الخميس 19 ديسمبر 2024

حكاية لحن الحياة بقلم سهام الصادق

انت في الصفحة 17 من 99 صفحات

موقع أيام نيوز


لتجعل الخادمه الأخري تهتم بأمرهم 
وأنصرفت هدي للأسفل وأخذت مهرة تتفحص الغرفة 
اوضه مش بطاله 
وضحكت وهي ټضرب جبهتها 
هنكدب علي نفسنا 
ووجدت باب آخر صغير في الغرفه فذهبت نحوه ونظرت داخله 
هي ديه بقي الاوضه اللي بيقولوا عليها غرفة الملابس ياسلام ياسلام علي العز 
وتابعت وهي تدلف لداخل الغرفة الموضوع بها ملابسه بعناية

ماله الدولاب كل الهدوم فيه فوق بعضها 
وأنبهرت من كم الملابس الأنيقة المتنوعه ونهرت نفسها 
ايه اللي انا بعمله ده 
وخرجت من غرفة الملابس تجلس على فراشه الواسع منتظرة بملل قدوم هدي لها بملابسها
ومر الوقت حتي بدأت تشعر بالنعاس لتنظر إلي الوقت فالساعه أصبحت التاسعه مساء 
ونهضت نحو الأسفل تستجعل هدي حتي لو سترتدي ملابسها مبتله 
وهبطت تبحث عن هدي او فوزيه التي تعرفت عليها في السابق ولكن وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه ووقعت عيناه عليها فأبتسم فهيئتها اليوم تجعله يقاوم ضحكاته بصعوبه 
بدوري علي مين
فتأففت بحنق
مدام هدي انا عايزه هدومي عشان أروح 
وزمت شفتيها بضيق ثم عطست بقوه
وأقترب منها جاسم وكاد ان يضع يده علي جبينها يتحسس حرارتها فأشاحت وجهها بعيدا عنه 
فأبتسم وهو يشير لها 
تعالي اقعدي ارتاحي 
وجلست بالفعل تنتظر ملابسها وأصبح مشروب ساخن يأتي وراء أخر وجاسم يجلس علي مقربة منها تخبره بما أخبرتها به مني عن التعديل الذي تم بعدما أمر هو بذلك 
وعطست بوجه ليبتسم قائلا 
انا ماصدقت الدور بدء يخف من عندي 
فضحكت ولأول مرة تضحك معه دون ان تشعر ببغضها عليه 
يعني هو الدور جيه عليا 
فضحك علي تعبيرات ملامحها ووجدها تنهض بفزع 
الساعه 11 انا لازم أروح 
ووقفت تدور حولها تهتف 
يامدام هدي الله يخليكي انا عايزه أروح هاتي الهدوم حتي لو لسا مبلوله
لتأتي لها هدي بالملابس وهي تتنهد براحه 
لاء كل حاجه تمام 
وصعدت درجتان نحو الأعلي ولكنها عادت تنظر الي هدي بأرتباك ونظرات جاسم تخترقها 
فين اوضتك يامدام هدي 
فسارت هدي امامها لتتبعها وجاسم يقف يطالعها مبتسما من أفعالها المجنونه 
وعادت إليه بعد ان ارتدت ملابسها واخذت حقيبتها وكادت ان تغادر مهرولة كي تلحق مواصله لبيتها ولكنها وقفت علي صوته
مهرة السواق بره هيوصلك 
ونظر لساعه يده 
الوقت أتأخر ومينفعش تروحي لوحدك 
وكادت ان تعترض الا أنه أشار بحزم 
ده أمر علي فكره 
ولحاجتها لتلك المواصله أرضخت لأمره وأخرجت هاتفها لتجد ان البطارية فارغة فعلمت سبب عدم مهاتفة ورد لها
وقفت ورد بلهفة عندما رأتها تدلف من باب الشقة 
اتأخرتي كده ليه يامهرة انا قلقت عليكي 
فزفرت أنفاسها بضيق وهي تتذكر كل ما مرت به الليله كانت لا تريد أن تحكي ولكن 
لاء انا لازم احكي يمكن أنسي 
فأتسعت عين ورد متسائله بقلق 
ايه اللي حصل 
لتقص عليها مهرة كل ماحدث لټنفجر ورد ضاحكه 
أوسكار انيل موقف ياكسفتك يامهرة
وركضت ورد وهي تري الشړ علي وجهها لتجد فجأة حذاء يضرب ساقيها 
ماشي ياورد 
وضړبت علي فخذيها بضيق 
حتي انتي ياورد 
وندبت حظها 
اه ياكسفتك يامهرة قدام الأعداء 
لتتابعها ورد علي أعتاب غرفتها ضاحكة 
كل حلفائك خانوك ياريتشارد
وقبل ان يضرب الحذاء الآخر وجهها أغلقت باب حجرتها وصوت ضحكاتها يعلو 
في غرفة يحاوطها الظلام كانت رقية تغمض عيناها بآلم لا يراها إلا كشقيقه  مازال يذكرها بالحلوي التي كان يجلبها لها وهي طفله وزفرت أنفاسها وهي تتمتم أسمه بأمل 
أمتي يامراد هتحس بمشاعري 
وتذكرت زواجه منذ ثلاثة أعوام وانفصاله عن زوجته بعد أشهر يومها عاد الأمل يتدفق إليها من جديد
