سلطتي انا هستخدم معاهم القانون 
لتتسع عين رقية
هترفعي على شركات جوزك قضية
فأبتسمت بزهو 
اه لو ظالم هعمل كده 
لتأتي هدي إليها تخبرها 
الغدا جاهز 
ورغم اعتراض ريم وخۏفها من التأخير علي والديها الا ان مهرة قد ارغمتها بل وحادثت والدتها اما رقية اتجهت لتناول الطعام وهي تمسح على معدتها بجوع 
كانت جالسة ممتعه يملئها الضحك وكل منهم نست ما يشغل بالها
وانصرفت ريم مع رقية التي اصرت على توصيلها بسيارتها 
انتهي اليوم بسلام وصعدت نحو غرفتها وهي تتذكر إنها الي الآن لم تنعم بحمام الجاكوزي الذي كل يوم تنوي عليه ولكن لعدم تعودها على هذه الأشياء كانت تنسي الأمر وتكتفي بأستحمامها الذي اعتادت عليه 
وواعدت كل شئ وهي تهتف بحماس 
انا فعلا محتاجاك النهارده اما نجرب الجاكوزي اللي قرفنا بيه في المسلسلات
ومدت ساقيها ثم كان كامل جسدها أسفل المياه المعطرة بأرقي أنواع الزيوت العطرية وأبتسمت بسعاده وهي تري المياه كيف تتدفق
لاء انا كده ممكن انام فيه 
ومر الوقت وهي تشعر بالأسترخاء ومستمتعه بوجودها حتي أنها بدأت تدندن مع نفسها 
دلف جاسم بأرهاق للغرفة متعجبا من عدم وجودها فهدي اخبرته أنها صعدت منذ مدة لأعلي 
وأسترقي السمع لترتسم علي شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يستمع لغنائها 
ياطالعة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
يامهرة 
وحرك مقبض الباب وعيناه تلمع بوميض من المكر 
يتبع
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
الفصل السابع والعشرون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
أنتهت من دندنتها وهي تسترخي أكثر في
المياه الدافئة ومالت برأسها للخلف وأغمضت عيناها 
فحمام كهذا جعلها في قمة الهدوء والراحة حتى عضلات جسدها المتشنجه استرخت كما استرخت هي
انفتح الباب فجأه لتلتف برأسها وعيناها متسعة 
تحدق بالواقف أمامها وتذكرت وضعها 
فهبطت بجسدها بالكامل أسفل المياه حتي أصبحت المياة تغمرها
أخرج بسرعه من هنا
كان صوتها يخرج مخڼوقا من أسفل المياه فأشفق عليها وانتشل نفسه من لحظه هيامه بها أراد ان يلاعبها ويتسلي قليلا وكانت النتيجة عبث بمشاعره 
وأغلق الباب وأخذ يتنفس بصعوبه وهو يدلك عنقه 
هايل ياجاسم نجحت أنك تبان ضعيف قدام نفسك وقدمها 
وانصرف من الغرفة فلم يعد قادر علي مواجهتها
كانت تقف خلف الباب تتشبث بالمنشفة التي تحيط جسدها والمياه مازالت تقطر منها وعندما سمعت باب الغرفه يغلق بقوة علمت أنه غادر 
فتنهدت براحه وخرجت وهي تضم المنشفه بقوة بأيديها حول جسدها تكاد تبكي من فرط خجلها ومما حدث 
وجلست علي الفراش تزفر أنفاسها متمتمه
أكيد مكنش قصدها 
وضړبت علي رأسها بضيق
انا غبية عشان مقفلتش باب الحمام كويس 
ووقفت تدور حول نفسها وهي تتذكر تفاصيل تلك اللحظه تقنع نفسها أنه بالتأكيد لم يري جسدها
جلس في غرفة مكتبه سارحا يغلق الكتاب الذي بيده ثم يفتحه وتنهد وهو ينظر في الساعة التي بجانبه فالوقت قد اقترب من منتصف الليل وهو مازال جالس هكذا يصارع عقله بأن
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 99 صفحات