الأربعاء 18 ديسمبر 2024

فرح فهيمه بقلم اية السيد

انت في الصفحة 11 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز

يكفيها حرجا مر نصف ساعه وبدأت الأصوات أن تهدأ فيبدو أن الأمر قد تم بسلام وحان وقت عودتها للبيت حملت هاتفها لتتصل بأخيها لكن هاتفه مشغول وبمجرد أن أنزلت الهاتف عن أذنها فتح هو
باب الغرفه ففتحت عيناها بذهول من دخوله المفاجئ..
كان يتحدث عبر هاتفه وهو يفتح باب غرفته فانتفضت فرح وهبت واقفة رفع يوسف يده مشيرا لها أن تهدأ كانت صامته تنظر له بكثير من الدهشه تحاول فهم ما يفعله هذا الشخص بهذا المكان في تلك اللحظه أيعقل أنه ينوي الھجوم عليها وأخذها عنوه!! دخل يوسف للغرفة ثم أوصد بابها من الداخل وما زال يتحدث عبر هاتفه لكن ينظر لها بابتسامه
لا متقلقش أنا هوصلها بنفسي يا نوح لأني عارف إنها پتخاف من الكلاب
أغلق الهاتف ووضعه على مكتبه فهتفت قائله بريب
انت دخلت لهنا إزاي 
تلعثمت قائلة
و...وقفلت الباب ليه!
حدق بها بجراءة ورفع كتفه لأعلى قائلا 
باب أوضتي وأنا حر أقفله أو أفتحه أنا حر!
باب أوضتي وأنا حر أقفله أو أفتحه أنا حر!
ازدردت ريقها بتوتر وهتفت
أوضتك! هو إنت قريب ال...
قاطعها معقبا
الحيوان 
سألها ببرود
صحيح هي سندس عامله إيه!
إذا قد علم بأمر سندس أيضا فمن الواضح أن الحيوان يحكي له كل شيء هكذا حدثت حالها أما هو فجلس فوق الأريكه ووضع رجلا فوق الأخرى قائلا
بتضحكي على جوزك وتقوليله إنك مخلصه دبلون زراعه يا قادره
لم تدرك حتى تلك اللحظه أنه يتحدث عن نفسه اعتقدت أنه أخوه أو ما شابه كانت ستبكي فيا لحظتها المشؤم أتهيم بأخو زوجها أفكار كثيره رسمها علقھا وسيناريوهات أكثر فلو علم زوجها أن قلبها متيم بأخيه سيقتلها ويواري جثتها بأي مكان كانت على وشك البكاء وتجهم وجهها تشعر بقبضة في صدرها جلست على طرف السرير فقد أثقل الحزن كاحلها فلم تعد قادرة على الصمود لأكثر من ذالك وعندما لاحظ شرودها وعبوس ملامحها اتجه نحوها وقطب حاجبيه قائلا
إنت كويسه!
تنهدت بأسى وأغلقت عينيها بحسرة ثم فتحتها ناظرة صوب الباب وهي تقول
لو سمحت يا دكتور افتح الباب مينفعش كدا
كانت تجلس على طرف السرير وانحنى أمامها مباشرة وهو يحدق بها بقوة متفحصا تجهمها فانتفضت وهي تبتعد عنه قائله پغضب
أنا كنت فاكره حضرتك محترم بس الظاهر إن الوش المؤدب الي إنت راسمه وراه إنسان عديم التربيه 
عقب قائلا ببعض الحده
احترمي نفسك يا بت إنت 
عقبت بنفس الجديه
والله أنا محترمه الدور والباقي عليك يالي عامل نفسك محترم وإنت مشوفتش بربع جنيه تربيه
ضربها على جبينها بخفه قائلا
لسانك أطول منك 
صاحب بنبرة جامدة وهي ترفع سباتها بوجهه
لو
________________________________________
سمحت متلمسنيش وافتح الباب ده إلا والله هقول لطنط صفاء
نظر لها بمكر وقال 
طيب مهي طنط صفاء عارفه
ظل يتجه نحوها وهي ترجع بظهرها للخلف حتى اصطدمت بالحائط فهتفت
متقربش وإلا هصوت 
وبمجرد انتهاء جملتها صدع صوت الأغاني عاليا فأغلقت عينيها متمتمة اي الحظ ده!