منديلا ورا آخر تلقي به في السلة الصغيره التي بجانب مكتبها وعطست بقوة 
جعلت مني ترفع رأسها من علي الأوراق 
يرحمكم الله 
وضحكت وهي تعد لها كم عطسة عطستها
ديه المره العشرين 
فوضعت مهرة المنديل علي أنفها تجاهد ان تكتم العطسه الحاديه والعشرون كما تحسب مني 
ولكن خرجت عطستها 
وأستنشقت الهواء متبرمه متذكره ماحدث أمس
وعلي طيف ما تذكرته عطسة للمره التي تنسي عددها
يرحمكم الله يامهرة 
فأتسعت عيناها وهي تجده أمامها مبتسما يطالعها غامزا بعينيه 
سلامتك 
أنشغل الصغير في لعبته الألكترونيه وخرجت ورد للشرفة التي تطل علي منظر ساحر تتأمل صفاء السماء والهواء يداعب وجهها 
ولم تشعر بكنان الذي وقف خلفها يسمع تنهيداتها القويه التي تخترق صدره وتقدم منها ليقف جانبها 
وقد فزعت من وجوده ولكنها تمالكت نفسها 
الجو رائع أليس كذلك 
فتمتمت ورد ومازالت نظراتها مصوبه للامام 
سيكون مكان جميل جدا جدا 
فأبتسم وهو ينظر إليها 
انتي أيضا جميله ورد 
فأتسعت عين ورد وقد سكن جسدها من الحركه 
فوجدته يميل نحوها 
لماذا تخجلي من عبارات المدح ورد 
فأبتعدت عنه پصدمه
ماذا 
فأتسعت أبتسامة كنان
انا رجلا لا يخفي مشاعره إذا رأي شئ جميل او أعجبه شئ ولا أخجل من ان أعبر عن ما يدور بعقلي 
فأشتعلت وجنتي ورد حرجا 
اعلم أنك منجذبه لي ورد 
لتنظر اليه پصدمه فقد لاحظ نظراتها نحوه وفركت يداها بتوتر وهي تنظر لجواد المنشغل بلعبته ثم
أتجهت نحوه بخطوات سريعة 
عن أذنك سيد كنان
صافح جاسم مراد بعد أن انتهي من امضاء عقد عمله فقد أصبح مدير المصنع بدل من السيد شوقي 
وخرج من غرفة جاسم بعدما فهم منه اخطاء شوقي 
ليقع عيناه علي مهرة وهي تعطي لمني بعض الأوراق المطبوعة فحين جاء لم يقابلها
أنسه مهرة
فألتفت مهرة نحو الصوت متذكرة مراد ووالده السيد عماد الرجل الضحوك 
ازيك يا أستاذ مراد 
فأبتسم مراد بحبور
كويس انك لسا فاكرة أسمي
فطالعته مهرة وهي تتسأل 
حضرتك هتمسك المصنع مش كده
فحرك مراد رأسه بنعم 
جاسم حكالي علي اللي انتي عملتيه وانك اكتشفتي الفساد اللي فيه 
وتابع بفخر 
انتي شخصيه تستحقي الأحترام يامهرة 
فتوردت وجنتيها من اطرائه لتجد جاسم يخرج من مكتبه فيبدو أنه لديه إجتماع بالخارج 
وتفاجئ من وقوف مراد معها متسائلا
انت لسا هنا يامراد 
فنظر مراد نحو مهرة التي حاشت نظراتها عنهم 
كنت بسلم علي مهرة 
وسار مبتعدا بخطواته 
يلا مع السلامه عشان ألحق اوصل المصنع 
ووقف جاسم يطالع مهرة بأعين متفحصه فأبتسامتها كانت تنير وجهها مع مراد ولكن عندما جاء هو تلاشت وانصرف خارج المكتب بل الشركه بأكملها
أسند أكرم شقيقه كرم الذي يترنح من اثر الشرب 
شقيقه يأتي كل يوم هكذا ووالديه في غفوتهم اما في محلاتهم التي يزداد عددها او نائمون لا يبحثون ورائهم 
كانت الساعه الثالثة وهو يضع شقيقه علي فراشه 
تاني ياكرم رجعت للشرب تاني والسهر في الكباريهات 
فتمتم كرم وهو بعالم أخر
هش هضيع الكيف اللي متكيفه 
لينظر أكرم لشقيقه بلوم 
طب المره اللي فاتت مهرة نجدتك من السچن
ولكن كرم كان قد غفا دون ان يستمع لشئ 
ليزفر أكرم أنفاسه بضيق
محدش ضيعك غير دلع ماما
ډفن وجهه في عنقها وهو يستنشق رائحتها التي افتقدها فأخذت تبتعد عنه 
موافق علي شغلك يامرام 
فجففت دموعها فمنذ ساعات أخبرته أنها لن تتراجع عن قرارها وحدث شيجار بينهم وترك لها المنزل وها هو يعود يراضيها
وحشني حضنك اووي
تذكرت المرات العديدة التي منعته عنها برفض صريح فكلما اقتربوا من بعضهم ليله تستيقظ كارها لنفسها وله متذكرة زواجهم العرفي ومافعلته معه في الحړام
يشعر بالغيرة كلما رآها تقف مع معاذ يتحادثوا وتبتسم له 
شعور الغيرة لم يجربه يوما مع سيلا أما ورد كل شئ معها مختلف
منذ لقائهم بالشرفه وهي تتحاشا نظراته وكأنها تخاف من شئ 
تتحدث مع معاذ الذي يخبرها بسعاده عن خطبته لجارته الجميله التي يحبها رغم سعادتها بحديث معاذ عن خطيبته الا ان قلبها يوجعها وهي تتذكر ماجد من كان يوما خطيبها 
واستأذن معاذ منها ليتابع عمله لتلتف حولها تبحث عن جواد فتجده بجانب كنان وتلاقت عيناهم 
أنهي جاسم حديثه معها في الهاتف ولم يعد كما كان يشعر بالهفة في حديثهم  وأخرج العلبة الأنيقة التي بها خاتم من الألماس ذو فص ازرق يليق بها وبعينيها الزرقاء رفيف هي الزوجه المناسبة له في كل شيء عائلة ومستوي وثقافة ولكن لما أصبح مترددا بعلاقتهما 
وجائت صورة مهرة أمام عينيه بموقفها اليوم عندما أخبرها برحلتهم غدا مع المستثمرين الأيطالين وكان ردها 
قولهم شكرهم وصل انا اديني اليوم ده اجازه وكده تبقي عملت معايا الواجب ياذوق 
كانت تحادثه بتلقائية ولم تدرك آخر جملتها الا عندما سمعت صوته المتهكم
ياذوق انتي فاكره نفسك فين يامهرة
وعاد من شروده وأبتسم 
وقفت أمام مرسي البواخر حانقة من تلك الرحلة التي قد دعوة إليها من قبل المستثمرين الايطالين 
فهم أرادوا قبل رحيلهم ان يدعوها مع جاسم ك شكر لها عما فعلت معهم
ونظرت إلي فستانها الصيفي الطويل بمقت علي شقيقتها 
فورد قد أصرت عليها بأرتدائه حتي نظارتها حاولت أخذها منها ولكن في النهايه نجحت بأن تخبئها في حقيبتها من أجل ان ترتديها ووضعت بيدها علي خصلات شعرها المعقودة وتمتمت بضيق 
انا ماليش في الأجواء ديه لاء انا لازم امشي
وكادت ان تلتف فسمعت صوت جاسم وهو يهتف بأسمها ويبدو أنه قادم أتجهها 
وتذكرت نظارتها التي تعطيها عمرا أكبر من عمرها 
وفتحت حقيبتها سريعا لتخرجها ولكن أين النظاره 
وظلت تبحث وتبحث ولكن دون فائده
وزفرت أنفاسها بقوه وهي تعلم هوية من فعل بها ذلك فبالتأكيد ورد هي من أخذتها 
وألتفت بأرتباك لتجد جاسم يقترب منها ويخلع نظارته السوداء ويرتدي قميصا ابيض وبنطال من نفس اللون وحذاء رياضي 
كان يسير وكأنه كعارض الأزياء فيبدو ان للمال مميزات كثيره منها ان تجعلك كالنجم اللامع 
كويس أنك جيتي يامهرة
فأشاحت وجهها نحو البواخر المصفوفه بالمرسي 
ورد السبب هي اللي اقنعتني مرفضش الدعوه 
فأبتسم وهو يطالعها ولم ينتبه لفستانها ولا أنها اليوم لم ترتدي نظارتها
طب كويس ان في حد ليه تأثير عليكي 
وأشار لها نحو الباخره التي سيصعدوا عليها 
اعتبريه يوم ترفيهي 
وسار أمامها لتتبعه في صمت الي ان صعد علي الباخره ليستقبله أحد المستثمرين مرحبا 
ونظر إلي مهرة التي لم تصعد فمد لها يده كي يساعدها للصعود 
لتنظر مهرة حولها وهواء البحر يداعب وجهها وأرادت ان ترفض مساعدته ولكن عندما رأت المسافه الصغيره الفارغه بينها وبين الباخرة جعلتها تمد يدها بأرتباك له 
فأبتسم جاسم خلسة وقد فهم نظراتها ولم يعلق 
وبدأت الباخرة تتحرك وأندهشت
بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث 
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه 
ليندمج جاسم بعدها معهم فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم 
وأبتعدت عنهم الي ان يأتي موعد الغداء او العشاء
فالشمس قد قاربت علي الغروب 
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه 
الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة 
وقررت ان تطلق لخصلات شعرها العنان 
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها 
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي
 

16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 99 صفحات