ابتسم بمكر قائلا
صوتي بقا محدش هيسمعك
ازدردت ريقها بتوتر وقالت 
لو سمحت يا دكتور افتح الباب حضرتك باين عليك محترم وما شاء الله طول بعرض أكيد مش هتبص لوحده زيي 
قالت جملتها وهي تشير على نفسها باشمئزاز فضحك يوسف قائلا 
رحم الله امرؤ علم قدر نفسه 
رفعت سبابتها قائلة
لا لو سمحت أنا عارفه قدر نفسي كويس أوي ومسمحلكش تغلط 
أردفت برجاء وهي تتوسله بعينيها
بالله عليك افتح الباب وأنا مش هقول لحد متخافش 
فتح باب غرفته قائلا بجديه
اخرجي يا فرح 
تنفست بارتياح وهي تخرج من غرفته بتوجس تنظر خلفها
كأن علقھا لا يستوعب أنه تركها وعندما رأتها صفاء أخذت يدها لمكان تجمع بنات العائله يتراقصون ويصفقون بفرحه وقفت فرح كالمغيبه تنظر لهم بعينيها لكن عقلها يرسم صورته أمامها فأصبحت وكأنها لا تراهم تشعر أنها صدمت به وعلى ما يبدو لها أنه لا يعرف للإحترام طريقا وبعد أن ضمت يسر وقدمت لها التهاني ابتعدت عنهم قليلا أما يسر فكان زوجها سامر يرقص معها وإذ فجأة يضمها ويدور بها بكل حب ابتسمت فرح وتمنت تجربة ذالك الشعور أخرجها من شرودها صوت صفير يوسف المرتفع وهو ينظر صوب أخته حدجته فرح بتجهم لتجده بكل جراءة يغمز لها فتنفخ بحنق وتدعو أن يمر الوقت سريعا لتعود لبيتها...
أنا مضايقه من البت دي يا حنان... هاين عليا أروح أجيبها من شعرها خطفت مني حبيبي
كانت حنان تجلس بجوار أختها الصغرى حبيبه ربتت على ظهرها لتطمئنها وهي تبتسم بخبث قائله
متقلقيش يا بت هجوزهولك كدا أو كدا هيطلقها
نظرت لهما حبيبة ولنظرات يوسف تجاه فرح وهتفت بحنق
هيطلقها! مش شايفه بيبصلها ازاي ولا كأنه اتجوزها بالڠصب!
وجهت حبيبه نظرها لفرح بغيظ وهتفت بحنق
خطافة الرجاله دي... ربنا ياخدها 
حبيبة بالثامن عشر من عمرها ذات جسد ممتلئ وطول فارع قمحية البشره وملامحها عادية ليست بالفاتنة 
لكزت حنان يد أختها وهمست بجوار أذنها 
قومي ارقصي كدا عشان تلفتي نظره ليك
قامت وهي تتشدق بالعلكة في فمها وترمق فرح بنظرات حارقه في البدايه بدأت بالتصفيق ثم مسكت يد يسر لترقص معها وسرعان ما تركت يدها لتلفت نظر جميع الحضور إليها وهي تتمايل بطريقه شرقيه وتغني مع الأغنيه لكنها عندما بدأت بالرقص غادر يوسف وتبعها سامر تاركين المكان برمته غاضين بصرهما عنها رمقته فرح متعجبة فأحيانا تشعر أنه مؤدب يحترم حدود دينه
وأحيانا ترى منه جانب أخر لوت شفتيها لأسفل بكثير من الذهول حتى جذبتها حبيبة فجأة لمنتصف الغرفه لترقص فرفعت فرح سبابتها معترضه وهي تبتسم بارتباك لكن حبيبة مسكت يد فرح تحاول جذبها للرقص ومازالت فرح تهز رأسها باعتراض تام لتتدخل حنان قائلة بنبرة مرتفعه تشوبها السخريه 
مترقصي يا حلوه وورينا جمالك
ضحكت حنان بسخريه أمام الجميع
ولا مفيش جمال أصلا... هيكل عظمي مش باينله معالم
ضحك الإثنان بسماجه واقتربت حبيبة تسحب النظاره عن وجه فرح وهي تقول 
وبتشوفي بقا يختي من غير النظاره دي ولا عمشه 
تم اغلاق الأغاني وتصاعدت أصوات الهمهماتكانت فرح على وشك البكاء وضعت يسر يدها على فمها بهلع فها هي حنان قد بدأت مجددا أخذت يسر النظاره من يد حبيبه وأعطتها لفرح فلابد أن تنهي الاحتفال الآن حتى لا تتفاقم الأمور نظرت يسر حولها تبحث عن والدتها أو أخيها فلم تجدهما وقع نظرها على سامر الذي كان يتابع المشهد أمام باب الغرفه وسرعان ما وجه حديثه للجميع قائلا
شكرا يا جماعه الحفله خلصت 
خرجت يسر من الغرفه ومسك سامر يدها ودخلوا لغرفة أخرى وتبعتهما فرح التي تبحث عن أي مكان لتتخفي عن الأعين وتبكي..
سامر ابن عمة يسر توفت والدته حين كان بعمر الزهور في الثامن من عمره فعطفت عليه صفاء وربته بين أولادها حتى ماټ زوجها وانتقلت للقاهره تخرج من كلية طب الأسنان ويفتح عيادة صغيرة بالبلده لمساعدة أهل بلدته وبجوار عمله بمستشفى حكومي شاب طويل القامه ذات ذقن كثيفة وشارب بنفس كثافة ذقنه 
دي الحكايه من أولها لأخرها مخبتش عليك حرف واحد 
قالها يوسف لوالدته التي تجلس بجواره في غرفته وقد حكي لها كل شيء عن فرح وأنها لا تعرف أنه زوجها هو فقط دكتورها الجامعي..
يعني قصدك تقول إن هي كمان مجبره على الجوازه صح
عقب يوسف
واضح جدا من تصرفاتها إنها بتطفشني!
سألت صفاء بابتسامه
بس يا ترى لو عرفت أن إنت جوزها هيكون رد فعلها ايه! 
تنهد بحيره وقال
مش عارف أنا هقولها وهي الي هتقرر هنكمل ولا لأ 
سألته صفاء بتوجس
وعمك هتعمل معاه إيه! 
ابتسم بكر قائلا
عمي متقلقيش هعرف أتصرف معاه 
مصمصت صفاء شفتيها وابتسمت قائلة
دي حكايه ولا في الأفلام 
أردفت بجديه وبابتسامه عذبه
بس والله أنا حبيت فرح وحساها شبهنا ولايقه عليك يا واد 
تنهد يوسف قائلا
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.... ويمكن ربنا جعلي الخير فيها 
نظرت صفاء لعينه وسألته
إنت حبيتها يا يوسف!
ابتسم يوسف ومسح رأسه بارتباك فأردفت والدته 
هي
بصراحه بسكوته كدا وتتحب إذا كنت أنا شخصيا حبيتها من أول نظره 
ابتسم يوسف قائلا
أنا مش عارف والله يا ماما بس الصراحه أنا منجذب ناحيتها 
قاطعهما دخول يسر المفاجئ لتنظر إليهما بوجه مكفهر قائلة
حنان وحبيبه أحرجوا فرح قدام أصحابي والناس الي بره...
جحظت عيني صفاء قائله بصوت ينوي على شړ
وهي فين حنان!!
قصت عليهما يسر ما حدث بإيجاز فاستشاطت صفاء ڠضبا فقد نوت قبل مجيئها للبلد أنها سترد لحنان كل ما فعلته بها سابقا ولن تسكت على أي إهانة لها أو لأبنائها هرولت صفاء من الغرفه بخطوات أقرب إلى الركض لتلحق بها أما يوسف فنظر ليسر قائلا
فين فرح!
رفعت يسر كتفها لأعلى كناية عن جهلها فهتف قائلا
طيب روحي اقعدي مع سامر متسيبهوش لوحده على ما أجي 
اومأت رأسها لأسفل وخرجت من الغرفه وزفر يوسف بحنق ثم خرج خلفها.....
وقفت فرح في الشرفه وأطلقت لدموعها العنان هي لا تبكي فقط لتلك الإهانه لكنها تبكي على كل شيء فما حدث معها هذا اليوم ليس بالقليل مازالت تظن أن يوسف هو أخو زوجها وهذا هو السبب الأول لبكائها مسحت دموعها بباطن كفها وتنهدت پألم وسمحت للمزيد من الدموع بالخروج من مقلتيها مع شهقات متتاليه فهي من فتحت قلبها وسمحت له بالتعلق بيوسف حتى أنها أصبحت تعيش لتراه... 
فرح!
قاطع شهقاتها صوته فمسحت دموعها في سرعة ونظرت أمامها بجمود قائله
هي طنط صفاء فين عشان همشي 
نظر بعينيها قائلا
إنت بټعيطي! دي واحده سفيهه وغيرانه منك يا عبيطه
أكملت بكاء فمسك يدها لتهدأ لكنها سحبتها منه پغضب وقالت بنبرة حاده
أنا مسمحلكش تتمادي في تصرفاتك دي احترم إني مرات أخوك
أنا مسمحلكش تتمادى في تصرفاتك دي احترم اني مرات اخوك
ضحك وكان سيرد عليها لكن قاطعه صوت صفاء المرتفع فهرولوا للخارج....
كانت حنان تبتسم بانتصار بعد أن انتهت الحفله وخرج الجميع من بيت صفاء قامت مع حبيبة لتغادر وهي تبتسم بخبث فنادتها صفاء وقالت بنبرة حادة
هو إنت مش هتبطلي قرف بقا يا حنان 
رمقتها حنان بتهكم ولم ترد عليها وكانت ستغادر متجاهلة لكلامها ومستهزءة بها فرفعت صفاء صوتها قائله پغضب 
والله لو مسكت سلوك الكهربا إنت وأختك العقربه مهتطولي ظفر ابني
رفعت صفاء سباتها بتحذير قائلة
ومن النهارده إلي هيغلط في عيالي هأكله باسناني وفرح من يوم ما اتجوزت يوسف بقت من عيالي
ابتسمت حنان بسخرية ولم ترد فصاحت صفاء
اطلعي بره يا حنان ومتدهليش شقتي تاني لا إنت ولا أختك
هزت حنان رأسها لأسفل فلا تريد الشجار الآن وهتفت قائله
بتوعد وبنظرة حاقدة
ماشي يا صفاء ماشي
خرجت وهي تضحك بمياعه وتبعتها أختها التي ترمق فرح بكثير من الغل والكره فأغلقت صفاء الباب خلفهما پعنف كانت فرح تنظر إليه پصدمه
10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 23 صفحات